تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمية والنظام الغذائي » كيف تعالج سمنة الأطفال المرضية؟ وما هي أسبابها؟

كيف تعالج سمنة الأطفال المرضية؟ وما هي أسبابها؟

سمنة الأطفال مشكلة أصبح يعاني منها العديد من الأطفال بسبب العادات الغذائية الخاطئة وتناول الوجبات السريعة، وفي هذا المقال سنتعرف على أسبابها وطرق علاجها.

سمنة الأطفال

تعد مشكلة سمنة الأطفال من أخطر المشكلات لدى الأطفال، حيث أن لها العديد من الأضرار التي قد يتعدى تأثيرها مرحلة الطفولة لما بعد ذلك، وتحدث هذه المشكلة بسبب الإفراط في تناول الأطعمة، وخصوصا نتيجة للإكثار من الحلويات والسكريات، وتكمن خطورة هذه المشكلة في تأثيرها على مناعة الطفل، حيث أن الأطفال الذين يعانون من السمنة يكونون معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض الخطيرة والمزمنة.

ما هي مشكلة سمنة الأطفال ؟وكيف يمكن حلها؟

أسباب سمنة الأطفال

نتيجة للوراثة

قد يكون لعامل الوراثة تأثيرا على الطفل عندما يكون الطفل سمينا نتيجة لعوامل وراثية اكتسبها من أحد أفراد الأسرة، وفي هذه الحالة ينبغي استشارة الطبيب من أجل إرشاد الأسرة لطرق العلاج المناسبة، ولكن الوراثة تعد من أقل الأسباب المحتملة لإصابة الطفل بالسمنة.

النظام الغذائي الخاطيء

نتيجة لتناول الأطفال الوجبات السريعة أو الوجبات مرتفعة السعرات الحرارية التي تحتوي على الكثير من الدهون مثل المقليات ورقائق البطاطس، فهذه الوجبات تؤثر سلبا على وزن الطفل وتسبب السمنة نتيجة لاكتساب الطفل لسعرات حرارية أكبر مما يحتاجه جسمه، وأيضا المشروبات الغازية بما تحتويه من سكريات وسعرات حرارية مرتفعة تؤدي لزيادة وزن الطفل، ولعلاج السمنة الناتج عن النظام الغذائي الخاطيء هو مسئولية الوالدين، فينيعي عليهم توجيه الطفل للابتعاد عن الوجبات السريعة، وتوجيهه لأثرها السيئ على صحته وجسمه، كما ينبغي تنظيم مواعيد تناول الوجبات، بالإضافة إلى استبدال الحلويات بالفواكه والأطعمة المفيدة.

عدم الحركة

من أسباب سمنة الأطفال عدم قيامه بالأنشطة البدنية والرياضية، فنجد أن معظم الأطفال يميلون إلى الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر ومشاهدة التلفاز لساعات طويلة، مم ينتج عن زيادة وزن الطفل نتيجة لتناول الطعام وعدم القيام بأي أنشطة حركية تساعد على الحرق فيقوم الجسم بتخزين الدهون والسعرات الحرارية، ولحل هذه المشكلة ينبغي توجيه الطفل لممارسة نشاط رياضي والذهاب إلى نادي رياضي في حالة رغبته في التدرب على رياضة معينة.

العوامل النفسية

قد يمر الطفل ببعض المشكلات النفسية مثل القلق والتوتر والضيق النفسي مما يدفعه للإكثار من تناول الطعام بكميات كبيرة، ويجب على الأم في هذه الحالة أن تلاحظ سلوك طفلها النفسي في هذه الحالة فقد يميل إلى العزلة وعدم مشاركة زملائه في الأنشطة، والعمل على الوصول لسبب المشكلة ومحاولة حلها، وأيضا قد يتسبب المحيطين بالطفل الذي يعاني من الوزن الزائد في إصابته بالإحباط والتوتر بدلاً من تشجيعه فيقومون بوصفه بالبدانة، وهذا ينتج عنه عدم قدرة الطفل على خسارة الوزن الزائد.

أسباب صحية

قد يكون لسوء الحالة الصحية للطفل تأثيرا على وزن الطفل سواء بالزيادة أو النقصان نتيجة للإصابة ببعض الأمراض، وهنا يجب استشارة الطبيب المتخصص من أجل معرفة السبب وعلاجه، فمثلا عند إصابة الطفل بمرض الربو فإنه يقوم بتناول الأدوية التي تحتوي على الكورتيزون مما يتسبب في زيادة الوزن، وأيضا اضطرابات الغدد الصماء أو زيادة إفراز الغدة الكظرية ينتج عنه اضطرابات هرمونية تؤدي إلى سمنة الأطفال .

نتيجة الجهل والسلوكيات الخاطئة

مثل البدء بإطعام الطفل في الشهور الأولى من عمره بجانب الرضاعة الطبيعية مما ينتج عنه اكتساب الوزن لدى الرضع والذي يستمر طوال فترة الطفولة، وأيضا قيام الأم بإجبار الطفل على تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغير مفيدة والمحتوية على السعرات الحرارية المرتفعة فتؤدي إلى زيادة وزن الطفل بلا فائدة، ويكون اعتقاد الأم أن تناول الطفل للطعام بكميات كبيرة يساعد على تحسين النمو والصحة، ولكن العكس صحيح لأن الإكثار من الطعام يضر بصحة الطفل ويعيق نموه السليم، وكذلك قيام الأم بإهمال وجبة الفطور يؤدي لاكتساب الأطفال الوزن على عكس ما هو متوقع حيث أن عدم تناول وجبة الإفطار يقلل من عملية الحرق، وأيضا السماح للطفل بالنوم لساعات طويلة أكثر من المعدل الطبيعي يسبب تثبيط عملية التمثيل الغذائي.

مضاعفات السمنة لدى الأطفال

أمراض السكر والقلب والجهاز التنفسي

هناك عدة مضاعفات وبعض الاضطرابات والأمراض تحدث نتيجة سمنة الأطفال، وتشمل ارتفاع نسبة الكولسترول بالدم وارتفاع مستوى الدهون بالدم والإصابة بضغط الدم المرتفع وأيضا احتمالية الإصابة بأمراض القلب، وكذلك قد ينتج عن السمنة إصابة الطفل بمرض السكر من النوع الثاني، وقد ينتج عنها أيضا تعرض الطفل لبعض أمراض الجهاز التنفسي التي تصاحب السمنة عادة وتؤدي إلى صعوبة التنفس والشخير أثناء النوم بل وصعوبة النوم أساسا.

آلام المفاصل والعظام وصعوبة الحركة

وقد ينتج عن السمنة لدى الأطفال بعض المشاكل في المفاصل والعظام وأيضا آلام الظهر والقدمين بسبب الوزن الزائد الذي يشكل حملا على الظهر والقدمين وأيضا نتيجة لزيادة معدل حمض اليوريك أسيد بسبب السمنة، ولذا تعد صعوبة الحركة من أحد مضاعفات السمنة وأضرارها نتيجة للوزن الزائد مما يعيق الطفل من الاشتراك مع أقرانه في اللعب والأنشطة.

أمراض الكبد والأمراض الجلدية

وتشمل مضاعفات السمنة عند الأطفال احتمالية الإصابة ببعض أمراض الكبد وسرطان القولون أيضا، وبالنسبة للجلد فإنه يكون معرضا للإصابة بالدمامل والخراريج والالتهابات الفطرية في ثنايا الجلد نتيجة لزيادة الوزن.

المشاكل النفسية والاكتئاب

من ضمن أعراض السمنة وزيادة الوزن تعرض الطفل للضغوطات النفسية وبعض المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر واليأس واضطرابات النوم والنهم للطعام نتيجة لسوء الحالة النفسية، ودائما يكون الطفل معرضا للحرج حيثما يذهب سواء في النادي أو الشارع أو الأماكن العامة وأيضا وسط زملائه بالمدرسة.

طرق علاج سمنة الأطفال

تعديل النظام الغذائي

عن طريق تقليل الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة مثل الأطعمة المقلية والحلويات والدهون الحيوانية على الأخص، والابتعاد عن الوجبات السريعة وتناول الطعام خارج المنزل في المطاعم وغيرها، مع الإكثار من الأطعمة المفيدة التي لا تحتوي على سعرات حرارية عالية وخصوصا الفواكه والخضروات، وأيضا تقديم العصائر الطبيعية للطفل والابتعاد عن العصائر المصنعة والمشروبات الغازية، وكذلك تشجيع الطفل على شرب الماء بكثرة لما له من فوائد صحية للجسم، وكذلك يجب عدم إهمال الحليب وإعطائه للطفل بشكل يومي فهو يحتوي على الكالسيوم الذي يساعد الجسم على حرق الدهون، ومن الأفضل عمل نظام غذائي لجميع أفراد الأسرة وليس الطفل الذي يعاني من السمنة فقط لتشجيعه على الالتزام به.

العلاج السلوكي والتثقيفي

وذلك بتوجيه الطفل لمعرفة العادات الغذائية الصحية وإشراكه في اختيار الوجبات وشراء الأطعمة، فتكون هذه فرصة مناسبة لتوجيه الطفل بكيفية اختيار الأطعمة الصحية المفيدة، وأيضا ينبغي العمل على تطوير قدرات الطفل من أجل المحافظة على الوزن المثالي وكيفية كبح الرغبات والتحكم في الشهية، وكذلك ينبغي عدم الإذعان لرغبة الطفل بتناول المعجنات والحلول بالإضافة إلى عدم استخدام الطعام في الثواب أو العقاب، فالكثير من الأمهات تستخدم الحلوى لمكافأة الطفل وهذا يضر بصحة الطفل ويشجعه على الإقبال عليها.

النشاط البدني

فيجب التقليل من الساعات التي يجلس فيها الطفل بدون القيام بنشاط حركي أثناء مشاهدة التلفاز ولعب الألعاب الإلكترونية والجلوس على الكمبيوتر، وفي المقابل يجب زيادة الأنشطة الحركية وإشراك الطفل في النوادي الرياضية للانتظام في ممارسة الرياضات مثل السباحة وكرة القدم والكاراتيه أو التايكوندو، أو أخذه إلى المتنزهات العامة ليمارس نشاط الجري وترك الفرصة له ليلعب مع الأطفال بحرية وانطلاق، وأيضا من أفضل الرياضات التي ينصح بممارستها هي رياضة المشي على الأقل نصف ساعة يوميا، فالرياضة تحسن من عملية التمثيل الغذائي للجسم وتساعد على حرق السعرات الزائدة والتخلص منها.

نصائح هامة لتجنب سمنة الأطفال

في المنزل

يجب على العائلة أن يجتمعوا أثناء تناول الطعام وذلك لأن الطفل يقوم بتقليد الآخرين، ولذا فعندما يجد والديه وإخوته يقومون بتناول الأطعمة الصحية فسيرغب في تقليدهم، وينبغي الحذر من إصدار أوامر كثيرة للطفل كأن تبالغ الأم في إصدار الأوامر لأطفالها بتناول الخضروات مما يؤدي لنفور الأطفال منها، كما يجب تعويد الطفل على مضغ الطعام جيداً من أجل تحسين عملية الهضم وتقليل استهلاك الطعام، وأيضاً يجب الحرص على تقديم الطعام بكميات قليلة وتحديد أوقات لها.

في المدرسة

وذلك باختيار الأطعمة الصحية التي يصطحبها الطفل معه إلى المدرسة، وينبغي أن تكون هذه الأطعمة قد تم تحضيرها في المنزل بطريقة صحية ومتنوعة وبشكل جذاب للطفل حتى لا يشعر بالملل من الأطعمة التي تقوم والدته بإعدادها، ويتجه للوجبات السريعة والأطعمة الغير صحية التي يتم بيعها في المدارس.

خارج المنزل

نظرا لانتشار المطاعم بشكل كبير وإقبال الأطفال على الأطعمة السريعة التي تقدم في هذه المطاعم ينبغي على الوالدين اختيار المطاعم التي تقدم الأطعمة الصحية للطفل، وكذلك ينبغي أيضا اختيار الأطعمة نفسها التي يقوم الطفل بتناولها في المطاعم، فعلى سبيل المثال يمكن استبدال البطاطس المقلية بالبطاطس المشوية أو الذرة.

مثال لأحد الأنظمة الغذائية للأطفال للتخلص من السمنة

وجبة الإفطار

تتضمن وجبة الإفطار كوب من اللبن قليل الدسم، مع أحد أنواع الفاكهة مثل عشر حبات من العنب على سبيل المثال، بالإضافة إلى طبق صغير من الكورن فليكس المحلى بملعقة واحدة من العسل الأبيض.

وجبة المدرسة

يصطحب الطفل معه ساندوتش من التوست يحتوي على نوع شريحة من الجبن وشريحة من الدجاج التركي، بالإضافة إلى شرائح من الخضار مثل الخيار والخس والطماطم، وأيضا كوب من العصير الطبيعي المعد في المنزل ويفضل عصير البرتقال.

وجبة الغداء

تشتمل على الدجاج المشوي مع البطاطس المشوية، وذلك لأنها منخفضة السعرات الحرارية مقارنة بالبطاطس المقلية، وبجانبها طبق من سلطة الخضروات المضاف لها القليل من زيت الزيتون.

وجبة خفيفة

بين الغداء والعشاء تتضمن كوبا من عصير الفواكه الطبيعي، ويتم تحضيره عن طريق مزج ثمرة موز واحدة مع خمس حبات من الفراولة مع كوب من الحليب قليل الدسم وثلاث قطع من بسكويت القمح.

وجبة العشاء

تتكون من طبق من المعكرونة الإسباجتي المسلوقة المضاف لها صلصة الطماطم و 30 غراما من اللحم المفروم، بالإضافة إلى كوب من الحليب قليل الدسم.

وأخيراً فإن معدلات سمنة الأطفال قد ارتفعت بدرجة مخيفة هذه الأيام، فقد زادت بمعدل ثلاثة أضعاف عن السنة الماضية، وأيضا فإن لدينا ما يقرب من 22 مليون طفلا يعانون من السمنة وأعمارهم لم تتجاوز الخمس سنوات، ونظراً لأن ثلثي الأطفال الذين يعانون من السمنة سوف تستمر لديهم مشكلة السمنة حتى مرحلة البلوغ مسببة لهم المشاكل النفسية والأمراض، لذا فينبغي علينا الحرص على الوقاية من السمنة لدى الأطفال وذلك بتشجيعهم على ممارسة الرياضة مع تقليل كمية الطعام، والإكثار من الأطعمة الصحية والخضروات والفواكه، والابتعاد عن الأكلات السريعة والأطعمة الدسمة، وذلك من أجل التمتع بالرشاقة والصحة البدنية والنفسية.

منال محمد

كاتبة مقالات ومترجمة. لدي اكثر من 150 مقالة على موقع تسعة تغطي مواضيع الصحة والعافية والعناية الذاتية والغذاء والتغذية السليمة مثل العناية بالبشرة والشعر

أضف تعليق

8 + 18 =