تسعة مجهول
تسيبي ليفني
الرئيسية » غرائب » تسيبي ليفني : حقائق وفضائح في مطبخ السياسة

تسيبي ليفني : حقائق وفضائح في مطبخ السياسة

تسيبي ليفني واحدة من أشهر السياسيات في دولة إسرائيل، وقد ساهمت في اتخاذ الكثير من القرارات المصيرية التي أثرت على تكوين دولة إسرائيل، نتعرف عليها هنا.

مِن المؤكد انه لا يختلف اثنان على مُساهمة الفتاة اليهودية تسيبي ليفني في صنع تاريخ إسرائيل والذي لا يتجاوز السبعة عقود، بل إن البعض يرى أنها المرأة الأهم والأعظم في إسرائيل بعد المرأة الحديدية جولدا مائير، ثاني رئيس للوزراء في إسرائيل والمرآة الوحيدة التي تقلدت هذا المنصب، وربما ترجع أهمية تسيبي ليفني إلى تضحيتها بأثمن الأشياء لديها من أجل تحقيق المجد لدولتها إسرائيل، تلك التضحية التي جاوزت الحد في بعض الأحيان لتصل إلى التضحية بالجسد، مما جعلها امرأة مُثيرة للجدل، كُلما ذُكرت ذُكر وراءها كلمتين، هما حقائق وفضائح.

تسيبي ليفني : القصة من الألف إلى الياء

من هي تسيبي ليفني؟

تسيبي ليفني، يهودية صهيونية من تل أبيب، أبواها إيتان وسارة، من بولندا، عاشا في بريطانيا ثم نزحا إلى فلسطين عقب نهاية الحرب العالمية الثانية تمهيدًا لتنفيذ وعد بلفور عام 1948، ويقال أنهما كانا من العصابات الصهيونية المُسلحة والتي كانت تُعرف في أوروبا بمنظمات الآرجون المُسلحة.

ولدت تسيبي ليفني في شهر يوليو عام 1958، أي بعد تأسيس إسرائيل بعشرة أعوام،و ككل المواطنات الإسرائيليات، ريثما بلغت السادسة عشر أدت تسيبي ليفني خدمتها في الجيش الإسرائيلي وحصلت على رُتبة مُلازم أول، ثم عادت لدراسة الحقوق وحصلت على الليسانس قبل أن تلتحق مرة أخرى بالجيش من بوابة الموساد، حيث أدت بعض المهمات الشاقة كان أهمها اغتيال شخصيات فلسطينية شهيرة والحصول على معلومات ووثائق خطيرة ساهمت في ظهور إسرائيل بالشكل الموجودة عليه الآن.

أثناء عمل تسيبي ليفنى كجاسوسة قامت باغتيال عالم ذرة عراقي شهير، كان يعمل على مشروع العراق النووي، حيثُ عملت عنده باسم مُستعار كخادمة، ثم دست له السم في الطعام، وعندما تم اكتشاف الأمر وتم ملاحقتها من السلطات العراقية هربت إلى فرنسا ورفضت السلطات الفرنسية تسليمها لهم،بعد ذلك عادت تسيبي ليفني للمحاماة وتدرجت في المناصب السياسية عن طريق الأحزاب بسرعة البرق.

تسيبي ليفني في السياسة

دخلت تسيبي ليفني السياسة في شبابها عبر بوابة المحاماة، حيث شاركت في الكثير من المظاهرات وانضمت إلى حركة بيتار، وأخذت تتدرج حزبيًا حتى تولت منصب زعيم حزب كاديما المعارض، وذلك في عام 2008، قبلها كانت رئيسة لوزارة الخارجية أثناء فترة رئيس الوزراء شارون، حيث كانت تدعم وجهة نظره بخصوص فك الارتباط، والتي جعلت نتنياهو يُقدم استقالته هو ومن معه.

في سبتمبر عام 2008 قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي استقالته، فكلف الرئيس الإسرائيلي تسيبي ليفني بمهمة رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، وقد يبدو الأمر بالنسبة للجميع فرصة لن تتكرر، إلا أن تسيبي أعلنت في أكتوبر وبقرارٍ مفاجئ أنها لم تستطع تشكيل الحكومة، وأنها ترفض هذا المنصب.

ترأست تسيبي ليفني الكثير من الأحزاب وخاضت الكثير من الانتخابات وانتُخبت عضوًا في الكنيست أكثر من مرة، حتى أصبحت مُخضرمة سياسية قادرة على قيادة البلاد، وما زاد من فُرصها كانت بعض التصريحات والتي قالت فيها حقائق بالغة الأهمية، تم اعتبارها فضيحة من قبل البعض وشيء عادي من البعض الأخر، إلا أن الجميع اتفق على أن ما فعلته تسيبي ليفني كان في صالح ومن أجل خدمة إسرائيل، وما دام كذلك فإن الأمر يُد عملًا بطوليًا، لا يقل بطولةً عن ما فعلوه الجنود في حرب الأيام الستة، وما فعله شارون في حرب أكتوبر وأنقذ إسرائيل من الإبادة المحققة.

فضائح تسيبي ليفني

أفعال تسيبي تُعد فضائح خارج إسرائيل فقط، أما بداخلها فتعد أعمالًا بطولية حدثت كلها من أجل مجد إسرائيل، حيث بدأت هذه الفضائح عقب التصريحات والتي قالت فيها صراحةً أنها استأذنت الحاخام في ممارسة الجنس مع الذين تقوم بالتجسس عليهم إذا لزم الأمر فأفتى لها بجواز ذلك.

كانت أغلب عمليات تسيبي ليفني والموساد عامة تتم في باريس، ويرجع ذلك إلى العلاقة القوية بين مُخابرات البلدين، وقد تمكنت تسيبي خلال فترة الثمانينات من اغتيال أكثر من شخصية عربية، حيثُ كان أغلب الساسة العرب يتواجدون في فرنسا ويُفضلونها عن أي بلد اجنبي أخر.

خلال تلك الفترة تطلبت بعض العمليات تضحية جسدية وإغراءات لم تتأخر عنها ليفني كما تقول بدافع حبها لإسرائيل، لذلك لم تتمكن من إقامة علاقة عاطفية مع أي شخص، لأنها كانت ترى أن هذه العلاقات تتطلب الصدق والأمانة والتفرغ، وكلها أشياء لم تكن موجودة فيها في هذا الوقت، وتقول أنه كانت تتغلب على ذلك بالعلاقات العابرة الوجيزة، والتي يسمح بها الوقت التي تزعم أنها قد أعطته كاملًا لخدمة إسرائيل، تمامًا كما فعل والديها، فالأب كان من أعتى وأقسى الإسرائيين أثناء عمليات التهجير، وكان يقتل كل من يتأخر في تنفيذ الأمر لا يرفضه، أما والدتها فكانت مثلها تؤمن بمبدأ المخاطرة ولا تلتزم بوضعها كأنثى، فكانت تقوم بمهاجمة السفن والقطارات لسرقتها وتمويل العصابات اليهودية، هكذا وجدت تسيبي ليفني نفسها في وسط بيت يدفعها دفعًا نحو التضحية بأي شيء من أجل حلم إسرائيل، لذلك لا تتردد حين يتم سؤالها عن شبابها وعملها في الموساد، فتقول صراحةً ” نعم للجنس من أجل إسرائيل”.

هذا ومن الشائعات التي ترددت بكثرة مؤخرًا تلك الشائعة التي تقول بأن تسيبي ليفني قد مارست الجنس مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهو أمر لم تُثبته ليفني أو تنفيه، مما يعني جواز حدوث مثل الأمر، وإن كان من المؤكد أنه قد حدث مع الكثير من القادة الفلسطينيين والعرب، حيث كانت ليفني في شبابها فتاة حسناء بحق.

تسيبي ليفني ورئاسة الوزراء

لم يعد من المنطقي أن لا يُتوج كل ما فعلته ليفني لخدمة إسرائيل بمنصب رئيس الوزراء على الأقل، حيثُ أنها تمتاز بسجل أبيض خالٍ من الفضائح المالية والنهب، وهو أمر لا يتوفر في بقية المؤهلين لهذا المنصب، كما أن عملها في الموساد وما قامت به من عمليات يعجز عنها الكثيرين قد قرّب منها بشدة هذا المنصب، ولا يبقى فقط إلا أن يرحل بنيامين نتنياهو حتى تكون ليفني أو المُرشحين بشكل الرسمي، ومن المنتظر حدوث ذلك قبل عام 2020، وذلك في ظل التخبط الذي تُعاني منه حكومة نتنياهو حاليًا.

تسيبي ليفني رفضت أكثر من مرة أنها ستُصبح جولدا مائير الثانية، بل كانت تُردد دائمًا أنها لا تُريد أن تُصبح شيء سوى تسيبي ليفني، وفي الحقيقة تاريخها الحافل في إسرائيل يضمن لها ذلك، لكن في بلاد العرب لا يتم اعتبارها سوى جاسوسة مطلوبة من قٍبل الإنتربول في أكثر من دولة عربية على رأسهم العراق التي لم تخجل ليفني في القول بأنها قد قامت باغتيال عالمها الذري أثناء سعيه نحو المشروع النووي العراقي.
وكالعادة يظل ما نعرفه لا يتجاوز العشرة بالمئة، لكن الحقائق كاملة تظهر – غالبًا – بعد وفاة الشخص والعثور على مُذكراته، مثل مُذكرات جولدا مائير والتي قالت فيها صراحةً أنها كانت تخشى العرب خاصة أثناء حرب الأيام الستة وحرب أكتوبر،تنام كل ليلة وهي خائفة من أن تستيقظ فتجد الدبابات العربية أمام مبنى الكنيست، لذلك من المُنتظر أن تحمل مُذكرات تسيبي ليفني بالمثل الكثير من الحقائق والفضائح.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة × 4 =