تسعة
الرئيسية » العناية الذاتية » العناية بالفم والأسنان » كيف يمكن علاج مشاكل أسنان الرضيع دون زيارة الطبيب؟

كيف يمكن علاج مشاكل أسنان الرضيع دون زيارة الطبيب؟

إن العناية بأسنان الطفل الرضيع تبدأ مع بداية الحمل، وليس صحيحا أنه ما دامت الأسنان اللبنية ستسقط في مرحلة معينة أنه ليس من المهم إعطائها العناية التي تحتاجها، حيث أن معظم مشاكل أسنان الرضيع يكون السبب وراءها هذه المعتقدات الخاطئة.

مشاكل أسنان الرضيع

الكثير منا يتهاون في مشاكل أسنان الرضيع ويظن أن هذه الأسنان اللبنية هي إلى زوال ولن يكون لها تأثير على الأسنان الدائمة. ولكن الحقيقة أن هذه الأسنان الصغيرة التي تظهر بداية من الشهر السادس من عمر المولود ويكتمل ظهورها في عمر العامين تقريبا وتتبدل إلى الأسنان الدائمة بداية من عمر ستة أعوام، الحقيقة أنها هي أساس الأسنان وأن وجود أي مشكلة بها يؤثر على الأسنان الدائمة. وقد أثبتت بعض الدراسات أن تسوس الأسنان اللبنية، وهي المؤقتة، يؤدي إلى تسوس الأسنان الدائمة في الكثير من الحالات. ومن خلال سطور هذا المقال نورد لكِ أهم مشاكل أسنان الرضيع وكيفية الوقاية منها والتعامل معها في حال حدوثها.

مشاكل أسنان الرضيع

مشاكل أسنان الرضيع مشاكل أسنان الرضيع

هناك العديد من مشاكل أسنان الرضيع التي تعود للكثير من الأسباب أو العادات الخاطئة. وأهم هذه المشاكل هو التسوس الذي يعاني منه الكبار والصغار. ونظرا لضعف أسنان الصغار وعدم قيامهم بغسل أسنانهم ورضاعتهم ليلا فإنه من السهل جدا الإصابة بالتسوس. كذلك قد يحدث لفكي الصغير بعض التغييرات التي تعتبر تشوهات به بسبب بعض العادات الخاطئة، والتي يأتي على رأسها استخدام اللهاية- الببرونة- التي تتسبب في حدوث انشقاق في الأسنان الأمامية وبروز بالفك العلوي وتباعد بين الأسنان. وفي حال كانت هناك مشكلة تستدعي العلاج ولم يهتم الأبوين بذلك فقد تتفاقم المشكلة حتى يصل الأمر إلى طريق مسدود ولا يكون هناك حل للمشكلة سوى خلع السن أو الضرس، وهو ما يسبب تشوها في الفكين وتغير في شكل الأسنان الموجودة بالفم، كأن يزداد حجمها طولا لملء الفراغ الذي تركه السن المخلوع أو تتزحزح من مكانها ناحية الأسنان الأخرى لتأخذ مكان السن المخلوع في اللثة.

متى تسقط الأسنان اللبنية؟

تسقط الأسنان اللبنية تقريبا في عمر الستة أعوام. وقد يحدث ذلك قبل هذا التوقيت أو بعده بنحو ستة شهور، وهو أمر لا يسبب القلق على الإطلاق، حيث أنه من الطبيعي أن توجد فروق فردية بين الأطفال. ويستمر تساقط الأسنان اللبنية واحدا تلو الآخر حتى يبلغ الطفل عامه الثاني عشر. وهنا تكون الأسنان الدائمة قد اكتملت لديه تقريبا، ما عدا ضرس العقل الذي يبزغ في سن متأخرة عن ذلك.

أسنان الأطفال الدائمة

عند بلوغ الطفل عامه السادس يبدأ تساقط الأسنان اللبنية وظهور الأسنان الدائمة التي يفهم من تسميتها أنها تستمر معه مدى الحياة. وقد يتأخر ظهور هذه الأسنان حتى يبلغ الطفل عامه الثاني عشر. ويبدأ ظهور الأسنان الدائمة بشكل تدريجي، ويبلغ عددها 32 سنا وضرسا. وأولى علامات بداية ظهور الأسنان الدائمة هي حدوث تخلخل في الأسنان اللبنية، وهو ما يتبعه ظهور الأسنان الدائمة. وعادة ما يكون السنين الأماميين السفليين أول ما يتغيرا. وفي السابعة من عمر الطفل يفقد السنين الأماميين العلويين، ثم يفقد السنين الجانبيين السفليين في عمر السابعة والنصف، يبتعهما السنين الجانبيين العلويين في عمر الثامنة، وما بين العاشرة والثانية عشرة من عمر الطفل يفقد الأنياب والضروس واحدا تلو الآخر.

تآكل أسنان الرضع

مشاكل أسنان الرضيع تآكل أسنان الرضع

إن تآكل الأسنان يعتبر إحدى مشاكل أسنان الرضيع التي تكون ناتجة عن وجود تسوس بها. وهذا التسوس يكون موجودا بسبب الميكروبات والبكتيريا داخل الفم، والتي تتغذى في الأساس على السكريات والنشويات. ودور هذه البكتيريا داخل الفم هو إفراز أنواع من الأحماض التي تتسبب في تآكل الجزء الخارجي للأسنان، وهو الجزء المعدني منها. بعدها ينتشر التسوس أكثر فأكثر ويتغلغل داخل السن حتى يصل إلى العصب. وفي بداية الأمر يصيب التسوس الأسنان العلوية للطفل ثم ينتقل إلى الأسنان الخلفية السفلية. ويفضل علاج أي مشكلة بالأسنان في وقت مبكر حتى لا يؤدي الإهمال إلى خلع بعض أسنان الرضيع؛ الأمر الذي يسبب تغيرا في شكل الفكين وتشوه بهما، كما أشرنا من قبل، حيث أن الأسنان تكون متراصة بشكل معين، وفقدان واحد منها يؤدي إلى توسع ما يجاورها وتغير شكلها. وقد يستمر الشكل غير الطبيعي حتى بعد ظهور الأسنان الدائمة؛ وهو ما يضطر الشخص إلى عمل تقويم للأسنان.

أسباب تآكل أسنان الرضيع

بعد أن تكلمنا عن التآكل الذي يعتبر أحد مشاكل أسنان الرضيع الشائعة، نتكلم عن الأسباب التي تؤدي إلى هذا التسوس، والتي نلخصها فيما يلي:

  • تناول الكثير من السكريات الموجودة في الحلويات والعصائر والحلوى، حيث أن البكتيريا تتغذى عليها.
  • شرب المياه المعدنية والمشروبات الغازية.
  • مناسبة بيئة داخل فم الطفل لوجود البكتيريا، حيث يكون معتما رطبا دافئا به الكثير من السكريات حول الأسنان.
  • إهمال العناية بأسنان الرضيع وتنظيفها وترك بقايا الطعام بها طوال الوقت.

أعراض تآكل أسنان الرضيع

في بداية حدوث التآكل تظهر بعض الأعراض التي تنبئ عن وجود مشكلة ما، والتي لابد من التعامل الفوري معها حتى لا يتفاقم الأمر ويزيد. وأهم الأعراض التي تظهر على الطفل الذي يعاني من التسوس هي ما يلي:

  1. حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  2. احمرار الخدين بشكل ملحوظ.
  3. التهاب اللثة بشكل ملحوظ بمجرد فتح فم الطفل.
  4. سيلان اللعاب بشكل مبالغ فيه.
  5. شكوى الطفل من شعوره بالألم داخل الفم.

الوقاية من مشاكل أسنان الرضيع

لأن الطفل الرضيع لا يمكنه العناية بأسنانه ولا استخدام المعاجين التي نستخدمها نحن الكبار، فإنه لابد من إيجاد بعض الطرق التي تساعد على الحفاظ عليها، اتقاء لأي مشكلة قد تستمر معه لوقت طويل. ومن طرق الوقاية من مشاكل أسنان الرضيع نورد ما يلي:

  1. منذ بداية الحمل على الأم الالتزام بتناول الأطعمة الصحية بالكميات التي تحتاجها وجنينها، حتى تساعد على نمو أسنان الطفل بشكل صحي، وهو ما يكون له تأثيره على المدى البعيد.
  2. الاهتمام بتعقيم وتنظيف كل ما يحيط بالطفل، حيث أنه يولد بدون بكتيريا داخل فمه، وهي تنتقل إليه بعد الولادة عن طريق الاحتكاك بالأشخاص والأشياء المحيطة به.
  3. تنظيف اللثة بعد كل رضعة قبل ظهور الأسنان، وذلك باستخدام قطعة من القماش القطني النظيف، حتى يعتاد الطفل على الاهتمام بنظافة أسنانه منذ الصغر.
  4. يجب تنظيف أسنان الطفل بعد كل وجبة. ويكون ذلك باستخدام قطنة من القماش القطني أو الشاش المبلل والمسح بها على الأسنان، بالنسبة للأطفال تحت سن السنتين. وبعد بلوغ الطفل عامه الثاني يمكن استخدام الفرشاة المخصصة للأطفال ومعجون الأسنان بنسب قليلة لا تتجاوز حجم حبة البازلاء.
  5. التخلص من الببرونة في حال تهتكها واستبدالها بغيرها، حتى لا تتراكم الجراثيم والبكتيريا بداخلها وتنتقل لفم الطفل. ويفضل التوقف عن إعطائها للطفل بمجرد بلوغه عامه الأول، حتى لا تؤثر على شكل الفكين وصحة الأسنان.
  6. عدم تقديم الأطعمة الحلوة المحتوية على السكر بنسب كبيرة حتى يقل نمو البكتيريا ويحد من مشاكل أسنان الرضيع .
  7. الحرص على تقديم الأطعمة المتوازنة التي تحافظ على أسنان الطفل وتساعد على تقويتها وتمنعها من التسوس، وأهمها الكالسيوم وفيتامين د.
  8. الحرص على الكشف على أسنان الطفل بشكل دوري بمجرد ظهور أسنانه اللبنية، وليكن ذلك مرة واحدة كل عام على الأقل. ويجب اختيار الطبيب المناسب الذي يحب الطفل زيارته ولا ينفر منها.
  9. الإسراع في التعامل مع أي مشكلة تصيب الأسنان، وخاصة التسوس، حيث أنه يفضل حشو الأسنان حتى تظهر الأسنان الدائمة بدلا من اللجوء إلى خلعها.
  10. الاهتمام بنظافة أدوات الطفل التي يتناول الطعام بها أو يدخلها بفمه في العموم، حيث أنه من السهل انتقال الجراثيم من الأدوات الملوثة وحدوث مشاكل بالفم والأسنان.
  11. في حال كانت الأم تتعاطى دواء معينا، أيا ما كان، يجب اختيار الأوقات التي لا يكون الدواء فيها مركزا في حليبها بشكل كبير، وأفضلها قبل أخذ الدواء أو بعد ذلك مباشرة، حيث أن أقصى تركيز للدواء في الحليب يكون بعد ساعة إلى ثلاث ساعات من أخذه.
  12. عدم ترك المرضعة في فم الطفل أثناء نومه، سواء كانت تحتوي على الحليب أو العصير، لأن ذلك يجعل السكريات موجودة بفم الطفل طوال فترة الليل ويزيد من احتمالية حدوث التسوس الناتج عن وجود بكتيريا بالفم.
  13. فطام الطفل من الرضاعة الليلية في الوقت المناسب، وهو من عمر ثمانية أشهر لعام، المهم أن لا يتجاوز الطفل عامه الأول وهو لا زال معتادا على الاستيقاظ والرضاعة خلال الليل مرارا وتكرارا، فذلك يسبب نفس المشكلة التي يسببها ترك المرضعة بفمه.
  14. بداية من عمر ثلاث سنوات، يفضل استخدام مادة الفلورايد لوقاية أسنان الطفل من التسوس؛ وهي مادة يضعها الطبيب على مينا أسنان الطفل حتى تحميها من التسوس.
  15. إلى جانب استخدام الفلورايد كإجراء وقائي من التسوس، يمكن كذلك استخدام ما يسمى بطلاء الأسنان، وهي مادة بيضاء يقوم الطبيب بوضعها على الضروس الخلفية للطفل، بحيث تكون محمية من التسوس.
  16. استشارة الطبيب في الكمية المسموح بها من الفلورايد في كل مرحلة من مراحل حياة الطفل حتى لا تتعرض أسنانه للضرر.

علاج مشاكل أسنان الرضيع في المنزل

مشاكل أسنان الرضيع علاج مشاكل أسنان الرضيع في المنزل

ذكرنا فيما سلف أن الطفل الرضيع يتعرض للعديد من المشاكل التي تحدث لأسنانه، وقمنا بسرد بعض الطرق التي تساعد على الحفاظ على الأسنان قوية وصحية. ومن خلال هذه الفقرة نوضح أهم الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع مشاكل أسنان الرضيع في المنزل دون الذهاب إلى الطبيب. وعلى سبيل المثال، لو تعرض الطفل لآلام التسنين المعروفة، فإنه يمكن استخدام أي شيء بارد للتخفيف من تورم اللثة وألمها، مثل قطعة من القماش المبللة والمجمدة أو قطعة من الخيار أو الجزر أو التفاح أو الكمثرى المجمدة. ويمكن كذلك استخدام البسكويت المخصص لفترة التسنين، والذي يساعد حكه باللثة عند مضغه على تقليل الشعور بالألم.

وأخيرا، لعله يتراءى لك أن العناية بأسنان الرضيع تحتاج للكثير من العناية وبذل الجهد، ولكن اعلمي أن نتيجة كل جهد تبذلينه مع طفلك، سواء للحفاظ على أسنانه أو لغير ذلك، ستظهر لك ولن يضيع مجهودك سدى.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

واحد − 1 =