تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » زواج الابن : كيف تتقبل كوالد زواج ابنك أو ابنتك عند الكبر؟

زواج الابن : كيف تتقبل كوالد زواج ابنك أو ابنتك عند الكبر؟

يجد الكثير من الآباء صعوبة في تقبل أن ابنهم أو بنتهم سيتزوج أخيرًا وتكون له حياته الخاصة، إليك أفضل نصائح التعامل مع زواج الابن في مرحلة الاستقلال في حياته.

زواج الابن

زواج الابن هو معضلة لدى الكثير من الآباء، فالموضوع لا يكون بهذه السهولة، ولا سيما بالنسبة مع الأم والابن أو مع الأب والبنت. فهي غالبًا تكون علاقة عكسية. ونرى أحياناً بعض الآباء يرفضون أزواج يتقدمون لبناتهم لمجرد أنه لا يريدها أن تتزوج وتتركه. والعكس مع الأم هي لا تريد أن يذهب ابنها مع واحدة غيرها ويعيش. الموضوع معقد وقد ينشأ خلاف ما بين الأبناء والآباء بسبب هذه المشكلة. والمشاكل الأكبر والأكثر انتشارا هي بعد الزواج، حيث أن زواج الابن يجعل الآباء حساسين تجاه زوج البنت أو زوجة الابن. وتبدأ التلميحات، وزرع المشاكل والرغبة في امتلاك الابن من جديد، لتنشأ وتبدأ علاقة “نحن وأنتم”. وكل هذا بسبب الحب الذي يكنه الآباء للأبناء بطريقة طبيعية. ولذلك في هذا الموضوع سنوجه بضع نصايح للآباء ليتقبلوا زواج الابن في حياتهم.

دليل الأب للتعامل مع زواج الابن

فترة الكآبة عند الوالدين

للأسف بعد زواج أحد الأبناء، يحدث فعلًا حالة من حالات الكآبة لدى كلاً من الوالدين، فهم يشعرون بوحشة ومحبة، مع أنهم كانوا طبيعيين جداً قبلها ببضعة أيام ولكنهم يشعرون أن طفلهم أو ابنهم الذي كبر، ذهب ولن يعود مرة أخرى. أو على الأقل فكرة أنه استقل عنهم، تجرح كبريائهم، وأنه بعدما كبر وتعلم صار يعتمد على نفسه ولا يحتاج إليهم مرة أخرى. كل هذه الأحاسيس حقيقية لدى الأب والأم، ولذلك تجدهم يمرون بفترة كآبة حقيقية يشعرون فيها أنهم خسروا ابن من أبنائهم، ولكن سرعان ما يذهب هذا الشعور مع الوقت سريعاً، مع استقرار الزواج ومرور الوقت.

الشعور بالوحدة

ويحدث غالباً في حالة أن هناك أم أو أب فقط في حياة الابن المتزوج، لأن حينها ستكون العلاقة بين الوالد والابن قوية جداً. وستشعر الأم خصوصاً بالوحدة لأن ابنها أو بنتها كانت هي ونسها وملئ وقتها. ولذلك على الأبناء أن يتعاملوا جيداً مع هذا الأمر ولا يستهينون به، لأنهم بالنسبة لوالديهم جواهر لا تقدر بثمن. وحب الوالدين لهم قد يظهر بطريقة غريبة وغير منطقية ولكن سيظل الحب الأبوي قوي جداً. ولأن الابن لديه من يلتصق به وهي زوجته، فلن يشعر بالوحشة بل سيكون لديه من يشعره بالأنس والفرح. ولكن بالنسبة للوالدين فهم يشعرون أن أهم شيء في حياتهم قد أُخذ منهم للأبد، ولذلك يسيطر عليهم الشعور بالوحدة.

الابن ليس ملكك

يجب أن يفهم الآباء أن زواج الابن شيء طبيعي جداً وسنة الحياة، وكي تتقبل هذا الأمر يجب أن تدرك أيضاً أنه ليس ملكا لك، بل إن حياته ملكا له. ومن حقه تمامًا أن يختار وقت زواجه والإنسان الذي يرتبط به. فالأمر طبيعي جداً وليس فيه أي مشكلة. أيضاً الابن له حق في أن يقول لك أن هذه هي حياته دون أن تصاب بالحزن، ببساطة لأنها حياته فعلاً، ولا يمكنك أن تسجنه طول حياته لمجرد أنك تحبه ولا تريده أن يفارقك. بل عليك أن تشجعه أن يخوض تجربة حياتية جديدة وأن يكون رب أسرة ويكون امتداد لك وترى أحفاده. وربما عندما يرى الأجداد الأحفاد حينها ينسون الأبناء وينشغلون بالأطفال الجدد، الذين يتحولون إلى لعبة بالنسبة لهم. وهناك مثل شهير يقول، أن أعز الأولاد هم أولاد الأولاد. وأيضًا هناك مشكلة كبيرة تحدث بخصوص هذا الموضوع أن الأجداد يعتقدون أن الأحفاد ملكهم ويمنعون أحيانًا أبنائهم من تربيتهم أو القسوة عليهم. بل فقط يقومون هم بتدليلهم لأنهم يحبونهم وهكذا. وهنا أيضًا يجب أن أقول إن الأحفاد ليس ملك لكم، بل إن الحب يجب أن يكون عاقل وليس أعمى. ويجب أن تدعوا أولادكم وأحفادكم يعيشون حياتهم بنفسهم.

الزواج لن يأخذهم منك

هناك أسطورة غريبة في عقل كل الآباء أن زواج الابن سيجعله ينساهم ولا يتذكرهم وسيتذكر زوجته فقط. ولكن الحقيقة أن هذا خطأ كبير، فالحقيقة هي أن زواج الابن في بدايته يكون حميمي، ويكون من حق المتزوجين كعرسان أن يعيشان حياتهم الخصوصية وحدهم بحب دون تدخل الآخرين. ولكن هذا ليس معناه أن الأبناء سينسون الآباء للأبد. فالذي سيحدث أنه سيكون هناك زيارات متتابعة، وسيكون هناك اهتمام دائم. وهناك الهواتف الجوالة حاليًا جعلت فكرة التواصل سهلة جداً. ومن الممكن أن يطمئن الآباء على الأبناء ببساطة جداً من خلال مكالمة هاتفية صباحاً ومساءً، وجعل الزيارات أسبوعية أو شهرية تكون بشكل حميمي. عبارة عن مائدة طعام تحضرها الأم لأبنائها لتشعر أن أسرتها تتجمع تحت كنفها كل أسبوع وأنهم لن يتركوها أبداً مهما حدث.

استمتع بحياتك

للأسف في بلادنا الشرقية هناك تقيد نوعاً ما بالسن والعمر. ولكن ما يميز البلاد الغربية أن هذه القيود ليست لها قيمة فتجد أن الأشخاص الكبار في السن لا يعانون من اكتئاب ولا يعانون من وحدة. بل كل ما يفعلونه هو أنهم يستمتعون بالباقي من حياتهم. وتجد الجد والجدة يسافرون سياح في بلاد العالم، يرون أشياء جديدة. يجددون شبابهم، يفعلون كل شيء يقدرون على فعله في هذا العمر، وبالتالي سينشغلون فعلاً عن الأولاد وزواج الابن أو البنت. بل التجديد سيجعلهم يرون الحياة بمنظور جديد، وهو أن زواج الابن ليس نهاية العالم. في حين أن في المقابل الذين يجلسون ويفكرون في زواج الابن أو البنت ويركزون مع التفاصيل ويتابعون ويتدخلون في حياة أولادهم، لمجرد أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون في هذا العمر الكبير، فهذا أمر مختلف تمامًا.

قدم النصائح لأولادك

عندما تقدم النصائح التي تراها أنت جيدة للزواج الناجح لأولادك، ويأتي وقت زواج الابن أنت لن ترى أن الأمر سيء. بل سترى أن أولادك يمشون على خطاك، وأنك ربيتهم. والآن تنتظر من داخلك أن تراهم يزهرون ويكونون امتداد لك في هذه الحياة. والفكرة نفسها أنك تقول النصائح سيجعلك من داخلك متقبل الفكرة جدًا، لأنك تعرف أن زواج الابن حتماً سيأتي وقته. وحينها ستكون أنت متحمس للتجربة الجديدة التي كنت أنت تدعم فيها ابنك.

لا تحاول كسب ابنك

بعد زواج الابن أغلبية الأهالي يحاولون أن يضعوا أولادهم في اختبار الجميع في غنى عنه، وهو من أغلى عندك، الأم تحاول أن تقول لابنها أتفضل زوجتك على أمك؟ فلو قال نعم ستقول له أنها غاضبة عليه وهو يشعر بالذنب. وإن قال لا فستغضب زوجته لأنها ستشعر أنها ليست أولوياته. حتى يتخطى الأهل هذه النقطة، يجب أن يفهم الجميع أن الأب والأم علاقة حب تختلف عن علاقة حب الزوج بالزوجة. ويجب على الأب والأم أن يدركان هذا ولا يضغطان على أبنائهم في هذا الموضوع. فطبيعي بعد الزواج أن شريك حياته يكون أهم فرد في حياته. وفي نفس الوقت ابنك ليس ملكك ومحبتك له لن تتأثر لأنها محبة مانحة ولا تنتظر شيء في المقابل.

أخيرًا عزيزي القارئ زواج الابن هو خطوة حياتية تحدث في كل بيت تقريباً في العالم. ولذلك يجب على الجميع أن يعرف واجباته ويعرف حقوقه. ورسالة إلى الآباء لا تضغطون على الأولاد بالسلب أو بالإيجاب في هذه المرحلة الحياتية، دعوهم يختارون ويخوضون التجربة.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

18 − 6 =