هل استمعت لاحد الاشخاص يقول على سبيل المزحة او النكتة “الانسان اصله قرد” , او سمعت نكتة عن الانسان الشمبانزي ابو ديل والشعر الكثيف. هذه النكات اصلها يعود الي الفكرة التي اشتهرت بها نظرية علمية وضعها عالم بيولوجي شهير ولكن اسهامه في تاريخ العلم كان للغرابة قليل, ولكن شاء القدر ان تصبح الشهرة من نصيبه وكانت بسبب اعلانه في القرن التاسع عشر عن نظرية تسمي نظرية التطور, او كما يعرفها بعض العلماء نظرية النشوء والارتقاء. والقارئ لتاريخ العلوم يعلم ان دارون كان ليس هو اول من تحدث في نفس الامر ونفس الفرضيات ولكن سبقه مجموعة من علماء المسلمين اسماهم المؤرخون اخوان الصفا لان اسمائهم كانت مجهولة واخفوها حتي لا يتعرضوا للاضطهاد من فقهاء الدين في زمانهم كما فعلوا مع غيرهم.
ما هي نظرية التطور ببساطة ؟

مؤيدي نظرية التطور
المؤيدون لهذه الفرضية يؤكدون كلامهم بعدة ادلة منها ان الانسان فعلا شبيه جدا في تركيبه الداخلي من اعضاء واجهزة بالقردة العليا, ودليل اخر ان الانسان في تشريحه الداخلي هناك فعلا ذيل ضامر في اخر العمود الفقري, وهناك اعضاء ضامرة مثل عظام خلف صوان الاذن, وهناك اعضاء تتضاءل احجامها لعدم اهميتها في الزمن الحالي مثل الزائدة الدودية والتي نجدها كبيرة ومهمة في الارنب مثلا لانه يتغذى على الحشائش, وهذا يؤكد به العلماء ان الانسان الاول كان يتغذى على الحشائش وبالتالي كانت الزائدة الدودية مهمة له. وحديثا يرى العلماء ان الانسان اثناء وجوده كجنين في بطن امه يمر في الاشهر التسعة بتطور حقيقي ينقله في شهر من الشهور الي ما يشبه السمك في التنفس باعضاء شبيهة بالخياشيم, الي قرد صغير عندما يغطي جسمه الشعر في بطن امه.
معارضي نظرية التطور
اما المعارضين لهذه النظرية فهم فريقين, الاول ينظر للموضوع بشكل ديني فينكروه لانه ينكر الخلق وينكر وجود الله ودوره في خلق الكائنات واستعمارهم في الارض, واستخلافه للانسان على هذه الارض, ويرون المؤمنين بهذه النظرية ملحدين خارجين عن الدين. وهناك فريق اخر ينظر في الموضوع بشكل علمي ويرون ان اذا كان الانسان نتاج تطور في القردة العليا, فما الذي يمنع القردة العليا الان ان تتطور ثانية؟ واذا كان المقتنع بالنظرية يدلل بوجود صدفة سيرت التطور طوال سنوات, ما الذي يمنع وجود خالق يسير هذا التطور بارادته وشرحوا في ذلك مثال بسيط, فقالوا بان الانسان صنع العجلة والسيارة والقطار والطائرة من نفس مواد الارض, ولكن في نفس الوقت لم تتطور العجلة لتصبح سيارة بذاتها ولكن بقدرة الانسان الصانع, ولله المثل الاعلى فمثلما خلق القرد يخلق الانسان ويخلق ما نعلم ويخلق ما لا نعلم, اذن لا يوجد ما يمنع ابدا ان يكون التطور سمة المخلوقات ولكن مع وجود الخالق صاحب الامر ومدبر الامور والمنطق لا يتفق ابدا مع فكرة ان يكون كل هذا الكون وكل هذه الحياة جاءت بصدفة فالصدف لا تكتمل صدف والا كان هذا عبث, وما تراه في الكون انتظام دقيق بشكل غير معقول بعيد كل البعد عن العشوائية والصدف.
كيف ننظر الى هذه النظرية
اذن نظرية التطور مجرد فرضية نظرية او رؤية علمية فيها طابع فلسفي لتطور الحياة على كوكب الارض, فيها من الادلة ما يثبتها لمن يريد الاعتقاد فيها, وفيها من الثغرات ما ينفيها ويغير فيها الكثير. والرأي عندي ان تنظر في هذه النظرية بعين الناقد فهي ليست من الحقائق العلمية الثابتة والعلم اصلا هو كل ما يصح تكذيبه, فهو رحلة بحث دائم عن الحقيقة, والحقيقة لا تدرك ابدا ولكن العلماء يجدون المجد والشرف في افناء اعمارهم في رحلة البحث وهو فعلا شرف كبير.






