تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » ظاهرة خطف الأطفال : كيف تحمي أطفالك من أخطار الاختطاف ؟

ظاهرة خطف الأطفال : كيف تحمي أطفالك من أخطار الاختطاف ؟

أصبحت ظاهرة خطف الأطفال من الظواهر المخيفة جدًا في الآونة الأخيرة نظرًا لتكرر حوادث الاختطاف للعديد من الأسباب، سنرى هنا أفضل طريقة للحد من هذه الظاهرة.

ظاهرة خطف الأطفال

إن واقع ظاهرة خطف الأطفال يشير إلى اختلاف الظروف المحيطة بعمليات الاختطاف عما نراه في البرامج التلفزيونية أو الأفلام أو المسلسلات وغير ذلك، وعملية خطف الأطفال تعرف بأنها عملية يتم فيها انتزاع طفل قاصر (لم يبلغ سن الرشد) من حضانة الوالدين أو الموكلين برعايته قسرا ودون وجه حق، وطبقا لإحصاءات المركز الوطني الأمريكي للأطفال المفقودين فإن حوالي 800000 طفل يتم اختطافهم سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من استعادة حوالي 97% منهم، وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تم اختطافهم تبين لأجهزة الأمن أن عملية الخطف تمت من قبل بعض أفراد العائلة أو البعض من معارفهم، كما أن حوالي 25% من الأطفال المخطوفين فقط يتم اختطافهم من قبل الغرباء، وقد توصلت بعض الدراسات إلى أن معظم الأطفال المختطفين يكونون في سن المراهقة، ويتم اختطاف أغلبهم من قبل الرجال الغرباء وليس من قبل النساء، والعجيب في الأمر أن كثيرا من الأطفال الذين تم الإبلاغ عن فقدانهم أو خطفهم يثبت فيما بعد لدى أجهزة الأمن أنهم فقدوا نتيجة سوء تفاهم بين الوالدين حول ما يفترض أن يكون، ومن النادر أن تحدث ظاهرة خطف الأطفال في المدارس، وسوف نتناول في هذا المقال أهم أسباب خطف الأطفال، وبعض الإستراتيجيات المفيدة للتغلب على تلك الظاهرة ومقاومتها، بالإضافة إلى كيفية التصرف عن اختطاف أحد أطفالنا.

ظاهرة خطف الأطفال والعلاج الأكيد لها

أسباب خطف الأطفال

لقد أدى تفشي ظاهرة خطف الأطفال والمراهقين في الآونة الأخيرة إلى انتشار حالة من الفوضى والخوف الشديد لدى كثير من الأسر على حياة أبنائهم، والجدير بالذكر أن تلك الظاهرة تنتشر بصورة مرعبة في المجتمعات الحضرية أكثر من المجتمعات الريفية التي تكاد تنعدم فيها تلك الظاهرة، وتشير الدراسات والأبحاث التي أجريت في هذا الشأن إلى أن الأسباب الظاهرة خلف انتشار ظاهرة الاختطاف لا تتعدى الأسباب الأربعة التالية:

  • طلب الفدية: يعتبر طلب الفدية أو طلب المال مقابل الإفراج عن الطفل المختطف من أشهر الأسباب التي تتم ظاهرة خطف الأطفال من أجلها، وقد يكون إذعان الأسرة لمطالب الخاطفين من أكثر الدوافع التي تؤدي إلى تفشي تلك الظاهرة وانتشارها بشكل مثير للفزع.
  • تجارة الأعضاء: من الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة خطف الأطفال على المستوى الدولي والمحلي أيضاً الاتجار في الأعضاء البشرية؛ حيث تقوم بعض الجماعات باستغلال الأطفال المخطوفين لهذا الغرض الدنيء المنافي لجميع القيم والأعراف المجتمعية والدينية، وقد تكون تلك التجارة على المستوى المحلى أو الدولي من خلال تهريب هؤلاء الأطفال وبيع أعضائهم في دول أخرى.
  • الدعارة: قد تنتشر ظاهرة خطف الأطفال من أجل استغلالهم في أغراض الدعارة وإجبارهم على ممارسة الرذيلة بصورة أو بأخرى سواء على المستوى الفردي أو على مستوى بيوت الدعارة المخصصة لذلك، ومن المثير للدهشة حقا أن يتم ترخيص بيوت للدعارة في بعض الدول مما يؤدي إلى انتشار حالات الخطف والإجبار على ممارسة الرذيلة بصورة تهدد أمن المجتمع واستقراره وتؤدي إلى نشر الفواحش وتفشي الفوضى وعدم الاستقرار.
  • التسول: من الأسباب الشائعة لعملية خطف الأطفال أن يتم اختطافهم وتدريبهم على التسول واستجداء المال من الآخرين واستغلالهم في هذا الغرض، وقد يتعرض الأطفال إلى كثير من صنوف التعذيب والإهانة من أجل اتباع ذلك الطريق أو الخضوع لرغبات الخاطفين وعدم الاعتراض على أوامرهم.

بعض الإستراتيجيات لمنع ظاهرة خطف الأطفال

يتم تقديم حوالي 2100 تقرير أو بلاغ بصورة يومية حول خطف الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية والتي يتم حلها بسهولة إذا ما توافرت بعض المعلومات الرئيسية عن الأطفال من قبل والديهم: كالطول، والوزن، ولون العين، وتقديم صورة واضحة عن الأطفال، ويجب التأكيد على ضرورة أن يعرف الأطفال بعض المعلومات التي تحفظ أمنهم وسلامتهم والتي قد تساعد في الحد من انتشار ظاهرة خطف الأطفال ، وفيما يلي بعض الإستراتيجيات التي قد تساهم في منع عمليات خطف الأطفال:

التأكد من طريقة الرعاية

يجب أن يكون لديك صوراً فوتوغرافية متجددة كل ستة أشهرٍ للأطفال من أجل التعرف عليهم بسهولة، وأيضا ينصح بالاحتفاظ ببصمات للأصابع؛ حيث تعتمد إدارات الشرطة المحلية على برامج البصمات للوصول إلى الضحية.

سلامة أطفالك على الإنترنت

تعتبر شبكة الإنترنت مهمة جدا لكل شخص في العصر الحديث ولكنها أصبحت تهدد كيان المجتمع والأسرة لكونها من الوسائل الحديثة لافتراس واختطاف الأطفال؛ لذلك كن حذرا من الأنشطة التي يمارسها أطفالك أو أحد أفراد الأسرة على الإنترنت كغرف الدردشة مع الأصدقاء والإيميل ومواقع التواصل الاجتماعي، ومن الأولى تذكيرهم دائمًا بعدم نشر أية معلومات شخصية على تلك المواقع أو الغرف، ولضمان الحد من انتشار ظاهرة خطف الأطفال عليك أن تتجنب نشر معلومات خاصة عن أطفالك وصورهم.

أماكن الارتياد

يجب تعيين حدود حول الأماكن التي يرتادها أطفالك والإشراف عليهم في بعض هذه الأماكن التي قد تكون مزدحمة أو تمثل خطرا على حياتهم كمراكز التسوق ودور السينما والحدائق العامة ودورات المياه العامة، كما ينصح بعدم ترك الأطفال بمفردهم في السيارة ولو لدقيقة واحدة في الشارع أو الأماكن المجهولة بالنسبة لهم.

اختيار المربيات ومقدمي الرعاية

لقد انتشرت ظاهرة خطف الأطفال من قبل المقربين بصورة مخيفة؛ لذلك يجب الحرص عند اختيار المربيات أو الخادمات ومقدمي الرعاية للأطفال بعناية شديدة، فإذا كنت قد رتبت مع أحدهم لجلب الأطفال من المدرسة أو من مراكز الرعاية للأطفال فلا بد من حسن الاختيار مع ضرورة مراقبة السلوك لفترة معينة قبل الاطمئنان إليهم وترك الأطفال بين أيديهم.

الحديث الأسري

يجب أن يأخذ رب الأسرة وقتا كافيا مع أطفاله للتحدث عن إجراءات السلامة والوقاية من الاختطاف، فعلى سبيل المثال فإن المركز الوطني الأمريكي للأطفال المفقودين والمستغلين ينظم حملة متميزة لتوفير أدوات ونصائح مجانية لضمان توفير الأمن والسلامة للأطفال، كما يجب أن تتوافر هيئات دولية تقدم مثل تلك المعونات والنصائح أو الإرشادات المجانية التي يجب أن يقدمها الآباء لأطفالهم فيما بعد والتي تضمن الحفاظ على الأطفال ومقاومة ظاهرة خطف الأطفال محليا ودوليا.

بطاقة الهوية

من النصائح المفيدة في هذا الشأن ضرورة إعطاء كل طفل بطاقة هوية تحتوي على اسمه، وتاريخ ميلاده، والعنوان، وأرقام التليفونات التي يمكن التواصل عن طريقها؛ فإذا كان الطفل المفقود صغيرا جدا لا يستطيع أن يتحدث فيمكن للشخص أن ينظر إلى تلك البيانات؛ ليتعرف على مكان إقامته أو الاتصال بأسرته؛ حتى لا يكون الطفل ضحية سهلة أو لقمة سائغة لعملية أو ظاهرة خطف الأطفال .

وضع جهاز تتبعي للطفل

وهي أجهزة تتبع للأطفال كفرق التتبع الرياضية التي قد وضعت وصممت خصيصا للأطفال، ويمكن من خلالها أن يتعرف الآباء على أماكن تواجد أبنائهم مع تحديد مواقعهم، وتعتمد تلك الفكرة على أجهزة الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة؛ حيث ترسل لك تلك الأجهزة رسالة فورية تستطيع من خلالها معرفة أن طفلك يتعرض لخطر ما ليمكنك التصرف سريعا.

الوعي المجتمعي

تمثل ظاهرة خطف الأطفال خطرا محليا ودولياً؛ لذلك يشير بعض أعضاء الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان إلى ضرورة زيادة الوعي المجتمعي لتوضح مدى خطورة هذه الظاهرة على الأسرة والمجتمع على حد سواء، كما تم التركيز على خطورة استسلام بعض الأسر لرغبات الخاطفين والتي تعد من أخطر أسباب انتشار تلك الظاهرة في الآونة الأخيرة، وفي هذا الصدد يوجه النصح للأسرة بضرورة توعية الأطفال بعدم الخروج من المنزل منفردين أو السير مع أحد الغرباء وغير ذلك مما يضمن سلامتهم، كما يجب التحدث مع الأطفال عن كيفية التعامل الغرباء؛ فلا يمكن لأحد أن يتخيل حياته بدون أطفاله، وفيما بعض الطرق التثقيفية لتقليل فرص خطف الأطفال والحد منها:

  • لابد من التحدث مع الأطفال حول سبل توفير الأمن والسلامة لهم ومنحهم المبادئ الأساسية حول كيفية التجنب والهروب من المواقف التي يحتمل خطورتها.
  • عدم قبول الهدايا أو الحلوى أو الورد أو الاقتراب من أي شخص غريب أياً كان؛ حيث تعتبر تلك بعض الوسائل التي يستخدمها الخاطفون في استدراج الضحية لتتم ظاهرة خطف الأطفال بصورة آمنة دون التعرض لإزعاج المارة أو جذب انتباههم.
  • عدم الذهاب مع أي شخص غريب إلى أي مكان حتي ولو كان في ذلك متعة؛ فمن الممكن إغواء الطفل ببعض الأسئلة كأن يقول له: هل يمكنك مساعدتي في العثور على الجرو الخاص بي فقد فقدته؟ أو هل تريد أن ترى القطط اللطيفة في سيارتي؟ أو معي حلوى جميلة في سيارتي فهل تريد أن تتذوقها؟ كما يجب تذكير الأطفال أن البالغين الذين لا نعرفهم لا ينبغي أن نتحدث إليهم أو نطلب منهم أي شيء.
  • إذا حاول بعض الأشخاص أن يجبرك على ركوب السيارة أو لاحظته يتتبعك فعليك بالهروب والصراخ والاستغاثة بمن تثق فيهم أو تعرفهم أو أقرب صاحب محل أو كافتريا أو غير ذلك.
  • يجب أن تخبر الوالد أو الوالدة أو أي شخص بالغ تثق فيه إذا سألك شخص لا تعرفه أسئلة شخصية حتى وإن هددك وطلب منك عدم إخبار الآخرين؛ ولكي تضمن النجاة من ظاهرة خطف الأطفال لا بد من أخذ إذن من الوالدين أو أحدهما عند الخروج من المنزل مع الالتزام باتباع نصائحهما.

كيفية التصرف عند اختطاف أحد الأطفال

تعتبر الساعات القليلة الأولى بعد اختطاف الطفل هي الأهم على الإطلاق؛ لذلك لا بد من تزويد المسئولين بالمعلومات الكافية والمفيدة عن طفلك على الفور وبصورة عاجلة دون توانٍ أو إبطاء، كما يجب إبلاغ الشرطة أو السلطات الأمنية في بلدك فورا إذا تم اختطاف طفلك، وهنا سوف يطلبون منك صورة فوتوغرافية لطفلك وربما يتم توجيه الكثير من التساؤلات حول مكان وزمان آخر مرة رأيت فيها طفلك وما الذي كان يرتديه قبل اختفائه، كما يمكنك أيضا إرسال اسم طفلك وصوره وبياناته إلى بعض وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية أو المقروءة أو إلى مركز المعلومات الوطني للجريمة أو إحدى المنظمات الأخرى مثل حماية الطفل –كالتي في أمريكا- أو المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين والذي قد يقدم لك المساعدات أثناء البحث عن طفلك المفقود؛ وبالتالي يتم التغلب على ظاهرة خطف الأطفال واسترداد طفلك بسرعة.

وعلي الرغم من ارتفاع حالات الاختطاف المحلية مقارنة بالخطف الدولي إلا أن الثانية هي الأكثر صعوبة في حلها عن الأخرى؛ نظرا لمشاركة الهيئات الدولية المختلفة في الوصول إلى الخاطفين والعجز –في كثير من الأحيان- عن التنسيق بينها، وجدير بالذكر أن الخطف الدولي للأطفال ليس جديدا؛ فقد تم توثيق العديد من حالات الاختطاف قديما، ومع ذلك فإنه في تزايد مطرد نظرا لسهولة السفر الدولي، والزيادة في معدل الطلاق والخلافات الأسرية، وبحلول عام 2007 كانت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات الأمريكية والمنظمات غير الحكومية قد بدأت في مصلحة جديدة لاتباع الوساطة كوسيلة يمكن من خلالها حل بعض قضايا خطف الأطفال، وقد تناول هذا المقال ظاهرة خطف الأطفال من حيث الأسباب والإستراتيجيات التي يمكنها منع تلك الظاهرة، وكيفية التصرف إذا ما تم اختطاف طفلك، وفي النهاية لا يجب إغفال النصائح والإرشادات السابقة حفاظاً على سلامة وأمن أطفالنا.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

ثلاثة عشر − 8 =