تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف ظهرت أفلام الحروب ولماذا تُعتبر قليلة العدد نسبيًا؟

كيف ظهرت أفلام الحروب ولماذا تُعتبر قليلة العدد نسبيًا؟

أفلام الحروب نوعية هامة من الأفلام التي أثبتت وجودها وجودتها منذ زمن بعيد ولا تزال حتى الآن تُنتج بوتيرة ثابتة، بيد أن السؤال الذي يدور في ذهن كل من تابع هذه الأفلام، كيف ظهرت يا تُرى ولماذا هي قليلة العدد نسبيًا وخصوصًا بالآونة الأخيرة؟

أفلام الحروب

بعض الناس يصنفون أفلام الحروب كأفلام حركة، والبعض الآخر يُصنفها كأفلام دراما، بينما البعض يريدها أفلام تاريخية، بينما هي في الحقيقة لا تنتمي أساسًا لكل ما سبق ذكره، فهي أفلام لها هويتها الخاصة بها، أي أنها نوعية قائمة بحد ذاتها، وقد ظهرت هذه الأفلام في وقت هام من تاريخ السينما وتمكنت خلال فترة قصيرة من تحقيق العديد من النجاحات وإنشاء أرضية خاصة بها، بينما كانت المشكلة الوحيدة التي طفت على سطح هذه الأفلام كونها تقل نسبيًا من عام إلى آخر حتى باتت معدلات إنتاجها أقل خمس مرات من السنوات الماضية، على العموم، الأسئلة حول هذه النوعية من الأفلام كثيرة جدًا، ففي البداية نحن في حاجة إلى معرفة كيفية ظهورها ثم بعد ذلك الأسباب التي جعلتها شبه قليلة من حيث الإنتاج، ولن ننسى طبعًا المرور بأهم أفلام هذه النوعية، وكل هذا موجود بتفصيل دقيق خلال الأسطر القليلة المُقبلة.

أفلام الحروب

مع أن المصطلح يبدو واضحًا تمامًا وشارحًا لنفسه إلا أنه لا ضير على الإطلاق من بعض الشرح والتفصيل، فالأفلام التي يتبعها وصف الحروب يُقصد بها تلك الأفلام التي صدرت بصورة سينمائية وجسدت معركة أو حرب تاريخية، مع تفاوت المدة بين الحرب الحقيقية والفيلم، وغالبًا ما تكون نتيجة الحرب ومعظم المعطيات والشخصيات التي تواجدت بالحروب الأصلية متواجدة أساسًا في الفيلم، بيد أنه قد يحدث اختلاف درامي طفيف قد لا يكون مؤثرًا بنهاية المطاف، الشيء الهام جدًا والواجب التعرف عليه أن سمة أفلام الحروب تُحتم عليها طبيعة الحركة والإثارة، هذا بما أننا نتحدث أساسًا عن حرب أو حِقبة تاريخية شهدت عددًا وافرًا من الحروب، وغالبًا أيضًا ما تكون تلك الحروب فارقة في حياة البلد التي قامت بها أو فارقة عالميًا.

على الرغم من أن الكون في الأساس قد شهد الكثير من الحروب إلا أن الأفلام التي تم تجسيدها لا تُعتبر عن واحد بالمئة من هذه الحروب، يُمكن فعلًا القول بتقريب الفيلم الحربي صورة الفيلم لكن في نهاية المطاف لن يكون الفيلم بالتأكيد في نفس قوة وشراسة الحرب الأصلية، أيضًا من الأشياء التي يجب التأكيد عليها كون أفلام الحروب لا تمت دائمًا للواقع، صحيح أن أغلبها يتعلق بحروب قامت بالفعل لكن عدد ليس بالقليل يتحدث عن حروب أسطورية، وغالبًا ما تُنتج هذه الأفلام بشكل واسع في أكثر من دولة وليس فقط الدولة التي وقعت على أرضها الحرب أو شاركت بلدها بها.

ظهور أفلام الحروب

أفلام الحروب ظهور أفلام الحروب

من الأشياء التي يريدها المشاهد بشدة، أو يُريد التعرف على تفاصيلها تحديدًا، كيفية ظهور أفلام الحروب التاريخية، والحقيقة أن الأمر لم يأتي بصورة مباشرة، فبعد تمكن السينما مع نهاية الربع الأول من القرن العشرين، ثم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تحديدًا، كانت هناك الحاجة إلى تجسيد ركن أساسي وأصيل في حياة البشر، وهو الركن المُتعلق بالحرب، وقد كانت المحاولات الأولى بدائية بعض الشيء ولم يكن هناك أية معدات أو تجهيزات، فكان الفيلم الحربي لا يحتوي سوى على خمس دقائق فقط من الحرب، بينما بقية الفيلم يكون درامي بحت، لكن مع الوقت كان لابد من تغيير ذلك خصوصًا مع تقدم الوقت وتقدم الحياة السينمائية وتحديدًا الدول المتقدمة، فمنذ ذلك الوقت بات من المنطقي جدًا إنشاء فيلم حربي يدور بالكامل في الرقعة الحربية، والآن، في الوقت الحالي، بات الفيلم الحربي حرب حقيقية مُدهشة، والنماذج كثيرة تستحق الحديث عنها في نهاية المقال، أما الآن فنحن نبحث عن سؤال أهم، ما هي أسباب قلة أعداد أفلام الحروب ؟

أسباب قلة أفلام الحروب

أفلام الحروب أسباب قلة أفلام الحروب

طبعًا لا يخفى على أحد كون أفلام الحروب من أقل الأفلام إنتاجًا، حيث يُمكن القول إنه كل خمس سنوات يُنتج فيلم واحد فقط، وفي بعض الأحيان لا يكون هناك وجود لأية فيلم، وهذا راجع لعدة أسباب أهمها حاجة هذه الأفلام لميزانية كبيرة.

حاجة أفلام الحروب لميزانيات كبيرة

من أهم الأسباب التي تؤدي في النهاية إلى قلة تواجد أفلام الحروب في السينمات كون هذه الأفلام في الأساس تحتاج إلى ميزانيات مرتفعة للغاية، فأنت تتحدث عن فيلم سوف يعرض معركة آملًا محاكاتها بالشكل المثالي، وهذا لن يحدث إلا بعد دفع مبالغ طائلة جدًا، وفي نفس الوقت ليس مضمونًا تحصيل هذه الأموال مرة أخرى من خلال دور العرض، ولذلك فإن الحل الأمثل هو التقليل منها، وهو ما يؤدي إلى الظاهرة التي نتحدث عنها الآن، وهو سبب منطقي ومقبول طبعًا.

صعوبة تنفيذها من الناحية الفنية

أيضًا من الناحية الفنية البحتة تجد أفلام الحروب صعوبة كبيرة جدًا في تنفيذها، إذ أن المخرج وفريق التصوير وفريق الديكور وفريق التمثيل، كل فريق العمل بشكل عام، سوف تواجههم مشكلة تأدية تلك الأفلام الحربية بطريقة فنية تضمن خروج الفيلم في إطار جيد ومناسب، ونحن هنا لا نتحدث عن المستحيل، وإنما نتحدث عن الصعوبة والسهولة، وهو الأمر الذي يضع المنتجون في حيرة كبيرة وبالتالي يكون هناك تحيز شديد لتقليل أعداد الأفلام المنتمية إلى هذه النوعية، فالأمر شبه بديهي.

عدم وجود قدرات حربية كبيرة

مهما كانت جودة فريق التمثيل وفريق العمل متضمنًا الإخراج والتأليف والتصوير والإنتاج، ففي النهاية لا يُمكن محاكاة المعركة أو الحرب بنفس الكيفية التي كانت عليها في الحقيقة، إذ أن مثل هذه النوعية تحتاج قدرات حربية كبيرة لا تتوافر حاليًا أو لا يُمكن حتى توفيرها مهما ارتفعت الإمكانيات لأن عدم حضور الحرب يُفقد الكثير من مصداقيتها، على العموم، هذا السبب مُسلم به وسط الوسط الفني ويتم اعتباره من أهم أسباب قلة أفلام الحروب .

إمكانية تخصيص جمهورها

السبب الأخير، والذي يُمكن وصفه بالسبب الأهم، هو متعلق حقيقةً بصعوبة تخصيص جمهور هذه النوعية من الأفلام، فالفيلم الحربي يتعلق بحرب ما غالبًا ما تكون حقيقية، والحرب الحقيقية تكون لها أرضية ومكان حدثت به، وهذا ما يجعلها تنتمي إلى بلد ما بالتأكيد، كل هذا يؤدي في النهاية إلى فكرة التخصيص التي نتحدث عنها، فغالبًا لن يهتم مشاهد مكسيكي مثلًا بمتابعة فيلم عن حرب مصرية، والعكس صحيح، وإذا أعمالنا التفكير في الأمر فسنجد أننا نتحدث عن سبب منطقي تمامًا من أسباب عدم الإكثار من إنتاج أفلام الحروب .

أهم أفلام الحروب

أفلام الحروب أهم أفلام الحروب

الآن بعد أن تعرفنا على الأسباب التي أدت لظهور أفلام الحروب وكذلك أهم المبررات خلف قلة عددها فمن المؤكد أن البعض الآن يُريد التعرف على أهمها ومتابعتها، وهي كثيرة جدًا، لكن أهمها مثلًا فيلم الغضب 2015.

الغضب 2015

أول وأهم الأفلام التي صدرت في مجال الحروب فيلم الغضب أو FURY الذي صدر في عام 2015 وأدى دور البطولة فيه النجم براد بيت، والفيلم ببساطة شديدة يتحدث عن مجموعة من المحاربين الأمريكان خلال الحرب العالمية الثانية تقودهم الظروف إلى الانعزال عن الجيش الأمريكي والبقاء في منطقة نائية خلف الجيش الألماني، ببساطة شديدة، لقد أصبحوا فريسة سهلة للألمان وليس معهم من الأسلحة سوى دبابة واحدة، فما الذي سيفعلونه يا ترى؟ الفيلم يُجيب على هذا السؤال في إطار من الإثارة والتشويق والغموض، هذا طبعًا بخلاف الكثير من المشاهد القتالية الصعبة والمشاهد الحربية التي تم استخدام الكثير من المعدات الجديدة من أجلها، إنه بالتأكيد فيلم جدير بالمشاهدة.

إنقاذ الجندي رايان 1998

أيضًا من الأفلام الهامة في تاريخ الأفلام الحربية فيلم إنقاذ الجندي رايان الذي صدر في عام 1998، وهو فيلم يدور في إطار من الإثارة والتشويق والغموض والمشاهد القتالية حول الجندي رايان الذي يقوده حظه السيئ إلى العزل خلف خطوط العدو في الوقت الذي يكون لزامًا على سرية من الجيش الأمريكي إنقاذ هذا الجندي، وهو ما يضعه في مواجهة جيش كامل، المثير هنا هو ما سيحدث في تلك السرية والمصير الذي سيلاقونه، فالفيلم يتحدث عن العلاقات والتضحيات والصراعات، ناهيكم عن أنه، وعلى الرغم من تاريخه العتيق ووجوده في الألفية السابقة التي لم تكن تحتوي على الطفرة الحالية إلا أن الفيلم خرج بصورة ممتازة ومشاهدة الحربية ممتعة للغاية، شاهدوه ولن تندموا.

طروادة 2004

لا نزال مع أفلام الحروب التي حققت نجاحات تاريخية ساحقة، ومن هذه الأفلام فيلم طروادة الذي صدر في عام 2004 والذي يدور في إطار حربي قديم، بمعنى أنه يتحدث عن فترة الرومان ويدور في حقبة الحروب التي قامت في فترة الأساطير، بمعنى أدق، الحروب الموجودة داخل هذا الفيلم تُستخدم فيها السيوف والمعدات القديمة، أما فيما يتعلق بقصة المسلسل فهو يتحدث عن محارب طروادة الذي يكون لزامًا عليه إنقاذ شعبه ومحاربة مملكة أخرى يتمكن من الانتصار عليها بالفعل على الرغم من كون الحرب في الأساس ضد المبادئ التي يعمل بها، لكنه في النهاية يلفى حتفه ويُقتل بالطريقة الوحيدة التي يُمكن أن يموت بها بطلنا، وهي الضرب بسهم في القدم، الفيلم ممتع جدًا ومشاهده الحربية تجعله يستحق الإضافة إلى قائمة أهم أفلام الحروب التي صدرت في التاريخ.

دونكيرك 2017

ربما البعض منكم سمع عن المخرج الكبير كريستوفر نولان، وربما البعض منكم يعرف كذلك أن أي فيلم أخرجه هذا الرجل يستحق دون تفكير الدخول ضمن قائمة الأجمل والأفضل في مجاله، ومن هذا المنطلق يأتي الحديث عن فيلم دونكيرك الذي صدر في عام 2017 ومن إخراج وكتابة كريستوفر نولان، إذ أن الفيلم يتحدث عن الحرب العالمية الثانية التي دارت أغلب أفلام الحروب عنها والخوف الذي أصاب عدد كبير من الجنود بعد حبسهم في مكان ما دون أي منفذ للخروج حتى يأتي رجل أعمال يمتلك أسطول من السفن ويقوم بإخراجهم من هذا المأزق، الفيلم ممتع، جدًا، وربما أكثر ما يميزه الضغط النفسي والتوتر الذي سيصيبك عزيزي المشاهد منذ اللحظة الأولى، وفوق كل ذلك يبقى سبب كونه من إخراج الرائع كريستوفر نولان أحد أهم أسباب دخوله إلى قائمة أهم أفلام الحروب .

ختامًا، أفلام الحروب لا تزال حتى الآن تحظى بكل الشغف من الجمهور، خصوصًا إذا كنت ستجسد حربًا حقيقيًا، فقط يبقى الشيء السلبي الوحيد بخصوصها كونها لا تصدر بشكل دوري ثابت، وإنما كل فترة يكون هناك فيلم أو اثنين، حتى المستوى الإنتاجي يتفاوت كذلك وبالتالي يكون هناك جيد وسيء منها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

5 × 1 =