معاملة الشريك السابق من الأشياء المحرجة جدًا والتي تقع تحت نطاق التحفظات الكبيرة التي تواجهنا في معاملة الأشخاص الآخرين وذلك بما سبق بينكما من علاقة كنتما تنويان الاستمرار فيها حتى آخر حياتكما ثم انتهت بأسرع مما توقعتما بكثير، يبدو الأمر محاطًا بالإحراج المتبادل والتحفظات بالفعل بسبب وجودكما من قبل في علاقة وانفصالكما عن بعضكما وربما لم يكن الانفصال بالشكل الذي من الممكن أن تتعاملان فيه مع بعضكما دون حساسية، وللأسف يكون الانفصال غالبًا بعد مشاكل جمة يتم تبادل الاتهامات فيها وإلقاء المسئوليات وقد يتطور الأمر لما يشبه العراك ينتهي أخيرًا بالانفصال لذلك فالتعامل مع الشريك السابق يصبح شيئًا نحاول تجنبه وبذلك فإن السعي نحو تفادي الشريك السابق وتفادي الاحتكاك به شيئًا لابد منه ويجب علينا ممارسته بمجرد الانفصال، ولكن في بعض المواقف لا تستطيع تجنب الشريك السابق ولا تفاديه ويصبح التفاعل مع الشريك السابق أمرًا ضروريًا لا مفر منه ولا مهرب وإليك أبرز المواقف التي يصبح معاملة الشريك السابق فيها شر لابد منه ونصائح للتعامل مع هذا الموقف المحرج.
دليلك إلى معاملة الشريك السابق
إن كان الشريك السابق زميل لك في العمل
ستضطر بالطبع معاملة الشريك السابق والاحتكاك به إذا كان زميلاً لك في العمل ولا يوجد مفر من ذلك فستضطر لمقابلته كل يوم وسيكون الموقف محرجًا إذا اتخذت منه جانبًا ما محاولاً تقليل الاحتكاك به وهذا ليس حلاً عمليًا ولن يكون كذلك أبدًا لذلك حاول أن تفرض من البداية طريقة للتعامل مع الوضع مثل أن تحاول إفهام الشريك السابق أنك تود أن تحافظ على الصورة الخارجية لعلاقتكما متماسكة دون شعور أحد بأن هذه العلاقة متهالكة أو بها الكثير من التصدعات لذلك حتى إن انفصلتما يجب أن تحافظا على هذه القشرة الخارجية لعلاقتكما بإلقاء التحية والاطمئنان على أحوالكما البعض بالشكل الروتيني العادي، والتحدث فقط فيما يخص العمل فإن هذا أفضل شكل مثالي لعلاقة اثنين انفصلا عن بعضهما بعد أن كانا مرتبطين.
أما إن لم يستقم الوضع بهذا الشكل فمن الممكن أن تطلب نقلك لمكانِ آخر إذا كان ذلك متاحًا، وإن لم يكن متاحًا إذن في هذه الحالة حاول أن تتجنب الحديث معه أو الحديث عنه ولا تلقي حتى تحية الصباح وحتى الحديث في العمل حاول تلافيه أيضًا حتى تتجنب القدر الأكبر من المشاكل التي قد تأتي على أثر احتكاكما.
إن كان الشريك السابق صديقًا لأصدقائك
ربما تعرفت على شريكك السابق من خلال مجموعة أصدقائك وكنتما الزوج المرتبط في مجموعة أصدقائكما مما يعني أنكما ستتعرضان لكم من الإحراج شديد جدًا إذا اجتمعتما ثانية في جلسة مع باقي مجموعة الأصدقاء،لذلك من هذه الناحية فتكون معاملة الشريك السابق إما أنكما تستطيعان الاندماج ثانية في شلة أصدقائكما دون أن يكون هناك أزمة لكليكما ويسعى باقي المجموعة لعدم إشعاركما أيضًا بعدم وجود أزمة فلا بأس بذلك حفاظًا على تماسك الشلة وعدم شق الصف فيها بسبب عدم وجودكما سويًا أو تأزمكما من وجودكما في مكان واحد سويًا.
وإما أن هناك مشكلات بالفعل وتوتر سيزداد إن جلستما سويًا مهما كان عدد الأصدقاء المحيط بكما فإن الوضع سيكون مأساوي بكافة الأشكال لذلك في هذه اللحظة تكون معاملة الشريك السابق بتجنب الاحتكاك به وأيضًا إذا أتت سيرته في أي وقت لا ينبغي أن تتحدث عنه لا بسلب ولا بإيجاب حتى وإن قام أحد الأصدقاء بمحاولة جرك للحديث حول علاقتكما والأسباب التي أدت لانفصالكما فإن ما عليك سوى أن تتحفظ عن الحديث أو تنسحب من الجلسة بهدوء إذا تمت محاصرتك بالأسئلة ولا سبيل لإسكاتهم ولا الفرار منهم وذلك حفاظًا على مشاعر هذا الصديق وعدم الفتك بخصوصية علاقتكما أمام أشخاص يعرفهم ويعرفونه مما سيتسبب بإحراج وخجل شديد منهم عند ملاقاتهم مرة أخرى.
إن كان الشريك السابق قريبًا لك
معاملة الشريك السابق إن كان قريبًا لك هو تجنب الذهاب إلى منزلهم وتجنب مقابلته قدر الإمكان ولكن إن قابلته يمكنك أن تصافحه بدون إطالة مبتسمًا في وجهه دون توترات، وذلك تجنبًا أن تحرجه أو تشعره بالحزن ذلك وأن الانفصال عن علاقة ثم وجود أحد أطراف العلاقة في حياة الآخر ولو بشكل ضئيل لا يجعله يتجاوز أزمة الانفصال بشكلٍ جيد وربما اتخذ فترة طويلة لتجاوز هذه الأزمة، ويستحسن أن يتم الانفصال بدون مشكلات كثيرة أو مشادات أو خلافات أو تجريح في أي طرف من الأطراف ذلك للحفاظ على الصلة التي بينك وبين أقاربك والرابطة التي تربط الأسرتين.
لذلك معاملة الشريك السابق إن كان من أقربائك يجب أن تتم على قدر عالٍ من الاحترام ودون أي صخب أو أزمات أو مشكلات، وأن تتم بالتراضي والتفاهم بين كل الأطراف وذلك من أجل عدم تمزيق الروابط الأسرية والعائلية بين الأقارب.
إن كان أحد جيرانك
ربما يكون هذا هو الأفضل والأسهل من بين كل الخيارات حيث مرات احتكاكك بهذا الشريك السابق قليلة ويمكنك تفاديها بسهولة، لذلك فإن معاملة الشريك السابق من جيرانك تكاد تكون الأسهل من بين كل الشركاء الذين من الممكن أن تكون بينك وبينهم علاقة سابقة، لذلك من الممكن جدًا أن تلتقي شريكك في المصعد أو على السلم ووقتها وجب عليك أن تبدأ بالتحية وتسأل بروتينية عن الأحوال الحالية فحسب، لا يمكنك تجاهل شخصًا كان بينك وبينه عشرة سابقة وعلاقة كان فيها الكثير من الحب والمودة، لذا يجب عليك ولو على سبيل الأدب والاحترام أن تبدأه بالسلام ولا تتجاهله.
تجنب كل هذا منذ البداية
ربما تثير كل هذه التوترات والأزمات السابقة فيما يخص معاملة الشريك السابق هو طريقة الانفصال ذاتها، حيث يكون الانفصال عادة ناتجًا عن خلافات كبيرة ومشاكل عظمى وأيام طويلة من العراك والشد والجذب وتبادل الاتهامات وتحميل كل شخص مسئولية فشل العلاقة للآخر وحتى إعلان الانفصال يكون عبارة عن إعلان لاستراحة كل طرف في العلاقة من الآخر وأن يقول له كل الأشياء التي تعبر عن فرحه بانتهاء هذه العلاقة حتى وإن كان عكس ذلك مما سيؤثر بالطبع، لذلك ربما تستطيع الخروج بنظافة من كل هذا عن طريق تجنب الاختلافات والمعارك والمشادات، بمحاولة معالجة المشكلة التي قد يحدث بسببها الانفصال، وإن كانت مشكلة لا علاج لها وكان الانفصال ضرورة لا مفر منها فإن عليك أن تحاول إنهاء ذلك بدون معارك أو مشادات وأن تحاول ذكر أبرز الأشياء التي ستخسرها بإنهاء هذه العلاقة وأنك كنت تتمنى لو تدوم هذه العلاقة أطول، ولكن ما باليد حيلة. بهذه الطريقة الأنيقة للانفصال يمكنك أن تتجنب التوترات التي ستحدث بعد الانفصال وأن تُبقي على الاحترام المتبادل في العلاقة والذي يسمح أن تتبادلان التحية وتسألان على بعضكما البعض كل فترة.
خاتمة
معاملة الشريك السابق دائمًا ما تكون محاطة بالتحفظات التي سببها التوترات التي حدثت عند الانفصال ويمكنك التخفيف من حدة هذا الضغط بتلطيف الأجواء وعدم إعطاء فرصة لمزيد من التوتر والتحفظ، ومحاولة احترام الشريك السابق في العلاقة عن طريق استعمال الكلمة الطيبة والابتسامة البشوشة ولو حتى على سبيل مراعاة العشرة الطيبة التي كانت بينكما.
أضف تعليق