تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » مرض الصدفية : كيف تعالج نفسك من مرض الصدفية الغامض ؟

مرض الصدفية : كيف تعالج نفسك من مرض الصدفية الغامض ؟

يُعد مرض الصدفية من الأمراض الجلدية التي تسبب تشوهًا كبيرًا في مظهر الجلد، وأيضًا تسبب الكثير من الألم، نعرفك طريقة العلاج من مرض الصدفية تمامًا هنا.

مرض الصدفية

هناك الكثير من الأمراض الجلدية التي تتشابه في أعراضها، رغم اختلاف منشأها وعلاجها، ولذلك يختلف الأطباء في تشخيص بعضها بسبب المضاعفات، وطول فترة الإصابة، وقلة الخبرة من بعضهم، ولكن ما يسبب الحيرة بين المرضى هو طول فترة المرض، مما يصيب أغلبهم باليأس والفتور، ولذلك يجب أولًا أن نذكر أن مرض الصدفية ، مزمن، لا يوجد شفاء نهائي منه مثل: السكر والضغط، ولكن يمكن التعامل معه؛ للتقليل من أعراضه، ولكي ينجح المصاب في ممارسة حياته طبيعيًا مثل بقية الأصحاء.

مرض الصدفية : تعريف وطرق العلاج منه في المنزل

ما هي الصدفية

الصدفية: هي أحد الأمراض التي تصيب الجلد، وتسبب في حدوث احمرار والتهاب، وظهور قشرة سميكة، بيضاء، على الجزء المصاب، وفي بعض الحالات يوجد هرش في تلك المناطق. يفشل الكثير من الأطباء من تشخيص مرض الصدفية جيدًا؛ بسبب التشابه بين أعراضه وأعراض غيره من الأمراض الجلدية الأخرى مثل الأكزيما، والحل الأمثل هنا هو أخذ عينات من جلد المصاب، وتحليله في المعمل المخصص لذلك، حيث تعتبر الأجهزة المتوافرة في المعمل أفضل من عين الطبيب، وتعطي نتيجة قاطعة يمكن الاعتماد عليها.

لفهم ما يصيب الجلد، نذكر أن الجلد الطبيعي يجدد نفسه كل فترة، حيث يتكون الجلد الجديد في الطبقة السفلى، ويصعد للأعلى كل ثلاثة أو أربعة أسابيع، أما في حالة الجلد المصاب بالصدفية فتتسارع عملية التجديد لتصل إلى ثلاثة أو أربعة أيام وهو ما يجعل المصاب يري القشرة ويشعر بالحك. حتى الآن السبب الأساسي لظهور مرض الصدفية غير معروف ومجهول، ولكن ترجع عدة دراسات وجود عوامل وراثية وراء الإصابة، ويرجح العلماء وجود خلل في الجهاز المناعي؛ يجعله يزيد من نشاطه بعنف، ويسرع من تجديد الجلد، ورغم ما سبق، نجح العلماء في تحديد بعض العوامل الوراثية والظروف النفسية التي تؤدي للمرض، ويجدر الإشارة هنا إلى أن الاضطرابات والأزمات والأزمات النفسية العنيفة؛ تؤدي للصدفية، وتؤدي كذلك لزيادة حدة المرض.

الجدير بالذكر هنا أن مرض الصدفية غير معد، ولا يرتبط بمرحلة معينة في حياة الإنسان، ولا يعتبر من الأمراض السرطانية، ونسبة المصابين به هي 2% وتتفاوت أعراض المرض من حالة لأخرى، فهناك حالات لا تلاحظ بالعين، وهناك حالات شديدة، ولكن المطمئن أن غالبية الحالات مصابة بدرجة متوسطة.

عوامل زيادة أعراض الصدفية

يكون الجسم مستعدًا لظهور أماكن جديدة على جلد المصاب بالصدفية، ويزيد من ظهور هذه البقع بعض الأمراض البكتيرية، وبعض أدوية الضغط والمسكنات والملاريا، وبعض مدرات البول، والعلاجات التي تحتوي على الليثيوم، وبعض المضادات الحيوية؛ لذلك يجب على المصاب إخبار الطبيب المعالج للصدفية بما يتناوله من أدوية بدقة للبحث عن بدائل آمنة. من العوامل التي تزيد الصدفية احتكاك البشرة بأي شيء؛ مما يؤدي لتحويل هذه المنطقة لصدفية، وكذلك شرب الخمور والتدخين. تزداد الصدفية عند النساء عند حدوث أي تغير هرموني في أجسادهن، خاصة في فترة المراهقة، وانقطاع الطمث، كل ذلك جنبًا إلى جنب مع سوء الحالة النفسية، التي يزيد من أعراض الصدفية وانتشارها في الجسم.

رغم الشائعات والأقاويل الكثيرة عن العلاقة بين مرض الصدفية من ناحية، والطعام والشراب، الذي يتناوله المصاب، من ناحية أخرى، إلا أنه حتى الآن لم يثبت هذا الكلام علميًا، وكذلك لم يثبت عكسه.

أخطار الصدفية

رغم أن مرض الصدفية غير معد، إلا أن المرضى تزيد لديهم نسبة الإصابة بأمراض القلب، والتهاب المفاصل، والأوعية الدموية، والسمنة، والتهاب الأمعاء؛ لذلك يجب على المرضى الالتزام بممارسة الرياضة، ومتابعة ضغط الدم، واتباع العادات الغذائية الصحيحة.

نظام العلاج

يعتمد علاج الصدفية على نظام علاجي مستمر لعدة أشهر، ثم متابعة كل فترة؛ للاطمئنان على الحالة بعد اختفاء الأعراض، ويخطئ أغلب المرضى هنا في عدم الانتظام على العلاج؛ مما يجعل مرض الصدفية يعود أشد شراسة، ويظن المريض أن العلاج لا ينفع مع المرض، أو أن الطبيب أخطأ في وصف الدواء.

هناك عدة أنظمة للعلاج يحددها الطبيب المختص بناء على درجة انتشار المرض في الجسم، والتحاليل الطبيبة التي يطلبها الطبيب؛ لتشخيص الحالة الصحية العامة للمريض، وينتقل الطبيب من نظام علاجي لآخر اعتمادًا على تحسن حالة المريض واستجابة للعلاج.

العلاج بالأشعة فوق البنفسجية

في الحالات تنتشر فيها الصدفية بشدة، يمكن للطبيب المختص علاج المريض بالأشعة فوق البنفسجية في عدة جلسات، ومع وضع مادة السولارين على الجزء المصاب؛ لجعله حساس للأشعة، ويعطى هذه العلاج نتائج ممتازة مع المرضى، وبعد أن تخف الصدفية قليلًا، ينتقل المريض لاستخدام علاجات أخرى أخف من الأشعة.

العلاج بالميثوتريكسات

في الحالات المتوسطة والخفيفة، يلجأ الطبيب لإعطاء المريض العلاج البيولوجي، الذي يعتبر ثورة في علاج مرض الصدفية مؤخرًا، حيث يأخذ المريض حقنة الميثوتريكسات، بجرعات محددة أسبوعيًا، مع بعض الدهانات المساعدة التي يحتوي بعضها على الكورتيزون، وبعض المرطبات وبعض الكريمات لإزالة القشرة، وكذلك يمكن استخدام شامبو للشعر يحتوي على أحد مكونات القطران، ولكن يجب استخدام الشامبو بشكل صحيح وذلك بوضعه على الشعر لمدة ربع ساعة على الأقل قبل الشطف جيدًا بالماء.

يخاف الكثير من المرضي من استخدام الكورتيزون في العلاج، ولكن يجب التوضيح هنا أنه من أكثر العلاجات المتوفرة للصدفية أمانًا، ولكن يجب أخذ الجرعات المحددة فقط تحت إشراف الطبيب والتوقف التدريجي عن استخدامه حتى لا تحدث ردة فعل عنيفة للمرض.

العلاج بالقطران الحجري

يعتبر العلاج بالقطران الحجري من أقدم العلاجات في تاريخ البشر، حيث كان الإنسان يدفن نفسه في البقع البترولية التي تظهر على سطح الأرض، وحاليًا يستخدم القطران المستخلص من مصانع فحم الكوك كمنتج ثانوي؛ لعلاج مرض الصدفية بعد خلطه بالفازلين أو أحد المذيبات العضوية مثل: الإيثانول، ودهانه ليلًا على الأماكن المصابة، ولكن يجب دهان أكسيد الزنك بعد التخلص من القطران صباحًا بالاستحمام بالصابون، حتى لا يصاب المريض بسرطان الجلد عند تعرض الجلد الذي دهن بالقطران للشمس، حيث يعتبر أكسيد الزنك أقوى واقي من الشمس معروف حتى الآن. الجدير بالذكر، أن كليات الطب حذفت العلاج بالقطران من الكتب والمناهج الدراسية؛ بسبب الخوف من سرطان الجلد والخوف من عدم التزام المرضى بالاستحمام جيدًا ودهان واقي من الشمس صباحًا.

الإيقاف التدريجي للعلاج

في جميع النظم العلاجية للصدفية لا يجب أن يتوقف المريض عن تناول العلاج مرة واحدة وإنما يبدأ في تخفيض الجرعة تحت إشراف الطبيب حتى يعطي للجسم فرصة لإنتاج بدائل طبيعية؛ تعوض نقص الأدوية، وكذلك يجب متابعة العلاج عبر التحاليل الشهرية للدم وأنزيمات الكبد وغير ذلك من التحاليل الطبية التي يحددها المعالج؛ حتى يمكن تلافي أي أضرار جانبية غير متوقعة، خاصة مع كبار السن الذين يتناولون أدوية أخرى، من المحتمل أن تسبب تداخلًا كيميائيًا داخل جسم المريض.

تختفي أعراض مرض الصدفية فجأة ثم تعود مرة أخرى، بعد عدة سنوات، بحسب دراسات أجريت على بعض المرضى، وهناك بعض الدراسات التي تؤكد أن واحدًا من كل ثلاثة مرضى يشفي تمامًا من المرض مع الوقت، بدون سبب مفهوم.

أهم نقطة يجب على المريض اتباعها أثناء العلاج هي اتباع تعليمات الطبيب بدقة والمتابعة المستمرة معه بدون توقف وبدون يأس وعدم اللجوء لوصفات شعبية، غير مضمونة وغير مدروسة، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء والبعد عن الضغط العصبي لتجنب أيه مضاعفات.

محمد محمود

حاصل على ماجستير في العلوم، تخصص كيمياء.

أضف تعليق

13 + 9 =