تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » حرب الجنسين : كيف تتجنبها في العلاقات العاطفية لك ؟

حرب الجنسين : كيف تتجنبها في العلاقات العاطفية لك ؟

مصطلح حرب الجنسين يطلق على نوعية الحروب التي تنشأ بسبب الاختلافات بين الجنسين في العلاقات العاطفية، ولذلك عليك قراءة السطور المقبلة لتجنبها.

حرب الجنسين

حرب الجنسين هو أحد أخطر الأمور التي تهدد العلاقات العاطفية عموماً، وكي نكون أوضح لتعريف معنى المصطلح فالمقصود به بشكل مبسط الاختلاف بين الجنسين الذي من الممكن أن يؤدي إلى عدم تفاهم بطريقة مستمرة، وهو غالباً يكون أمر نفسي، وأحياناً أخرى يكون فسيولوجي، وأحياناً أخرى يكون مقصود، ومن هنا سنوضح لك في هذه المقال عزيزي القارئ بضعة نقاط تجعلك تتجنب هذا العراك وجعل العلاقة بناءة بصورة واضحة، حتي يصير الارتباط بين الرجل والمرأة عبارة عن شيء إيجابي في حياة الاثنين، لذلك حرب الجنسين موضوع مهم جداً سواء بدأت أو ستبدأ أي علاقة مع الجنس الأخر وسنراعي أيضاً في هذا المقال عزيزي القارئ أن نكشف لك أسرار لم ولن تقرأها في أي كتاب أو مقال أخر وهي أسرار حقيقة وستعرف ذلك بمجرد أن ترى عيونك السطور.

طبيعة الجنسين وتأثيرها في حرب الجنسين

الطبيعة النفسية

بالطبع الطبيعة النفسية لدى النساء تختلف عنها في الرجال، وهذه النقطة مهمة جداً في كيفية الوقاية من نشوب حرب الجنسين في جميع مراحل العلاقات سواء خطبة أو زواج أو حتى تعارف أولي، فنحن هنا لا نتكلم عن شيء خاص في شخصية منفردة بل نتكلم عن أشياء عمومية في نفسية الرجال والنساء يجب أن يعلمها الجميع بصورة واضحة، فمعروف جداً أن طبيعة عمل دماغ الرجل تختلف عن طريقة عمل دماغ المرأة ومن هنا تختلف نفسية الاثنان، ومن ضمن الاختلافات الجوهرية هي الأمزجة، فالرجل عميق جداً في مزاجه ومتفرد يعني أنه لا يعاني من اختلاط المشاعر الأولية (الحب والكراهية والفرح والحزن والخوف) وهم أصل كل المشاعر الأخرى، مثال بسيط إذا كان الرجل يشعر بالحب فهو في هذا الوقت يكون شعوره أضعاف المرأة فليس عند الرجل حب اسمه طبيعي الرجل عندما يحب شيء يحبه بجدية وعمق ولكن زمن الشعور يكون قصير، أما السيدات يكون زمن شعورهم بالأشياء قصير ومختلط حيث أن السيدات يمكن أن تشعر بالحب والكراهية والسعادة والحزن والخوف في آن واحد، نعم هذه حقيقة، لذلك شبه الباحثون مشاعر الأنثى بالدولاب حيث تفتح الباب تجد كل الأشياء مختلطة أما مشاعر الرجال مثل الأدراج كل درج به شعور منفصل عن الأخر، ومن هنا نصل أن التعامل مع الرجل يجب أن يكون مستقيم ومباشر لأجل التعامل مع شعوره المباشر العميق، أما التعامل مع نفسية وشعور المرأة يجب أن يكون صبوراً على فك وفصل المشاعر المختلطة عن بعضها حتى تفند لها نفسيتها وتتعامل مع الجانب الرصين فيها وجميع السيدات دون استثناء تقدر الرجل الذي يصبر على اختلاط مشاعرها ويقضي وقته الخاص في التعامل معها في هذا الوقت.

كما أنه أيضاً هناك طبيعة فسيولوجية تحكم السيدات وهي كثرة التغير الهرموني الذي يحدث بصورة دورية بسبب الدورة الشهرية، وهذا التغير الهرموني يجعل السيدات أكثر عرضة للتغيرات المزاجية واختلاط المشاعر مما ينصح العلماء الرجال في هذا الوقت أن يحتملوهن بصورة مطلقة إذ أن السيدات يصرن سهلات الغضب وأكثر عرضة لحالات الاكتئاب والبكاء والمزاج السيئ. أشهر أسباب حدوث حرب الجنسين في مجتمعنا العربي.

قلة الكلام

عزيزتي المرأة أو الشابة أو الفتاة يجب أن تركزي جيداً في أن الرجل كائن خشن بطبعة والعادي أن الرجل أقل من المرأة في التكلم، وربما ذلك يكون هو أول فتائل حرب الجنسين ألا وأن الرجل لا يريد أن يتكلم والمرأة تريد من الرجل أن يتفاعل، ولكن ما تجهله المرأة أن الرجال مستمعون جيدون جداً وهذا حقيقي في المعظم ولن نتكلم عن الحالات الشاذة من الرجال الثرثارين أو الذين لا يستمعون، فبدل من أن تغضبي من قلة تفاعل الرجل مع كثرة كلماتك يجب أن تعلمي أن الرجل يستمتع بكلامك هو فقط يريد أن يستمع إليكِ، ويجب أيضاً أن تقدرين أن الكثرة الزائدة للكلام ليس جيد فمثلما قلت لكِ، تكلمي ولكن لا تنتظرين ردود فعل كثيرة ومع ذلك تأكدي أنه مستمتع ومستمع، كل الفكرة أنه هكذا هم الرجال.

المبالغات

من ضمن الأشياء التي تشعل حرب الجنسين عند الرجل أنه يرى المرأة تزايد على شيء هو يرى أنه طبيعي، فتتعصب المرأة فيهتاج الرجل فتنشأ حرب أهلية داخل أربع جدران الجميع في غنى عنها، في حين أنكِ عزيزتي يجب أن تتفهمي أن حياة الرجال عملية جداً ولا تعترف بالمشاعر والعواطف، فالرجل يصل إلى سن العشرين ويبدأ في حمل هم نفسه وأسرته وهذا يؤدي إلى أنه يتخلى عن بعض الأشياء ويعتمد على ذاته تحت ظروف صعبة ومن هنا يرى الأمور من منحى غير عاطفي بل عملي، لذلك يجب أن تقدري نظرة الرجل للأشياء ولا تعتبري هذا إهمال بل هو مجرد أنه يفكر في ذهنه عن حلول كما اعتاد أن يفعل في عمله في حين أنك أنتِ تحتاجين أحد يشعر بشعورك بطريقتك وهذا سنعالجه في التالي.

حس القيادة

من ضمن مشعلات حرب الجنسين العنيفة وخصوصاً في مجتمعنا الشرقي، الذي هو معروف للعامة بالمجتمع الذكوري أو أن السطوة فيه للذكور، وأن النساء فيه ليس لهم حس قيادي، وفي الحقيقة هذا غير حقيقي إذ أن السيدات يوجد منهن كثيراً من يكون لديهن الإمكانية لإدارة الأمور وترتيب الأشياء والأفكار، ولكن الرجل الشرقي يفكر سيدتي بمنظور مختلف عن منظورك فهو لا يفكر في القيادة كمنصب قدر ما هو يفكر بها كمسئولية فهم دوماً يقلقون على مكان وجودك، وهل أنت بأمان أو لا، هل تحتاجين إلى شيء أو هل أحد قام بإيذائك، لذلك الموضوع في ذهن الرجل ليس كما تعتقدين سطوة قدر أنه خوف، ولكن كي تتجنبي عزيزتي الصدام في هذه النقطة مع شريك حياتك فيجب أن تعلمي كيفية التعامل معه وليس صدامه، وفي المجمل لا تعاندي عناد بات في كل قرار يتخذه الرجل لأن هذا لا يشعل فقط حرب بينكم بل سيجعل الرجل يكره هذه الصفة ومن الممكن أن هذه الصفة تجعله يكرهك أنتِ نفسك، لأن كما سبق أن قلنا أن الرجال ليسوا مجرد أنهم يسعون للسطوة بل هذه هي طبيعتهم الجرأة والحرب ومواجهة الأمور وكل هذه الأشياء تحتاج إلى حس قيادي وضعه الله سبحانه وتعالى في جميع الكائنات، حتى في الحيوانات تجد الذكر هو قائد العشيرة وهذا يوجد غالباً في جينات الذكور جميعاً.

الكرامة في حرب الجنسين

نجد كثير من الرجال لا يتساهلون مع النساء في أمور كثيرة ولا يعرفون حتى طبيعة تعامل المرأة وخصوصاً في مجتمعنا الشرقي لقلة اختلاط الجنسين بشكل مباشر إلى سن متأخر فنشأ نوع من الجهل داخل الرجال تجاه كيفية التعامل مع أخطاء المرأة لدرجة أن بعض الرجال يتعاملون مع أخطاء المرأة على أنها إهانة للكرامة والرجولة في حين أن من الطبيعي أن يخطئ الناس وخصوصاً في بدايات الارتباط، فيجب أن يعرف الرجال خصوصاً أن النساء ليست ملائكة، أنهم بشر مثلهم مثل الرجال تماماً يخطئون وأحياناً أخطائهم تكون كارثية، ولكن يجب عليك كرجل أن يكون لديك سعة صدر لتوضيح الخطأ ومعالجته وليس إدانته والصراخ فيها، فالحقيقة أن السيدات عموماً لا يكررون الأخطاء أكثر من الرجال ونسبة تعلمهم للشيء وسرعة بديهتهم أعلى من الرجال لذلك رفقاً بأخطاء النساء.

أما بالنسبة لكرامة النساء التي تنجرح مرتين في الدقيقة لهي مشكلة كبيرة جداً تؤجج نيران حرب الجنسين، الأنثى الحساسة التي تعتبر أي شيء يفعله شريكها هو عدم تقدير لكرامتها لهي كارثة لأن السيدات أي نعم نسبة تعلمهم للأمور عالية، ولكن التفاهم هم أصعب من الرجال لأنهم يتعاملون عن طريق المشاعر قبل العقل والمشاعر قابلة للتغير كثيراً حسب الحالة المزاجية فمن الممكن أن يفعل الرجل شيء عادي جداً تعتبره هي إهانة كبيرة في حين أن الرجل نفسه لا يعلم ماذا فعل من الأساس وينظر للمرأة في استغراب عن سبب غضبها وهذا يغضب السيدات أكثر ولتجنب هذه المشكلة أيها الرجل وخذ بالك أن في هذه النقطة لم أنصح السيدات بل في الحالتين أنصح الرجال وستعلم فيما يأتي لماذا، ولكن الآن في هذه الحالة اهدأ ولا تجادل السيدة وتعامل معها على أنها طفل صغير يبكي على قطعة حلوى، وأن لم تستسغ هذا التعامل فتخيل وجه المرأة التي تبكي أو تغضب عبارة عن وجه فتاة صغيرة وتعامل معها على هذا الأساس في ظرف 3 دقائق من معاملتها كالطفلة ستجدها هدأت.

الطرف الثالث

في أي علاقة بين اثنين إذا تدخل فيها طرف ثالث أي كان جنسه فإن هذا هو أول لغم تزرعه في حرب الجنسين، اسمع هذه النصيحة، لا ثم لا تدخل أي طرف ثالث بينك وبين شريكك مهما كانت المشكلة حاولا أنتما الاثنين أن تتفادوها بأنفسكم، دخول شخص ثالث سواء صديق أو قريب لهو شيء فعلاً يعقد حال الموضوع أكثر، اجعلا حياتكم الشخصية عبارة عن دائرة ممنوع اقتراب أي شخص منها سواكم، لأن الطرف الثالث حتماً سينحاز ومن الممكن انحيازه هذا يكون بضمير طيب ولكنه سيجعل أحد الطرفين لا يلين أو يلين في وقت تحتاجون فيه لوقفة مع أنفسكم ففي كل الأحوال أنتما الاثنين أدرى بظروفكم فلا تدعون أموركم الشخصية نشرة أخبار يطلع عليها الآخرون.

النصيحة الجوهرية لتجنب حرب الجنسين

الاحترام وهذه النصيحة تهدم كل الصعوبات في بناء العلاقات الصحية بين الجنسين إذ يتجرد فيها الطرفين من كبريائهم وأنانيتهم في سبيل إنجاح العلاقة، وهنا يتم التجرد أيضاً تدريجياً مما كانوا يسمونه الكرامة بعدما يمر عليهم وقت طويل مع بعض، فيعرف الطرفان أن الأخر هو جزء فعلي منه وليس مجرد شريك حياة، وقد أراد أن يوضح بعض الباحثين هذه الفكرة بين شريكي الحياة فذهبوا لرجل وامرأة متزوجين من 50 عام وسألوا كل منهم بعيد عن الأخر “بماذا تصف علاقتك بزوجك دون أن تذكر كلمة حب؟” ثم جمعوا الزوجين بعدما أدلى كل زوج منهم منفرداً برده وكان من الغريب أن الإجابة كانت واحدة ألا وهي “إنه جزء مني.” ، ” إنها جزء مني.”، ومن هنا أقول لكم أيها الرجال والنساء المرتبطون أن الوقت سيجعلكم أقوى من أي حرب جنسين ما دمتم تحترمون بعضكم البعض وتعتبرون أنفسكم جزء من الأخر وهذه حقيقة حياتية أن الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع الحياة منفرداً فما بالك بشريك حياتك الذي يجب أن تصبر عليه مهما كانت أخطاءه تظهر لك كارثية، ولكن في الأخير كلنا بشر ويجب أن نحترم إنسانية الطرف الأخر وأن عندما قبل الاثنين بالارتباط فكان على السراء والضراء وليس على السراء فقط.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

خمسة + ستة عشر =