تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف تقنع شخصًا بـ زيارة الطبيب النفسي رغم حساسية هذا الأمر؟

كيف تقنع شخصًا بـ زيارة الطبيب النفسي رغم حساسية هذا الأمر؟

تعد زيارة الطبيب النفسي علاجًا رائعًا للعديد من مشكلات الحياة. لكن في بعض الأحيان لا يعرف الشخص متى يذهب إلى المعالج، وما السوء الذي ينعكس عليه إن لم يطلب المساعدة؟ نعطيك بعض الإرشادات التي تساعدك على إقناع من حولك بزيارة الطبيب النفسي.

زيارة الطبيب النفسي

إذا كنت تعرف شخصًا يحتاج إلى زيارة الطبيب النفسي ، فقد يكون محبطًا للغاية أن تراقبه ينهار دون مساعدة منك. وقد يصلك إحساس بالعجز وقلة الحيلة، نظرًا لأن الشخص الوحيد الذي يمكنه التغلب على هذه العوائق الداخلية هو -في الواقع- الشخص الذي يضعها. ولكن رغم ذلك، إذا كنت قريبًا من ذلك الشخص، فقد تتمكن من مساعدته على أخذ خطوة في رحلة الحصول على العلاج. وإليك بعض النصائح التي وافق عليها المعالجون حول كيفية القيام بذلك بفعالية.

دور الطبيب النفسي

زيارة الطبيب النفسي دور الطبيب النفسي

نشأ الكثيرون منا تحت انطباع بأن زيارة الطبيب النفسي شيء مخجل، وأنه لا ينبغي مناقشة الأشياء الداخلية – بل يجب أن يتم تجريفها كالتراب تحت السجادة. وربما يكون هذا هو أسوأ شيء يمكن أن تفعله بنفسك. حيث يمكن أن يؤدي تخطي عواطفك وعدم التعامل مع المشاكل النفسية -وخاصةً الألم الشديد أو سوء المعاملة في الماضي- إلى مجموعة من المشاكل الأكثر خطورة. وإذا كنت بحاجة إلى سبب يستند إلى الأرقام لإقناعك؛ فهناك إحصائية تشير إلى أن الاكتئاب وحده هو لاعب رئيسي في العبء العالمي للمرض، وهو السبب الرئيسي للعجز في جميع أنحاء العالم، ويعد المسؤول عن فقد مليارات الدولارات في السنة نتيجة الإحباط في العمل. فالعلاج النفسي هو أداة تخلق النجاح، والناس الأذكياء هم من يلجأون إليه، وهو شيء قد يحتاج من معظم الناس -على الأرجح- تجربته خلال مرحلة ما من حياتهم. وكلما بادرت للحصول على علاج أسرع، كلما تحسنت حالتك بشكل أسرع. وهذا الأمر يبدو واضحًا، ولكن في كثير من الأحيان يترك الناس مشاكلهم تطغى عليهم قبل الحصول على المساعدة.

متى يجب زيارة الطبيب النفسي ؟

هنا بعض الأعراض التي يجب عليك بعدها زيارة الطبيب النفسي:

  • لديك مشكلة تسبب ضائقة كبيرة في حياتك، وتعوق استمرار حياتك الطبيعية.
  • لا شيء تفعله يساعد على حل مشكلتك.
  • تعب أصدقاؤك (أو الأسرة) من الاستماع إليك.
  • بدأت في الإفراط في استخدام أو إساءة استخدام شيء ما (أو شخص ما) لمحاولة المساعدة في تخفيف الأعراض.
  • بدأ الناس يلاحظون تغييرًا وقالوا لك ذلك.
  • لديك عادات غير صحية، أو إدمان مادي أو معنوي.
  • مشاكل في التعامل مع الأسرة والدخول في علاقات.
  • التعرض لحدث أليم لا تسطيع تخطيه؛ مثل: الفقد أو الأذى النفسي.
  • الخوف من زيارة الطبيب النفسي

نصائح لإقناع شخص ما بزيارة الطبيب النفسي

لا تحاول إجبار صديقك على زيارة الطبيب النفسي

يقول المتخصصون في مجال علم النفس؛ أننا لا يمكننا الضغط على شخص ما للدخول في العلاج، وزيارة الطبيب النفسي، لكن كل ما يمكننا فعله هو محاولة تشجيعه. وإحدى الطرق القيام بذلك هي التحدث عن نفسك ونقل تجربتك الخاصة لهم. فإذا كنت قد تلقيت علاجًا نفسيًا من قبل، فإن التحدث عن ذلك وعن مدى تأثيره الإيجابي على حياتك؛ يمكن أن يساعد الشخص الذي يفكر في زيارة الطبيب النفسي. والحديث معهم بصورة شخصية له فائدة إضافية أيضًا؛ وهي تقليل الإحراج من الذهاب للعلاج، فعلى الرغم من التقدم في الحوار الثقافي حول العلاج النفسي، إلا أن وصمة العار حول هذه الممارسة لا تزال تلوح في الأفق. وهذا التفكير غير صحيح، لأن كل شخص تقريباً لديه نوع من القضايا التي يمكن للطب النفسي أن يساعده على حلها. ويمكن أن يساعدك التحدث عن تجربتك مع العلاج في تعميم التجربة وجعل الشخص يشعر بعزلة أقل مع مشاكله.

تحدث بوضوح

غالبًا ما نتوخى الحذر أثناء قيامنا بتشجيع شخص ما على زيارة الطبيب النفسي، لكن هذه الطريقة تبعدنا عن الموضوع الأساسي وتجعل الفكرة المقترحة عائمة، لذا يفضل أن تتحدث مع الشخص الذي يحتاج إلى المساعدة بصورة واضحة ومباشرة، ولا ينتفي أن تتفق مع قواعد اللياقة والحرص، فهذا سيجعلك تشعر براحة أكبر في الحديث. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأمراض العقلية الحادة. فإذا كان شخص ما يمر بشيء عاجل ويحتاج إلى تدخل سريع، مثل الرغبة في الانتحار؛ فيمكن لهذا الشخص أن يشعر بأن لا أحد يعامله بجدية، إذا لم تتم مواجهته بشكل مباشر، وهذا سيزيد من عزلته ويجعل أعراضهم تزداد سوءًا. وينبغي استخدام هذه الاستراتيجية بعناية، رغم ذلك. حيث يحذر المتخصصون من أن يكون الشخص حساسًا من استخدامك للغة المباشرة معه، لذا ينبغي أن تعتمد لغتك على قوة علاقتك بالشخص ومشكلته.

ضع إطار واضح للحديث

قبل البدء في إقناع شخص بزيارة الطبيب النفسي؛ قم بتدوين الأشياء التي تحبها في هذا الشخص، والأشياء التي لا تحبها. وابدأ حديثك بشيء من الود، واظهر له مدى اهتمامك بأمره، وحرصك على مساعدته، يمكنك أيضًا التطرق إلى الأفعال التي تسببك لك الإجهاد في تعاملك معه، ولكن حاول ألا تكون حادًا معه في هذه النقطة تحديدًا، لأن المشاعر الغاضبة يمكن أن تؤتي نتيجة عكسية. يمكنك كذلك أن تبحث معه عن أفضل الأطباء النفسيين، وأن تعرض عليه اصطحابه في الجلسات الأولى من العلاج، أو توصيله وانتظاره حتى ينتهي. كل هذه الأمور يمكن أن تدعمه وتشجعه على أخذ القرار.

هل تفقدنا زيارة الطبيب النفسي الشعور بالخصوصية؟

زيارة الطبيب النفسي هل تفقدنا زيارة الطبيب النفسي الشعور بالخصوصية؟

يعتقد الكثير من الناس أن زيارة الطبيب النفسي تعني فقدان خصوصية مشاكلنا وطرحنا على الملأ، إلا أن هذا التفكير غير صحيح إطلاقًا، بالعكس قد يكون الحديث مع المعالج النفسي أفضل كثيرًا من الحديث مع صديقك. فعندما نتحدث عن مشكلاتنا مع صديق أو زوجة أو أب؛ فإننا نتوخى الحذر في الكلام، كي لا نؤذي مشاعرهم، أو نخرب علاقتنا معهم، أما عند الحديث مع الطبيب النفسي؛ فإن حاجز الخوف هذا يتم التغلب عليه، ونجد أنفسنا نتحدث عن مشاكلنا بوضوح وصراحة مطلقة، تمكنا من قول أي شيء عن أي شخص، دون خوف من إلحاق الضرر بالآخرين، وهذا بالضبط ما يحتاجه المريض النفسي في رحلته العلاجية.

ابق على مسافة من الشخص المريض

في مرحلة ما، نجد الشخص المريض أو من يعاني من مشكلة نفسية؛ لا يستجيب لنداءات العلاج، ويرفض رفضًا تامًا زيارة الطبيب النفسي، وفي هذه الحالة عليك أن تحمي نفسك. فلا يمكن لأحد إجبار شخص آخر على الحصول على المساعدة. يجب أن تكون لديه الرغبة في الأساس لمساعدة نفسه، وإلا فإن الأمور ستصبح أسوأ بكثير. وفي النهاية، هذا القرار يرجع إليه وحده. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي قطع التواصل مع الشخص الذي يرفض العلاج؛ إلى تحفيزه على زيارة الطبيب النفسي، سواء كان ذلك لإصلاح علاقته معك أو مع نفسه. لكن تذكر فقط: الأمر ليس متروك لك. وعلى أقل تقدير، فإن وضع حدود في علاقتك مع هذا الشخص سوف يمنحك راحة البال.

الكاتب: تقى علي

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

ثلاثة × أربعة =