تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » مشاكل العلاقات الشائعة : كيف يتغلب عليها الشريكان ؟

مشاكل العلاقات الشائعة : كيف يتغلب عليها الشريكان ؟

أي علاقة لابد أن تعاني من المشاكل في وقت ما، وهناك طرق سليمة وأخرى غير سليمة للتعامل معها، لذلك أعددنا مجموعة من النصائح للتعامل مع مشاكل العلاقات الشائعة .

مشاكل العلاقات الشائعة

هناك قاعدة ذهبية تلخص مشاكل العلاقات الشائعة تقول ليس الجميع على حق طوال الوقت. قف وفكر قليلا في كون رأيك من الممكن أن يكون مستبد أحيانا، ومن المعروف والمؤكد صحته علميا أننا نحن البشر نفهم ونستوعب الأمور بشكل يختلف فيه كلا منا عن الآخر، نعم الموضوع ربما يكون واحد ولكن لن أفهمه أنا كما تفهمه أنت أو كما يفهمه غيرنا وهكذا، لماذا؟ الأمر بسيط كل منا ينتمي إلى خلفية اجتماعية مختلفة عن الآخر، وكل منا لديه مجموعة من المعتقدات والأفكار تختلف عن الآخر لذلك من الصعب أن نفهم ونستوعب موضوع واحد بشكل واحد أو كما يريد كل منا من الآخر، الأمر يحتاج تفهم وجهد وصبر، وهذه القاعدة كافية ليسود الاحترام المتبادل ويلتمس له الأعذار في عدم استيعابه موضوع ما أو تلمحينا بموضوع ما، وسوف تنتهي مشاكل العلاقات.

طرق التعامل الصحيحة مع مشاكل العلاقات الشائعة

كيمياء العلاقات

يمكننا لفهم أكثر لموضوع مشاكل العلاقات الشائعة أن نعرف جيدا لماذا ندخل في علاقة؟ لماذا يحتاج كل منا إلى آخر؟ لماذا لا نحيا والسلام؟ الإجابة بسيطة لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع أن يحيا منعزلا عن الناس ولا يقيم علاقات، لأنه مخالف لطبيعته التي تحب الاندماج في المجموع، نعم من الممكن أن ينعزل بعض الأشخاص بإرادتهم الحرة ولكن في الغالب يعانون من مشكلات ما كالمشكلات النفسية مثلا، وربما يبتعد شخص ما أن يقيم علاقة ولكن في الغالب يرجع إلى أسباب لديه هو كالصدمات السابقة وتوابعها وفقدان الثقة وهكذا، لكن نحن نحتاج إلى إقامة العلاقات لأسباب نفسية وبيولوجية، نحن نحتاج إلي الحب والشعور بالاهتمام وهو شعور جارف يتملكنا وربما لو سألت الكثيرين لماذا؟ سوف يجيبون: لا نعرف فقط نحتاج إلى الحب، الأمر بسيط نحن نحتاج إلى الطعام ونحتاج إلى الشراب ولذلك نحتاج إلى العاطفة لأنها جزء مهم ومؤثر في حياتنا.

الوعي العاطفي

على كل من الطرفين فهم كيمياء العلاقات قبل الدخول في علاقة، وهناك خطأ فادح يقع فيه الكثيرين، لا تدخل في علاقة لمجرد الدخول في علاقة، بمعني أريد أن أقيم علاقة مع شخص ما، لماذا؟ لا لشيء ولكن من أجل أن أكون مرتبط بأحدهم ومن أجل الحياة التي يحيها المرتبطون بعلاقات. الجهل العاطفي من أهم مسببات مشاكل العلاقات الشائعة حيث لا يفهم الطرف المشاركان في علاقة ماذا يريدان تحديدا، لا لشيء سوى التسلية، فمثلا يريد أن يخرج فيجد من يخرج معه، يريد أن يحتفل مع أحد بمناسباته الخاصة ..إلخ، بالطبع أن تحكم على علاقاته بالفشل لأنها لم تنبني على أساس واضح لتستمر، الانجذاب والحب لا يأتي بالتخطيط له مسبقا، وإنما الأمر ينساب بحرية، الحب كائن حر طليق هو فقط من يضع قوانينه ولن يسمح لأحد بتقيده، ولا يأتي لمن يبحث عنه.

المشكلات الأكثر تداولاً

بالطبع جميعا عانى من مشاكل العلاقات الشائعة، وكل منا مر بتجربة أو مجموعة من التجارب المريرة التي ربما تركت لديه رصيد من الخبرة في كيفية التعامل والتعرف على مثل هذه المشكلات، بالطبع الموضوع خاص ويختلف من علاقة إلى أخرى ولكن يمكننا رصد المشاكل الأكثر شيوعا كالتالي:

التسرع

المثير للاستغراب فعلا هو الفارق بين نسبة فشل العلاقات قبل ظهور وسائل الاتصال الحديثة وبعد ظهورها، فمن المنطقي أن سهولة الاتصال والسوشيال ميديا قربت المسافات أكثر ووضعت أمامنا اختيارات متعددة ولكن ما حدث العكس، زادت نسبة فشل العلاقات بنسبة كبيرة ويمكننا إرجاع ذلك إلى السطحية والتسرع والعلاقات المتعددة بدون فهم وبدون رؤية.

الأنانية

نعم في الحب أنانية والعلاقات العاطفية لكي تنجح يجب أن تقوم على التفهم والتضحية ولكن ما يحدث هو عدم رغبة أي من الطرفين في بذل الجهد للحفاظ على العلاقة لتنمو وتتطور بشكل طبيعي ولكن التفكير الأناني يؤدي بها إلى الفشل.

الشك

قيام العلاقة على الشك المتبادل بين الطرفين يكتب خاتمتها قبل أن يبدأها، هي تشك في كونه جاد مثل أبناء جيله وربما فقط يقضي بعض الوقت وتتصرف انطلاقا من هذا، هو يرى أنها ربما ليست ممن يتحمل المسؤولية كبنات جيلها وتريد أن ترتبط وتتزوج لتنجب أطفالا وتلبي غريزة الأمومة مثل الكثيرات ويتصرف من هذا المنطلق، فماذا ننتظر؟!

السيطرة

وهي من الصفات التي تقضي على الحب في مقتل، نحن نحيا في مجتمع ذكوري أبا عن جد، ومن الشائع هو أن يكون الذكر هو الطرف الأقوى والمسيطر والمتحكم في مسار العلاقة وعلى الأنثى أن تنساق له وتحيا كما يقولون تحت جناحه، والجميع ينصحونه بأن يمارس عليها سطوته منذ البداية وأن يخيفها لتطيعه، وتتوارث الخرافات من جيل لأخر ولا يحاول أي منهما أن يعمل عقله ويفكر.

طبعا هذه ليست الأسباب جميعها هي فقط عينة بسيطة لما هو شائع هذه الأيام ولكن مازال خبراء العلاقات يدرسون ويخرجون لنا النظريات التي على حسب رائيي لم تجدي نفعا بعد، لأنك ببساطة توجه كلامك لفئة مثقفة تقرأ وتفهم، والواقع غير ذلك.

الفهم العميق

فهم شخصية الآخر جيدا هي عامل مهم جدا في نجاح العلاقة، فهم شخصيته، معرفتك لما يحب ويكره، بذل الجهد من أجل إرضاءه، التعبير له عن اهتمامك به يدعم العلاقة ويقويها.

العطاء

لا تنتظر المقابل أبدا، بمعني أهتم ولكن لا تشترط اهتمام مقابل، أغدق العاطفة ولا تنتظر مقابل، فهي ليست عملية تجارية تقدم عرض فتنتظر عرض مقابل من الشريك الآخر، فقد أهتم وسوف يتصرف الطرف الآخر بتلقائية، المشكلة العجيبة في الموضوع هو أن تسمع فشل علاقات لأسباب تنم عن جهل مريع، فقد يقول لك أحدهما لقد اشتريت لها الكثير من الهدايا وهي لم تفعل قط، لقد احتفلت معها بعيد ميلادها أكثر من مره وهي لا تهتم بعيد ميلادي، ولكن الحقيقة ربما هو عدم تفهمك لها، ربما هي لا ترى الأمور مثلما أنت تراها، وربما ترى أن الاهتمام والحب لهم معنى أخر غير شراء الهدايا فلا تنتظر رصيد مقابل افعل ما تراه وتشعر به ودعه الأمور تسير.

الثقة

يجب أن تقوم العلاقة على الثقة المتبادلة بين الطرفين ولو بحد معين، ولا يجب افتراض سوء النية من البداية، اعطيه فرصة ليعبر عن نفسه، وأعطها فرصه لتعبر هي أيضا وتشعر بالأمان، المشكلة الأكثر شيوعا بين الفتيات في هذه الأيام هي عدم الإحساس بالأمان وذلك بسبب عدم ثقة الطرف الآخر وافتراضه سوء النية مسبقا، لقد أصبحنا مثل كارتون توم وجيري نصارع بعض طوال الوقت.

قبول الآخر واحترامه

العلاقة مشاركة بين طرفين لا ينبغي أن يسيطر أحدهما على الآخر وإنما بالحب والتفاهم والتعاون، أما موضوع السيطرة الذكورية فقد كان في عصر الإنسان البدائي وفي بعض الأنواع من الحيوانات وقد انتهى عصر البدائية وتطورت الحيوانات ونحن مازلنا نقول أن المرأة ينبغي عليها أن تتبع الرجل وتخضع له، ولكن في نظره سريعة للواقع المعاصر سترى نسبة مشاكل العلاقات الشائعة وفشلها المريع لهذا السبب تحديدا.

الأضرار الصحية والنفسية لفشل العلاقات

ربما تشعر للوهلة الأولى بغرابة الموضوع، أي أضرار صحية تصيب المنفصلين من علاقة عاطفية، وأي أضرار نفسيه تصيبهم، ومن النتائج المضمونة من موضوع مشاكل العلاقات الشائعة هي الإضرار النفسي والبدني للفرد، ولكن ربما الأضرار النفسية واضحة بعض الشي مثل القلق والتوتر والخوف والشعور بالحزن والاكتئاب، وإلا لم يكن هناك جزء مخصص في علم النفس لعلاج اكتئاب ما بعد الصدمة، نعم تتأذى النفس الإنسانية كثيرا من حدوث الانفصال حتى ولو كان عن ضرورة واقتناع، فترى الوجه الذي كان مزدهرا منذ أيام مكفهر، والشخص المرح منزوي، والشخص الذي يعشق الطعام يضرب عنه ويهزل، فلو تحدثنا عن الأعراض النفسية فهي كثيرة للغاية للرجل والمرأة معا، وهذه الأمور لا حاجه لتوضيحها لأنها واضحة بالفعل ولكن ما هو في حاجه إلى توضيح فعلا فهي الأضرار الصحية، نسمع دائما مقولة ” لقد كسر قلبي” وهي تعبير عن شدة الألم الذي يشعر به الطرفين وهو تعبير أدبي بعض الشيء ولكنه حقيقة علمية أيضا، فالصدمة وشدة الحزن يؤثران على القلب بالسلب ويصيبانهم بالأمراض وربما بعد فترة ترى الشخص يشتكي من مشاكل في قلبة ويعلم أنه في حاجه إلى مراجعة طبيب مختص، كما أن فشل العلاقات يؤدي في الغالب إلى اضطرابات في النوم وهذه الاضطرابات تؤدي إلى كوارث صحية، فقد حذر العلماء من هذا المرض موضحين المخاطر التي من الممكن أن تحدث مثل: ارتفاع ضغط الدم، الإصابة بالأزمات القلبية، السكتة الدماغية، تلف الكلى وأمراض العيون، لذلك ينصح بمن تعرض لفشل علاقة والانفصال بالذهاب إلى مرشد نفسي وطلب الدعم والمساعدة حتى يمكنه تخطي هذا الأمر بسلام، وعليه أيضا عدم التفكير في الدخول في علاقة أخرى قبل أن يتم شفاءه حتى لا تكون مجرد رد فعل للعلاقة الأولى، فيفضل أن يحصل على إجازة ويذهب إلى مكان هادئ ليتأمل ما وصل إليه ويصالح نفسه ويفكر في بداية جديدة مناسبة.

نصائح لعلاقة عاطفية صحية

حينما يعلم المحيطون بك عن دخولك في علاقة يهبون للمساعدة وتقديم النصح والإرشاد وما إلى ذلك وهذا الأمر من معضلات مشاكل العلاقات الشائعة والمتوارثة، ولكن عليك الإصغاء إلى قلبك أنت وفعل ما تشعر أنك تود القيام به وليس ما هو من المفترض، أتبع قلبك فالقلب لا يضل. لا تضع نموذج الأبوين معيارا للاختيار، أي لا ترغب في فتاه تكون مثل والدتك ولا ترغبي في زوج يكون مثل والدك ولكن لكل منا شخصيته وطريقته وعليكما تفهما. كل منا يمر بمحبطات في الحياة اليومية تؤدي به إلى التصرف بحماقة أحيانا، فما علينا سوى تفهم الأمر والتماس الأعذار حتى يعود المرء إلى طبيعته وهنا فقط يمكنني لومه على ما بدا منه هذا أن لم يسرع هو أو هي بالاعتذار عما بدر منهما وهذا ما يحدث في الغالب حينما نتفهم الأمور ونحتمل قليلا لأننا ببساطة نحب، فالحب طاقة وهو من أنقى وأقوى الطاقات في الكون، فنحن ولدنا بالحب، وننمو بالحب ونستمر في الحياة بالحب.

وفي النهاية

نحن كما يقولون في عصر العولمة وما بعد العولمة، لذا عليك أن تجدد أفكارك بما يليق بعصرك، المرأة الآن تتعلم وتعمل وتقرأ وتكتب مثلك أنت، أنتهي عهد اقتصار دور المرأة على رعاية الزوج والأبناء وطاعته طاعة تامة بدون مبرر، لن تجد في عصرنا هذا فتاه تقبل هذه الأمور إلا إذا كان لديها عطب في شخصيتها وتوقفت عن النمو ربما، غير ذلك ليس أمامك سوى تفهم الواقع وتقبل الرأي المخالف واحترامه وتقديم الحب والرعاية بدون مقابل، وهكذا لن تكون هناك مشاكل العلاقات شائعة بالحد الموجود في واقعنا المعاصر. الحب هو نبته لا ترويها المياه المعلبة، وإنما يحيا على المطر ويتنفس الحرية فلا تتبع طريق غيره حتى لا تضل مسعاه.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

14 + 1 =