تسعة شخصيات

ستيف جوبز الإنسان.. بعيداً عن التفاحة المقضومة

ستيف جوبز الإنسان.. بعيداً عن التفاحة المقضومة

ستيف جوبز هو المخترع ورجل الأعمال الأشهر في عالم الحواسيب، خاصة بعدما أسس شركة أبل وتمكن من جعلها واحدة من كبرى الشركات العالمية، ورحلة كفاحه وصعوده معروفة للجميع، خاصة بعدما صدر كتاب يتناول السيرة الذاتية لـ ستيف جوبز ،بجانب لتجسيد السينما لتلك الرحلة مؤخراً من خلال فيلم يحمل اسمه، ولكن ماذا عن الجانب الآخر من حياته؟.. ماذا عن ستيف جوبز قبل تأسيس شركة أبل وخارج أروقتها؟..

ستيف جوبز .. من هذا ؟

الضوء كان مُسلط دائماً على ستيف جوبز رجل الأعمال والمخترع، ولكن هناك جانب من حياة ذلك العظيم بقي في الظلام، هو ذلك الجزء المتعلق بالجانب الشخصي، والذي لم يتم التطرق إليه بالشكل الكافي إلا مؤخراً، من خلال الكتب والأفلام التي تناولت سيرته.

أصله العربي :

ستيف جوبز مؤسس شركة أبل العالمية يندرج من أصل عربي، فوالده البيولوجيان هما عبد التفاح الجندلي صاحب الجنسية السورية، بينما أمه فهي الأمريكية جوان شيبل، واللذان التقيا في شبابهما خلال فترة دراستهما الجامعية، ونشأت بينهما علاقة كان نتاجها ميلاد طفلهما في 24 فبراير 1955م، والذي عُرِف فيما بعد باسم ستيف جوبز ،ولكن عائلة جوان رفضت إتمام زواجها من السوري عبد الفتاج الجندلي، وذلك لإنهما عائلة كاثوليكية متدينة ترفض تزويج بناتها لغير الكاثوليكيين، وكانت نتيجة ذلك الرفض إنهاء علاقة جوان بعبد الفتاح، والتخلص من كل ما يربطها به بما في ذلك الطفل الذي أنجبته.

السيد والسيدة جوبز :

بعدما رفض الجميع احتضان الطفل الوليد بما فيهم والده، عرضت زوجين أرمانيين من أصول بولندية أن يتبنياه، وهما الزوجان بول وكلارا جوبز، وكانا هما أول من أطلق على الطفل اسم ستيف، ومنحاه اسم عائلتهما فصار بذلك ستيف جوبز ،ولم يدرك ستيف جوبز حقيقة أن كلارا وبول والديه بالتبني إلا في صباه، ولم يؤثر ذلك على علاقته بهما البتة، فقد كانا أحسن الزوجين تربيته وكانا على الدوام الأقرب إليه.

عقدته النفسية :

رغم إن كلارا وبول وفرا لـ ستيف جوبز الرعاية اللازمة خلال مختلف مراحل عمره، وبصفة خاصة مرحلتي الطفولة والصبا، إلا إن معرفته بإن والديه الحقيقيين قد تخليا عنه وهو لا يزال رضيعاً، قد خلف جرحاً غائراً في نفسه، ولم يحاول ستيف جوبز إخفاء هذه الحقيقة عن العامة، فلفترة من حياته حاول إبقاء حقيقة إنه اسم جوبز اكتسبه بالتبني، لكن بعدما توصلت وسائل الإعلام لتلك الحقيقة وضمنتها تقاريرها، لم يعارض ستيف جوبز ذلك ولم يحاول إنكاره، بل كان يؤكد صحته كلما ظهر في أي من وسائل الإعلام، وتم توجيه سؤال إليه يتعلق بماضيه أو بوالده السوري، فكان دوماً ما يصفه بالأب البيولوجي فقط أما والده الحقيقي -في نظره- فهو بول جوبز.

الاعتقاد الديني :

علاقة ستيف جوبز بالاعتقادات الدينية هي علاقة معقدة نوعاً ما، فهو قد ولد في الأساس لأب مسلم وأم كاثوليكية، ثم تم تبنيه من خلال أسرة جوبز وهي أيضاً مسيحية، ولكن الشائع عن ستيف جوبز إنه في شبابه قد تأثر بأفكار بوذا واعتنق البوذية.

التعليم :

اهتم والدي ستيف جوبز بالتبني بإلحاقه بالمدرسة، ولكن ستيف نفسه لم يكن لديه شغف بالعلم بل كان شغفه بالمعرفة، أي إنه لم يكن يهتم بقدر كبير بالتعليم الأكاديمي التقليدي، لكنه كان مبهوراً بالتكنولوجيا المتقدمة والحواسيب، الأمر الذي أدى إلى تدهور مستواه الدراسي، وفشل في الالتحاق بالجامعة، لكنه كان يحرز مراكز متقدمة بالدورات التدريبية التي يلتحق بها، والتي تتمحور الدراسة بها حول عمليات تطوير الحواسيب وتقنيات البرمجة.

إنكاره لابنته ليزا :

الابنة الأولى لـ ستيف جوبز وُلِدت في عام 1978م وتدعى ليزا برينان جوبز، إذ أنها تحمل اسمي عائلتي والدها ووالدتها، فأمها هي كريس آن برينان صديقة ستيف جوبز السابقة، والتي استمرت علاقته بها لعدة سنوات، ورغم إنها كانت علاقة هادئة ومستقرة، إلا إنهما انفصلا بعد إنجاب الطفلة بسبب إنكاره لبنوة الطفلة، متعللاً بأنه مصاب بالعقم ولا يستطيع الإنجاب، فقامت كريس بمنح الطفلة اسم عائلتها وأودعتها إحدى الدور الرعاية، لكن في وقت لاحق لذلك تراجع ستيف جوبز عن هذا القرار، واعترف بإن ليزا ابنته فصارت بذلك تحمل لقب جوبز بجانب لقب برينان.

زواجه :

المرأة الثانية والزوجة الأولى في حياة سيتف جوبز هي لورين باول، وقد أعلن مالك شركة أبل زواجه من لورين في شهر مارس لعام 1991م، وأقيم لهما حفل زفاف بأحد أكبر فنادق ولاية كاليفورنيا وهو فندق أواني، وفي ذات العام أنجب ستيف جوبز ابنه الثاني والأول من زوجته لورين، واسموه ريد ثم أنجبا ابنتيهما إيرين وإيف جوبز..

إنجازاته المهنية :

إنجازات ستيف جوبز أكبر من أن ترصد في بضعة سطور، فقد أحدت ستيف جوبز خلال حياته المهنية طفرة في عالم الإلكترونيات، كما إنه كمخترع وكمدير تنفيذي أشرف على ابتكار وإنتاج العديد من الأجهزة الإلكترونية، منها “IPad، IPod، ونظام تشغيل ماكنتوش”، ولكن يبقى الإنجاز الأكبر في حياة ستيف جوبز هو تأسيسه لشركة أبل، والتي تمكن خلال فترة رئاسته لها من جعلها واحدة من كبرى الشركات العالمية.

الإنجاز الشخصي :

تشتت عائلة ستيف جوبز الأولى وتخلي أبويه عنه، كان دافعه الأكبر نحو تكوين عائلة مترابطة الأوصال، وقد تمكن بمشاركة زوجته لورين باول من تحقيق ذلك، وكان يخصص أغلب وقته في مجالسة عائلته، خاصة في السنوات الأخيرة من عمره، وعلى نحو التحديد منذ عام 2004م، وهو ذات العام الذي استقال فيه من منصب المدير التنفيذي لشركة أبل.

تكريم ستيف جوبز :

إن أردنا التعرف بحق على مدى ما بلغه ستيف جوبز من مكانة رفيعة، فعلينا النظر إلى ما ناله من تكريم، خاصة وإن تلقاه من جوائز وتكريمات لم يقتصر فقط على فترة حياته، فهذا طبيعي بالنسبة لشخص كان له الفضل في ابتكار العديد من الأجهزة التكنولوجية، بجانب إنه كان مُلهماً بالنسبة للكثيرين، ولكن غير الطبيعي هو أن يستمر تكريم حتى بعد وفاته، والأمثلة على ذلك عديدة ومن بينها:

  • نال ستيف جوبز بعد وفاته جائزة جرامي الممنوحة من الأكاديمية الوطنية للفنون والعلوم، وذلك لإن ما ابتكره من تكنولوجيا أحدث ثورة في صناعة الموسيقى.
  • في عام 2013م تم تكريم ستيف جوبز من قبل شركة والت ديزني، وذلك لإسهامه في الارتقاء بمستوى الإنتاج الفني للشركة خلال فترة عمله بها كمستشار، وعضواً بمجلس إدارتها.
  • في 2015م تم تكريم ستيف جوبز من قبل الإدارة الأمريكية، وذلك بطرحها طابع بريدي جديد يحمل صورته.

وفاة أسطورة الحواسيب :

بعد رحلة طويلة من الطموح وتحقيق النجاحات توفي ستيف جوبز ،وتناقلت وسائل الإعلام الأمريكية المحلية وكذا وكلات الأنباء العالمية الخبر، وتصدر نبأ وفاة ستيف جوبز في الخامس من أكتوبر لعام 2011م الصفحات الأولى لكبرى الجرائد، وكذا كان الخبر الأول على مختلف مواقع شبكة الإنترنت، واهتم العديد من مشاهير العالم بتقديم العزاء لأسرة جوبز فور إعلان وفاته، ومن بينهم منافسه مؤسس ميكروسوفت بيل جيتس، ومؤسس فيس بوك مارك زوكربيرج بجانب تيم كوك وسيرجي برين، كما كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أوائل من نعوا وفاة ستيف جوبز

الجنازة الخاصة :

شخص في قامة ومكانة ستيف جوبز من المنطقي أن تكون جنازته حاشدة، وكان من الممكن أن تكون كذلك بالفعل، لولا إن عائلته رغبت في بعض الخصوصية وأرادت مداواة جراحها بعيداً عن الكاميرات والتطفل، فتم تشييع جثمان ستيف جوبز في جنازة بسيطة، اقتصر الحضور فيها على أفراد العائلة وأقرب الأصدقاء فقط.. أما شركة أبل فقد أقامت حفل تأبين حضره جميع موظفيها، مستعضين بذلك الحفل عن عدم إقامة جنازة عامة لمؤسس الشركة ستيف جوبز

سيرة حياة

أضف تعليق