تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف تجيد إخفاء مشاعر الحب وكتمان ما بداخلك بسهولة؟

كيف تجيد إخفاء مشاعر الحب وكتمان ما بداخلك بسهولة؟

إخفاء مشاعر الحب أزمة تفتك ببيوتات كثيرة، وفهمها يحل مشكلات عدة، لكن النصيحة المهمة هي ألا نخفي مشاعرنا حتى لا نعيش أشتاتا ونحن في البيت نفسه

إخفاء مشاعر الحب

إخفاء مشاعر الحب أمرًا ليس بالهين، فيحكى ذات مرة، عاش رجل وحيد منفردا في جزيرة نائية، لكنها تتميز بتوافر كل الملذات بها، كل ما يهواه يجده أمامه، يكفيه أن يتمشى صباحا في أروقة الجزيرة لينعم بكل أنواع المتع.. طعام وشراب ومناظر جميلة، وهواء رائق، ونسيم عليل، وحدائق غناء، ووسائل مواصلات ميسورة، وراحة بال لا ينغصها سعي على رزق، أو خوف من مستقبل، لكنه متى يشرد بذهنه، لا يجد أحدا يؤنسه، ويفتح آفاق تفكيره، ويمسح عنه عناء الرحلة اليومية “الممتعة” فتمنى شيئا واحدا، وهو أن يكون له ونيس في طريقه، فخلق الله لآدم حواء وأنشأ بينهما مشاعر الحب والألفة التي نتعايش بها حتى يومنا هذا.

قصة قصيرة تصلح أن تكون أحد فصول رواية طويلة تبدأ بخلق آدم ولا تنتهي إلا بانتهاء هذا الكون تمهيدا لقيام الساعة، قصة يكتب أحرفها كل من يولد ويعيش على هذه البسيطة، فصل في الحب وآخر في المشاعر المكبوتة، وثالث في تدفقها وإغداق البشرية بها، لأهدافٍ عدة ولغايات متباعدة، لكنها في النهاية حاجة من الحاجات البشرية التي لا يستغني عنها أحد كحاجتنا للطعام والشراب والتنفس، لكنها حاجة راقية تسمو بالروح.

الحب

الحب كلمة محيرة المعنى، موحدة الوجهة، لا تعريف لها محدد، لكنها ممارسة تسعد الروح وتبهج القلب، الحب هو المحفز الوحيد على البقاء، وهو راسم أنفاس هذا الكون، وهي الدافع لركوب أمواج الخطر؛ إذ لا يمكن لقلب أن يتحمل أمواج العزلة، وتلاطمات الوحدة، وحفيف الانفراد القاتل، وهو الحكمة الممتعة، والمتعة العاقلة، والحقيقة الكبرى، وهو اتصال الأرض بالسماء، وامتزاج الروح بالروح.

الحب هو الموجه لدفة الإبداع، وهو القائد لسفينة الحياة حتى تستقر في المنزلة التي تليق بها، هو الباعث على الحياة وهو الحياة، متى يظهر ينجلي كل شيء معه، وإذا خِيف منه تحول التمسك بالجمال والحق والفضيلة إلى التمسك بقيم أخرى لا قيمة لها في ميزان البشر.

لماذا نحتاج إلى إخفاء مشاعر الحب ؟

في كثير من الأحيان تواجهنا مصاعب جمة، ومشكلات نتخيل ألا يمكننا حلها، هذا بالإضافة لأمراض نفسية تُقوقِعنا حول أنفسنا، ونتخيل أن الحل الوحيد لها هو تجاهل الآخر، وإهمال إظهار المشاعر، والسعي حثيثا لإخفائها؛ ظنا أن التصريح ضعف وفضح، وأن الصمت قوة وستر، وأن الاستعانة بالكتمان أدعى لاكتمال الوصول للحل، وهذا ظنٌ خاطيء.

إن التحدث بنعمة الله، ونشر القيم الجمالية، وروح المحبة والسماحة بين الناس مدعاة للتعبد، وأحب إلى النفوس التي تقدر الجمال، لكن الأسباب التي تدفعنا لإخفاء مشاعرنا الإيجابية أو السلبية كثيرة، بعضها منطقي موضوعي، وبعضها لا أساس له، بل ويعتبر محض “خزعبلات” في أذهاننا، فمن الأسباب المنطقية لإخفاء مشاعرنا:

  • الخوف من جرح مشاعر الآخرين، والخوف على روحهم من الحزن المترتب على التصريح بحقيقة مشاعرنا تجاههم، خاصة مع توافر معلومات مسبقة حول الفهم الخاطئ لقضية معينة.
  • الخوف من استغلال مشاعرنا استغلالا سيئا، قد يضر بنا وبمن نحب أن نصارحه بحقيقة ما نشعر به، وبذلك نلجأ إلى التعريض والتلميح، ونبتعد عن التصريح.
  • الحياء من إظهاره؛ حفاظا على مكانة المحب، وقيمة المحبوب في أعين ناقصي المشاعر، ومقللي قيمة المشاعر الصادقة النبيلة، التي تعلي من قدر أصحابها.

إخفاء مشاعر الحب عند الرجل

الرجال أقل رومانسية من النساء، ويميلون إلى استخدام عقولهم قبل قلوبهم، لذلك يعتبرون عدم الإفصاح عن مشاعرهم يجعلهم أكثر غموضا وجذبا للجنس الآخر، وأحيانا ما يستشعر الرجل أنه إذا باح بكل ما فيه جعبته من أسرار ومشاعر وآمال وتطلعات، ومخاوف ومعوقات، فسيبدو أحمقا ومتهورا في عين من يبوح له.

الرجل يحب الاستقلالية ويقدسها، ويحب أن يبدو بمظهر القوي المستقل المستغني عن غيره في كل شيء حتى في مشاعره ومواقفه وتصرفاته، ما يجعله مترددا في إتخاذ خطوة تنتهي به إلى الإفصاح عن مشاعره، كما يحتاج الرجل إلى الثقة به واستشعار أنه موئهل لغيره وملتجَأ به، لذلك لا يستشعر الرجل ما تشعر به المرأة، بل يحتاج لأن يقتنع بها ليتخذ موقفا داعما ومشاركا للأسرار الخاصة بها.

كيف يعبر الرجل عن مشاعره

لا يجيد الرجال التعبير عن مشاعرهم، ويكتفون بمجرد إرسال رسائل صغيرة وإشارات يرسلها من وقت لآخر، وعادة ما يرسلها الرجال بصور بدهية، ومهمة للمرأة وتعشقها، لكنها لا تكتفي بها، وتسعى للوصول إلى أقصى تصريح ممكن من الرجل بحبه لها، لكنهم يظهر حبه دون أن يستخدم كلمات بالطرق التالية:

  • النظرة: هي مرآة الروح العاكسة لكل ما فيها، يراقب الرجل بها كل حركات المرأة إذا أراد التواصل معها، وتدل نظرته المطولة على مدى الإعجاب والاحترام.
  • اللمسة: وهي وسيلة التواصل بين الأجساد، حتى ولو لم يتبعها تواصل جنسي، ويعبر الرجل عن مشاعره بلمس اليد، أو الجلوس بجوار محبوبته.
  • الابتسامة: وابتسامة الرجل رضى، وحين يبتسم يكون من السهل عليه أن يغير من أفكاره، أو يعدل من قراراته، فهو ألين من الطفل حين يبتسم، ويلجأ الرجل للابتسام للتعبير عن مشاعر خفية لا يود إظهارها، فتبدو رغما عنه على ملامح وقسمات وجهه.
  • الاهتمام: يفضل الرجل الاهتمام المادي من منطلق المسؤولية، ويقدمها على المسؤولية المعنوية القائمة على الكلمات الجوفاء والشعارات الفارغة، لذلك تجد النساء الرجل يعبر عن حبه بالسهر على راحة زوجه وأولاده، والتضحية بوقت راحته لأجل راحتهم.

إخفاء مشاعر الحب عند المرأة

تتميز المرأة بمشاعر إنسانية دفاقة، تتحكم في سلوكها وأفكارها وأفعالها وردود أفعالها، وكذلك في دوافعها الإنسانية واندفاعاتها العاطفية وتحركاتها العقلية، وتؤثر في نجاحها وإخفاقها، وتتميز عواطف النساء باندفاعاتها ووفرتها منها عند الرجل؛ نظرا لتركيبتها الفسيولوجية؛ لأن منظومة القلب هي المتحكمة في أفعال المرأة بينما تتحكم منظومة العقل في أفعال الرجل.

تعشق المرأة الاهتمام، وترفعه مكانةً عن الحب، لذا تعتمد المرأة على إخفاء مشاعر الحب إذا رأت عدم اهتمام من الطرف الآخر، سواء أكان هذا الطرف رجلا حبيبا أو صديقا أو امرأة، وتريد المرأة من يهتم بها، وتعشق تصرفاته، وتمجد في تفاصيله، لكن إذا انشغل عنها تخفضه أرضا، وتضرب به كل شيء، وترسم له خطا يكون نهايته الاكتئاب والأمراض النفسية.

تعاني المرأة عادةً من تأرجح في حالتها النفسية، ترتفع لقمتها فتغمر من حولها حبًا وحنانًا واهتماما، وتنخفض لأدنى مستوياتها فتغرق من حولها بالمشاكل والتبرم والانزعاج وارتفاع الصوت، وفي هذه الحالة تحب من يسمع شكواها، ويتمعن في حديثها، ولا يقدم لها حلولا، بل يغمرها باهتمامه وحبه، ويصغي لها بسمعه وبصره وقلبه وعقله؛ إذ إن المرأة تحب من يدللها ويحنو عليها.

تلجأ المرأة في أحيان كثيرة إلى إخفاء مشاعرها، والانشغال العاطفي بمشكلات الآخرين إن لم تجد اهتماما منهم بها وبمشاعرها، وهي طريقة تستهدف التنفيس عن مشاعرها المكبوتة وأحاسيسها المتألمة، وكرامتها المجروحة، وتنتهي عادةً بالشعور بالراحة النفسية والتحسن التدريجي، ومن ثمَّ تقوم بأداء دورها من جديد بكل نشاط وبشكل أفضل من ذي قبل.

وتلجأ النساء أيضًا إلى إخفاء مشاعرها والتستر عليها؛ هربا من المشكلات البيولوجية؛ خوفا من ظهورها للعيون المتأملة والأنفس المريضة، ما يجعل المرأة لغزا، وغامضة، لكن غموضها يعجب الرجل، ويزينها في ناظريه ويرفع قدرها، وينزلها منزلة الملائكة.

محمد الجداوي

أضف تعليق

1 × 2 =