تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف يحدث مرض فقدان الذاكرة النفسي وهل له علاج الآن؟

كيف يحدث مرض فقدان الذاكرة النفسي وهل له علاج الآن؟

فقدان الذاكرة النفسي هو عبارة عن حالة من تراجع في ذاكرة الإنسان إلى الوراء حيث يعجز المصاب عن استرجاع بعض الذكريات المخزنة وخاصة المعلومات الشخصية، نتعرف بالتفصيل على حالة فقدان الذاكرة النفسي وكيفية التعامل معها.

فقدان الذاكرة النفسي

فقدان الذاكرة النفسي هو اضطراب يحدث لذاكرة الإنسان نتيجة لتراجع مفاجئ في عملية التذكر وخاصة تلك المعلومات التي تتعلق بالسيرة الذاتية، وجدير بالذكر أن هذا الاضطراب تتراوح مدته ما بين عدة ساعات إلى سنوات، وقد تم تصنيف فقدان الذاكرة النفسي على أنه اضطراب فصامي حيث أن الشخص المصاب باضطراب فقدان الذاكرة النفسي يكون غير قادر على تذكر معلوماته الشخصية كما يعاني أيضاً من نقصان الوعي والمعرفة الذاتية، ومن أبرز الأمثلة على فقدان الذاكرة حالات الشرود التي يحدث خلالها فقدان مفاجئ في الذاكرة وتكون تلك الحالات مصحوبة أيضاً بفترة توهان وتعجب المريض من المحيطين.

أسباب مرض فقدان الذاكرة النفسي

فقدان الذاكرة النفسي يحدث للعديد من الأسباب؛ فهناك على سبيل المثال أسباب عصبية كأن يُصاب المريض بتلف في الأعصاب أو في المخ مما يؤدي إلى فقدان في الذاكرة العضوية ومع مرور الوقت يؤدي فقدان الذاكرة العضوية إلى إصابة المريض بفقدان الذاكرة النفسي، وعطفاً على الأسباب العصبية فالشخص قد يُصاب باضطراب فقدان الذاكرة النفسي جراء التعرض الدائم للصداع النصفي والذي يؤثر بدوره على الدماغ مما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة باضطراب فقدان الذاكرة النفسي، وقد تؤدي المعاناة السابقة من مرض نفسي ذو تأثير عصبي كالإصابة في الماضي بمرض الصرع أو التشنجات الدماغية العصبية إلى التعرض للإصابة باضطراب فقدان الذاكرة النفسي.

فقدان الذاكرة النفسي قد يحدث أيضاً جراء التعرض للسكتات الدماغية أو بسبب إدمان الكحوليات أو تعرض المريض للأورام السرطانية في المخ وخاصة في المنطقة المتعلقة بالذاكرة، وقد يحدث هذا الاضطراب أيضاً جراء بعض العوامل النفسية مثل الغضب الشديد والتوتر المفرط.

أعراض مرض اضطراب فقدان الذاكرة النفسي

فقدان الذاكرة النفسي يعد واحداً من الاضطرابات النفسية التي تتشابه أعراضه كثيراً مع فقدان الذاكرة العضوي ومن أشهر أعراض فقدان الذاكرة الإصابة الدائمة بالاكتئاب والرغبة في العزلة وعدم التحدث مع الآخرين والاختلاط بهم، هذا عطفاً على الشعور بالقلق والحزن والضيق بشكل دائم، كما أن مريض فقدان الذاكرة النفسي لا يهتم بنظافته الشخصية أو ملابسه ولديه مشاكل كبرى في النوم فمريض فقدان الذاكرة النفسي إما ينام لساعات طويلة جداً أو يفقد القدرة على النوم لأيام طويلة، هذا إضافة إلى التغير المفاجئ في شخصية المصاب حيث يتحول فجأة من شخص اجتماعي إلى شخصة منطوي ومن شخصية ناجحة إلى أخرى فاشلة، كما أن مريض فقدان الذاكرة النفسي يتحرك كثيراً دون هدف وليس لديه قدرة على الثبات، يتأرجح مريض فقدان الذاكرة النفسي من التدين الشديد إلى البعد عن الدين والثقافة المجتمعية بشكل كبير، وهذا ما يجعله شخصية تتسم باللامبالاة تجاه مواقف المحيطين به حتى لو كانت مواقف مهمة ولا يشارك في أحداث أسرته أو أصدقائه وإنما يظل بعيداً.

تشخيص اضطراب فقدان الذاكرة النفسي

فقدان الذاكرة النفسي يعتمد في تشخيصه على مجموعة من الوسائل والإجراءات التي يقوم الطبيب النفسي المتخصص باتباعها وذلك حتى يتسنى له تقديم العلاج المناسب ومن أهم الطرق التي تستخدم في تشخيص اضطراب فقدان الذاكرة النفسي؛ الرنين المغناطيسي والذي يتم استخدامه من أجل الحصول على صور محددة للجهاز العصبي وأيضاً من أجل تحديد الأسباب العضوية التي أدت لفقدان الذاكرة في حالة وجودها، وهناك أيضاً استخدام التخطيط الدماغي الذي يعد من أهم الوسائل المستخدمة في متابعة حالة اضطراب فقدان الذاكرة النفسي وذلك لأنه يساعد الطبيب النفسي المختص في معرفة أماكن الإصابات داخل الدماغ وكذلك قياس أداء عمل الدماغ بكفاءة، هذا بالإضافة إلى اللجوء لسؤال المصُاب بشكل مباشر من أجل تقييم حالته النفسية وذلك مثل السؤال عن معلوماته الشخصية كاسمه ولونه المفضل وما إلى ذلك، كما يلجأ الأطباء النفسيون أيضاً إلى متابعة السياق الواقعي والعائلي المحيط بالمريض والتأكد من توافق ذلك السياق مع الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب فقدان الذاكرة النفسي.

طريقة علاج فقدان الذاكرة النفسي

فقدان الذاكرة النفسي يتم علاجه بعد أن يتأكد الطبيب من الأسباب التي أدت بالأساسي إلى الإصابة بالمرض؛ وذلك لأن استخدام العلاج الدوائي يجب أن يتم جنباً إلى جنب مع استخدام التأهيل النفسي وخاصة عند المرضى بالمراحل المتقدمة، أما بالنسبة للمُصابين باضطراب فقدان الذاكرة النفسي في مراحله الأولى فيتم التعامل معهم بطريقة مختلفة؛ حيث يتم تقديم العلاج التأهيلي النفسي أولاً وذلك خلال المراحل الأولى لرحلة العلاج ثم تليها خطوة استخدام العلاج الدوائي كوسيلة مساعدة، وتجدر الإشارة إلى أن علاج الإصابة بفقدان الذاكرة النفسي جراء وجود ضرر مادي في المخ لا يكون سهلاً وربما لا يتم الشفاء منه ولهذا يجب التفريق قبل البدء بالعلاج بين فقدان الذاكرة الناتج بالأساس عن سبب عضوي وفقدان الذاكرة النفسي الناتج عن أسباب نفسية خالصة، حيث يتم التعامل مع الأخير بمعالجة العقل نفسه وغالباً ما تدور عملية العلاج حول اكتساب أسباب الصدمة التي أدت إلى التسبب بفقدان الذاكرة، هذا عطفاً على استخدام الأدوية والمهدئات تحت إشراف دقيق للطبيب النفسي المختص.

فقدان الذاكرة النفسي يعتمد أحياناً على اللجوء للتنويم المغناطيسي من أجل عملية العلاج حيث يتم استخدام التنويم المغناطيسي لتسهيل استعادة الذاكرة المنشقة للمريض بطريقة محكمة وكذلك من أجل دعم وتقوية الجانب الذاتي للمريض، وهناك أيضاً طريقة أخرى للعلاج ترتكز على استخدام العلاج الجمعي أي العلاج الذي يقوم على مجموعات الدعم؛ بمعنى أن يقوم الطبيب النفسي المختص بتجميع الأفراد المصابين باضطراب فقدان الذاكرة النفسي معاً وتقديم جلسات علاج جماعي والتي من شأنها أن تسهل من عملية استرجاع الوعي والخروج من حالة أعراض الانشقاق بشكل كامل.

فقدان الذاكرة النفسي في الأعمال الإبداعية

فقدان الذاكرة النفسي قام بتحفيز خيال العديد من الكتاب والمؤلفين على مدار التاريخ فقاموا باستخدامه في أعمالهم الإبداعية ومن أهم الأمثلة على ذلك ما قام به المؤلف الإنجليزي الكبير شكسبير في عمله المسرحي ” الملك لير” حيث أن شخصية البطل عانت من فقدان الذاكرة والجنون بسبب الخيانة التي تلقاها من بناته، وهناك أيضاً جاكي شان خلال أحداث فيلم من أنا وشخصية فيكتوريا لورد في الفيلم الشهير “حياة واحدة نعيشها” وشخصية برين في فيلم “الجلد الغامض” هذا إضافة إلى شخصية بورن في سلسلة أفلام ثلاثية بورن.

ختاما، يعد فقدان الذاكرة من الاضطرابات النفسية التي يمكن التعايش معها؛ فعلى الرغم من عدم قدرة الشخص المصاب على تذكر معلوماته الشخصية إلا أنه يستطيع التأقلم مع الاضطراب بوجود الأدوية والمهدئات وكذلك العلاج النفسي التأهيلي ولكن في حال كان الشخص المصاب قد تعرض لهذا الاضطراب النفسي جراء حادثة عنف أسري على سبيل المثال فيجب حينها إيداعه مصحة نفسية حيث أن تواجده في نفس البيئة التي تعرض فيها للعنف لن تجدي نفعاً في علاجه ولو لخطوة واحدة، وفي حال المراحل الأولى للمرض يجب أن تقوم الأسرة باحتواء المريض وطمأنته بأن كل الأمور ستكون على ما يرام وعليه ففي حالة اضطراب فقدان الذاكرة النفسي التعويل الأول في عملية العلاج يكون بالأساس على البيئة الاجتماعية والنفسية المحيطة بالمريض حيث يجب أن تكون بيئة خالية من الصراعات والصدامات النفسية الحادة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

أسماء

محررة وكاتبة حرة عن بعد، أستمتع بالقراءة في المجالات المختلفة.

أضف تعليق

سبعة + 13 =