تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف يسهم جمال الشخصية في تدعيم العلاقة أكثر من جمال المظهر؟

كيف يسهم جمال الشخصية في تدعيم العلاقة أكثر من جمال المظهر؟

هل تغفل عن شيء هام جدا اسمه جمال الشخصية وتهتم بجمال المظهر؟ إلى أنصار جمال المظهر دون جمال الشخصية، إليكم هذا المقال فربما تغيروا آراءكم بعد قراءته.

جمال الشخصية

الكثير من الناس ينبهرون دائمًا بجمال المظهر الخارجي ويلهثون خلفه لكن جمال الشخصية يأتي في مرحلة متأخرة عن جمال المظهر والحقيقة أن هذا المقال ليس بعدا عن الواقع ولكن همسة في أذن من يتخيلون أن مجرد مرافقة فتاة جميلة سيجعل هذا الأمر مثاليا جدا ولا ريب أن كل من يرتبط بفتاة جميلة أو باهرة الحسن فهو سعيد بالضرورة بعكس كل من يرتبط بفتاة مقبولة أو متوسطة الشكل لا ريب أنه يندب حظه لأنه لم يرتبط بفتاة جميلة ويعيش سعيدًا، لذلك سنحاول تصحيح المفاهيم لهؤلاء.

المظاهر خداعة

نحن نعرف جيدا أن المظاهر خداعة، أليس كذلك؟ فما تراه أمامك من إبهار وجمال فتان قد يكون ألاعيب التجميل ليس إلا، ويمكنك مشاهدة فيديوهات اليوتيوب للتجميل ووضع المستحضرات وغيرها كي تعرف جيدا أن ليس كل ما يلمع أمامك ذهبًا، بالتالي لا تثق في شخص جميل المظهر فقط لأن هذه سطحية ولكن ابحث عن الشخصية، عن الجوهر، عن الصفات التي بها تتقدم أنت للأمام، وليس سوى أن تنفض عنك الأفكار السطحية هذه وتتوقف عن ملاحقة الفتيات الجميلات مظهريا فحسب دون الوقوف على أخلاقهن وصفاتهن وجوهرهن وشخصياتهن.

لن ترى الجمال في شخصية سيئة

دعني أصحح لك معلومة أيضًا تتعلق بجمال المظهر بالنسبة إلى جمال الشخصية، لو أنت بالفعل ارتبطت مثلا بفتاة باهرة الحسن ولكن أخلاقها ليست جيدة إلى حد كبير أي إنها عصبية مثلا جدا ولا تستطيع السيطرة على غضبها فإنك سوف تنظر إلى جمالها الذي أبهرك في الماضي وتستحضر في ذهنك فتح فاها على آخره والصراخ في وجهك بأبشع الشتائم وأقذع الألفاظ بسبب أمر تافه أثار عصبيتها فإنك لن ترى جمالا أبدًا بعد ذلك فيها حتى إن استعادت ملامحها الطبيعية مرة أخرى، فسيصبح دائمًا مجرد الحديث معها يستحضر الصياح والعصبية.

الأنوثة أهم من الجمال

قبل الحديث عن عناصر تكوين جمال الشخصية فإن مسألة جمال المظهر نفسها تحتاج منا إلى وقفة حيث أن الاهتمام بجمال المظهر نفسه كعناصر مادية محسوسة فحسب خطأ شائع حيث يمكن أن تكون فتاة تمتلك جسدًا جميلا وملامح فاتنة ومع ذلك لا تمتلك الأنوثة، أي الطريقة في الكلام والحركات والتصرفات التي تميزها عن الرجل وتكسبها أصالة بني جنسها المعتادة في الدلال والغنج، أو ما يسمونه الأنوثة لذلك لا ينبغي عليك أن تهتم بالجمال الخارجي دون إهمال الأنوثة، وبالنسبة للنساء أنفسهن أيضًا فهن ينبهرن بالرجل الطويل العريض مفتول العضلات ولكن كم يمتلك هذا الشخص من رصيد الرجولة؟ قد يكون صفر.. لذلك فلن تصبح لعضلاته المنتفخة هذه قيمة.

العطف

تتميز جمال الشخصية بالعطف كصفة أساسية فيها، فالشخصية التي تفقد أهم صفة من صفات الإنسانية وهي العطف أو الرقة الإنسانية تجاه الأشياء والأشخاص من حولها بل وحتى الحيوانات تجعل النفس قبيحة والشخصية منفرة بطبعها لذلك الشخصية التي تمتلك العطف تجعل العلاقة أجمل بكثير لأنك ستجد شخصية عطوفة قادرة على تفهمك واحتوائك على الدوام، أما الشخصية غير العطوفة فتنظر للأشياء من حولها نظرة سطحية دون عمق أو رؤية بعيدة المدى.

الحنان

الحنان إحدى أهم الصفات الرائعة لدى الإنسان والتي تثبت أن هذا الشخص يمتلك بالفعل قدرة على أن يكون حنونًا ورقيقًا، ولذلك جمال الشخصية لا يكتمل إلا بالحنان أما القسوة فحتى إن وجدت مع مظهر خارجي خلاب وجمال ملامح وجسد فتان فإن القسوة تغلب على الجمال الخارجي وتحيل الجمال إلى قبح وإلى نفور ولا يمكنك تخيل أن تجد شخصًا يكون حنونًا عليك ولا تحبه وتراه جميلا بشكل كامل، لذلك العلاقات يلزمها الحنان ويمكن الاستغناء فيها عن جمال الملامح، يمكن الاكتفاء بجمال الشخصية الداخل في تكوينه الحنان.

الاستقلالية

لا نريد التنميط ونخشى وضع الناس في قوالب، ولكن ألسنا نعيش في عصر الجميلات، بل كانت كل العصور عصور جميلات، أليس الجمال المظهري دون جمال الشخصية يعتبر بطاقة دخول لأي مكان وشفاعة لدى أي شخص؟ والاعتياد المتواصل على هذا يخلق اعتماد من الفتاة باهرة الحسن على جمالها دون اهتمام بتنمية شخصيتها أما الفتاة التي لا تعتمد على جمالها وتدرك أن مواطن جمالها في شخصيتها ستكون شخصية مستقلة ومسئولة إلى أقصى درجة وستكون شريكة فعلية في العلاقة، ليست معتمدة على جمالها أو ليس لديها ما تقدمه في العلاقة سوى جمالها الفتان فحسب، أو تشعر أنها تمن عليك لأنك مرتبطًا بفتاة جميلة ورائعة مثلها؟ أليس هذا يحدث بالفعل؟

التلقائية وخفة الدم و جمال الشخصية

من أهم عناصر جمال الشخصية هو التلقائية وخفة الدم، بم سيفيد جمال المظهر مع ثقل الظل والاصطناع والافتعال؟ بم سيفيد؟ بل سيتلاشى مع هذه الصفات المقبضة والتي إذا تعامل معها الإنسان ربما تصيبه بجلطة حقيقية، ولا أقول هنا أي شيء سوى الحقيقة، نعم التلقائية وخفة الدم أشياء رائعة لدرجة أنها تضفي على الإنسان جمالا مظهريا فوق جمال الشخصية الذي يتمتع به، هذه حقيقة واقعية لن تدركها تمامًا إلا إذا جربتها وبالتالي تعيش المتعة مع شخصًا تلقائيًا وخفيف الظل يسعدك في كل حركة يقوم بها وفي كل تصرف يفعله وفي كل كلمة تصدر منه.

الثقافة والحكمة والذكاء

دعونا نقول، العقول الجذابة أهم بكثير من الأجساد الجذابة، وربما لن يفهم كلامي هذا المراهقون لأنهم فقط يفتنون وتتسع أعينهم انبهارا بالأجساد الجذابة والملامح الخلابة، ولكن المتقدمون في العمر ممن تجاوزوا منتصف العشرينات مثلا يعرفون تمامًا أن تعاملهم مع فتاة مثقفة وحكيمة وذكية وناضجة أفضل وأهم بكثير بل أكثر إمتاعا من تعاملهم مع فتاة جميلة أو جذابة دون ثقافة أو حكمة أو ذكاء بل سطحية وخواء وخيال فقير، لذلك الثقافة والحكمة في منتهى الأهمية لأي إنسان من أجل جمال الشخصية وحتى لجمال المظهر أيضًا.

الجمال يذهب لكن الشخصية تزداد تألقا

مع مرور الزمن الجمال المظهري يذهب، الجسد يفقد جاذبيته، الحسن يذبل، لكن الأهم من ذلك أن جمال الشخصية يصقل بمرور الزمن، الألق يزداد تألقًا، والنور يزداد توهجًا، هذه هي الشخصية التي كلما تقدم بها العمر أصبحت أكثر جمالا ذلك لأن الجمال دائمًا يذهب لكن الشخصيات الجميلة تظل جميلة بمرور الوقت.

جمال الروح يضفي جمال المظهر بشكل محسوس

هذا اختبار شخصي ستقوم به، حتى تدرك بنفسك تأثير جمال الشخصية على جمال المظهر بشكل مباشر، قم بالتعرف على شخص ما ودوّن مشاعرك تجاهه في أول يوم رأيته فيه وأول انطباع عنه، ثم بعد فترة بعد الاعتياد عليه ولمسك لدماثة أخلاقه وحسن صفاته وطبائعه قارن شعورك وقتها بأول انطباع عنه، أليس ستدرك كم هذا الشخص جميلا وأنك تراه جميل المظهر بشكل مادي ومحسوس بالفعل؟

خاتمة

لا يمكنك أن تحكم على شخص من مظهره ولا يمكنك أن ترتبط بشخص لمجرد مظهره، وتذكر دائمًا جمال الشخصية أهم بكثير من جمال المظهر.

محمد رشوان

أضف تعليق

16 − 5 =