تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تتعامل مع الشخص الوصولي الذي لا يهتم إلا بأهدافه الضيقة؟

كيف تتعامل مع الشخص الوصولي الذي لا يهتم إلا بأهدافه الضيقة؟

الشخص الوصولي هو أحد أنماط الشخصيات التي تتواجد في الكثير من المجتمعات بشكلٍ أساسي وتظهر في مجال العمل بصورة جلية، بل ويؤثر في حياة الآخرين بالسلب سواءً كانوا زملاء العمل أو في محيط الأسرة، إليكم بالتفصيل كيفية التعامل معه.

الشخص الوصولي

الشخص الوصولي أو الانتهازي هو شخص متواجد بصورة مُتكررة في الكثير من الدوائر الاجتماعية فقد تجده أخ أو شريك حياة بل وصديق لك أو زميل دراسة ورئيس العمل أيضًا، فهو نمط شائع في الكثير من المجتمعات يهدف دوماً إلى تحقيق غايته وأهدافه بمُختلف الطرق سواءً كانت مشروعة أو غير مشروعة مما يُسبب الأذى للكثير من المحيطين به، ويؤثر على تطور المجتمع، ولذلك دعونا نتعمق في تلك الشخصية ونبحث عن مواصفاتها والأسباب التي دفعتها إلى ذلك مع طرق التعامل الصحيح معه وذلك في السطور التالية، فتابعونا.

تعريف الشخص الوصولي

الشخص الوصولي تعريف الشخص الوصولي

يُمكننا وصف الشخص الوصولي على لسان الكاتب الإيطالي الشهير نيكولو ماكيافيلي الذي ذكر في كتابه عن وصفات الشخصيات أن ” الغاية تبرر الوسيلة” هو هدف كل شخصية وصولية تهدف دوماً إلى تحقيق طموحها بطرق غير شرعية بعيدة كل البعد عن الأخلاق والقيم والمبادئ التي يجب أن تنغرس في نفوس الكثير من الأشخاص، حيث إنه يضع النجاح نصب عينيه والوصول إلى مقاليد الحكم سواءً في مجال العمل أو محيط الأسرة بل ومع الأصدقاء مهما كلفه الأمر، حتى ولو كان ذلك يؤذي الآخرين من حوله ويُسبب لهم مشاكل نفسية أو مادية أو اجتماعية فيما بعد، وقد أشار بعض العلماء أن ذلك السلوك الغير سوي يدفع الإنسان إلى الخيانة أو السرقة والغش ومختلف الرذائل الأخرى لكي يُحقق ما يصبو إليه بدون أن يمنعه ضميره من ذلك، بل على العكس يشعر بشيء ما داخله يدفعه لذلك ويبرر لنفسه دوماً تلك الأفعال لكي يقنع الآخرين بها إذا ما تم توجيه أي لوم أو نقد

أسباب ظهور الشخصية الوصولية

يُمكن اعتبار الأسرة أو البيئة التي نشأ بها الفرد هي العامل الأول في تكوين شخصية وبناء ثقافته ووعيه المجتمعي وغرس القيم والأخلاق في نفسه، ولذلك فإن أول الأسباب التي تجعل من البعض شخصية وصولية هي ظروف التربية الخاطئة التي جعلته يفتقر إلى الثقة بالنفس من خلال توجيه النقد واللوم بصورة دائمة والتحقير من إنجازات الطفل وعدم إشباع ابسط غرائزه في الحصول على المدح والثناء والتقدير من جمهوره الأول وهما الأب والأم، مما يدفعه إلى تحقيق إنجازات ضخمة ولكن بطرق غير شريفة لكي يُثبت لنفسه دوماً العكس، فضلاً عن الشعور بالدونية والرفض من قبل بعض الأصدقاء أو زملاء الدراسة في الصغر بسبب التنمر أو الغيرة الشديدة مما تؤدي إلى تكوين طاقات سلبية تظل كامنة في نفس الطفل ويعمل على إخراجها بعدة صور مختلفة تتمثل في تحقيق نجاحات كبيرة بأي طريقة كانت مما تجعل الشخص الوصولي يتعمد أذية الآخرين لكي يُثبت ذاته، كذلك بسبب قيام بعض الآباء أو الأمهات بمعاقبة أبنائهم على خطأ ما لفترات طويلة والتذكير دوماً به مما يحطم من قدراته العقلية والنفسية ويشعر بالخزي وفقد الثقة بالنفس.

صفات الشخص الوصولي

تُعدّ الأنانية أول الصفات التي يتسم بها الشخص الوصولي حيث تظهر في كافة معاملاته واختياراته في الحياة، فهو يُكرس حياته بالكامل من أجل تحقيق نجاحاته وأهدافه بطريقة غير شرعية أو بدون الاكتراث بمشاعر الآخرين، حيث أن تحقيق الأهداف والتطور شيء سامي للغاية ولكنه يُصبح فعل مشين إذا اقترن ببعض الأحقاد وتحقيق الغايات على حساب الغير، أيضًا يعد التملق أو النفاق ضمن أبرز سمات الشخصية الوصولية حيث يمدح دوماً الرؤساء أو المدراء في العمل أو أي شخص آخر أعلى منه في المكانة لكي يشعر بأهميته حيث يستمد ثقته بنفسه من آراء الآخرين، فضلاً عن الاعتماد على ابتزاز الشخصيات الضعيفة عاطفياً من أجل الحصول على منفعة ما أو التقرب لشخص آخر يُساعده على تولي بعض المناصب ولذلك كثيرًا ما نجد أن تلك الشخصية الوصولية مُحاطة دوماً بأشخاص معدومي الثقة بالنفس وليس لديهم أي طموح أو أهداف لكي يُساعده ذلك على الشعور بمكانته وفرض سيطرته الكاملة عليهم، وغالباً ما نجد ذلك الشخص مهتم بمظهره الخارجي بصورة مُبالغ بها ويقتني أفخم الماركات من أجل التفاخر فقط والشعور بالثقة ويتحدث دوماً عن إنجازاته الواهية التي وصل إليها عن طريق الغش والتدليس والخداع.

التعامل مع الشخص الوصولي

هنا نأتي إلى مربط الفرس ونتحدث عن النقطة الأكثر أهمية وهي كيف يُمكننا التعامل مع الشخص الوصولي المتواجد في محيط العمل أو يكون شخص ذو سلطة مثل الزوج أو الأب؟ حيث يشير الكثير من علماء النفس إنه يفضل دوماً الابتعاد عن تلك الشخصية قدر الإمكان حيث يؤثر الاضطراب النفسي بداخله على المحيطين ويبدأ لفي السيطرة أو التأثير على أفكارك ومعتقداتك بل ويبدأ في سلب الأفكار الفريدة الخاص بك وينسبها إلى نفسه، ولكن إذا لزم الأمر يجب أن يتم دوماً التحلي بالهدوء والصبر وعدم توجيه اللوم أو النقد إليه حتى ولو على نطاق ضيق لكي لا يعمل على مهاجمتك ومحاربتك فيما بعد، كذلك يجب أن يتم التصريح دوماً أمام عدد كبير من الأشخاص بما فيهم تلك الشخصية عن أهدافك المستقبلية لكي لا يجرؤ على سرقتها منك، وإذا كان الشخص ذو سلطة مثل الزوج يُمكنك سيدتي سرد بعض القصص الواهية التي تُخبري بها زوجك مدى سوء علاقة إحدى الصديقات مع زوجها بسبب فرض سيطرته أو كبت حريتها وتذمرها ورغبتها في الانفصال لكي يتم إرسال بعض الرسائل الغير مباشرة له لكي يتغير.

الصديق الانتهازي

الشخص الوصولي الصديق الانتهازي

أما عن طرق التعامل مع الشخص الوصولي القريب منك مثل الأخ أو الصديق الانتهازي يُفضل أن يتم الابتعاد عن النقد تماماً وتوجيه الاتهام بحيث تجعله ينفر منك ويتمادى في أفعاله المُشينة، مع إعطاؤه شعور الثقة الكاملة ولكن بدون التصريح أو الإدلاء بأي معلومات خاصة بك مع ضرب عدد من الأمثلة بين الحين والآخر لأشخاص آخرين يمتلكوا بعض الصفات السيئة ومدى تأثيرها السلبي على النفس مثل قصص الخيانة أو السرقة وكذلك الغش، وفي حال عدم استجابة الشخص لتلك القصص يتم البدء في توجيه بعض الرسائل المباشرة وخلق لغة حوار مشتركة وذلك من خلال ذكر كافة محاسن الطرف الآخر ومختلف المواقف والذكريات التي تجمع بينكم ومن ثم يتم الحديث عن بعض العيوب أو الأفعال التي تصدر منه تُسبب حدوث فجوة أو شرخ في العلاقة، مع تقديم بعض الهدايا أو المكافآت إذا لزم الأمر والمدح بصورة دائمة على الأفعال الحسنة التي يقوم بها لكي تزداد وتكثر ويستعيد من خلالها ثقته بنفسه من جديد.

في النهاية نكون قد قدمنا لكم في مقال شامل ومفصل كل ما يتعلق بصفات الشخص الوصولي سواءً من حيث التعريف أو الأسباب التي دفعته لذلك مع شرح سمات تلك الشخصية وطرق التعامل الصحيح معها سواءً كانوا زملاء في العمل أو أحد أفراد الأسرة وكذلك الأصدقاء المقربين، لكي يُسهل التعامل معهم وتفادي حدوث أي آثار سلبية على النفس.

حنين محمد

أضف تعليق

2 × 5 =