تسعة
الرئيسية » العناية الذاتية » العناية بالفم والأسنان » عود الآراك : كيف تحصل على فوائد عود الآراك أو المسواك ؟

عود الآراك : كيف تحصل على فوائد عود الآراك أو المسواك ؟

عود الآراك أو كما يطلق عليه المسواك أو السواك هو غصن أحد الشجيرات استخدم من قديم الزمان في تفريش الأسنان، نتعرف على فوائد عود الآراك عن قرب.

عود الآراك

عود الآراك أو السواك يُستخرج من شجرة الآراك أو شجرة فرشاة الأسنان، واسمها العلمي هو (سلفادورا برسيكا)، ويستخرج السواك من أنواعٍ عديدة من الأشجار المشهورة، ومن أهمها: الإسحل والبشام وشجر الضرو، وبالرغم من ذلك إلا أنه يبقى السواك المستخرَج من شجر الآراك هو الأجود والأفضل على الإطلاق؛ لذلك عرف الكثير من الناس -وعلى رأسهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم- قيمته وأهميته وفوائد أعواد السواك المستخدمة من هذا الشجر لصحة الفم والجهاز الهضمي بصفة عامة، ومن هنا سوف يتناول هذا المقال نبذة مختصرة عن شجرة الآراك، والتركيب الكيميائي لعود الآراك، وأهم فوائد استخدام عود الآراك أو السواك للإنسان، وكذلك بعض فوائد ثمار وأوراق شجرة الآراك.

تعرف على فوائد عود الآراك عن قرب

ماذا تعرف عن شجرة الآراك؟

شجرة الآراك -أو كما يطلق عليها شجرة فرشاة الأسنان- تشبه شجرة الرمان في شكل أوراقها البيضاوية الملساء المتقابلة، وتتميز بأنها دائمة الخضرة طوال العام، ولها نمو خضري كبير ومتسع على سطح الأرض ولا يزيد ارتفاعها عن أربعة أمتار، وتمتد جذورها لمسافات طويلة تحت سطح الأرض بشكل أفقي؛ لذلك فهي تجعل الصحراء التي تنمو فيها مشابهة لشكل الغابات، وتزهر شجرة الآراك أزهاراً صفراء تميل إلى الخضرة، ثم تُخرج ثماراً أكبر من حبة الحمص بلونٍ أخضرَ ثم يتغير إلى اللون الأحمر ثم الأسود عند النضج، وتتميز ثمارها بطعمها الحلو ولا يوجد في الثمرة إلا بذرة واحدة، وتكثر الأشجار التي يستخرج منها عود الآراك في المناطق الصحراوية والحارة وخاصة في الأودية والمناطق الاستوائية، ومن أشهر المناطق التي تنتشر فيها أشجار الآراك السعودية في منطقتي (أبها وجيزان)، وفي مصر (بالصعيد وسيناء)، وفي السودان، وفي إيران، وفي شرق الهند وباكستان وفي مناطق متفرقة أخرى من وادي النيل.

عود الآراك

يُتَّخذ عود الآراك أو السواك من أغصان أو جذور أشجار الآراك، وأفضل أنواع السواك هو ما يؤخذ من جذور الآراك بحجم متوسط بشرط أن تكون الأشجار بالغة من العمر ما لا يقل عن سنتين أو ثلاث سنوات، ويتم تنظيف أعواد السواك أو الآراك وتقطيعها بأحجام متناسقة وتغليفها ثم طرحها في السواق للبيع، ويرتفع سعر عود الآراك في الأيام الأولى التي تلي قطعه مباشرة؛ لأنه يكون حارا وطرياً ليناً لا يجرح اللثة ولا يصيبها بالتهابات أو غير ذلك، ثم يقل السعر بعد ذلك عندما يجف السواك أو عود الآراك ، وتكون جذور الآراك عبارة عن أليافٍ كثيفة ممتدة بشكل مستقيم؛ مما يجعلها تصلح لتكون فرشاة لتنظيف الأسنان والفم والاستياك بها بعد تقشيرها والدق عليها قليلا لإظهار تلك الألياف والاستفادة منها ومن المواد المطهرة التي تتميز بها.

التركيب الكيميائي لعود الآراك

لقد اكتشف العلماء الأجانب من أمريكا وألمانيا بالمشاركة مع بعض العلماء من جامعة الملك سعود أن الأعواد أو الجذور المستخرجة من شجرة الآراك لاستخدمها كسواك تحتوي على حوالي (22) مادة طبية تميزها عن جميع الأنواع والمواد الصناعية التي يصنع منها معجون الأسنان، ومن أهم تلك المواد: مادة السنجرين التي تعتبر مطهرا قويا وقاتلاً للجراثيم والبكتريا، ومادة العفص التي تعمل على تطهير الفم مع تميزها بقدرتها القابضة التي تعمل على وقف النزيف، وإحدى المواد التي تشبه البنسلين والتي تعمل على تخفيف آلام الأسنان والتقليل من أوجاعها، وبلورات السيليس التي تعمل على إزالة الأوساخ والبكتريا، وبعض الألياف السيليولوزية، وكلوريد الصوديوم وبيكربونات الصوديوم، بالإضافة إلى كلوريد البوتاسيوم، وأكسالات البوتاسيوم، وبعض الأملاح المعدنية، وبعض الزيوت العطرية التي ترطب الفم وتعمل على تعطيره وتغيير رائحته، وبعض الفلوريدات كمركب السلفارورين والتراي ميثايل أمين، وبعض الفلوريد والدسيليكا، كما يحتوي عود الآراك على نسبة من الكبريت وفيتامين (ج) وغير ذلك من المواد المفيدة جدا لصحة الفم وصحة الجهاز الهضمي لدى الإنسان بصفة عامة.

أهم فوائد عود الآراك للإنسان

يعتبر فم الإنسان هو البوابة الرئيسية التي يمر منها الطعام والشراب والهواء إلى داخل الجسم؛ لذلك فإن نظافة تلك البوابة يعني نظافة الطعام والشراب والهواء المار عبرها إلى داخل الجسم مما يمنح الشخص شعورا بالنشاط وحياة ملؤها السعادة والصحة والعافية، وعلى النقيض من ذلك فإن تلوث تلك البوابة وانتشار الجراثيم والميكروبات في الفم يعني إصابة الشخص بكثير من الأمراض التي تنتقل مع الطعام أو الشراب من الفم والأسنان إلى الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي مما يهدد حياة الإنسان بالخطر وإصابته بكثير من الأمراض؛ ومن هنا تأتي أهمية استخدام عود الآراك أو السواك كوسيلة سهلة لتنظيف الأسنان والفم من جميع الميكروبات والجراثيم والفطريات العالقة بها، وفيما يلي أهم فوائد استخدام عود الآراك أو السواك:

  • قتل الجراثيم والفطريات: يحتوي عود الآراك على بعض المواد الكبريتية بالإضافة إلى مادة السنجرين والتي تتميز بقدرتها على قتل الجراثيم والبكتريا الفموية التي تتكون بسبب بقايا الطعام التي تتخلل الأسنان مسببة الكثير من الأمراض المعوية والمعدية؛ لذلك فإن المواظبة على استعمال السواك يخلص الإنسان من تلك الفطريات والجراثيم ويضمن له صحة جيدة، وقد أجريت دراسة في هذا المجال بجامعة مانيسوتا بأمريكا وأثبتت أن استخدام السواك أو عود الآراك يقتل الجراثيم التي تصيب الفم واللثة بصورة أفضل بكثير من استخدام الفرشاة والمعجون.
  • علاج أمراض اللثة: أشارت الأبحاث إلى أن السواك أو عود الآراك يحتوي على مادة الفلورين بالإضافة إلى بعض المواد القابضة والتي تعالج الكثير من أمراض والتهابات اللثة وخاصة مرض نزيف اللثة الذي يؤرق كثيرا من الأشخاص، حيث يعمل على تقوية الشعيرات الدموية التي تغذي اللثة وتمدها بالأكسجين اللازم والتالي يعمل على تخليصها من الالتهابات والنزيف وبعض الأمراض الأخرى.
  • تبييض الأسنان: تعمل مواد الكلوريدات والسيليكات التي يحتوي عليها عود الآراك أو السواك على تبييض الأسنان ومنع تكون الجير على مينا الأسنان مع الحفاظ على نضارتها وبياضها الناصع وتخليصها من الاصفرار، وقد ثبت أن مفعول السواك يستمر حوالي عشر ساعات تقريبا بعد الاستعمال.
  • مكافحة التسوس: لقد ثبت أن المواد الحمضية التي يحتوي عليها عود الآراك ضمن مكوناته تعمل بصورة أساسية على حماية الأسنان من التسوس؛ وذلك لأنها تغطي مينا الأسنان بطبقة عازلة تحمي الأسنان وتقاوم خطر التسوس.
  • إزالة الروائح الكريهة: إن المواظبة على استعمال السواك أو عود الآراك لعدة مرات يومياً تعمل على ترطيب الفم وإزالة الروائح الكريهة منه بسبب تخمر بقايا الطعام أو المشروبات، حيث أن المواد العطرية التي يحتوي عليها السواك تطيب وتعطر رائحة الفم.
  • علاج الصداع: لقد ثبت أن استخدام السواك أو عود الآراك له دور مؤثر في علاج العديد من حالات الصداع، وذلك من خلال العمل على تنشيط الدورة الدموية الفموية والتي تقلل من الآثار الضارة لتجمع الدم بالرأس مما يقلل من الإحساس بالصداع أو الألم.
  • يساعد على الهضم: تشير الأبحاث إلى أن استخدام السواك عدة مرات يومياً يعمل على زيادة إفراز اللعاب النظيف الخالي من الميكروبات أو الجراثيم؛ وبالتالي يساعد هذا اللعاب في تحسين عمل المعدة وقدرتها على هضم الطعام بصورة جيدة بالإضافة إلى زيادة قدرة الفم على الدفاع العضوي ومقاومة البكتريا الضارة.
  • قتل البكتريا المعوية: لقد ذكر بعض الباحثين أن شرب منقوع جذور الآراك يعمل على قتل بكتريا الأمعاء وتخليص الجسم من أضرارها العديدة.
  • التخلص من البلغم: بالإضافة للفوائد العديدة السابقة فإن عود الآراك أو السواك يعمل على تخليص الإنسان من البلغم الذي يعاني منه مرضى حساسية القصبة الهوائية وغير ذلك، كما ثبت أيضاً أهمية استخدام السواك في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين والتخلص من تلك العادة السيئة التي تضر بصحة الإنسان.
  • تنقية الصوت: من أهم الفوائد المجهولة لاستعمال عود الآراك أيضاً قدرته ودوره الواضح في تنقية صوت الإنسان وتسهيل مخارج الكلام؛ حيث أنه يعمل بصورة كبيرة على تخليص الإنسان من البلغم وزيادة إفراز اللعاب مما يفيد في وضوح الصوت وسهولة مخارجه.
  • إزالة بقع الأسنان: لقد ثبت أن مواظبة الإنسان على استعمال السواك أو عود الآراك عدة مرات يوميا في تنظيف الأسنان بصورة سليمة يعمل على تنظيف الأسنان وتخليصها من البقع والأصباغ؛ وذلك لأن الآراك يحتوي على مادة الكلور التي تقوم بهذا الدور المنظف للأسنان مع حمايتها من التسوس.

أهم فوائد ثمار وورق شجر الآراك

تعرف ثمار شجر الآراك باسم (الكَبَاث) أو (البَرير)، وكما ذكرنا آنفاً فإن ثمار شجر الآراك أكبر من حبة الحمص في الحج، وتبدأ عند تكونها باللون الأخضر ثم تتحول إلى اللون الأسود عند نضجها، وهي تشبه ثمار التين في طعمها الحلو إلا أنها تحتوي على بذرة واحدة في وسطها، كما أن أوراق شجر الآراك تشبه أوراق شجرة الرمان في شكلها البيضاوي وسطحها الأملس، وفيما يلي أهم فوائد أوراق وثمار شجر الآراك:

  • تحسين عملية الهضم: لقد أثبت العلماء أن المنافع الكثيرة لا تقتصر على عود الآراك فقط، بل أثبتوا أن تناول ثمار الآراك تعمل على تقوية المعدة وتحسين عملية الهضم مع تخليص الجسم من البلغم الزائد.
  • علاج أمراض الجهاز البولي: يشير العلماء والباحثون إلى أهمية تناول ثمار الآراك أو (الكباث) مسحوقاً بعد تجفيفه؛ حيث يعمل على إدرار البول وتنظيف المثانة، بالإضافة إلى علاج آلام البواسير والكثير من أمراض الجهاز البولي.
    علاج الأمراض المعوية: لقد ثبت علميا أن تناول مغلي أوراق شجر الآراك يعمل على علاج الإمساك، كما أن تناول ثمار الآراك المطبوخة يخلص الأمعاء من الغازات وينظف البطن ويقي الإنسان من كثير من أمراض الجهاز الهضمي.
  • علاج الآلام الروماتيزمية: يذكر بعض الباحثين أن تناول مغلي أوراق شجر الآراك -وليس عود الآراك فقط- يفيد في علاج أو التقليل من الشعور بآلام المفاصل والآلام الروماتيزمية، كما ثبت أيضاً أن تناول ثمار شجر الآراك أو الكباث –كما يطلق عليها- يعمل على التخفيف من آلام الظهر والعمود الفقري، وقد تم استخدامه بصورة ناجحة في الوصفات العلاجية والطب الشعبي أو الطب البديل بصورة واسعة وناجحة.

لقد أشارت العديد من البحوث والدراسات التي أجريت حول فوائد السواك أو عود الآراك والتي أثبتت جميعها أن جذور شجرة الآراك تحتوي على عدة مواد فعالة –تحدثنا عنها سابقا- يمكنها أن تعطي الأسنان المناعة ضد كثير من الأمراض كالتسوس والنخر بالإضافة إلى القضاء على العديد من البكتريا والطفيليات والجراثيم الضارة، كما أنها تحمي الأسنان من التأثير الحمضي ومخاطر التكلس والجير، وقد ثبت أن عود الآراك يفوق الكثير من أنواع معجون الأسنان المستخدمة؛ لذلك يعمل العلماء على إدخال الآراك في صناعة معجون الأسنان للحصول على نتائج أفضل وفوائد صحية أحسن، كما ينصح البعض بضرورة حفظ المسواك أو عود الآراك في علبة نظيفة وعدم وضعه في الجيب مباشرة دون غطاء يحفظه من التلوث أو تعلق الميكروبات به، بالإضافة إلى حفظه بعيدا عن الضوء المباشر للشمس أو تعريضه للغبار؛ حتى لا يمثل خطرا على صحة الإنسان، وقد تناول هذا المقال نبذة مختصرة عن شجر الآراك، والتركيب الكيميائي لعود الآراك، وأهم فوائد السواك أو عود الآراك الصحية، وأخيرا بعض فوائد ثمار وورق شجر الآراك.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

أربعة × 2 =