تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » علم الفراسة : كيف يستطيع بعض الأشخاص رؤية دواخل الشخصية؟

علم الفراسة : كيف يستطيع بعض الأشخاص رؤية دواخل الشخصية؟

علم الفراسة المقصود به الاستدلال على دواخل الشخصيات عن طريق المظهر الخارجي، وهو علم اشتهرت به العرب قديمًا، نتعرف على تاريخ علم الفراسة وكيفية استغلاله.

علم الفراسة

علم الفراسة يعد نوع من أنواع العلوم الطبيعية عند العرب، وقد اشتهر به العرب وتميزوا فيه عن غيرهم، وهو يقوم على الاستدلال بسمات الشخصية من خلال استقراء الملامح الخارجية للفرد، أو بمعنى أكثر وضوحا هو الاستدلال بالظاهر لكشف الباطن، وقد كان الفارس العربي يستطيع من خلال رؤية أثر القدم على الرمال أن يستدل على صفات الشخصية التي تركته وربما أيضا من أي قبيلة هو، وعمره ووزنه وهكذا. وكما قلنا سابقا العرب هم الأكثر تميزا في هذا العلم لما امتازوا به من فراسة عالية ظهرت وتكررت كثيرًا في المواقف التي تركوها لنا، ولكن إن كان علم الفراسة يستخدم عند العرب من خلال أثر الرمال أو تفحص الوجه أو أثناء الصيد لتحديد صفات الفريسة فكيف يستخدم الآن وما المقصود به؟ الكثير من التساؤلات التي سوف نحاول أن نقدم لها إجابة هنا.

علم الفراسة بين الحقيقة والخرافة

مفهوم علم الفراسة

علم الفراسة هو علم تحليل الخصائص النفسية والسلوكية للفرد كما يعرفه علماء النفس، ويعد الآن من وسائل التواصل بين الأفراد والذي يعتمد على استقراء صفات الشخصية وتحليلها من خلال ملامح وقسمات الوجه كالأنف والفم والحواجب والطول والوزن ولون البشرة وغيرها بل ويتسع أكثر من ذلك ليشمل اللون المفضل للشخص وماذا يحب وماذا يكره وهكذا. حيث يعد كل مما سبق يتم تحليله ليعطي معنى معين، ومن خلال تحليل البعض نستطيع أن نفهم ونتواصل جيدا مع الطرف الآخر في محاولة لجعل التواصل بين الأفراد أكثر سهولة وأقل تعقيدا وتقليل محاولات سوء الفهم والتقدير، يتم نسبة علم الفراسة بشكل كبير إلى علم التنمية الذاتية.

كيف يتم تحليل الشخصية؟

يقوم علم الفراسة في أساسه على تحليل وترجمة تقسيمات الوجه، ونجد كل تقسيمة تحمل معنى خاص بها، كما أن هناك بعض الأساسيات التي تمكنا من معرفة 70% على الأقل من صفات الشخصية وسوف يتم استعراضها هنا الواحدة تلو الأخرى لنستطيع من خلالها تكوين قاعدة أساسية ننطلق من خلالها:

ملامح الوجه ولون البشرة

توصل علماء تحليل الشخصية إلى أن أصحاب الوجه الدائري يمتازون عن غيرهم بالذكاء والطموح والعاطفة في مقابل أصحاب الوجه البيضاوي يمتازون بحسن الاستماع والإنصات ولا يأخذون قرارا إلا عن اقتناع تام به ويساهمون في حل المشكلة، بينما أصحاب الوجه المثلث فيمتازون بالحس العالي والذكاء المرتفع وعدم نسيان الإساءة أبدًا ولديهم قائمة من أسماء الذين أساؤوا إليهم لا ينسونهم أبدًا.

أصحاب البشرة البيضاء يتصفون بالحس المرهف والذكاء وسهولة التواصل والنقاش معهم وهم هوائيون إلى حد بعيد ومتقلبو المزاج، أما عن أصحاب البشرة القمحية فهم واقعيون جدًا ويتمسكون بآرائهم ولا يتراجعون عن أي قرار سبق وأن اتخذوه، أما أصحاب البشرة السمراء فهم يصعب إقناعهم بشيء ما ولا يعدلون عن قرار اتخذوه حتى لو توافرت الأدلة والبراهين التي تثبت خطأه.

الحواجب والعيون

الحواجب المتصلة تعنى أن أصحابها مغلقين على ذواتهم ولا يحبون التدخل في حياتهم الشخصية وفي بعض الأحيان يميلون للغدر، أما الحواجب المتباعدة فتعنى أن صاحبها لا يجرح أحدا، وهو شخص رقيق لا يحرج أحدا أيضا، هذا من حيث الاتصال والانفصال. وهناك بعد آخر من حيث الكثافة، فالحواجب الكثيفة تدل على أنه شخص نشيط وطموح ولديه رؤية للمستقبل ويخطط له، أما الحواجب الخفيفة تدل على أن صاحبها يميل للوحدة ولديه فراغ مالي أو عاطفي ويفضل الانعزال عن الآخرين.

أما بالنسبة للون العيون بالطبع كل لون له ما يميزه فنجد مثلا أصحاب العيون العسلية يمتازون بجاذبية خاصة والعيون البنية تمتاز بالعاطفة وصعوبة الرجوع في القرارات أما العيون الخضراء فيمتاز صاحبها بأنه متقلب المزاج والعيون الزرقاء لا توجد لديه أسرار يخفيها وواضح.

شكل العين، الدائرية تعنى الوضوح والصراحة والعاطفة، الضيقة تدل على الذكاء والمكر، أما عيون القطط فتدل على المكر والنقد من أجل النقد والانتقاد الشديد للآخرين والتعالي والغرور، أما العيون الصغيرة تعني الانطوائية، والعيون التي تميل للأسفل فصاحبها يعاني من حزن شديد.

الأنف والأذن

بالنسبة للأنف فتوجد العريضة والمنقار والمسطرة والملكية، وتدل الأنف الملكية على الجاذبية بينما المسطرة على التنظيم والإحساس، والعريضة على المشكلات التي واجهت صاحبها، بينما الأنف الرومانية على الشجاعة والإقدام ومواجهة الحياة. أما الأذن فتختلف من حيث الطول والقصر والصغيرة والكبيرة، فنجد أصحاب الأذن الصغيرة يمتازون بالمكر والذكاء وانتقاد الآخرين، في حين أن أصحاب الأذن الكبيرة لا يفعلون ما يسمعونه، ويمتازون بالسيطرة والهيمنة، أما الطويلة فيمتاز صاحبها بالحس الأخلاقي والحرص الشديد، أما المستديرة فتعنى اجتماعي وودود ويستمع للآخرين.

الفم

نجد الفم العريض والكبير والضيق وهكذا، وبالطبع كل منها يحمل معنى مختلف فمثلا الفم العريض يدل على لباقة صاحبه وأنه صاحب شخصية مسيطرة، والفم ذو الشفة المائلة للأسف هو شخص تتوقع منه كلام مؤلم وجارح ولا يضع مشاعر الآخرين في الاعتبار، أما ضيق الفم فيدل على أن صاحبه شخصية غير عاطفية، أما المائل للأسفل فهو شخصية ساخطة.

الشعر

أصحاب الشعر الخشن المتشابك شخصية صعبة التعامل معها، وصعب إقناعها بشيء ما، أما الشعر الذهبي فيعني أن صاحبه شخصية لامعة وجذابة، أما الشخص الأصلع فيدل على الذكاء.

وجهة نظر

علم الفراسة على الرغم من كونه يتبع التنمية الذاتية وأن له تاريخ عند العرب إلا أن كلمة علم تحتاج إلى مزيد من التحديد والدقة وهو قائم على بعض التخمينات التي نتوقعها من خلال خبرات مشابهة ربما تكون صحيحة وربما لا، وإن انطبقت على البعض فلن تنطبق على الجميع كما إنها تختلف من شخص إلى آخر ومن عصر إلى آخر، لذلك فوصفه بالعلم ليس دقيقا تماما. ومن ناحية أخرى جميعنا ولدنا بصفات بدنية معينة تعود إلى أسباب بيولوجية ووراثية وهي صفات لصيقة بالفرد لا تتغير بالنمو والتطور وإنما هي صفات جوهرية ثابته في الإنسان، فتبعا للمحللين النفسيين هل يمكنني نعت طفل صغير بأنه عصبي، بخيل، ذو شخصية قوية، ماكر، مخادع من مجرد شكل الأنف والفم أو لون العينين؟ في الواقع الأمر شبيه بقراءة الأبراج.

فأت تقوم بدراسة شريحة معينة من البشر وتطبق نتائج ما توصلت إليه على الآخرين. فالأمر ليس بهذه السهولة ولا أعتقد أن هذه المقاييس تنطبق على الجميع بل هي مجرد تحليلات وتخمينات مبدئية.

تختلف الوجوه حسب البيئة التي تنشأ فيها أصحابها، وبالطبع يختلف وجه من عاش في بيئة صحراوية عن آخر نشأ في المدينة، وكذلك ملامحه. وكذلك يختلف وجه العربي عن وجه غير العربي… وهكذا فالإنسان تتشكل ملامحه من حيث النعومة والخشونة حسب البيئة كما الحيوانات التي تكتسب قدرات معينه للتناسب مع بيئتها مثل الذي يملك خاصية تغير لونه بلون رمال الصحراء حتى لا تلتهمه الحيوانات المفترسة، فجميعنا مخلوقات تتكيف حسب البيئة وتترك عليها طباعها.

الفراسة هنا يمكننا اعتبارها وسيلة مساعدة للتواصل يجيدها البعض، وتقوم في الغالب على التخمين، ولا ننسى أن التخمين هنا يعتمد على تجارب الفرد الشخصية، وتكون فائدتها متوقفة على سهولة فهم الآخرين وسهولة التواصل معهم، وهذا ما كان يفعله العرب، حيث من خلال معرفتهم بما يشيع من صفات عن قبيلة معينة يمكنهم من توقع صفات أفرادها، والأمر كما وضحنا سابقا مجرد تخمينات وتكهنات.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

15 + خمسة =