تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » تحبيب الأطفال في طعام المنزل : كيف تدفعين طفلك لتناول طعامكِ؟

تحبيب الأطفال في طعام المنزل : كيف تدفعين طفلك لتناول طعامكِ؟

تحبيب الأطفال في طعام المنزل هاجس يراود الأمهات حيث تملأهم رغبة في دفع الأطفال لتناول الطعام المطهو في المنزل بدلاً من الوجبات السريعة.

تحبيب الأطفال في طعام المنزل

كثيراً ما ينجذب الأطفال إلى الطعام ذي الشكل الجذاب وبالتالي يرجح الأطفال الصغار كفة الوجبات السريعة على الطعام المعد داخل المنزل وهو ما يشكل مشكلة بالنسبة للآباء إذ أن طعام الوجبات السريعة تكاد فائدته الغذائية تكون منعدمة مقارنة بالطعام المعد بالمنزل وهو عكس ما يحتاجه الأطفال خصوصاً في مراحل النمو المبكرة التي تتطلب توافر كافة العناصر الغذائية المفيدة لجسمهم لضمان نمو صحي و سليم, بالإضافة إلى أن توفير ميزانية مالية كافية لتناول طعام بالخارج على نحو متقارب يعد أمراً مكلفاً للغاية لاسيما مع تعدد عدد أفراد الأسرة؛ فكيف يكون تحبيب الأطفال في طعام المنزل إذاً؟

تحبيب الأطفال في طعام المنزل بدلاً من الوجبات السريعة والمضرة

اختيار الأصناف التي يفضلونها

كن على علم بأن الأطفال مثلهم مثل الكبار سناً يفضلون أصنافاً معينة على الأخرى ويكرهون أصنافاً بشكل كامل فيعرضون عنها تماماً وهو خطأ كثير ما يقع فيه الأهل حيث يعتبرون إعراض الأطفال عن أنواع معينة من الطعام نوعاً من أنواع التدلل المرفوض ولا يدركون أنه أمر طبيعي وفطري تماماً أن يكون هناك انجذاب لطعام معين دون الآخر؛ ولذلك إن كنت ترغب في تحبيب الأطفال في طعام المنزل فيفضل أن تختار دائماً الأصناف التي يحبونها وهو ما ستدركه بالتكرار فتلاحظ ما يحبونه وما يكرهونه.

قائمة الطعام

من عوامل انجذاب الأطفال لوجبات المطاعم هو فكرة الاختيار في حد ذاتها فالطفل يجلس على طاولة وتوضع أمامه قائمة طعام تضم أصنافاً وأنواعاً مختلفة من الوجبات فيختار ما يحلو له منها فيغمره إحساس بالحرية الكاملة في تقرير ما يأكله؛ ولذلك ينصح خبراء التغذية فيما يخص تحبيب الأطفال في طعام المنزل أن يعتمد الآباء على تخصيص مساحة من الحرية للطفل يقرر فيها ما سيتناوله, فيمكن أن يجلسوا مع أبنائهم في كل ليلة لأخذ رأيه فيما يطهونه غداً ويعرضون عليه مجموعة من الأصناف المتاح تنفيذها ويختار هو ما يريده مع احترام اختياره بالطبع وتنفيذه مرتين أو ثلاثة أسبوعياً على معدل ثابت.

تجميع وصفات مختلفة من نفس النوع

معدل شعور الأطفال الصغار بالملل أو السأم تجاه نوع معين من الطعام يكون أقل بكثير ممن هم أكبر سناً؛ فعلى سبيل المثال إن كان الطفل يفضل البيتزا مثلاً فستجده يتمنى لو يأكلها كل يوم ولن يمل منها إلا بعد مدة طويلة جداً على عكس البالغين ممن يملون سريعاً؛ ولذلك إن وجدت أن طفلك يفضل طعام معين دون الآخر حاول استخدام الإنترنت أو البحث في كتب الطبخ لتجميع أكبر عدد ممكن من الوصفات التي تتضمن هذا النوع من الطعام وذلك لتقديم وجبة مختلفة للطفل كل يوم وفي نفس الوقت تحتوي على ما يحبه من أنواع.

إضافة محتويات صحية للطعام

من أهم دوافع تحبيب الأطفال في طعام المنزل هو رغبة الآباء في ضمان أن يتناول وجبات صحية ومفيدة توفر له كافة العناصر الغذائية والفيتامينات الضرورية التي يحتاجها؛ ولذلك يجب الجمع دوماً بين طبخ الوجبات التي يحبها الطفل لضمان أن يتناولها ولا يمتعض منها وبين احتواء تلك الوجبات على كافة العناصر الأساسية مما يستوجب عليك أن تضيف المحتويات الصحية إلى الطعام. على سبيل المثال عند إعداد دواجن أو أسماك أو لحوم قم بإضافة قطع من الخضروات إليها وكذلك على البيتزا, وعند تحضير أصناف الحلويات حاول استبدال الحشوات التقليدية بحشوات من الفاكهة الطبيعية.

توفير الحافز والدافع

كثيراً ما تنجح تلك الطريقة التربوية في تحبيب الأطفال في طعام المنزل أكثر من استخدام سياسة الثواب والعقاب؛ حيث يقوم الآباء باللجوء إلى حافز يحبه الأطفال دوماً ويتشوقون إليه مع تقديم وعد بأن ينالوا ذلك الحافز إذا ما تناولوا طعامهم كاملاً. ويكون ذلك الحافز مثلاً وقت إضافي للعب أو مشاهدة برنامجهم المحبب في التلفاز أو حتى تناول المثلجات والآيس كريم إذا ما نجحوا في إنهاء طبقهم بالكامل, كما يفضل أن يكون الحافز تدريجياً بمعنى أنهم إن قاموا بتناول جزء من الوجبة يحصلوا على جزء من الحافز وكلما زادت الكمية التي يتناولونها كلما زاد الحافز, لكن مع الأخذ في الاعتبار أن يكون كل شيء بحدود حتى لا يندفع الطفل برغبة الحصول على الحافز فيأكل أكثر من طاقته.

توفير القدوة والمثل الأعلى

كثيراً ما يبحث الأطفال حولهم عن قدوة ومثل أعلى يقلدونه في كل ما يقوله أو يفعله, وربما يكون هذا المثل الأعلى متوفراً في الأب أو الأم أو الأخ الأكبر أو المعلم أو الصديق أو حتى شخصية خيالية أو ممثل وممثلة, ويمكن استغلال تلك الميزة في تحبيب الأطفال في طعام المنزل وذلك عن طريق تحفيز الأطفال ليقلدوا مثلهم الأعلى وقدوتهم الذي يتناول الطعام في المنزل دائماً كما يحرص على إنهاء طبقه كاملاً في كل وجبة.

خلط الأطعمة ببعضها

قد يعرض الطفل عن طعام معين لمجرد كرهه لشكله الخارجي فقط إذ أن الطفل في المراحل العمرية المبكرة لا تكون حاسة تذوقه قد نمت بشكل كامل؛ ولذلك إن أصر الطفل على رفض أنواع معينة من الطعام على الرغم من فائدتها الغذائية العالية حاول خلطها بأطعمة أخرى مختلفة حتى يختفي شكلها ولا يتمكن الطفل من التعرف عليها وبالتالي ينخدع ويأكلها كاملة, وأشهر تلك الأمثلة هي الخضروات والفاكهة والتي يسهل جداً خلطها مع أصناف ووصفات أخرى وتقطيعها بحجم صغير حتى يسهل إخفاؤها داخل الصحن فلا يتعرف عليها الطفل وبالتالي تنجح في تحبيب الأطفال في طعام المنزل.

تزيين الأطباق بشكل جميل

من أكثر ما يعرضك للفشل في تحبيب الأطفال في طعام المنزل وتجدهم يتجهون دوماً إلى الطعام المعد خارجه هو الشكل المجمل للوجبة وتقديمها بطريقة جذابة تغذي العين قبل المعدة, بينما تجد الطعام المعد داخل المنزل يقدم مباشرة بعد طهيه بدون تزيين أو تجميل فيعرض الأطفال عنه بالطبع؛ ولذلك حاول تزيين الأطباق بعد طهيها وتقديمها بشكل جميل وجذاب يروق للعين وبدون تكلفة إضافية, فعلى سبيل المثال تقطيع الخضروات على شكل ورد ووضعه في منتصف الطبق أو وضع كمية صغيرة جداً من صوص الطعام على شكل دائرة تدور حول الطبق الذي يتركز في منتصفه الوجبة الأساسية.

إشراك الأطفال

حاول أخيراً إشراك الطفل في مراحل الطبخ المختلفة بداية من تحضير قائمة الشراء حيث تقوم بسؤال الطفل حول الأصناف الغذائية التي يحتاجها في المطبخ وتقوم باحترام رغباته ووضعها بالفعل في قائمة الشراء وجلبها له طالما كانت مفيدة غذائياً, كذلك حاول أخذ الطفل للتسوق معك أياً كان المكان الذي تحضر منه طلباتك وجعله يقارن بين الأصناف المختلفة ويختار فيما بينها, وفي النهاية قم بإشراك الطفل في طهي الوجبات المختلفة ولكن بالطبع في الخطوات التي لا تشكل أي خطراً عليه من جراء الاشتراك فيها فيتجنب تقطيع المكونات أو كل ما يتطلب التعامل المباشر مع الموقد بينما يتركز اشتراكه على تزيين الأطباق أو وضعها على طاولة الطعام أو اختيار الشكل الذي تخرج عليه في النهاية الوجبة.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

عشرين − 20 =