تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » أصدقاء » خسارة الصديق : كيف تخسر صديقًا غير مرغوب به في عشرة أيام ؟

خسارة الصديق : كيف تخسر صديقًا غير مرغوب به في عشرة أيام ؟

رغم أن الأصدقاء مهمون في حياة أي منا، إلا أنه في بعض الأحيان يكون بعض الأصدقاء مزعجون وغير مرغوب بهم، في هذه السطور نتعرف على طريقة خسارة الصديق بشكل مبسط.

خسارة الصديق

وجود الأصدقاء في حياتنا هو أمر شديد الضرورة ويصل إلى الاحتياج في أغلب الأوقات مما يجعل خسارة الصديق أمرا قاسيا ومؤلما. ربما يشعرك عنوان المقال بأنه يحثك على خسارة الصديق وفي مدة قصيرة جدا، لكن ربما لا يكون هذا هو الغرض الحقيقي من هذا المقال. بالطبع هناك ذلك الصديق السمج الذي لم تعد تحتمل البقاء بجواره لمدة يوم آخر وهو لا يلتقط علامات انزعاجك هذه منه، وربما يكون هذا الصديق هو السبب وراء قراءتك لهذا المقال من الأساس. ونحن سنساعدك على التملص من تلك الصداقة المرهقة لا تقلق. لكن إذا لم يكن هذا هو سبب دخولك لمشاهدة هذا المقال، فسيصبح ما عليك فعله ببساطة هو تجنب كل ما سيتم إيراده من نصائح خسارة الصديق حتى لا تخسر أحد أصدقائك دون أن تدري. ما الذي سنتحدث عنه في هذا المقال إذا؟

كيف تستطيع خسارة الصديق عن عمد؟

لماذا نهتم بوجود الأصدقاء؟

أهمية الأصدقاء في حياتنا تكمن في أنهم الجانب المريح الذي نلجأ إليه عندما ينال منا العالم ويتركنا عاجزين عن المضي قدما. أصدقائنا هم من نمضي معهم أجمل الأوقات التي سنتذكرها عندما نستمع إلى أغنية العزيزة ماري هوبكينز “Those were the days my friend”. وأيضا الأصدقاء هم من يمنعونك من ارتكاب الحماقات التي ستضرك إذا كنت على وشك ارتكاب واحدة، أو مشاركتك الحماقات الجميلة التي تخلق ذكريات لا تُنسى. الصداقة هي أمر رائع حقا وحجر أساس في العلاقات الإنسانية لا يمكن التخلي عنه. بل في الحقيقة، عدم وجود الأصدقاء كثيرا ما يؤدي إلى المشاكل النفسية والحزن الدائم. هذا الأمر سببه يتلخص في قول أحدهم حول أن السعادة لا تعني شيئا إذا لم نجد من نشاركها معه. الأصدقاء هم حياتنا التي نختارها نحن لا التي يختارها لنا غيرنا. لذلك، خسارة الصديق يجب أن تكون آخر الأمور التي نهتم بها لأنها لن تجلب لنا سوى الألم.

لما قد يود أحدهم أن يتعرف على طريقة خسارة الصديق ؟!

ربما تكون القطعة السابقة مليئة بالفراشات والأحلام حول الأصدقاء الذين يجعلون حياتك مكانا أفضل. وهذا قد يجعلك تتساءل حول إذا كان الأصدقاء أمر جيد جدا لهذا الحد، لماذا قد يرغب أحدهم في خسارة الصديق الذي يملكه؟! هذا السؤال سنجيبك عليه بأن الأصدقاء يكونون أكثر الأمور روعة في حياتك فقط إذا كانوا قادرين على إسعادك! الصداقة ليست أمرا مجردا. وحصولك على شخص تمضي الوقت معه ليس بالضرورة معناه الحصول على صديق. هناك الكثير من الأصدقاء الذين لا يمتون لكلمة الصداقة بصلة. الأصدقاء الذين لا يحترمون وجودك أو مشاعرك أو احتياجاتك. الأصدقاء الذي لا يكونون بجوارك عندما تكون في أمس الحاجة إليهم. الأصدقاء الذين لا يكونون صادقين معك أو يحبونك بالقدر الكافي. كل هذه الصفات قد تجتمع في شخص يسمي نفسه صديقا وهو أبعد ما يكون عن الصديق. هذا هو الشخص الذي قد يدفعك لقراءة مقال عن خسارة الصديق . في الحقيقة، هذا المقال قد يساعدك أيضا في معرفة هؤلاء الأصدقاء المزيفون ويكشفهم لك لأنهم سيكونون مذنبين بهذه الصفات التي سنوردها لاحقا.

كيف تكسب صديقا في عشرة أيام؟

قبل أن نتحدث عن خسارة الصديق ، دعونا نتحدث أولا عن كسبه والتعرف عليه. فريما يكون صديقك الذي لا تستطيع الانتظار لكي تتخلص منه، لا يحتاج إلا إلى بعض الاهتمام وأن تكون أنت صديقا جيدا معه لتكتشف أنه شخص جيد. أحيانا، من أجل الحصول على صديق جيد. يتطلب الأمر منك بعض المجهود وأن تكون أنت صديقا جيدا على الصعيد الآخر لكي تكون العلاقة تكافلية وصحية.

من أجل أن تكسب صديقا فإن عليك أن تتعرف عليه وتعرفه أولا. ليس المقصود أن تعرف اسمه أو دراسته أو كل تلك الأمور العادية، ولكن المقصود هو أن تعرف ما بداخل ذلك الشخص وما الذي لا يراه الآخرون بسهولة. عليك أن تمضي بعض الوقت في التعرف إلى هواياته وأفكاره والأشياء التي يحبها أو يكرهها. الصداقة هي علاقة تتضمن بذل المجهود لأن الشخص الذي أمامك يستحق منك ذلك.

بعد أن تتعرف على ما يميز صديقك، عليك أن تبدأ في استخدامه بسلاسة. فلا تقم مثلا بفعل الأشياء التي عرفت أنه يكرهها أو أن تقلل من شأن الأشياء التي يعتبرها مهمة. عليك أن تكون مراعيا ومتفهما وأن تقدم الحب والاهتمام غير المشروطين قدر ما تستطيع. هذه هي إحدى الطرق التي تكسب بها صديقا.

كيف تخسر صديقا في عشرة أيام؟

هل أنت واثق بعد وصولك إلى هذا الجزء من المقال بأنك لا زلت بحاجة إلى خسارة الصديق المزعج هذا. هل وجدت أنك صديق جيد له وهو لم يكن كذلك في المقابل فلم يعد لديك اختيار سوى أن تخسره؟ إذا، اتبع تلك الخطوات في سبيل خسارة الصديق الذي لن يكون صديقك بعد عشرة أيام من الآن.

اليوم الأول

كل ما عليك فعله خلال اليوم الأول وعلى مدار الأيام التالية هي أن تتوقف عن محادثته، الاهتمام به، السؤال عن أحواله أو إظهار أي عاطفة له. إذا وجدته يضع منشورا على الفيسبوك يحكي فيه عن تجربة جديدة أو أمر جدي يحدث معه، فقط التزم الصمت. أول خطوة نحو خسار الصديق هي فقدان الاهتمام وأن تشعره بأنه ليس مميزا عن أي شخص آخر ممن في دائرة حياتك.

اليوم الثاني

ربما توقفت أنت عن الاهتمام والسؤال، ولكنه لم يتوقف. سيظل صديقك يحادثك ويرسل إليك رسائل ويطلب منك أشياء بحكم الصداقة. كل ما عليك فعله هو أن تكون سمجا وسخيفا! أجب رسالته الطويلة برد مكون من كلمة واحدة دون إسهاب أو إبداء أي اهتمام. أجب ب “لا” كلما أمكنك ذلك. عدم الاهتمام من البداية وعدم الاهتمام عندما يبدأ هو الحديث سيكونان كفيلين بأن يشعرانه بالغرابة والرغبة في الابتعاد. لكن تذكر عزيزي القارئ أن هذه الطرق بالإضافة إلى الطرق القادمة هي قاسية ومؤذية وبالطبع لن تتمنى أن تكون مكانه في يوم ما .. فهل هذا حقا ما تود القيام به؟ هل تود حقا أن تعمل على خسارة الصديق المزعج هذا بالطريقة القاسية تلك؟ أكمل القراءة معي على كل الأحوال وانتظر ما سأخبرك به في اليوم العاشر.

اليوم الثالث

تحجج دائما عن الخروجات التي ستجمعكم سويا. ابحث في قاموس أعذارك كل يوم عن عذر جديد من أجل عدم الخروج معه على وجه الخصوص، وعدم الخروج مع المجموعة في بعض الأوقات. يجب أن تحرص على أن يدرك أن عدم خروجه مع المجموعة هو بسبب وجوده هو لا أي سبب آخر. اجعل أعذارك واهية ومزرية قدر الإمكان حتى يبدأ بالشك والتساؤل حول ما إذا كان السبب يمكن فيه هو.

اليوم الرابع

قم بانتقاده دائما. علق على ملابسه وتصرفاته وأحلامه وأفكاره وكل شيء. حاول دائما أن تشعره بأنك لست مهتما ولا ترى أهمية لتلك الأشياء وما إلى ذلك. قم بمقاطعته أثناء الحديث وخصوصا إذا كان يتحدث في أمر هام بالنسبة إليه. وبعد أن ينتهي، قم بعد كل السلبيات التي كانت في حديثه هذا وكيف أنه سيفشل لو فكر في فعل هذا الشيء أو ذاك.

اليوم الخامس

كل ما سبق كفيل بجعل صديقك يشعر بأنك تغيرت تجاهه وأن هناك أمرا ما غير صحيح لا يعرفه. وربما دفعه هذا إلى محاولة إصلاح ما لا يعرفه هذا والحديث معك من أجل أن يفهم سبب تغيرك. سيكون عليك الآن أن تعطيه سببا يجعله كارها لك وغير راغب حتى في إصلاح أي شيء بينكما. أجل، ما أتحدث عنه هو المصلحة البحتة يا عزيزي. بعد أن تتوقف عن الاهتمام به والسؤال عنه، وأن تقوم بالرد بسخافة على محاولاته والسخرية من اهتماماته. قم بمحادثته هذه المرة ولكن فقط لأنك تحتاج شيئا منه وهو من يقدر على مساعدتك فيه. ابدأ حوارك بلامبالاة ودون اهتمام، اطلب منه الشيء الذي تريده، وبعد أن يفعله أنه الحوار بكلمة شكرا ممسوخة وامض.

اليوم التاسع

كان بودي أن أكمل الخطوات التي من خلالها تتمكن من خسارة الصديق ، لكنني أظن أنك توصلت إلى النمط الذي ستتبعه الآن. كل ما عليك هو أن تكون قاسيا وغير مراع لأية مشاعر أو اهتمامات لصديقك هذا. لكن على أن أحذرك بأن هذه الطريقة هي أسوأ طريقة يمكن أن تلجأ بها إلى خسارة الصديق مهما كان الحال. عليك أن تعرف بأن لا أحد يملك الحق في إيذاء الآخرين نفسيا أو التقليل من شأنهم أو إشعارهم بأنهم أقل من أن يجدوا الاهتمام الذي يجعلهم سعداء. وعليك أن تتذكر بأن العاقبة الأخلاقية هي شديدة القسوة في المقابل، وليس الأمر متعلقا بما وراء الطبيعة أو الغموض. ولكن العاقبة الأخلاقية ستتلخص بأن أصدقائك الآخرون عندما يرون قسوتك هذه مع الصديق الذي لم تفضله، فإنهم سيظلون حذرين منك وغير قادرين على الثقة بك. وربما تحولوا إلى التعامل معك بنفس تلك الطريقة القاسية دون أن يلاحظوا نتيجة خوفهم هذا. لذلك، إذا كنت ترغب في خسارة الصديق دون أن تكون قاسيا عليه ودون أن تطاردك العاقبة الأخلاقية كشبح الموت الذي يمشي بمنجله حاصدا أرواح الناس دون وجل، فعليك باليوم العاشر والخطوة الأخيرة.

اليوم العاشر

يقولون بأن أكثر الحلول سلما هي أكثرها تحضرا. وأن أفضل المواجهة هي الصراحة. لا أعرف على وجه التحديد من قال هذا، لكن إذا وُجدوا، فهم بكل تأكيد محقون فيما قالوه.

الحل الأفضل والأكثر سلامة ومحافظة على مشاعر صديقك هو أن تذهب بكل رقي وأن تتحدث معه. اطلب منه أن يقابلك في مكان تجلسان فيه سويا ثم ابدأ حديثك عن رغبتك التي تحملها بداخلك منذ فترة وأخبره الأسباب التي وراء تلك الرغبة حتى وإن كانت غير منطقية. لا تشعر بالغرابة من إخباره بأن الأرواح تتلاقي في ملكوت الله وأن أرواحكما لم تتلاق! أخبره بأن الصداقة يجب أن تكون أمرا مريحا للطرفين وأن صداقتكما لم تكن مريحة كما تود. إذا كان صديقك راغبا في الحصول على محاولة أخرى يقوم فيها بالتكيف مع طلباتك ولم تكن رافضا لذلك، فربما تكون هذه فرصة عظيمة من أجل إعادة بناء صداقتكما على الحوار والتفاهم.

إذا لم تكن المواجهة هي نقطة قوتك ولم تجد في نفسك القدرة على أن تواجه صديقك، فكل ما عليك فعله إذا هي أن تبعث برسالة مع صديق ثالث مشترك بينكما والتزم أنت الصمت وتجنب التعامل معه. ليس بالطريقة القاسية التي تحدثنا عنها ف الأيام الخمس الأولى، ولكن الزم الهدوء والاحترام الذين يتماشيا مع الموقف دون تجريح أو أذى. كلما كنت راقيا في تعاملاتك مع الآخرين كلما زاد احترامهم لك حتى وإن لم يتمكنوا من أن يصيروا أصدقائك.

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

أضف تعليق

أربعة عشر − اثنان =