تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف يجعلك تصيد الأخطاء سيئًا في نظر من حولك؟

كيف يجعلك تصيد الأخطاء سيئًا في نظر من حولك؟

تصيد الأخطاء من العادات التي ينتهجها البعض في التعامل مع من حوله، حيث أنه يُفكر في أن الآخرين لن يكونوا بدرجة النجاح الكافية دون أن يؤثر ذلك الأمر عليه سلبًا، ولذلك يتم الشروع في تصيد الأخطاء ومحاولة هز الصورة في الأعين.

تصيد الأخطاء

تُعتبر عادة تصيد الأخطاء من أسوأ العادات التي يُمكن أن تُبلى بها البشرية، والأسوأ من ذلك أن تكون عزيزي قارئ المقال أحد الأشخاص الذين يعانون من مثل هذه المشاكل، فمن الطبيعي أن تجد حولك من يسعون لتصيد الأخطاء ووضع العراقيل أمامك، لكن كل هذا في النهاية يمضي، لكن أن يأتي الخطأ أو العيب منك أنت وأن تُصبح طوال الوقت ساعيًا في تحقيق تلك الأمور السيئة والبحث عن أخطاء من حولك وتتشبث بها حتى تجعلهم في مكانة أقل من التي يستحقونها فهذا بكل تأكيد هو الأمر الذي يجب أن تتوقف عنه، بيد أن الوضع لا يمضي بهذه الطريقة أبدًا ومن الممكن أن تظهر طبيعة الإنسان المُعاندة في مثل هذه الظروف، ولذلك دعونا الآن نتعرف على الشيء الأهم والأكثر واقعية، وهو المتعلق بالشكل أو الكيفية التي يجعلك تصيد الأخطاء من خلالها سيئًا في نظر كل من حولك وغير مقبول أو محبوب منهم.

معنى تصيد الأخطاء

تصيد الأخطاء معنى تصيد الأخطاء

في البداية دعونا نعرف أساسًا ما هو المقصود بمصطلح تصيد الأخطاء حتى نعرف هل يُمكننا الوقوف على فكرة قيام الآخرين به من عدمه، فخلال الحديث أو الفعل من الطبيعي تمامًا أن تظهر وتقع بعض الأخطاء، هذا أمر لا يُمكن تغييره أو العبث به، بيد أن الوضع الطبيعي المنطقي عند حدوث مثل هذه الأمور أن يتم تمرير ما يحدث وعدم الوقوف عنده كثيرًا، هذا يحدث لأننا في المقام الأول والأخير نسعى لأن تكون علاقاتنا مع الآخرين علاقة جيدة ومتوازنة، لكن ما يحدث أن البعض لا يُمررون ذلك إما لمشاكل نفسية أو مشاكل في التفكير أو لحقد أو حتى لمجرد أمر فطري لا علاقة له بأي شيء على الإطلاق، المهم أن النتيجة هي الوقوف عند هنا وأخطاء الآخرين بشكل يُمكن وصفه بأنه مستفز، ليس فقط بالنسبة للشخص الذي حدث تصيد له، وإنما كذلك للآخرين الذين رصدوا الأمر، وهذا الوضع يأخذ عدة أشكال مختلفة.

أشكال تصيد الأخطاء

تصيد الأخطاء أشكال تصيد الأخطاء

كما اتفقنا، حدوث تصيد الأخطاء في عالمنا لم يعد أمرًا يحتاج إلى الكثير من الحديث والتفسير، فالأمر يحدث وتحدث كذلك المعاناة منه، لكنه عندما يحدث لا يأخذ شكلًا واحدًا أو يتحقق مع فصيل واحد، وإنما تكون له بعض الأشكال التي يُمكننا وصفها بأنها أشكال تصيد الأخطاء الدرجة وأهمها ما يحدث داخل العمل.

تصيد الأخطاء في العمل

أول مكان تتعرض فيه لعملية تصيد الأخطاء غالبًا هو العمل، وذلك ببساطة لأن العمر فرصة والكثيرين سوف ينظرون لك في هذه الفرصة وسيكون لديهم محاولات من أجل النيل منها بأي شكل من الأشكال، كما أن التنافس في العمل أمر منطقي، فأنت تحظى بدرجة معينة في العمل والكثيرون حولك يُريدون هذه الدرجة، ولذلك سوف يقومون بكل شيء من كونه استغلال الخطأ الذي تقوم به، وإذ كنا مُنصفين فإن تلك النوعية من تصيد الأخطاء تبدو للكثيرين النوعية الأكثر منطقية ومن الوارد حدوثها، وإن كان الأشخاص الذين يوصفون بها يبقون محل للوصف بالصفات التي يوصف بها أي شخص يقوم بهذا الفعل، بمعنى أن المقام الذين تتواجد فيه فكرة تصيد الأخطاء لا يشفع لهم مُطلقًا.

تصيد الأخطاء بين الزوجين

حتى الزوجين كذلك يكون بينهم شكل من أشكال تصيد الأخطاء، بل هو في الحقيقة شكل بارز وموجود بكثرة، حيث أنه حال توتر العلاقة يُريد كل طرف ألا تسير الأمور بالصورة والوضع الطبيعي وأن يبدو الوضع وكأنه ثمة شكل من أشكال المعاملة السيئة المُتعمدة، يُريد ببساطة أن يُبرر السوء الذي يقوم به تجاه الطرف الآخر، ولذلك يقوم بهذا الأمر، وهو تصيد الأخطاء، أو ربما مثلًا يكون كل شيء مُتعلق بالرغبة في حدوث المشاكل، هكذا ودون وجود أية تمهيد مُسبق، فليس مُهمًا الشكل الذي تحدث به المشاكل، المهم حدوثها في نهاية المطاف، وطبعًا نحن لسنا بحاجة لإخباركم بأن تلك العلاقات التي يحضر فيها ذلك الوضع لا تُكمل وتكون في غاية الفشل إن اكتملت وينتج عنها أُسرة ليست سوية.

تصيد الأخطاء بين الأصدقاء

لا يخفى على أحد طبعًا أنه ضمن الأشكال الواضحة تمامًا التي تحدث من خلالها عملية تصيد الأخطاء هو ذلك الشكل الذي يكون الأصدقاء طرفًا به، إذ أنه ليس هناك معيار واضح لتحديد الصداقة، وهل هي صداقة على طول الخط أم أنها ستتوقف عندما تكون هناك منافسة في الدراسة أو منافسة على أي غرض آخر بشكل عام، في النهاية تحدث الأخطاء ويبدأ أمر جلل مثل تصيد الأخطاء، وطبعًا الطرف السيئ في هذه المعادلة ليس ذلك الطرف الذي يرتكب الخطأ، وإنما من يجلس ويُخطط حتى يُمكنه تصيد ذلك الخطأ حتى وإن بدا بسيطًا، وكم من علاقة كثيرة، كانت تنم عن صداقات قوية، انتهت بسبب دخول فكرة تصيد الأخطاء بها، والنماذج في حياتنا ليس هناك أبلغ منها.

كيف يجعلك تصيد الأخطاء سيئًا؟

تصيد الأخطاء كيف يجعلك تصيد الأخطاء سيئًا؟

تصيد الأخطاء فعل سيء تقوم به عزيزي المسكين وأنت تعرف غالبًا أنه فعل خاطئ، فالأمر لا يحتاج إلى دراسة وشرح وفهم، بل هو واضح وضوح الشمس بلا أدنى شك، لكن ما يُمكن أن تكون غافله في مثل هذا الظرف أن تصيد الأخطاء يجعلك أنت الآخر سيئًا، ويظهر هذا من خلال عدة صور أو ردود فعل لذلك أهمها نفير الآخرين منك طوال الوقت.

نفير الآخرين منك طوال الوقت

أول مساوئ تصيد الأخطاء أن الآخرين حولك سوف يشرعون طوال الوقت في النفير منك والانزواء بعيدًا عنك، بمعنى أكثر دقة، لن يودوا أن يكونوا قريبين منك، وهذه في الحقيقة أمور تبدو كارثية بالنسبة للأشخاص الذين يدركون فعلًا تواجد الآخرين بالقرب منهم وكم هو أمر مهم للغاية أن يكون هناك شكل من أشكال التواصل مع بعضنا البعض، لكن عندما نبدأ في تصيد الأخطاء فمن الطبيعي تمامًا أن يختفي ذلك المبدأ تمامًا ويكون كل شيء عبارة عن تحاشي وتفادي، فلا أحد يرغب أبدًا في إقامة صراع مع الآخرين لأي سببٍ كان وبأي شكل، بل والأدهى من ذلك أنه حتى لو كانت تلك الأخطاء فجة ومن الطبيعي تصيدها فإن الأمر سوف يبدو كذلك مؤلمًا وله تأثير سلبي لا يُمكن أبدًا تحاشيه، وهذا هو الويل والعقاب الأول لهذا الأمر.

الامتناع عن الحديث معك

الأكبر من التجنب ألا يتجنبك الآخرين لكنهم في نفس لا يُحاولون الاحتكاك بك بأي شكل من الأشكال، وهذا الأمر يحدث عندما يجلسون بجوارك بصورة طبيعية لكنهم يتفادون توجيه أي حديث لك في أي موضوع من المواضيع، فقط كل ما يرغبون به أن يمضي الأمر بسلام ودون أدنى مشاكل معك، ببساطة هم لا يخافون منك، وإنما فقط لا يُريدونك ولا يرغبون في تواجدك بحياتهم بأي شكل ممكن، ولو فكرت في الأمر فستجده أكثر إيلامًا، فما أسوأ أن تكون محبًا لشخص وهذا الشخص مُحبًا لك لكنه لا يرغب في أن يفتح أي حوار معك لأنه يعرف العاقبة السيئة لذلك الأمر، فقط فكر جيدًا وستجد أنك ستُلاقي عقابًا نفسيًا يبدو كبيرًا، والطرف الآخر أيضًا سوف يُعاني لكن بدرجة أقل منك.

أخذ فكرة سيئة عنك

فوق كل ما سبق ذكره فإن الخطر الأكبر، إن جاز الوصف، هو خطر الفكرة، والفكرة تنتشر انتشار النار في الحطب، بمعنى أدق، عندما تشرع في تصيد الأخطاء للأصدقاء والأهل فسوف يكون معروفًا عنك أنك شخص ليس جيد وليس من المناسب التحدث معه أو التحدث أمامه، ومن هنا سيبدأ اللجوء إلى تشويه سمعتك بما هو حق فعلًا وموجود، ولن يكون الغرض من هذا التشويه مجرد التشويه طبعًا، وإنما سيكون الأمر بمثابة تحذير وتوضيح للآخرين حتى لا يتعرضوا للسوء الذي تعرضوا به منك، وبالتالي ستعود الفكرة السابقة، وهي كونك مكروه ويحاول الجميع الابتعاد عنك، فلماذا تفعل ما يجعلك تصل لهذه النتيجة أي تُرى؟ الأمر لا يستحق بكل تأكيد.

محاولة تصيد الأخطاء لك

عندما تُقام كل المحاولات فإن الشيء المنطقي حدوثه بعد مرحلة تصيد الأخطاء للآخرين أن يبدأ الآخرين أنفسهم في تصيد الأخطاء لك بنفس الشكل وبنفس الكيفية دون وضع أي اعتبار لك أو لأي شيء بشكل عام، فالأمر وما فيه أنك قد تجاوزت الخطوط الحمراء وبات الرد المنطقي عليك متعلق بإذاقتك من نفس الكأس، هكذا سوف تشعر بالأمر، تحديدًا في اللحظة التي ترتكب فيها خطأ بسيط وتعتقد أنه من المفترض أن يمر مرور الكرام، ثم تجد من يقف عنده بل ويقوم بإبرازه والتركيز عليه حتى تتأذى منه وتُدرك أن ما يجري لك ما هو إلا انعكاس ورد فعل لما أقدمت عليه آنفًا، هكذا يحدث الأمر باختصار شديد.

ختامًا عزيزي القارئ، فكرة تصيد الأخطاء مهما كان الشكل الذي ستأخذه والنهج الذي سيُنتهج من أجلها لا تزال فكرة خاطئة ومن الأفضل تجنبها قدر الإمكان.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

سبعة + 19 =