تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » مرض الخرف : كيف تفرق بينه وبين مرض الزهايمر ؟

مرض الخرف : كيف تفرق بينه وبين مرض الزهايمر ؟

مرض الخرف هو أحد الأمراض التي تصيب خلايا المخ وتجعل الشخص المصاب به غير قادر على التركيز والحكم على الأمور، نتعرف في هذه السطور على الفرق بينه والزهايمر.

مرض الخرف

مرض الخرف هو أحد الأمراض التي تعد من أكثر المشاكل الصحية صعوبة، حيث يرجع السبب الرئيسي لهذا المرض إلى مجموعة من الأمراض تتعلق بالضمور في خلايا الدماغ، ينتج عنها تدهور مستمر في القدرات التفكيرية، ووظائف الدماغ ككل، وغير قابلة للتصليح، أما مرض الزهايمر فهو أشهر هذه الأمراض وأكثرها شيوعاً.

مرض الخرف : والفرق بينه وبين الزهايمر

أعراض مرض الخرف الظاهرية

  • ظهور بعض التغيرات السلوكية على المريض.
  • فقدان الذاكرة وعدم القدرة على التفكير والاهتداء.
  • يترتب تدريجياً على فقدان الذاكرة عدم القدرة على التواصل مع المحيط، وبالتالي فقدان القدرة على القيام بالمهام والأعمال الحياتية اليومية.

انعدام الأداء الوظيفي نتيجة التدهور في الحالة المرضية.

وبالإضافة للأعراض السابق ذكرها قد تتواجد انعكاسات خطيرة على المصابين بهذا المرض، وعلى من يدعمهم ومن ثم أفراد أسرهم، وبالتالي يجب توافر المزيد من الرعاية الصحية والإهتمام بهؤلاء المرضى من حيث توفير خدمات صحية واجتماعية، ويعتبر من أهم التحديات خلال القرن الحالي، في ضوء التقدم المستمر للسكان في العمر، هو مجابهة مرض الخرف من قبل جهاز الصحة بالدولة.

ما هو مرض الزهايمر ؟

إن من أكثر أنواع مرض الخرف انتشاراً هو مرض الزهايمر، فهو ينتج عن موت خلايا المخ التي تتأثر بنوعين من البروتين وهما “تاو” و “بيتا أميلويد”، بحيث يعتبر بروتين التاو هو العقد العصبية التي نراها في خلايا مخ المرضي المصابين بالزهايمر تحت الميكروسكوب، أما بروتين البيتا أميلويد هو اللويحات، وهذه العقد العصبية واللويحات هي التي تميز مرض الزهايمر عن أمراض الشيخوخة المتنوعة الأخرى.

أعراض مرض الزهايمر المعروفة

ومن الأعراض المتعارف عليها أيضاً لمرض الزهايمر هي فقدان الذاكرة والتشوش الموهن للقوى والتهيج المفرط والقلق، وقد تتدهور الحالة في نهاية المطاف لهؤلاء المرضى ليصلوا إلى الموت. فقدان الأهلية تعني المريض المصاب بأحد أمراض الخرف مثل الزهايمر، وهو تغيير في السلوك العام من شخص مستقل في كافة أمور حياته إلى شخص آخر يحتاج إلى الآخرين للمساعدة في كل أمور حياته.

الوقاية من مرض الخرف بعد تشخيص المرض

يحتاج مرض الخرف إلى معرفة علمية ومهنية كبيرة لتشخيص هذا المرض، ويعتبر طبيب العائلة هو الذي تقع عليه المسئولية في ذلك، ومن ثم هذا التشخيص هو استبعاد أي أمراض ذات أعراض مشابهة لمرض الخرف، وليست أعراض الخرف كما يشير الخبراء إلى أن معظم حالات مرض الخرف ترجع في الأساس إلى نمط المعيشة، ومنها التغذية الغير صحيحة والغير سليمة وشرب الكحول والسمنة والسكري وقلة النشاط البدني وارتفاع ضغط الدم والتدخين.

الأفراد المسئولين عن مرضى الخرف

في الغالب يكون هؤلاء الأفراد من الأسرة، بسبب أن مرضى الخرف يحتاجون إلى نوع من الرعاية الخاصة قد لا تتوافر إلا من خلال أحد أفراد الأسرة، لما سوف يعانوه من أعباء ثقيلة بدنية ونفسية واقتصادية، فمريض الخرف ذو طبيعة خاصة ومنفردة، يحتاج إلى عناية مختلفة وخاصة.

الأنشطة الخاصة بمرضى الخرف

إنه من الضروري المحافظة على نشاط خاص ومعين لكل مريض من مرضى الخرف، كي يضمن له الخروج إلى حياة يكون هو راضياً عنها، فبتقدم المرض ينبغي أيضاً تقدم المساعدة، فكلما تزايد فقدان الأهلية والخلل بالذاكرة وعدم القدرة على التفاعل والتعامل مع الآخرين تزايد أيضا تعزيز الانتظام في الأنشطة التي تساعده على تعويض حالات الضياع التي سوف يعيشها نتيجة لهذا المرض.

كيف يمكننا التغلب على مرض الخرف (الزهايمر)؟

لقد قام العلماء بالكثير من الأبحاث العلمية والتجارب من أجل الوصول إلى وسائل منع الإصابة بأمراض الخرف أو استحداث أساليب جديدة لاختراع دواء يعالج مثل هذه الأمراض، ولكن معظمها باءت بالفشل إلى أن وصلنا إلى ما قامت به جامعة هارفارد، والذي كان بمثابة بارقة الأمل للمصابين بمرض الزهايمر من حيث التقدم في علاج المرض والأساليب الجديدة المستحدثة والمتقدمة، فمن أهم التحديات الطبية والعلمية على مدار العشرين عاما الماضية هي الوصول إلى وسيلة لمنع الإصابة بمرض الزهايمر أو القضاء على الأعراض المسببة له، والتقدم المذهل في فهم التغيرات التي تحدث في خلايا المخ، وتؤدي إلى الإصابة بهذا المرض وصولاً إلى أدوية وعلاجات لهذا المرض، والذي كان أمراً في منتهى الصعوبة، وقد يرجع هذا الإنجاز إلى طبيبان في جامعة هارفارد هما الذين قاما بطرح الأساليب المستحدثة للوصول إلى أدوية وعلاجات جديدة، بعد أن فشلت تجربتان كانوا يهدفان للوصول إلى علاج لهذا المرض.

الأدوية الجديدة المستخدمة في علاج مرض الخرف

ترجع الأدوية الجديدة إلى الأساليب المستحدثة للعلاج من أساتذة الأعصاب بكلية الطب جامعة هارفارد، وهما الأطباء رودي تانزي وجوزيف بي وروز كيندي الذين اكتشفوا الجينات الأولى للزهايمر في ثمانينات القرن العشرين، وهذه الجينات هي التي تساعد على الوصول إلى خريطة لبقية الجينات المتعلقة بمرض الزهايمر، ويعتبر الدواء الذي ابتكره الطبيب تانزي الآن في مرحلته الثانية من مراحل التجارب الإكلينكية بأستراليا وهو PBT2، وهو يتخذ مسار آخر غير الذي اتبعته الأدوية الأخرى التي باءت تجربتها بالفشل، والتي كانت تهاجم بيتا أميلويد باستخدام الأجسام المضادة، كما أكد الدكتور “تانزي” أن الدواء يساعد على عدم تكون اللويحات، حيث يقوم بانتزاع المعادن من بروتين الأميلويد، وتوفير نفس المعادن مرة أخرى حتى يستطيع المخ من القيام بوظائفه المتعددة مثل نشاط الجينات، بالإضافة إلى أن هذا الدواء يمنع تكون العقد ويعمل على تحفيز الخلايا العصبية الجديدة على النمو في الدماغ، وبالتالي يحسن الوظيفة التنفيذية.

العلاج الثاني لمرض الزهايمر (العلاج العصبي)

يرجع منشأ هذا الدواء إلى إسرائيل، وهو الأسلوب الثاني المستحدث لعلاج مرض الخرف وبالتحديد مرض الزهايمر، وهو علاج تم ابتكاره للتعامل والسيطرة على أعراض الظاهرة والواضحة لمرض الزهايمر، ويتمثل هذا العلاج في مجموعة من التحديات والمشكلات المباشرة على الكمبيوتر توضع أمام المريض، وذلك بعد تحفيز المخ والمنطقة المطلوبة لإعطاء الإجابة من خلال الطاقة الكهرومغناطيسية التي نعرض المريض لها لمساعدته، ومن أمثلة تلك التحديات إكمال الجمل والتوفيق بين الأشكال، وقد يستمر هذا العلاج إلى ستة أسابيع يوميا.

كما يؤكد الدكتور ألفارو باسكوال ليون أن العلاج العصبي لمرض الزهايمر لم يكن يتمثل في إجراء واحد معين، وإنما عدة إجراءات، وبالرغم من ذلك فهو متفائل، مع العلم أن هذا العلاج لا يعتبر علاج للمرض نهائياً، وإنما هو يجعل دوائر المخ تعمل بشكل أفضل مما يتبعه تحسن مذهل في القدرات المعرفية للمريض، غير أن هذا يعد في حد ذاته إنجاز جيد.

البرنامج الذي تتبناه الدولة لمواجهة مرض الخرف (الزهايمر) وغيره

أخذت وزارة الصحة على عاتقها برنامج مواجهة أمراض الخرف بالتعاون مع جميع الهيئات والمؤسسات والإدارات بوزارة الصحة، منها مؤسسة التأمين الاجتماعي، وكل ذلك من منطلق نظرة عامة وشاملة من أجل مساندة هؤلاء المرضى، وتوفير الرعاية اللازمة وكافة الاحتياجات المطلوبة من أجل مواجهة هذا المرض بكافة أشكاله وأنواعه، والوصول بالمرضى وأسرهم الذين يقومون برعايتهم إلى أفضل حال، وأفضل معيشة متاحة، في ظل ظروف هذا المرض مع توفير التوعية اللازمة بكل مراحل وأنماط المرض لسهولة التعامل معه، بالإضافة إلى التوعية العامة لجميع المواطنين لسرعة اكتشاف المرض والتشخيص السريع له لسهولة معالجته، مع تعزيز التنسيق والتعاون بين جميع من لهم صلة بالأمر.

راندا عبد البديع

حاصلة على بكالوريوس في العلوم تخصص كيمياء ونبات، أهوى العمل الحر، أعمل كمدونة ومترجمة على الإنترنت لأكثر من أربع سنوات.

أضف تعليق

إحدى عشر − 1 =