تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » منع الحمل طبيعيا : كيف يمكن منع الحمل بدون استخدام الأدوية ؟

منع الحمل طبيعيا : كيف يمكن منع الحمل بدون استخدام الأدوية ؟

هناك العديد من طرق منع الحمل، لكن منع الحمل طبيعيا له الكثير من المزايا التي سوف نراها هنا، تعرف معنا على طرق منع الحمل طبيعيا المختلفة.

منع الحمل طبيعيا

منع الحمل طبيعيا هي وسيلة يحاول الكثير اللجوء إليها لما للأدوية من آثار جانبية كثيرة، ويتم منع الحمل بناء على رغبة الزوجين في عدم الإنجاب أو تأخيره لبعض الوقت، كما تقدم الدول الكثير من الإرشادات والنصائح لمنع الحمل بسبب الزيادة السكانية، فالعالم يزداد أعداده بشكل كبير جدا مما دفع بعض العلماء من التحذير من هذه الزيادات التي من الممكن أن تؤدي بنا إلى مجاعات وأمراض، إلا أن الكثير من الدول قامت بوضع البرامج لمواجهة الزيادة السكانية برفع درجة وعي المواطنين بالموضوع من جانب وارتفاع مستوى المعيشة وخروج المرأة للعمل من جانب آخر، فأصبح قرار منع الحمل شبه حتمي لدى الكثيرين بسبب الظروف الاقتصادية في أحوال كثيرة، ولمنع الحمل عدة وسائل منها – وهي الأكثر أمانا – الوسائل الطبيعية، ومنها الأدوية ومنها وسائل منع الحمل نهائيا، وسوف نحاول في هذا المقال توضيح الوسائل الطبيعية ومدى نجاحها في مقابل الوسائل الأخرى.

أهم وسائل منع الحمل طبيعيا

وسائل منع الحمل

وسائل منع الحمل تنقسم إلى ثلاث مستويات: الأول، منع الحمل طبيعيا. والثاني، منع الحمل مؤقتا عن طريق الأدوية أو وسائل معينه لذلك. والثالث، منع الحمل نهائيا. وسوف نعرض بشكل سريع لمنع الحمل عن طريق الأدوية والمنع النهائي قبل البدء في تحليل موضوع المنع الطبيعي، بالنسبة للأدوية هي عديدة ومتنوعة ولكن لا يوجد وسيلة منها تمنع الحمل بنسبة 100% ولا يوجد وسيلة منها ليس لها آثار جانبية، والمشكلة الكبرى التي تواجه السيدات في اتباعها أنها تؤجل الحمل لفترات طويلة في الغالب، وتحتاج المرأة إلى الخضوع لفترة علاج إن كانت ترغب في الحمل من جديد، أما المنع النهائي فله طريقتين: الأولى هي ربط عنق الرحم لدى المرأة ولها آثار سلبية كثيرة. والثانية هي عملية طبية يخضع لها الرجل تحرمه من الإنجاب بشكل نهائي ومضمون.

الوسائل الطبيعية لمنع الحمل

انطلاقا مما سبق يتضح لنا أننا في مأزق حقا، فالأدوية لن تمنع بشكل مضمون والمنع النهائي لا يرغب فيه أحد إلا نادرا، لذلك كان الحل في البحث واكتشاف الطرق المعروفة التي يمكننا اتباعها في حالة منع الحمل طبيعيا وهي الأكثر أمانا صحيا وتنقسم هذه الطرق إلى:

الرضاعة الطبيعية

فترة الرضاعة الطبيعية التي تلي مرحلة الولادة وتستمر سنتين تقريبا، هي طريقة قديمة ومعمول بها في العالم كله، وتعد من أشهر وسائل منع الحمل طبيعيا، وتقوم بعض السيدات بمدها إلى أكثر من ذلك للاستفادة من هذا الوقت المتاح، ورغم كل ذلك إلا أن الأمر لا ينجح دائما، فربما تكون قاعدة عامة ولكن لكل قاعدة شواذ، وليس لدينا دليل أو برهان نتوصل منه إن كنت تنتمي إلى القاعدة أم إلى الشواذ، فبعض النساء يحدث لديهن تبويض أثناء الرضاعة مما يؤدي إلى الحمل، وسمعنا كثيرا عن حالات حمل بعد الولادة بفترات وجيزة جدا مما يجعل الأمر غير مريح إطلاقا رغم خلوه من الأضرار الصحية والآثار الجانبية إلا أنه ليس فعال تماما.

القذف الخارجي

يعد القذف الخارجي من وسائل منع الحمل طبيعيا ويعتمد على أن يخرج الرجل المني خارجيا بعيدا عن مهبل المرأة، ولكنه ينتشر أكثر بين المراهقين والذين يمارسون العلاقات الجنسية خارج منظومة الزواج فيكون اعتمادهم على القذف الخارجي وسيلة آمنة وتحقق لهم قدرا ولو بسيط من اللذة الجنسية وإن كانت غير مكتملة، أما الوسائل الأخرى ربما تكون مضمونة بعض الشيء ولكنها ليست آمنة وليست ممتعة بالقدر الكافي، ويتضح ذلك من خلال أن المراهقين يشعرون بالخوف من حدوث الحمل لذلك يستعجلون الأمر ويرضون بالمتعة القليلة في حين أن المتزوجين يريدون المتعة كاملة ولشعورهم بالأمن ربما لا يستطيعون التحكم في الأمر والخروج في الوقت المناسب مما يؤدي إلى تسلل الحيوانات المنوية إلى المهبل ومن ثم حدوث الحمل، وهي أيضا وسيلة غير مضمونة الفاعلية كما أنها نفسيا تسبب بعض المشاكل مثل عدم الشعور بالإشباع الجنسي والذي بدوره يؤدي إلى أن تكون المرأة عصبية وسريعة التوتر والانفعال وعدم الشعور بالرضا والارتياح.

فترة الأمان

وهي التي تعتمد على فترة ما قبل وما بعد التبويض وهي طريقة افتراضية تقوم على التخمين لفترة التبويض لدى المرأة، وتعد من وسائل منع الحمل طبيعيا أيضا والتي يمكن حسابها بأنها 5إلى8 أيام قبل الدورة الشهرية وبعدها 5 أيام أخرى غير ذلك تزيد احتمالية الحمل، وهي طريقة آمنه لا ضرر فيها مع العلم أن فترة الشبق الجنسي وشدة الاحتياج لدى المرأة تكون في فترة التبويض التي يمتنعن فيها عن الممارسة، وهي ضد الطبيعة، ولكن لم تؤكد لنا دراسة ضررها حتى الآن وإن كنت أرى أن للأمر أبعاد نفسية غير مكتشفة. هذه الطريقة لا تصلح للمتزوجين حديثا، وكذلك من يتسمون بالشبق الجنسي؛ لأنها تقوم على المسؤولية والالتزام في الامتناع عن ممارسة الجنس خارج فترة الأمان، ولا تصلح أيضا مع من يعانين من اضطرابات الدورة الشهرية وكونها غير منتظمة، والجزء المهم الذي يتجاهله الكثيرين هو العامل النفسي للمرأة الذي يمكنه أن يقلب الموازين في أي وقت، فأي تغير هرموني أو انفعال ما من شأنه أن يحدث خلل في الحسابات ويؤخر التبويض أو يقدمه ومن ثم لن تكون فترة الأمان محسوبة، ومن وجهة نظري هي طريقة غير فعالة لأننا لسنا آلات يمكن ضبطها على نظام معين، فالمرأة كائن حساس يمتاز بالإحساس والمشاعر العالية تتأثر بشكل كبير بكل ما يحيط بها، وبالتالي يصعب توقع ردود الأفعال فلن تكون فعالة إطلاقا.

الحل الأمثل لمنع الحمل

وبعد عرض كل ما سبق من وسائل منع الحمل وخاصة منع الحمل طبيعيا سوف نستنتج أن لا وسيلة آمنة إطلاقا ولا وسيلة فعالة دائما، وهي نتيجة حقيقية فعلا ومن الشجاعة الاعتراف بها، ولكن ما الحل؟ كيف يمكننا التغلب على هذه المعضلة؟ كيف يمكننا إيجاد الطريقة المناسبة؟ هنا يمكننا أن نقول ذلك من خلال دراسة الأمر كحالة فردية، بمعنى لا حكم إطلاقا على كل الحالات، فكل حالة تختلف عن الأخرى؛ لذلك من الأفضل أن تستشير طبيب متخصص يلم بالحالة جيدا ليعرف الأبعاد الصحية والنفسية ومن ثم يستطيع التقييم، فهناك وسائل ربما تحقق فعالية أكثر في إحداهن ولا تحقق مع الأخرى، ونحن لا نستطيع أن نجزم أو ننفي ذلك، وبناء عليه فالأمر هنا يتم التعامل معه كحالة فردية من خلال المختص مع الوضع في الاعتبار بأن الاحتمالية ستظل قائمة شئنا أم أبينا، وما علينا سوى تقبل الأمر.

وفي النهاية

من وجهة نظري منع الحمل طبيعيا سوف يكون أفضل على الأقل لنبتعد عن مشكلات الأدوية والكيمياء عموما، لأنها ببساطة حقل تجارب لا ينتهي ولا يوجد بها حقيقة مطلقة ودائما ما تخرج لنا حالات استثنائية تهدم لنا القاعدة، ولكن ماذا لو حدث الحمل؟ الحل هنا إما في تقبل الأمر وإعادة هيكلة حياتنا على الوضع الجديد واعتباره أمر من الطبيعية لا يمكننا مخالفته، وإما الإجهاض وأرى أنه حق مشروع لكل امرأة خاصة في حالات معينة يحددها الزوجين، وإن كان لموضوع الإجهاض خلفية أخلاقية مازال النقاش حولها دائرا إلى الآن في حق الطفل في الحياة، ولكني أيضا أرى حق المرأة في جسدها. وفي النهاية نحن أمام طرفين متساويين في نفس الحق ويفرض عليهم الاختيار.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

7 + ثمانية عشر =