تسعة مجهول
الطقوس الهندية
الرئيسية » غرائب » الطقوس الهندية : تعرف على غرائب الطقوس في الهند

الطقوس الهندية : تعرف على غرائب الطقوس في الهند

الهند بلد متعدد الثقافات، وهناك الكثير من الطقوس الهندية التي ما تزال تحظى بالاهتمام، ﻷنها تتمتع بدرجة من الغرابة، نستعرض بعض من الطقوس الهندية الغريبة.

الطقوس الهندية تتميز بغرابتها الشديدة. فلكل بلد من بلدان العالم طقوس وعادات بل لكل مدينة أو ربما حتى مجموعة من الناس تختلف الطقوس والعادات باختلاف الأماكن والأزمنة فعادات اليوم ليست بالتأكيد كعادات القرون الماضية وإن كان منها ما هو محافظ على مكانته في بعض المجتمعات. كثيرا ما نسمع عن عادات وطقوس غريبة ولكن ما نسمعه شيء وما هو مجمود في الهند شيء مختلف تماماً. إذا ذكرت الهند ذكرت الغرائب والعجائب وما لا يعقله إنسان. اختلاف العادات والطقوس يكون مستمد عادةً من الديانات أو من البيئة المجتمعية أو الانتماء القبلي أو العرقي أو إلى اختلاف البيئة الطبيعة. كل هذه عوامل تؤثر في وجود طقوس وتقاليد متباينة. ومن الطبيعي أن تكون الطقوس الهندية ذات طابع غريب للغاية. فالهند التي تزيد مساحتها عن 3 ملايين كيلو متر مربع ويعيش على أرضها أكثر من مليار وربع المليار نسمة، مما أدى إلى تنوع دياناتها وقبائلها وعادات وطقوس سكانها تنوعا كبيراً ورهيباً.

تعرف على أغرب الطقوس الهندية

غرائب الديانات الهندية

أ- الهندوسية: الهندوسية ديانة غير سماوية ترجع نشأتها إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وهذا كفيل وحده لأن يلحق بالديانة الكثير من الخرافات والتقاليد المبتدعة. يبلغ عدد الهندوس في الهند 900 مليون نسمة ما يعادل تقريبا 81 % من نسبة السكان في الهند. يؤمن الهندوس بتعدد الآلهة حيث يبلغ عدد الآلهة عندهم يصل إلى ملايين الآلهة التي يؤمنون بها حيث قيل إن عددهم يصل إلى 330 مليون. وهذا طبعاً يعد مخالفة صارخة للدين الإسلامي الحنيف الذي يقر بوجود إله واحد فقط لا إله هو الله. إضافة إلى ذلك فإنهم يؤمنون بالطبقية فالمجتمع لابد أن يقسم عندهم إلى خمس طبقات مختلفة يجلس على رأس هذه الطبقات رجال الدين، فقد رجال الدين الشعب إلى طبقات وجعلوا أنفسهم أعلى طبقة في المجتمع والباقي أسفل منهم.

ب- السيخية: هي ديانات لا يؤمن بها الكثير من الهنود. وأغرب الطقوس الهندية التي يؤمنون بها تناسخ الأرواح وهي أن الروح بعد خروجها من الجسد تنتقل إلى جسد شخص آخر غالبا يكون مولود جديد وهذا يعتقدون أنه عذاب للروح فهي لا تنتقل إلى عالم الأرواح الذي هو عالم النعيم بل تنتقل مرة أخرى إلى عالم الأحياء وتظل محبوسة من جسد إلى جسد آخر. ومع هذا فإن السيخيين يؤمنون بالوحدانية، فيؤمنون بوجود إله واحد فقط لا غير. ولكن هذه الديانة ديانة أرضية مثل سائر الديانات الهندية وليست ديانة سماوية.

البقرة المقدسة

تعتبر البقرة في الهند من أقدس المقدسات عندهم فلا يجوز إيذاء البقر أو التعرض له ناهيك طبعا عن ذبحه. تتجول الأبقار في الهند في الشوارع بحرية مثل القطط وغيرها من الحيوانات الأليفة ومن الطبيعي جدا في الهند أن ترى بقرة ترقد في الشارع دون أن يمسها أحد بسوء فهي مقدسة. إن القوانين الهندية تمنع ذبح البقر كما يتعرض من يمسها بأذي إلى السجن طبقا للقوانين و الطقوس الهندية . بل إنه منسوب إلى غاندي قوله أن البقرة “هي أم الملايين من الهنود، وحمايتها تعني حماية كل المخلوقات… إن الأم البقرة أفضل من الأم التي ولدتنا من عدة طرق فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين وتتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما، ولا تتطلب منا شيئًا مقابل ذلك سوى الطعام العادي.

وعندما تمرض الأم الحقيقية تكلفنا نفقات باهظة، ولكن أمنا البقرة تمرض فلا نخسر لها شيئًا ذا بال، وعندما تموت الأم الحقيقية تتكلف جنازتها مبالغ طويلة، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهى حية، لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون.

أنا لا أقول هذا لأقلل من قيمة الأم ولكن لأبين السبب الذي دعاني لعبادة البقرة. إن ملايين الهنود يتجهون للبقرة بالعبادة والإجلال وأنا أعد نفسى واحدا من هؤلاء الملايين”1 فهكذا يرى الزعيم الهندي غاندي مكانة البقر في حياة الهنود وهكذا هي الطقوس الهندية تعظم البقرة وترفع من مكانتها إلى حد لا يتصوره عقل إنسان تصل إلى تقديسها بل إلى عبادتها.

مباركة الإله للطعام

من التقاليد الهندية أنهم لا تمتد أيديهم إلى الطعام قبل مباركة الإله له. فلابد طبقا للطقوس الهندسة أن يأخذ كبير العائلة الطعام إلى محراب موجود بالمنزل يوجد فيه تمثال خاص بالإله الذي تعبده العائلة، يترك الطعام لمدة عشرة دقائق ثم يؤخذ بعد إلى غرفة الطعام لتناوله بعد مباركة الإله له كما يزعمون.

إحراق الأرملة

كانت هذه العادة منتشرة في الهندوس وكافحت السلطات لمنعها عن طريق سن العديد من القوانين التي تجرم قتل المرأة التي مات عنها زوجها، ولكن لا تزال هذه العادة موجودة حتى اليوم في بعض المناطق الريفية في جنوب الهند. حيث يقوم الهنود عند وفاة الزوج بإقامة جنازة له ولزوجته التي لا تزال على قيد الحياة معه حيث يتم حرق جثة الزوج وإعدام الزوجة حرقاً مع جثة زوجها وهي على قيد الحياة. بعض الطوائف تترك الخيار للزوجة لتقرر مصيرها ولكن البعض الآخر يجبر الزوجة على ذلك ولا يترك لها الحرية لتقرر ما إذا كانت ستموت مع زوجها أم لا بل تجتمع القبيلة لتنفيذ الحكم فيها بالحرق مع زوجها. وتعد هذه العادة من أبشع الطوس الهندية المعروفة. فهم يعتقدون أن هذا دليل على إخلاص الزوجة لزوجها، فهي قد قبلت بالتضحية بنفسها واللاحق به بعد موته. ويعتقدون كذلك أنه دليل على العفة والتضحية من جانب الزوجة المسكينة.

إلقاء الأطفال من ارتفاع 60 متر

من الطقوس الهندية الغريبة إلقاء الأطفال من سطح معبد يبلغ ارتفاعه 60 متراً من فوق سطح الأرض حيث يتم ذلك في شهر ديسمبر من كل عام في ولاية “كرناتك”. حيث يتم إلقاء الأطفال مع وجود مجموعة من الناس يلتقطون الأطفال بقماشة في أسفل المعبد. ويعتقد الهنود أن هذه العادة تجلب الخير للأطفال في مستقبلهم وتجعل حياتهم سعيدة ومستقرة.

اختبار الزوجة لزوجها في الهند

يكون للبنات في الهند الحق في اختبار زوجها قبل المضي في مراسم الزواج. حيث يذهب الزوج برفقة زوجته إلى الغابة وتقوم بإشعال النار، وإحراق زوجها في ظهره مرات متعددة فإذا تأوه أو تألم، فلا يصلح لها كزوج. أما إذا تحمل ولم يتألم فإنها تقبل به زوجا لها يشاطرها سنوات حياتها. فبهذه العادة يثبت الزوج جدارته في أن يكون زوجاً حامياً لزوجته تستطيع الاعتماد عليه.

ربما تكون هذه الطقوس الهندية غريبة حقاً ولكن يبقى ذلك أقل القليل من الكثير من العادات والتقاليد والخرافات والأساطير التي تموج بها الهند ويؤمن بها سكانها وهذا فقط ما وصل إلينا وما خفي كان أعظم. فتعداد سكانها الكبير ومساحتها الضخمة وتنوعها الثقافي والعقائدي جعلها أرضاً أشبه بأرض الخيال وجعل معتقدات أهلها هو الخيال نفسه.

معاذ عبد الرحمن

طالب جامعي متخصص في دراسة المجال القانوني.

أضف تعليق

ثمانية عشر + 18 =