تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف أصبحت سلسلة الأب الروحي علامة فارقة في تاريخ سينما المافيا؟

كيف أصبحت سلسلة الأب الروحي علامة فارقة في تاريخ سينما المافيا؟

سلسلة الأب الروحي سلسلة أفلام صدر الجزء الأول منها عام 1972 وحقق نجاحًا باهرًا دفع صناع العمل إلى إنتاج جزء ثانٍ منها، وقد حصل الفيلم على ثلاث جوائز أوسكار بخلاف تحقيقه النجاح الجماهيري مما جعله علامة فارقة سينمائيًا لم تتكرر منذ وقت طويل.

سلسلة الأب الروحي

منذ صدور سلسلة الأب الروحي عام 1972 ونحن لا نزال أمام مجموعة أفلام تتصدر قوائم الأفضل طوال الوقت وفي كل استفتاء تاريخي معتمد، فقد رسخت هذه الأفلام لنوعية جديدة من السينما بسبب وجود ألوان مختلفة بداخلها، وربما هذا يتضح بشدة من خلال الجوائز المختلفة التي حصل عليها الفيلم وكذلك الحالة التي أصبح عليها نجوم الفيلم لاحقًا، حيث أنهم قد تحولوا إلى نجوم صف أول على الرغم من كونهم لم يكونوا كذلك في البداية، لكن الفيلم صنعهم، كذلك صناع الإلهام الذي جعل الكثير من صناع السينما والدراما في كل مكان في العالم يُعيدون إنتاج الفيلم بصيغ وأشكال مختلفة وبأكثر من لهجة، أيضًا كان هناك مجال لاحقًا للعمل في أفلام العصابات بشكل أوسع بعد أن هيئت سلسلة الأب الروحي الطريق لذلك، فكيف فعلت سلسلة الأب الروحي كل ذلك في تلك المدة وبثلاثة أفلام فقط؟ هذا ما سنعرفه بالتفصيل بالسطور المقبلة.

سلسلة الأب الروحي

ببساطة شديدة تتحدث سلسلة الأب الروحي عن عائلة، أو مجموعة من العائلات بشكل عام، تسعى للحفاظ على سمعتها وهيبتها في عالم الجريمة، ومن خلال ذلك نلج إلى عالم الجريمة لكن بتفصيل وتشريح أكثر حتى تجد نفسك في النهاية جزء من هذا العالم المختلف، المهم أنك ستتوحد مع الأحداث بطريقة مميزة وذلك ليس لشيء سوى الأداء التمثيلي الذي يتم تقديمه في الأفلام الثلاث والقصة المحكمة والإخراج الجيد، ببساطة شديدة، كل شيء في سلسلة الأب الروحي سوف يدفعك دفعًا نحو الإعجاب بهذه السلسلة، وربما أول شيء ستفعله عند الانتهاء من المشاهدة هو الذهاب للبحث بكل ما تملك من إمكانيات عن فريق البطولة القوي لهذا العمل.

أبطال الأب الروحي

سلسلة الأب الروحي أبطال الأب الروحي

لم تكن سلسلة الأب الروحي لتحقق كل هذا النجاح الذي تحقق منذ عرضه عام 1972 وحتى وقتنا الحالي سوى من خلال مجموعة من الأبطال والممثلين المتميزين الذين تمكنوا بروعة أدائهم من إخراج السلسلة بكل أفلامها على أفضل نحو ممكن، ومن هؤلاء النجوم الجديرين بالذكر آل باتشينو صاحب شخصية مايكل كورليوني والممثل روبرت دي نيرو صاحب شخصية فيتو كورليوني وروبرت دوفال صاحب شخصية توم هيفن، والكثير من النجوم الآخرين الذين صنعوا مجد السلسلة، لكن ربما من تم ذكرهم الآن هم الأفضل والأكثر شهرة على الإطلاق.

كيف أصبحت علامة فارقة؟

الآن بتنا نعرف بعض المعلومات عن سلسلة الأب الروحي والمتعلقة بالقصة وفريق العمل وبعض الدهاليز، لكن ربما ما نحتاج إليه الآن حقًا كمشاهدين شغوفين هو معرفة أسباب وكيفية تحقيق سلسلة الأب الروحي ذلك النجاح الساحق وتحولها إلى علامة فارقة في تاريخ سينما المافيا، فقد حدث ذلك لعدة أسباب أهمها وجود فريق عمل قوي.

وجود فريق عمل قوي

السبب الأول والبديهي لهذا النجاح الساحق الذي حققته سلسلة الأب الروحي هو كونها في الأساس قد اعتمدت على فريق عمل قوي للغاية استطاع أن يضع الفيلم مباشرةً داخل أذهان الجمهور ولا يكتفي بمجرد أداء دور طبيعي، وعلى الرغم من أن فريق العمل الذي نقصده من المفترض أنه يضم عدد كبير من الممثلين بخلاف المخرجين والمؤلفين إلا أننا على الفور عند تذكر سلسلة الأب الروحي يأتي في ذهننا آل باتشينو ومارلون براندو، فهؤلاء هم حرفيًا من حملوا السلسلة على عاتقهم بأداء الدورين الأكبر، وطبعًا نحن لسنا في حاجة إلى استعراض قدراتهم وإمكانياتهم، لكنهم فقط في ذلك الوقت كانوا على قدر المسئولية وكانوا سببًا في ذلك النجاح الكبير الذي جاء على شكل انفجار ضرب السينما العالمية.

اقتحام عالم جديد

كذلك ضمن أسباب تحول سلسلة الأب الروحي إلى علامة فارقة في تاريخ السينما هو كون هذه السلسلة في الأساس قد اقتحمت سماء وعالم جديدين تمامًا وربما لم يكن أحد قد تطرق لهم من قبل بنفس الشكل، والحديث هنا عن عوالم الجريمة من الداخل والصراع على السلطة ومع السلطة، إذ أن أغلب الأعمال المشابهة عادةً ما تهتم بصراع الحكومة مع مثل هذه العصابات بينما لا يهتم أحد بدخول عالم العصابات هذا والتغلغل فيه لبيان ما يحدث على الضفة الأخرى من القضية، لكن سلسلة الأب الروحي فعلت ذلك، ولهذا حققت كل هذا النجاح الذي نتحدث عنه.

النجاح الجماهيري الساحق

عندما نتحدث عن النجاح الجماهيري الساحق فنحن بالتأكيد لا نعني بذلك التدليل على النجاح الحالي، فهو أمر مُسلم به، لكننا نتحدث عن ذلك النجاح الجماهيري الذي حدث وقت عرض السلسلة، إذ أن الجمهور وقتها قد دفع ثمن تذكرة ودخل الفيلم فقط لمجرد سماعه بوجود فيلم جيد، وفي عام 1972 كان هناك حد للأرباح والإيرادات التي تأتي من خلال شباك التذاكر، لكن ما نتحدث عنه هنا لم يكن إيرادًا عاديًا بالمرة، إذ أن التوقعات قد حطمت ومنذ صدور الفيلم الأول من السلسلة ظل الأب الروحي هو الأعلى من حيث الإيرادات في تاريخ السينما العالمية، هكذا يكون النجاح الجماهيري الساحق وقت العرض، أما الآن فهو نجاح ساحق للعرض من خلال التلفزيون.

تدرج السلسلة على مستوى واحد

كذلك من الأمور التي تجعلنا نتحدث عن سلسلة مميزة للغاية مثل سلسلة الأب الروحي كون السلسلة، والتي تتكون من ثلاثة أفلام، قد حافظت على نفس درجة النجاح التي بدأت بها منذ الفيلم الأول وحتى الفيلم الأخير، فالبعض قد يعتقد أن الفيلم الثاني قد جاء استغلالًا لنجاح الجزء الأول وبالتالي جاء أقل منه في المستوى، وهذا في الحقيقة ظن بديهي تمامًا، لكنه ليس حقيقيًا، إذ أن كل أفلام سلسلة الأب الروحي قد جاءت على نفس المستوى تقريبًا وتألق فيها النجوم من حيث الأداء التمثيلي، وهذا سبب آخر يدعو لتخليدها وجعلها موجودة الآن في حديثنا، إذ أن العقل يقول إنه لا يُمكن لعمل مكونة من ثلاثة أجزاء يُصبح ناجحًا بعد جزء واحد منه جيد والبقية ليست على المستوى.

أفلام سلسلة الأب الروحي

سلسلة الأب الروحي أفلام سلسلة الأب الروحي

طبعًا الجميع يعرف أنه بما أننا نتحدث عن سلسلة أفلام فهذا يعني أنه ثمة أكثر من فيلم، والجميل هنا أن تلك السلسلة لم تصدر بشكل متلاحق في ثلاث سنوات متتالية، وإنما أخذت تُطرح على فترات متباعدة بدأت عام 1972 بالفيلم الأول العراب (الأب الروحي) 1972، ثم جاء الجزء الثاني في عام 1974، بينما الجزء الثالث والأخير بعد فترة طويلة بعض الشيء من عرض الجزأين السابقين، حيث عُرض في عام 1990، وقد كان آل باتشينو حاضرًا في كل الأجزاء وأدى بشكل مُبهر، أيضًا كان عالم العصابات والمجرمين واللصوص حاضرًا، وهو الذي أصبح يُعرف لاحقًا باسم العالم السفلي.

النسخة المصرية من الفيلم

ذكرنا من قبل أن سلسلة الأب الروحي كانت إلهامًا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ، وقد تطور ذلك الإلهام إلى حد قيام العديد من السينمات العالمية إعادة محاكاة الفيلم مجددًا، ومصر أيضًا فعلت ذلك الأمر، لكنه حدث بصورة مختلفة بعض الشيء، حيث أنه قد تم إنتاج مسلسل يحمل هذا الاسم وليس فيلمًا، وقد صدر المسلسل عام 2017 في جزء واحد من المنتظر أن يُتبع بأجزاء أخرى متتالية، أما فريق العمل الخاص بالفيلم فقد كان كذلك من النجوم ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر النجم محمود حميدة والنجمة سوسن بدر والنجم أحمد عبد العزيز والنجم أحمد راتب وغيرهم الكثيرين، والجميل أنه في كل عام من المفترض طرح أجزاء أخرى بنجوم آخرين لإعطاء الفرصة للجميع.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

18 − 3 =