تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يحدث مرض الدفتريا أو الخناق وهل له علاج؟

كيف يحدث مرض الدفتريا أو الخناق وهل له علاج؟

يعتبر مرض الدفتريا من الأمراض المعدية التي تنتقل بين البشر عن طريق الاتصال المباشر وتنفس الإفرازات الصادرة عن المرضى، وقد عانى منه العالم لعقود قبل أن يكتشف الطب مصلًا قضي عليه نهائيًا، حتى أنه بات من النادر إيجاد حالات مصابة به.

مرض الدفتريا

يقع مرض الدفتريا ضمن أبرز أمراض الجهاز التنفسي الذي يصيب الإنسان بالتهابات في الحلق وغيرها من أماكن بالجسم، ويطلق عليه أيضًا مرض الخناق لِما يصيب به المرضى من ضيق في التنفس، وقد عانى العالم منه كثيرًا على مدار سنوات وسنوات، ولكن بفضل التقدم الطبي الحاصل على مستوى العالم في العقود الأخيرة من القرن العشرين؛ أصبحت عدوى الدفتريا من الأمراض النادرة؛ لا سيَّما بعد أن اهتمت جميع الدول على حقن أطفالهم بأمصال مضادة للمرض للحيلولة دون الإصابة به، وحتى يملك الجسم مناعةً تحميه من هجمات هذه البكتيريا، وفي السياق ذاته نجد أن المنظمات الطبية العالمية أجمعت على أن تأثير المصل يقل بالتدريج ويحتاج إلى تجديد لدى البالغين خاصةً أولئك المسافرين إلى مناطق تعاني من هذا الوباء، وفيما يلي نستعرض معلومات أكثر حول مرض الدفتريا وكذلك التيتانوس لارتباطهما المتلازم دومًا حتى في العلاج والتطعيمات، كما نوضح معلومات حول فحوصات مرض الدفتريا وطرق تشخيصه وعلاجه، كما نسلط الضوء على مرض الدفتريا عند الأطفال.

ما هو مرض الدفتريا ؟

مرض الدفتريا ما هو مرض الدفتريا ؟

يعتبر مرض الدفتريا من الأمراض المعدية التي تنتقل للإنسان عبر الإصابة بنوع من البكتيريا تسمى بكتيريا الخناق الوتدية، وتسمى بهذا الاسم نظرًا لتأثيرها الخانق الذي يصعب عملية التنفس على المصاب، وفي الغالب يشعر المريض بأعراض الدفتريا بعد إصابته بهذه البكتيريا بحوالي ثلاثة أيام، وتتفاوت هذه الأعراض ما بين حادة وخفيفة، إلا أنها في النهاية تتضاعف إذا تم إهمالها، وتبدأ تأثيراتها في منطقة الحلق والأنف والشعب الهوائية وأحيانًا العينين، كما تتسبب في صعوبة التنفس وصعوبة البلع نتيجة إفرازات تنتج عنها وتتراكم حتى تسد مجرى الهواء، ويبدو على الشخص بعد الأصوات النباحية الغريبة، كما أنها تصيب صاحبها بسعال دوري، وبمرور الوقت إذا لم يصل الطبيب إلى حل سريع؛ فإن تلك الأعراض تتضاعف وتصيب القلب والأعصاب المختلفة ويتضرر الدم ومكوناته وخلاياه من أثر هذه الإفرازات السمية؛ حتى أن الخطر قد يصل حد الشلل الكامل في الأعصاب.

الدفتريا والتيتانوس

لطالما ارتبط مرض الدفتريا مع مرض التيتانوس في التطعيمات حتى أن معظم الدول تحرص على حقن أطفالها صغارًا بأمصال مضادة لهذه الأمراض، ويعتبر الدفتريا أو مرض الخناق من أبرز أمراض الجهاز التنفسي التي إذا تضاعفت تؤدي إلى الشلل والوفاة في النهاية، بينما مرض التيتانوس والذي يسمى أيضًا مرض الكزاز فيتسبب في مشاكل بالعضلات وشد مؤلم يرهق المصاب وأحيانًا يؤدي إلى كسر العظام ويتضاعف حتى يؤدي إلى الوفاة أيضًا، وفي بعض الأحيان يتم إضافة تطعيم السعال الديكي مع تلكم المضادات والأمصال؛ حيث أن الإصابة به تتسبب في سعال شديد للمريض والذي في حالة مضاعفاته يصب كثيرًا من عملية التنفس بلع الطعام وبعض النوبات الدماغية والتشنجات التي قد تنتهي بالوفاة.

وفي السياق ذاته أعلنت الجمعيات الطبية العالمية أن الموعد الأفضل لحقن تطعيمات مرض الدفتريا ومرض التيتانوس يكون للمولود ابتداءً من الشهر الثاني، وبعدها تتوالى بعض الجرعات في أعمال متفاوتة ما بين أربعة أشهر، ثم ستة أشهر، ثم مصلًا آخر في الفترة ما بين خمسة عشر إلى ثمانية عشر شهرًا، أما المصل الرابع فيكون في سن أربع إلى ست سنوات، ثم ختامًا هنالك جرعة أخيرة يتناولها الطفل في عمر إحدى عشر عامًا، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يجب الاهتمام بتناول الأمصال للبالغين بمرور السنين لأن تأثيرها يضعف، وكذا على السيدات الحوامل التحصين ضد ميكروبات الدفتريا، وبالنسبة لمرضى التيتانوس فإنه يوصَى بتناول المضادات الحيوية له حال الإصابة بجروح عميقة أو حروق شديدة حتى لا تتأثر العضلات وتتسمم وتدخل في مرحلة تشنجات، ورغم أن عددًا من الآثار الجانبية قد تظهر على متناولي التطعيمات إلا أنها تبقى تطعيمات مفيدة للغاية، ومن تلك الآثار بعض آلام في مناطق الحقن وقد تتحول لانتفاخات عضلية، كما أن الطفل قد يصاب بضعف الشهية والقيء والدوران بعد يومين إلى ثلاثة من تناول المضاد، وفيما يخص مصل التيتانوس فإنه قد يتسبب في حالات تشنج وبكاء مطول للأطفال.

فحوصات الدفتريا

مرض الدفتريا فحوصات الدفتريا

عند تشخيص مرض الدفتريا فإن الطبيب يحتاج للقيام ببعض الفحوصات الشاملة التي من خلالها يتأكد الإصابة بالمرض من عدمه، وهذه الفحوصات تتنوع ما بين فحوصات سريرية بسيطة باستخدام أدوات الطبيب التقليدية، وكذا الفحوصات المعملية التي تعتمد على التحاليل والمختبرات، وفيما يلي نوضح ذلك بشيء من التفصيل:

الفحوصات السريرية

وفيها يحاول الطبيب الاطلاع على أية التهابات بمنطقة الحلق أو مشكلات في الجهاز التنفسي وأورام ظاهرة في الرقبة، كما أن الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم تلعب دورًا في الكشف عن المرض، وأخيرًا قد يجد الطبيب ضالته في ظهور بعض الأغشية رمادية اللون ملتصقة في اللوز أو منطقة الأنف أو حتى البلعوم نتيجة إفرازات تسببها بكتيريا الخناق الوتدية.

الفحوصات المعملية

وفيها يجب يتم ما يسمى بعزل بكتريا الدفتريا أو كما اصطُلِح عليها طبيًا باسم بكتيريا الخناق الوتدية، وفي الصدد ذاته يعتمد الطب على علوم الأمراض النسيجية بهدف تشخيص المرض.

وفي نهاية المطاف قد لا يتأكد للطبيب مدى إصابة المريض بالدفتريا، ويكون ذلك حين تثبت الفحوصات السريرية الإصابة بينما لا تثبتها التحاليل المعملية، أو تكون الحالة مؤكدة عند اكتشاف مرض الدفتريا والإصابة بأعراض بكتيريا الخناق معمليًا وسريريًا، وعلى كل حال يجب على الطبيب إعطاء المصل للمريض لضمان عدم حدوث مضاعفات في حال وجود اشتباهات قوية على الإصابة بالدفتريا، حتى ولو لم تثبت إحدى الفحوصات ذلك.

كيف يحدث مرض الدفتريا

مرض الدفتريا كيف يحدث مرض الدفتريا

لكي يصاب الإنسان بـ مرض الدفتريا ، فإن بكتيريا الخناق الوتدية في البداية تصيبه بأي من أشكال العدوى سواء باللمس المباشر لها أو عبر انتقال الرذاذ المرضي من شخص أصيب بها بالفعل؛ حيث أنها كثيرًا ما تتراكم في منطقة الحلق وتتسبب في مشكلات عديدة في الجهاز التنفسي وعضلة القلب، وفيما يلي نوضح تفاصيل أكثر عبر طرق الإصابة بها:

الرذاذ

وينتقل الرذاذ دومًا في الهواء من خلال السعال والعطس وغيرها من أمور يدفع الإنسان بها الهواء إلى خارج الفم بقوة، وحيث أن البكتيريا تتمركز عند منطقة الحلق، فإن مرض الدفتريا ينتقل من خلال العطس أو السعال إلى خارج الفم ليصيب آخرين يتنفسونه لا سيَّما في المناطق التي تشهد زحامًا كبيرًا، وهو ما يسمى طبيًا بنقل المطر عبر القطرات الملوثة.

الأغراض الشخصية

وهي من أبرز وسائل نقل العدوى الدفتريا وغيرها من أمراض معدية، حيث أن استعمال المناديل الورقية للمريض وغيرها من أشياء يستعملها إلى جوار منطقة التنفس، وكذا كوب المريض الذي يتناول طعامه فيه والشوكة والملعقة والطبق، كلها أشياء تتسبب في نقل العدوى والإصابة بالدفتريا.

لمس البكتيريا

ويحدث أن يصاب الإنسان بعدوى مرض الدفتريا من خلال ملامسة الأغراض المنزلية التي تلوثت من قبل بفعل البكتيريا، وبحركات بسيطة قد تنتقل من يديه إلى أنفه حتى تصل للمكان الملائم لحياتها وهو الحلق، وقد تكون تلك الأغراض التي تحوي البكتيريا هي المناشف أو السرير والدولاب وغيره من أثاث منزلي يحيط بمريض الدفتريا.

لمس الجرح

وفي حالات متقدمة من المرض تنتشر البكتيريا في الدم وتصيب الأعضاء المختلفة، وحينها يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عند لمس جرح المريض.

أعراض مرض الدفتريا

هنالك العديد من أعراض مرض الدفتريا التي توضح للطبيب من خلال الفحوصات السريرية أنها نتيجة الإصابة ببكتيريا الخناق الوتدية، ولكن تبقى الفحوصات المختبرية هي الأساس في تصنيف المرض، وفيما يلي نوضح بعض تلك الأعراض:

  • يعاني المريض من مشكلة في الأنف والحلق وأحيانًا العينين والجلد، وفي الغالب ينتقل المرض عبر العدوى من شخص مصاب به عبر اللعاب الذي ينتقل في الهواء كرذاذ نتيجة العطس أو السعال.
  • يشعر المريض بالخنق وضيق التنفس نتيجة لبعض الإفرازات السمية التي تفرزها البكتيريا في الحلق، وتتأكد الإصابة بها من خلال وجود تورمات وآثار جانبية مرتبطة بها، وغالبًا ما تصيب أولئك الأطفال الذين لم يتناولوا المضادات واللقاحات المخصصة لها، ويظهر تأثيرها في خلال أيام قليلة أقل من أسبوع بعد إصابتها للجسم.
  • يمكن للطبيب مشاهدة بعض نتائج تراكم البكتيريا وما تفرزه من أغشية رمادية اللون في منطقة الحلق والبلعوم، ويتسبب في آلام كبيرة ونزيف دموي عند محاولة التخلص منه وإزالته.
  • إن من أعراض مرض الدفتريا ما يظهر أحيانًا في الأنف من غشاء نتيجة لبكتيريا الخناق الوتدية، ويبدو في البداية وكأنه سائل مائي لكنه يتحول إلى دم متعفن بمرور الوقت، ورغم أن الحالة الصحية للمريض تكون جيدة إلا أن أنفه يكون ممتلئ ببلايين أعداد البكتيريا التي تعيش داخل أغشية خاصة تفرزها.
  • يظهر غشاء أبيض أو رمادي يغطي اللوزتين، وفي البداية يكون عبارة عن تراكمات صغيرة تكبر وتلتصق تدريجيًا حتى تغطي كامل اللوزتين، ويبدو الحلق أحمر اللون أيضًا وبالكشف يجد الطبيب أن العقد اللمفاوية قد تضخمت بشكل واضح مع معاناة المريض من آلام وأوجاع.
  • في بعض الأحيان تنتشر الأغشية التي تفرزها هذه البكتيريا وتتراكم حول البلعوم، وهنا تتجه تدريجيًا نحو الفم وكذا نحو المريء من الخلف، وبمرور الوقت تزداد حدة الأعراض وتتضخم الغدد اللمفاوية كثيرًا وتسوء حالة المريض الذي يتألم ويشكو وتظهر عليه علامات الضعف والمرض والشحوب، كما أنه يبدو فاقدًا لكثير من وعيه.

مضاعفات مرض الدفتريا

مرض الدفتريا مضاعفات مرض الدفتريا

أكدت الدراسات الطبية المختلفة التي أجريت حول مرض الدفتريا وتبعاتها وما ينتج حال لم يتم علاجها على الوجه الأكمل أن هنالك العديد من المضاعفات التي قد تنتظر المرضى الذين تسوء حالتها بهذا الشكل، وهذه المضاعفات هي:

مشاكل التنفس

حيث تبدأ البكتيريا في إفراز كمية من المواد السمية في الحلق وتؤدي لبعض التورمات والأغشية والالتهابات التي تحول دون مرور الهواء بشكل طبيعي، ومن مضاعفات هذا أن يؤثر السم على الأنسجة المختلفة في تلك المنطقة وتؤدي لحدوث التهابات مؤلمة.

مشاكل عضلة القلب

وتصل أعراض ومضاعفات مرض الدفتريا إلى القلب من خلال وصولها إلى الدم، وبذلك تنتقل لمختلف أعضاء الجسم ويكون القلب من أبرز الأعضاء المتضررة، حيث يتسبب في إتلاف أنسجة عضلة القلب، وبعد أن تلتهب تلك العضلة الحيوية للغاية والتي لا يمكن للجسد أن يعيش بدونها، فإن تشوهات عديدة تظهر في نتائج التخطيط الكهربائي للقلب أو ما يسمى اختصارًا رسم القلب، وبمرور الوقت وزيادة المضاعفات تحدث أزمة قلبية وفشل قلبي احتقاني يتبعه موت مفاجئ.

تلف الأعصاب

وتنتج مشاكل الأعصاب في الغالب كنتيجة مباشرة لانتشار الإفرازات السمية تلك في الجسم، وتعتبر الأعصاب القريبة من الحلق هي الأهداف الأولى للإصابة، وبعدها يكون المريض في مشكلة حقيقية مع عملية بلع الطعام، وما ينتج عنها من اعتماده على محاليل غذائية لا تشبع جسده على الوجه الأكمل وتظهر بعض مشكلات التمثيل الغذائي، كما أن أعصاب الأطراف تتأثر هي الأخرى وينتج عنها ضعف عام في عضلات الذراعين والقدمين، ومن ضمن مشاكل الأعصاب أيضًا أن الجهاز التنفسي يعجز عن القيام بدوره في ظل غياب الأعصاب المساعدة على التنفس بالقيام بواجبها بعد انتشار البكتيريا الوتدية عليها؛ ما يتطلب وجود جهاز للتنفس.

ورغم صعوبة هذه المضاعفات، إلا أنه بالإمكان التغلب عليها طبيًا ولكن بتدرج بطيء للغاية، وفي المقابل نجد أنها تقتل قرابة ثلاثة بالمائة من المرضى بعد وصولهم لمرحلة المضاعفات الخطيرة تلك.

مرض الدفتريا عند الأطفال

يعتبر الأطفال من أبرز الفئات التي تعاني الإصابة بالدفتريا، وقد تأتيهم الأعراض في الحلق أو في الأنف والبلعوم والحنجرة، ولكن مع عدم العلاج يتضاعف الأمر سريعًا ليصل حتى العينين وتكون الحالة خطيرة وتبعاتها أليمة، ونظرًا لكون الطفل لا يمكنه التعبير عن معانياته من تلقاء نفسه وما يتبع ذلك من صعوبة كشف مرضه، فإن هنالك من الأعراض ما يلجأ إليه الطبيب ليتأكد من إصابة الطفل بأعراض مرض البكتيريا مثل ارتفاع درجة الحرارة ولكن بنسبة ضئيلة، وكذا ظهور التهابات وانتفاخات عند الغدد اللمفاوية وما يحيط بها، وعلى كل حال يجب على الفور إبعاد الأطفال الآخرين عن رفيقهم المريض، ما يعني عزل الطفل المصاب وعدم السماح له بالتواجد في المدرسة حتى الاستشفاء من الميكروب تمامًا، كما يجب على الفور تناول اللقاح المخصص له ويكون على خمس جرعات خلال فترات عمرية متباينة على مدار أربعة وستة أشهر ثم بعد عام ونصف يتبعه جرعة أخرى بعد أربعة أعوام، وأخيرًا جرعة للبالغين عند سنة الأحد عشر عامًا.

جدير بالذكر أن هنالك عددًا من الحالات النادرة التي لا تستجيب للقاح، بل وتتضرر منه؛ الأمر الذي يتسبب في حدوث اضطرابات ونوبات وتشنجات عديدة لكنها تختفي بمرور الوقت، وفي الغالب تقترن لقاحات مرض الدفتريا مع لقاحات أمراض السعال الديكي والتيتانوس، وكلها أمور هامة تتبعها كل الدول حفاظًا على صحة شعوبها والأجيال القادمة وحمايتهم من التعرض لإصابات قاتلة مثل هذه إذا لم يتحصن الجسم من الصغر ويبدو أكثر مناعة ضدها، وفي السياق ذاته يجب التنبيه على أولياء الأمور بضرورة فصل الطفل المريض عن إخوته ليس فقط في عدم الاقتراب منهم، ولكن كذا في أغراضه الشخصية لا سيَّما تلك التي يستعملها قرب جهازه التنفسي مثل الكوب والملعقة والمنشفة والمناديل وغيرها من أغراض شخصية؛ إذ أن الرذاذ المتطاير من الفم أثناء العطس أو الكحة أو حتى التنفس قادر على نقل كميات كبيرة من بكتيريا الخناق الوتدي إلى خارج الفم.

علاج مرض الدفتريا

مرض الدفتريا علاج مرض الدفتريا

لكي يتم علاج مرض الدفتريا فإن الطبيب يمكنه استعمال ما تسمى مضادات الذيفان، أو وصف بعض المضادات الحيوية التي أثبتت فعاليتها في هذا الأمر، وبشكل عام تختلف كمية الجرعات الموصوفة للمريض وفق مدى تطور حالته الصحية وتأثره وظهور الأعراض عليه، كما أن مضاد الذيفان يختلف من حيث موضع الإصابة وكذا المدة التي قضاها المريض يعاني أعراضًا من بكتيريا الخناق الوتدية وحتى لحظة العلاج، أم عن المضادات الحيوية المستخدمة في العلاج فتختلف ما بين البنسلين والإريثرومايسين؛ وجميعها يهدف لقتل البكتيريا، وبعد قتلها والتخلص منها والقضاء عليها نهائيًا تختفي الأغشية والآثار الناتجة عنها تدريجيًا إذا كانت لا تزال في مراحلها الأولى، أما في حال وصلت للمضاعفات الخطيرة فيما يمس عضلة القلب وغيرها من أعضاء فإن الأمر يتطلب علاجات أخرى إلى جانب المضادات الحيوية ومضادات الذيفان.

جدير بالذكر أنه وفي إطار علاج مرضى الدفتريا، يجب تحصين وتطعيم كل الأطفال بعد ولادتهم بشهرين اثنين وتبدأ سلسلة التطعيمات في خمس مراحل عمرية مختلفة، لضمان بناء الجهاز المناعي بشكل كامل قادر على مواجهة أية تطورات لبكتيريا الخناق الوتدية تلك، وهناك العديد من الأشخاص الذين لم يتناولوا مختلف التطعيمات المضادة للإصابة بأعراض مرض الدفتريا ومضاعفاته، وهؤلاء مهما وصل بهم السن حاليًا يجب عليهم الحصول على الجرعة الملائمة لهم واستكمال التطعيمات المتبقية لهم من الجرعات الخمس المختلفة، كما يجب أن تتضمن هذه اللقاحات المحصِّنة والتطعيمات مادة التوكسيد أو ما يطلق عليها أيضًا الذيفان.

ملحوظة هامة: في البلدان التي يكثر فيها بكتيريا الدفتريا يجب الاهتمام بتوفير التحصينات والتطعيمات بشكل دوري للصغار والبالغين لضمان القضاء عليها نهائيًا من الأجيال السابقة واللاحقة، وحتى لا تصبح وباءً يهدد الحياة بها، فإن هناك من الدول من أمن هجمات الدفتريا فبادر بوقف تطعيماته توفيرًا للنفقات الباهظة التي يكلفها، وفوجئوا جميعهم بعودتها بشراسة لتضرب مئات الأطفال غير المحصنين، وتقول الإحصائيات أن أكثر من 85% من أطفال العالم يتلقون التطعيمات واللقاحات المناسبة، بينما قرابة 15% تهمل حكوماتهم في ذلك، وجدير بالذكر أن الأطباء وفرق التمريض العاملة في المستشفيات وأقسام الرعاية ومواجهة الأوبئة وكذا أطباء الجهاز التنفسي والمختصين ممن يتعاملون مع مثل هذه الأعراض، يجب توفير الرعاية اللازمة والمعالجة الدورية لهم، خاصةً وأن مرض الدفتريا من الأمراض المعدية التي من السهل انتقالها إليهم بشكل أو بآخر رغم حرصهم على التطهير والتعقيم طوال الوقت.

يعتبر مرض الدفتريا من الأمراض الخطيرة التي تصيب الجهاز التنفسي وينتج عنها أعراض عديدة أبرزها صعوبة التنفس؛ ولذلك يطلق عليها لأطباء أيضًا مرض الخناق، وفي بعض الأحيان تحدث مضاعفات وتلفيات والتهابات تصيب القلب وغيره من أعضاء حين يصل الميكروب إلى الدم وينتقل إلى مختلف أنسجة الجسم وأجهزته، وقد قطع العلم أشواطًا عديدة في علاج هذه العدوى وبات من النادر إيجاد مريض بها؛ خاصةً وأن الأمصال التي تُعطَى للأطفال في صغرهم تشكل فيما بعد مضادات حيوية قوية ضد المرض وتعطي الجسم مناعة فائقة، كما أن كبار السن البالغين قد يحتاجون هذه الأمصال أيضًا لأن تأثيرها يضعف بمرور العمر دومًا وقد يتعرضون للعدوى لا سيَّما حال كانوا يقطنون قرب مناطق ينتشر فيها ميكروب المرض، وعند تشخيص مرض الدفتريا يجب على الطبيب مراعاة كافة وسائل الفحص المختبرية والسريرية للتأكد من التشخيص الصحيح للمرض، خاصةً وأن أعراضه قد تتشابه مع بعض أعراض الأورام الأخرى.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

إبراهيم فايد

الكتابة بالنسبة لي هي رحلة. رحلة فيها القراءة والاستيعاب ومن ثم التفكير . من هوياتي الرياضة وتصفح الانترنيت. اكتب في مواضيع مختلفة تهمني وتجذبني قبل كل شيء

أضف تعليق

سبعة − 6 =