تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » حب فصل الشتاء : لماذا يحب الناس فصل الشتاء بشكل خاص ؟

حب فصل الشتاء : لماذا يحب الناس فصل الشتاء بشكل خاص ؟

يتميز فصل الشتاء بمميزات تجعله مختلفًا عن غيره من الفصول، ولهذا يقع الكثيرون في حبه بدون إدراك منهم، في السطور التالية نتعرف على أسرار حب فصل الشتاء .

حب فصل الشتاء

بمجرد لملمة فصل الصيف أوراقه، وظهور تباشير الخريف يبدأ الواقعون في حب فصل الشتاء بإطلاق صيحات الفرحة والانبهار والتعبير عن سعادتهم وابتهاجهم بحلول الفصل المحبب إليهم، ويعتبر فصل الشتاء من أجمل الفصول فعلاً ويتفوق في شعبيته على الفصول ذات الجو المعتدل والسماء الصافية مثل الربيع مثلاً الذي تتفتح فيه الأزهار ويسود الدفء لكن دون سخونة أو رطوبة، ولعل هذا أبرز ما يلفت نظرك في مسألة حب فصل الشتاء من قبل البعض الذين يصرون على حب فصل الشتاء دون غيره من الفصول رغم أنه له جوانب مظلمة كثيرة سنبرزها في نهاية المقال، لكن إليك الآن أبرز الأسباب التي جعلت من حب فصل الشتاء قضية جماهيرية يرغب الجميع في حملها:

لماذا حب فصل الشتاء ؟

الأناقة

وضعت هذه النقطة تحديدًا في المقدمة للبرهنة على حب فصل الشتاء، يجب أن نقول أن وجود رداء أنيق في الصيف أمر غير مضمون بالمرة، بينما أي شيء ترتديه في الشتاء يكون جميلاً وأنيقًا ويكسبك المظهر الرائع المثالي الذي تبحث عنه، وذلك بسبب التفاصيل المتعددة لملابس الشتاء، فالجاكيت والمعاطف والكوفيه والآيس كاب (القبعة الصوفية) والسترات الثقيلة ذات الأكمام، والبلوفر الذي نرتديه فوق قميص وتبرز ياقة القميص من رقبة البلوفر ومحاولة اختيار القميص المناسب للون البلوفر وشكله، الأمر الذي يجعل مسألة ارتداء الملابس الشتوية متعة في ذاتها، بعكس الصيف الذي يكره بطبيعة جوّه الحار الملابس الكثيرة، ويُفضل أن ترتدي فيه الحد الأدنى المتاح من الملابس، ولذلك “شورت” قصير وتي شيرت نصف كم قد لا يوفر لك الأناقة والمظهر الرائع الذي تود أن ترتديه، أما عن ملابس النساء فحدث ولا حرج، فحب النساء للشتاء لا يأتي من فراغ، فراء ومعاطف طويلة وأحذية ذات رقبة (بوت) وغيرها، لذلك ينظرن النساء تحديدًا لفصل الشتاء ككرنفال أو كمهرجان لاستعراض أناقتهن وملابسهن المختلفة ومهارة كل واحدة في توفيق قطع الملابس على بعضها البعض، وربما يكون حب الأناقة والتمتع بارتداء الملابس الأنيقة هو أبرز أسباب حب فصل الشتاء.

الأجواء الرومانسية

ربما لا نكون في علاقة أو لا نشهد حالة عشق نعيشها، ولكن الشتاء دومًا يشعرنا بأن ثمة أجواء رومانسية كلاسيكية فيه، ولعل حب فصل الشتاء يرجع إلى الصورة النمطية المتوارثة عنه وهو مقعد هزاز عتيق وشخص يرتدي روب كلاسيكي يقرأ أمام مدفأة تشعر أنت بالدفء من النار التي تتقد فيها، أو صورة عن اثنين من المحبين يسيرون سويًا في الشارع المظلم الخالي من المارة تمامًا ملتصقان بسبب البرد أو مشهد عاشق يخلع لحبيبته معطفه كي تتدفأ به، للأسف كل هذه الصور غير موجودة في الصيف، فالصيف دائمًا للانطلاق والتحرر نوعًا ما، لكن المكالمات الرومانسية الهادئة الهامسة من تحت الأغطية أشياء قلّما تجدها في الصيف الذي يسهر فيه الناس حتى الساعات الأولى من الصباح الباكر هربًا من حرارة البيوت، ولا مكان فيها للمكالمات الليلية الهامسة هذه، لذلك تجد حب فصل الشتاء أكثر عند الأشخاص المهووسين بالأجواء الرومانسية التي لن تجدها سوى في الشتاء.

المشروبات الساخنة

لعل أبرز ما يميز الشتاء أيضًا ويجعل الناس مقبلون على حب فصل الشتاء هي المشروبات الساخنة التي يتميز بها هذا الفصل وتبعث الدفء في الجسد، صحيح أن الصيف هو فصل العصائر، فصل المشروبات الغازية والمثلجات وغيرها، لكن لعشاق السحلب والنسكافيه والكاكاو بالحليب والقرفة بالحليب والمشروبات الشتوية الساخنة التي يدمنها البعض في الشتاء حيث يجدون في إعدادها متعة والتدثر بلحاف أو غطاء على الأريكة وشرب هذا المشروب أثناء القراءة أو أثناء الاستماع إلى الموسيقى أشياء من المحببة إلى نفس كل شخص، ولذلك من أكثر ما يميز الشتاء ويجعل الناس يهوون في حب فصل الشتاء هو المشروبات الساخنة بأبخرتها المنعشة ونكهاتها الرائعة ومذاقها الجميل.

الاسترخاء في المنزل

الجلوس في المنزل أثناء فصل الصيف يصيبك بالاختناق، أجواء الرطوبة والحرارة العالية والإرهاق وإجهاد المفاصل ونقص الأوكسجين الذي تشعر به يمنعك من الاستمتاع بأي شيء في المنزل ويجعلك تهبط في الحال إلى الشارع لاستنشاق الهواء وللهروب من الحرارة والاختناق في المنزل ولكنك تفاجأ أن الحال في الشارع ليس بأفضل كثيرًا من الحال في المنزل، لذلك لهواة الجلوس في المنزل والاسترخاء في المنزل نجد أن حب فصل الشتاء أمر مبرر لهم وطبيعي لاسيما هواة مشاهدة الأفلام وتصفح الإنترنت الذين سيجدونه رائعًا جدًا في حجراتهم الدافئة تحت أغطيتهم الثقيلة وهم جالسون هكذا يشعرون شعورًا رائعًا، بمشروباتهم الساخنة وملابسهم الصوفية الثقيلة وجواربهم الدافئة دون تعرض لتيار الهواء البارد أو الصقيع بالخارج، لذلك.. هواة الاسترخاء بالمنزل سيجدون في فصل الشتاء ملاذهم ولا عجب أن تجدهم الأكثر في حب فصل الشتاء.

شعور بالانتعاش

كما أشرنا سابقًا أن فصل الصيف هو فصل الرطوبة والجو الحار ونقص الأوكسجين من الجو، وبالتالي لا تتعجب عندما تجد نفسك تتنفس بصعوبة أو تشعر باختناق قد يؤثر هذا على مزاجك بالطبع ويجعلك تثور لأتفه الأسباب ولا تتحمل أن يحدثك أحد أو يتواصل معك بأي شكل وتقوم بالاستحمام عشرات المرات ولكن دون جدوى لأن مفعول الاستحمام يزول بعد دقائق، لكن من أهم أسباب حب فصل الشتاء هو الشعور بالانتعاش الذي يراودك والذي رغم الجو البارد فإنك تجده بداخلك خصوصًا عندما يأتي الهواء كي يعبئ رئتيك ويمنحك شعورًا بالحيوية والنشاط ويبعث الدفء في جسدك ولذلك فإن الحركة والمشي سواء نهارًا أو ليلا تجد متعتها فقط في فصل الشتاء بسبب الانتعاش الذي تشعر به وتجد بداخلك تجدد ونشاط يدفعانك للحركة باستمرار. وعلى هذا يكون أهم أسباب حب فصل الشتاء هو شعور الانتعاش الذي يصاحب هذا الفصل والذي تجده معدمًا تقريبًا خصوصًا في ساعات النهار في فصل الصيف.

المطر

ربما يكون هذا غريبًا بعض الشيء، ولكن قطاع عريض من الناس يحبون المطر ويرونه من أفضل الأجواء الرومانسية والشاعرية ويجدون في ذلك دافعًا لأجل حب فصل الشتاء، حيث يرى البعض لذة ومتعة في ملامسة هذه القطرات لوجوههم وأجسادهم وكأنها تداعبهم ويحبون المشي تحت المطر أو الركض تحتها، وربما كرّس لهذا العديد من الأفلام التي استعملت المطر في السينما كدلالة على الرومانسية والشاعرية وأجواء الأحلام، وربما أبرزها وأشهرها على الإطلاق فيلم أغنية تحت المطر، والذي غنى فيه الممثل والمطرب جيني كيلي أغنيته الشهيرة بنفس الاسم “غناء تحت المطر” مما جعل المطر يكتسب شعبية تنعكس بشكل إيجابي على فصل الشتاء مما يجعل الناس يحبونه أكثر.

الطعام

على الرغم من هوس الأوزان الزائدة ومحاولة المحافظة على معدل الطعام الذي يتم تناوله يوميًا خوفًا من السمنة واكتساب الأوزان الزائدة وذهاب رشاقة الجسد، ناهيك عن كل الأمراض التي يسببها الوزن الزائد أصلاً، إلا أن فصل الشتاء يعطي الناس سببًا آخر لحبه وهو أنه يعد فاتح للشهية حيث يزيد رغبة الناس في تناول الطعام أكثر في الصيف لا سيما الطعام المطهو جيدًا والساخن الذي يدفئ المعدة ويرم العظام ويصيبنا بالشبع ويمتعنا بالمذاق الطيب الشهي للطعام أيضًا، لذلك من أهم أسباب حب فصل الشتاء وتفضيله عن فصل الصيف أن فصل الصيف يصيب شهيتنا للطعام في مقتل بسبب طبيعة الجو الحار والرطوبة العالية فيه، بينما الشتاء يفتح شهيتنا للطعام وعلى الرغم من قصر النهار إلا أننا قد نجد أنفسنا نتناول معدل وجبات زائد عن الطبيعي أصلاً في الشتاء ذلك وأن الطعام في الشتاء أكثر متعة بكثير من تناوله في الصيف.

عيوب فصل الشتاء

هل يعني هذا أن فصل الشتاء خالي من العيوب بينما يمتلئ فصل الصيف بكل العيوب؟ لا بالطبع.. لذلك سنسرد الجانب المظلم من فصل الشتاء في النقاط التالية:

نزلات البرد

من الأشياء التي تقلل من فرص حب فصل الشتاء هي نزلات البرد التي تصاحب هذا الفصل والرشح والسعال وألام الحلق والمعدة وآلام المفاصل وحالة الإجهاد وارتخاء العضلات وكل هذه الأعراض التي تصاحب نزلات البرد وتجعل الجسد في حالة خمول تام وتعب متواصل، وقد تستمر هذه النزلات على حسب مناعة الإنسان ولكن في المتوسط قد تظل لأسبوع أو أكثر، وللأسف تجد أن أعمالك ودراستك قد تعطلت وتجد نفسك ملازمًا للفراش ولا تقدر على فعل أي شيء ولا حتى مشاهدة الأفلام لأنك تجد نفسك تفتح عينيك بصعوبة بسبب نزلة البرد والصداع الذي يلاحق نزلة البرد وبالكاد تستطيع التحرك من السرير لأخذ دواء أو شرب شيء ساخن أو فقط الذهاب للحمام، لذلك.. نزلات البرد من أشد أعداء حب فصل الشتاء وأكثر من يعمل على نقض هذا الحب.

خلو الشوارع من المارة مساءً

صحيح أن الصيف به من الرطوبة والحرارة والسخونة ما فيه، وأن النهار يتحول لقطعة من الجحيم والاختناق يبلغ فيه مبلغه، إلا أن الساعات الأولى من الصباح تشهد زحامًا في الشوارع خصوصًا مع الجو اللطيف الذي يسود في هذه المرحلة، وتشهد ضفاف النيل سهر العائلات والأصدقاء فيها حتى الصباح الباكر، بخلاف فصل الشتاء الذي تجد أن المارة يقلون جدًا في المساء خصوصًا مع ازدياد برودة الجو ومع الساعة التاسعة مساءً تلاحظ نقصًا حادًا في المارة وأن أكثر الشوارع ازدحامًا تجد العابرون فيه لا يزيدون عن عدد أصابع اليد الواحدة، أيضًا هذا ينعكس بدوره على إغلاق المحلات والمتاجر والصيدليات وغيرها من المؤسسات والمنشآت مبكرًا، لذلك يقف ذلك حائلاً أمام حب فصل الشتاء.

معاناة الاستيقاظ صباحًا

وأنت نائم تحت الأغطية الثقيلة ومتدثر صباحًا خصوصًا في الصباح الباكر والجو لا زال شديد البرودة، لابد وأنك ستحتاج للاستيقاظ والقيام من السرير بسبب العمل أو الدراسة وسيكون هذا من أصعب ما يكون وتتمنى لو أن لا يكون هناك أي شيء يجبرك على القيام من السرير أبدًا ومواجهة الجو البارد بالخارج، لذلك.. معاناة الاستيقاظ صباحًا والخروج من تحت الأغطية يمنعان وقتها حب فصل الشتاء أو محاولة رؤية أي شيء مميز في هذا الفصل.

أوحال الشوارع بسبب المطر

على الرغم من الجو الرومانسي الذي يضفيه المطر ولكن الجانب المظلم منه أيضًا هو تلك الأوحال التي يتركها في الشارع بعد انتهائه والتي تنال من أحذيتنا وسراويلنا للأسف وهي تضرب أيضًا بالأناقة التي تعد أحد أهم رعاة حب فصل الشتاء عرض الحائط، وتجعل فصل الصيف يُطاق أكثر عن هذا الفصل الذي يأتيكم برعاية أوحال الشوارع.

خاتمة

كل ما سبق من سرد لسلبيات الشتاء لا ينتقص منه ولا يقف حائلاً أمام حب فصل الشتاء، فالصورة النمطية المأخوذة عن الشتاء والانطباع الذي تم أخذه بالفعل لا يمكن أن يتغير بمرور السنين بل يزداد قوة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي تواصل تعزيز هذه الفكرة بالفعل وترسخها أكثر وأكثر في نفوس الناس.

محمد رشوان

أضف تعليق

تسعة + ثلاثة =