تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف يعزز حضور صلاة العيد العلاقات الاجتماعية بين الناس؟

كيف يعزز حضور صلاة العيد العلاقات الاجتماعية بين الناس؟

الناظر إلى صلاة العيد لأول وهلة لا يدرك سوى أنها طقس تعبدي بمناسبة حلول العيد ليس إلا، لكن حضور صلاة العيد بالأساس أداة لتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الناس سواء كانوا أصدقاء أو جيران أو أقارب، وهذا ما سنشير إليه في المقال التالي.

حضور صلاة العيد

لا ريب أن حضور صلاة العيد هو نافلة دينية هامة جدا حيث ذهب بعض الفقهاء إلى كونها فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين بينما ذهب الفريق الآخر إلى أن صلاة العيد سنة مؤكدة وعلى أي حال فإن لها مكانة كبيرة في الدين الإسلامي، لكن إلى جانب هذا أيضًا فإن لها جانب اجتماعي هام وهو ما كان يعنى به التشريع الإسلامي حيث يهدف إلى زيادة التآلف بين الناس وتقوية الصلة والعلاقات التي تربط بينهم وتجمعهم حتى في أداء الطقوس الدينية، ولذلك سنتعرف على صلاة العيد وكيف تعزز العلاقات الاجتماعية بين الناس.

الوقوف في الصف جنبا إلى جنب عند حضور صلاة العيد

حضور صلاة العيد الوقوف في الصف جنبا إلى جنب عند حضور صلاة العيد

من أفضل ما يحدث في الصلاة عموما وليس صلاة العيد فحسب هو تساوي الناس فيما بينهم نازعين كل الفروق الطبقية والاجتماعية عنهم داخلين المسجد سواسية كأسنان المشط، وصلاة العيد يجتمع فيها الوزير مع الغفير، الثري مع الفقير، يقف الناس عموما جنبا إلى جنب، يعرف الجار جاره والصديق صديقه، ما يميز صلاة العيد فعلا أنك يجب أن تذهب مبكرا للحاق بالتكبيرات ثم الصلاة والاستماع للخطبة فيما بعد عكس صلاة الجمعة التي يذهب معظم الناس فيها لأداء الصلاة فحسب دون الاستماع إلى الخطبة، وهناك الكثير من الصلوات يتم صلاتها في الساحات فيشبه الأمر كرنفال اجتماعي رائع يشارك فيه كافة الناس من كبار وصغار وأطفال وكهول ورجال ونساء من كل الفئات والطبقات متزينين بالملابس الجديدة والعطور الفواحة.

الالتقاء بأكبر قدر من الناس

من مميزات حضور صلاة العيد أنك تلتقي بأكبر عدد ممكن من الناس خصوصًا أن طوال العام قد لا يلتقي الناس بعضهم إلا بالمصادفة فضلا عن وجود مغتربين في شتى مناحي الأرض بالكاد يستطيعون استغلال عطلة العيد الفسيحة لقضائها مع أسرهم، بالتالي في صلاة العيد هناك من لا تراه طوال العام ولكنك تراه فقط في الصلاة ولا يوجد أي مناسبة أخرى طوال العام تُجمّع الناس إليها أفضل من صلاة العيد، خصوصًا أن الأشخاص عادة ينظمون هذه المسألة ويرتبون لها من يوم الوقفة ويتفقون على المكان الذي سيصلون فيه من قبل.

مصافحة من في المسجد بعد الصلاة

حضور صلاة العيد مصافحة من في المسجد بعد الصلاة

أجمل ما أراه عادة في حضور صلاة العيد هي مصافحة الناس لبعضهم في المساجد وشيوع حالة من الألفة والتقارب بين الناس حتى الذين لا تعرفهم إلا بشكل سطحي تسلم عليهم وكما قلنا في الفقرة السابقة فإنك تلتقي بالعدد الأكبر من الناس بالتالي بالكاد تستطيع مصافحة جميع من تعرفهم بسبب تجميع صلاة العيد لهم، وقد حض الإسلام على هذا التقارب الاجتماعي وتهنئة الناس لبعضهم البعض وهذا كما قلنا البعد الاجتماعي الذي ينشده الإسلام من خلال سنه لسنة صلاة العيد حيث يستحب فقهيا أن يذهب الإنسان مبكرا للصلاة ويستحب الذهاب من طريق والرجوع من طريق آخر حتى يستطيع مصافحة الناس وتهنئة أكبر عدد ممكن من الناس، وهذه هي الغاية العظمى لصلاة العيد في الإسلام.

صلاة العيد من الطقوس الاجتماعية الهامة في الإسلام فبالإضافة لقيمتها الشرعية فإن الهدف الأسمى منها هو صنع حالة من البهجة والتقارب والتآلف بين الناس من كافة الأطياف والفئات وتشارك الفرحة بين كافة عموم المسلمين.

محمد رشوان

أضف تعليق

7 + 7 =