تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمية والنظام الغذائي » سمنة الأطفال : كيف تُخلص طفلك من مشاكل زيادة الوزن؟

سمنة الأطفال : كيف تُخلص طفلك من مشاكل زيادة الوزن؟

نعم، حتى الأطفال يُصابون بمشاكل السمنة وزيادة الوزن، سمنة الأطفال تختلف في خصائصها عن سمنة البالغين، لذلك تابع هذه النصائح تحمي أطفالك من مشاكل السمنة.

سمنة الأطفال

السمنة بشكل عام مشكلة كبيرة سواء من حيث معدل الأشخاص الذين يعانون منها خاصة مع انتشار الوجبات السريعة واللجوء للأطعمة الجاهزة كحل أسهل أو من حيث كمية الأضرار الصحية والنفسية التي تسببها السمنة لمن يعانون منها، ولكن سمنة الأطفال تختلف بعض الشيء فقد تعتبر أكثر خطورة لأن التخلص منها في المستقبل سيكون أصعب بكثير وكذلك لأن الطفل بحكم عمره الصغير لا يعي مدى خطورة تلك المشكلة أو كيفية التخلص منها.

ملف كامل عن سمنة الأطفال : المشكلة والحل

أسباب سمنة الأطفال

في هذا الجزء سوف نتحدث بداية عن أسباب مشكلة السمنة لدى الأطفال، فلابد لمعرفة المشكلة أن نعرف أسبابها في البداية لنعثر على أفضل الحلول لها.

وزن الأم خلال مرحلة الولادة

عبر مجموعة من الدراسات التي أجريت على أكثر من نصف مليون امرأة وأكثر من مليون طفل خلال 15 عاماً تمكن الأطباء من إثبات وجود علاقة وطيدة بين وزن الأم خلال مرحلة الولادة وخطر تكون سمنة الأطفال بعد إنجابهم؛ فإكثار الأم من تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة وكذلك الوجبات السريعة يكون نسبة عالية من الخلايا الدهنية في جسد الطفل وبالتالي يعرضه لخطر السمنة عند عمر صغير للغاية وحتى مع عدم الإكثار من تناول الطعام بشكل عام.

الإجبار على الطعام

لحسن الحظ فأجسام الأطفال الصغار مهيأة لاستقبال كمية معينة فقط من الطعام وهي الكمية التي يحتاجها الجسم للنمو بشكل سليم وعند الانتهاء من تلك الكمية يشعر الطفل على الفور بالشبع وهي حاسة خاصة يتمتع بها الأطفال في الأعمار الصغيرة ، ولكن بعض الآباء- بحسن النية- يجبرون أطفالهم على الانتهاء من الطبق أو الوجبة بشكل كامل ظناً منهم أن في ذلك فائدة كبيرة تعود عليهم وبالتالي يعتاد الطفل شيئاً فشيئاً على تناول كميات كبيرة من الطعام تفوق حاجة جسمه.

نوعية الطعام وموعده

وهو أمر مرتبط بحد كبير بعادات الأسرة التي ينشأ عليها الطفل منذ صغره؛ فالتعود على تناول كميات مناسبة من الطعام واختيار طعام صحي ومفيد وكذلك في مواعيد ثابتة طوال اليوم يجعل الطفل معتاداً على ذلك النظام طيلة حياته وبالتالي يقيه خطر سمنة الأطفال بشكل كبير.

البيئة المحيطة

الأطفال بطبيعتهم يلتقطون كل ما يرونه حولهم من عادات وقواعد ويعملون على تقليدها حتى وإن كانت خاطئة، وتواجد عادات محيطة بالطفل مرتبطة بالطعام ومحتواه وقيمته الغذائية وكذلك غياب عادات ممارسة الرياضة أو حتى الأنشطة الصباحية البسيطة تسبب تعلم الطفل لتلك العادات واتخاذها منهجاً له مما يعرضه إلى سمنة الأطفال على الفور.

طبيعة المجتمع

التواجد بالطبع في مجتمع آمن يسمح للأطفال بالخروج واللعب بحرية والركض أو حتى المشي ينشئ الطفل معتاداً على مثل تلك الأنشطة الرياضية التي بالرغم من بساطتها لكن لها فائدة قيمة، أما على العكس إذا نشأ الطفل في مجتمع يخلو من الأمان فسيعتاد البقاء في المنزل ويتجنب الخروج طيلة الوقت. كذلك مستوى المجتمع الاقتصادي والثقافي يؤثر وبشكل مباشر وكبير على طبيعة الطعام الموجودة فيه وقيمته الغذائية.

العوامل الوراثية

وقد يعد ذلك السبب الوحيد من ضمن أسباب سمنة الأطفال الذي لا يمكن التحكم فيه؛ فبعض العائلات تمتلك عوامل وراثية تجعلهم أكثر عرضة لخطر السمنة عموماً وسمنة الأطفال خصوصاً أكثر من غيرهم.

عوامل مرضية

إصابة الطفل بأمراض معينة أو حتى إصابة الأم خلال فترة الحمل يزيد من خطر سمنة الأطفال بشكل كبير.

طرق الوقاية من سمنة الأطفال

بعد أن تعرفنا في السطور السابقة على أسباب مشكلة سمنة الأطفال نتحدث الآن عن العلاجات الفاعلة لهذه المشكلة وكيفية تطبيقها على الأطفال الذين يُعانون من زيادة الوزن.

وجود القدوة الحسنة

كما شرح سالفاً فالأطفال بطبيعتهم يتأثرون بشكل كبير بما يشاهدونه حولهم من عادات وتصرفات مختلفة؛ ولذلك فتواجد أشخاص بالقرب من الطفل يعتاد على رؤيتهم بشكل متكرر وهو يتبعون عادات صحية سليمة كتناول طعام صحي وبكميات معقولة وفي نفس الوقت ممارسة الرياضة بانتظام كل يوم مع البعد الكامل عن الوجبات السريعة يجعل الطفل يقلد مثل تلك العادات بدون أن يشعر بالضيق أو بالإجبار بل على العكس ستجده شغوفاً بها بشكل مستمر نتيجة لأنه رأى قدوته التي يؤمن بها ويتبعها تقوم بتلك العادات أيضاً.

التدريب المستمر

ممارسة أي نشاطات رياضية ولو كانت بسيطة كل يوم يساعد في التخلص من سمنة الأطفال وكذلك ضبط معدلات الحرق داخل الجسم، ولكن يجب الأخذ في الحسبان أن الأطفال لا يمكنهم التقيد بنظام رياضي صارم كما هو الحال مع الأشخاص البالغين؛ فبمجرد أن يشعر الطفل أنه مجبر على بذل مجهود عضلي كل يوم- حتى وإن كان مجهوداً بسيطاً لا يذكر- سيصاب الطفل بالملل على الفور ويبدأ في التهرب من ذلك الروتين. لذلك حاول جعل فترة النشاط الرياضي تلك مرحة وجذابة للطفل حتى يشعر هو برغبة ومتعة في أدائها كل يوم، ومع تقدم العمر ستعتبر تلك الأنشطة جزء لا يتجزأ من نظام حياته اليومي وبالتالي سيزيد التزامه بأدائها كل يوم وفي نفس الوقت ستتولد لديه رغبة في زيادة مساحة ونوع الرياضة التي يؤديها كلما لاحظ تأثيرها الإيجابي عليه.

التغذية السليمة

على سبيل المفارقة تعتبر مرحلة اختيار نوع الغذاء الأصعب على الإطلاق إذا كان الشخص الذي يحاول التخلص من السمنة بالغاً في العمر حيث سيذهب للتسوق وشراء ما يحتاجه من طعام وربما يندفع لشراء أطعمة تؤثر بالسلب على نظامه الغذائي، أما في حالة سمنة الأطفال فيعتبر اختيار الغذاء- على النقيض تماماً- الأسهل على الإطلاق؛ وذلك لأن الآباء هم المسئولون عن التسوق وإحضار الطعام وبالتالي سيمكنهم ذلك من التحكم في نوعيات الطعام التي يحضرونها واختيار أطعمة صحية ومفيدة للجسم أكثر من كونها مسببة للسمنة وجعلها الخيار الوحيد أمام أطفالهم لتناولها كل يوم.

استغلال مرحلة الطفولة جيداً

أيضاً من ضمن العوامل الطبيعية والإيجابية في الحد من سمنة الأطفال هي تمتع الأطفال بطاقة عالية تجعلهم يركضون ويلعبون طيلة اليوم ولا يشعرون بالتعب إلا في نهايته، وبالاستغلال الجيد لتلك الفترة في مرحلة الطفولة يمكن دفع الطفل لاستغلال طاقته الكبيرة في ممارسة ألعاب رياضية مختلفة كالركض أو السباحة أو ألعاب الكرة بكامل أنواعها مما يسهم بشكل كبير جداً في تحسين لياقة الجسم والتخلص من كافة السعرات الحرارية والدهون الزائدة التي قد تتراكم بداخل الجسم بعد تناول الطعام.

التعليم والتثقيف والتوعية

كلما زاد تقدم الطفل في العمر كلما نما عقله وتفكيره أكثر فيمر الطفل بتلك المرحلة التي يصبح فيها فضولي ودائم التساؤل عن كافة ما يدور حوله، وهنا يمكن استغلال تلك المرحلة من الطفولة أفضل استغلال لتعليم الطفل عن كل ما يراه الآباء صحيحاً وسليماً وكذلك نهيه عما يبدو خاطئاً ومن ضمن ذلك طبعاً توعية الطفل عن سمنة الأطفال ولكن مع تجنب التحدث حول آثارها الصحية الخطيرة حتى لا يصاب الطفل بالهلع فالأطفال بطبيعتهم يميلون لتهويل الأمور وإعطائها حجماً أكبر من حجمها وبالتالي قد ينشأ الطفل بما يعرف بالوسواس القهري الذي يدفعه لتجنب أي طعام كان حتى ولو لم يكن ضاراً، بل يكون التحدث مع الطفل حول أهمية الأكل الصحي والاختيار الجيد لأنواع الطعام وكمياته.

تزيين الأطباق وتجميلها

في أغلب الأحيان يميل الطفل لاختيار الطعام المعلب أو الوجبات السريعة بسبب مظهرها الخارجي وتقديمها بشكل يلفت الانتباه وهو ما يجذب الطفل لها وفي نفس الوقت يجعله يشعر بالنفور من طعام المنزل حتى ولو كان ذي فائدة أكبر؛ لذلك يمكن الحرص على تقديم الوجبات في المنزل بشكل منسق وجميل وبألوان مختلفة وأقرب لشخصيات كرتونية أو خيالية يرتبط بها الأطفال، وكذلك جعل الأطفال يساعدون في إعداد الوجبات ولو بدور بسيط حتى يرتبطوا بالطعام المنزلي أكثر ويقبلون عليه.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

7 − 2 =