تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » الخوف من المجتمع : كيف تتكيف مع المجتمع بذكاء واحترفية ؟

الخوف من المجتمع : كيف تتكيف مع المجتمع بذكاء واحترفية ؟

الخوف من المجتمع حالة مرضية يخاف فيها المريض من التعامل والتفاعل مع محيطه، هنا نعلمك كيفية التكيف بشكل كفئ مع المجتمع من حولك.

الخوف من المجتمع

الخوف من المجتمع ليس مجرد شعور يشعر به بعض الناس بل الأغلبية يشعرون بذلك وخصوصاً في المجتمعات الصعبة والصلدة في التعاملات والعلاقات مثل مجتمعنا العربي، وعندما نخبرك في هذا المقال كيف ستتعامل مع المجتمع من حولك بذكاء فيجب أن تعلم جيداً أننا لا نقول لك أن تغير من نفسك لأجل المجتمع بل بالعكس نحن سنقول لك كيف تتعامل مع المجتمع بطريقة ذكية تجعلك تتعامل معه دون أن تزيف ذاتك أو تتملق أحدهم أو تتنازل عن مبادئك وحياتك الشخصية، ففي كل الأحوال ماذا سينتفع الإنسان إذا ربح العالم كله وخسر نفسه.

تعلم كيفية التخلص من الخوف من المجتمع

الذكاء الاجتماعي

هو نوع من أنواع الذكاء الذي لا يعلم عنه الكثيرون وهو يتوفر جداً في بعض الناس وليس كل الناس فكما نعرف أن كل إنسان يختلف عن الأخر فيوجد شخص لديه ذكاء دراسي ويكون هو الأول على فصله من الصغر للكبر، ولكن في نفس الوقت الآخرين الأقل منه في ذكاء دراسياً من الممكن أن يكون لهم نوع أخر من الذكاء يتفوق فيه على الآخرين مثل الذكاء الموسيقي الذي يكون فيه الشخص سريع التعلم في الموسيقي بل ومبدع، ويوجد الذكاء الرياضي الذي فيه يكون التوافق العضلي والعصبي فيه عالي فيكون الشخص رياضي متفوق، وأنواع كثيرة من الذكاء ومن ضمن هذه الأنواع هو الذكاء الاجتماعي الذي فيه يكون الشخص سلس جداً في الانخراط داخل المجتمع بنفس سهولة شرب الماء والذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء هم غالباً المشاهير إذ تؤهلهم إمكانيتهم في التفاعل مع الآخرين بالوصول لعلاقات تنفعهم جداً وتساعدهم في حياتهم العملية، السؤال هنا الذي أعلم أنك تريد أن تسأله عزيزي القارئ هو “والذي ليس لديه هذا النوع من الذكاء ماذا يفعل؟”، والإجابة بكل بساطة هي أن هذا النوع من الذكاء من الممكن أن يكون فطري ولكن من السهل أيضاً أن تكتسبه فجميعنا لدينا كل أنواع الذكاء والقدرات لكن الفرق أننا نختلف في النسب وما عليك أن تفعله أن تعَلي هذه النسبة في عقلك وحياتك لتصل لمرحلة تقدر فيها على مواجهة الخوف من المجتمع.

الثقة في الآخرين

هنا الحل العملي الذي يأتي بعد الشرح النظري ليكون المقال ذو إفادة شاملة لك عزيزي القارئ، والثقة في الآخرين هي البداية، وأعلم جيداً أن هناك البعض لديهم كوارث حدثت أساسها كان الثقة في الآخرين ومن ثم الآخرين خانوا هذه الثقة فصعد حاجز نفسي بينك وبين الناس جمعياً بناءً على الخبرة السيئة التي حدثت مع الأشخاص غير المناسبين، وإن كنت تعاني من فقدان الثقة فيجب عليك أن تعلم أن الناس جميعاً مختلفين وليس الجميع خونة أو محتالين فيوجد أشخاص كثيرون جديرون بالثقة ولكن يجب عليك أولاً أن تهدم الحاجز الذي بنيته وبين الثقة في الآخرين تدريجياً وليس مرة واحدة بمعني أن لا تبالغ في الثقة في الآخرين، يجب أن تكون معتدل ولا تحمل الآخرين عبء كل شيء تحت بند الثقة فيهم لأنهم لهم حيواتهم ومن الممكن أن يتخاذلون فيما يخصك ليس عن قصد بل عن استنفاذ، لذلك عندما تبدأ في بناء ثقة معتدلة في الآخرين سترى الجيد من السيئ، فتتجنب السيئ ولا تبالغ في الالتصاق في الجيد فقط كن عادي طبيعي وهذا سيجعلك مع الوقت تواجه الخوف من المجتمع الذي أعطاك في يوم ما خبرة شعورية سلبية.

عدم الالتفات للساخرين

في المجتمع ستجد هؤلاء الذين هم سبباً حقيقياً في جعل الآخرين يخافون التجمعات والناس ويزرعون داخل الآخرين فكرة الخوف من المجتمع بصورة كريهة، هؤلاء هم الساخرين الذين ليس لديهم شيء سوى أنهم يلقون بالتعليقات الجارحة على الآخرين بصورة مهينة ومقززة، وغالبا يكونون مجموعة، تجد فيهم شخص ما يقول عنك مثلاً شيء مهين بصورة ساخرة والآخرين يضحكون له فتتكون صورة في ذهنك أن المجتمع كله هكذا الجميع يرونك هكذا فتنزوي وتتجنب المجتمع ولكن الحقيقة أنك انخدعت بفخ هؤلاء الفشلة، نعم إنهم الفشلة فقط الذين يحكمون على تصرفات الآخرين لأنهم فارغون وليس لديهم ما يشغلهم فيكون شغلهم الشاغل هو التقليل من الآخرين، يثبتون لأنفسهم أنهم ليس الأقل ويجب لك أن تعلم أنهم معاقين نفسياً ولا تلتفت أبداً لأي شيء يقوله عنك مثل هؤلاء لأنه كذب لأنهم لا يعلمون من أنت من الأساس، والحل الأمثل للتعامل معهم هو التجاهل وليس الانعزال والاستسلام لشعور الخوف من المجتمع.

الالتفات إلى المشجعين

ستجد في المجتمع من حولك من يسميهم البعض هدية الله لك على الأرض وربما لن تجدهم ولكن إن وجدتهم فيجب أن تتمسك جيداً بهم وتقدر وجودهم في حياتك سواء كانوا في صورة أصدقاء أو شريك حياة أو أب وأم أو أخ، مثل هؤلاء الناس فقط هم من سيساندونك في التخلص من الخوف من المجتمع الذي يحول بينك وبين تحقيق أهدافك، مثل هؤلاء الأشخاص يكونون هم مصدر الطاقة والحافز لك فلا تضيعهم من يدك أبداً واجعلهم أولوياتك ولا تتهاون بعلاقتك معهم لأنها هي الحقيقة التي ستجعلك تواجه خوفك من الناس.

الانخراط التدريجي وليس المباشر

يجب عليك إن كنت من الذين يخافون المجتمع أن لا تنخرط مرة واحدة في داخل المجتمعات بل يجب أن تكون صبوراً جداً وتعرف أن العلاقات تأخذ وقت طويل في التكوين، إن كونت علاقات سريعة فيجب أن تأخذ حذرك منها لأنها تكون علاقات مبهمة لا تعرف فيها الأشخاص بشكل كامل وذلك شيء من الممكن أن يؤذيك بطرق كثيرة بل وسيجعل منك ساذج، وأيضاً لا أقول لك خذ حذرك زيادة عن اللزوم مما سيجعل الناس تنفر منك، بل كل ما أقوله في تكوينك لأي علاقة اتخذ الطريق التدريجي البطيء حتى لا تنصدم بشخص أو شيء أنت لم تكن تتوقعه بسبب التسرع في تكوين العلاقات في المجتمع والذي سيؤدي في الأخير إلى وجود الشعور بالخوف من المجتمع داخلك.

اختر المجموعة المناسبة لك

يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن هذه نقطة في غاية الأهمية في التغلب على الخوف من المجتمع والناس والاختلاط لأنك من الممكن أن تكون قد اخترت في يوم ما مجموعة خاطئة من الناس الذين كنت تعتبرهم هؤلاء هم أسرتك الأخرى وفجأة عندما تتغير الظروف تجد التعاملات تغيرت والمجتمع الذي كنت تعتبره أهلك صار عدوك، لذلك يجب أن تكون ذكي جداً في اختيار الأشخاص الذي ستحب أن تكون في وسطهم، وإن كان الذين تحب أن تكون في وسطهم لن يقبلونك فلا تقاوم رغبتهم لأنهم سيلفظونك وستعاني أنت من الرفض بل ابحث دائماً عن المجتمع الذي يقبلك ويقدرك كإنسان، وتدريجياً ستجد علاقتك بهم تطورت وصارت أقوى من أي مجتمع أخر رفضك، ابحث عن الذين يشبهونك ولا تبحث عن الذين تريد أنت أن تكون معهم، جاور الذي يريد هو أن يجاورك لأنه سيحترمك، وسيحترم حدودك ولن يتعداها.

أخيراً عزيزي القارئ يجب أن تعرف أن المجتمع متنوع وبه كل الأمثلة والشخصيات به الصالح والطالح، فأنت لا تختار الطالح ولا تخف منه بل ثق في نفسك واعلم جيداً أنك تستطيع أن تفعل أي شيء ولا يوجد أحد في أي مجتمع يستطيع أن يمنعك من فعل ما تحب مادام لن يؤثر سلباً على الآخرين فالخوف شعور طبيعي لكن لا تدعه يتملكك.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

سبعة عشر − إحدى عشر =