تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » الأعمال » تجارة المخدرات : كيف تدر تجارة المخدرات البلايين على أصحابها ؟

تجارة المخدرات : كيف تدر تجارة المخدرات البلايين على أصحابها ؟

تتربع تجارة المخدرات على رأس أنواع التجارات غير الشرعية في العالم، نستعرض تاريخ تجارة المخدرات وكيفية تحقيقها البلايين لأصحابها من المجرمين.

تجارة المخدرات

بلايين الدولارات تحققها تجارة المخدرات لأصحابها سنويًا على مستوى العالم، نتيجة هذه التجارة الغير مشروعة التي باتت تساهم بنسبة كبيرة في حجم مبيعات وأرباح كثير من الأشخاص والعصابات المنتشرة في دول العالم حاليًا، وعلى مستوى دول الاتحاد الأوروبي فقد شهدت هذه التجارة روجًا كبيرًا خلال السنوات الماضية وهو ما جعل عدد كبير من المنظمات والجهات في أوروبا تشير إلى أن مواطني الاتحاد الأوروبي ينفقون أكثر من 24 بليون يورو سنوياً، وذلك لشراء المخدرات بكل أنواعها، ويعد هذا الرقم مخيفًا للغاية بسبب نموه سنويًا بطريقة ملفتة للنظر، وقد تسبب الانتشار الكبير للمخدرات والعصابات التي تروج لها عالميًا في تدمير أجيال كاملة جراء التأثير المدمر لها على صحة الإنسان، ويصف الكثير بيع المخدرات بمختلف أنواعه بأنه التجارة الأربح والأكثر رواجًا ليس في أوروبا فقد بل في مختلف دول العالم، والتي باتت تسهم في بعض الدول بنحو 0.6% من إجمالي الناتج القومي من هذه الدول، الأمر الذي يعد مؤشرًا كبيرًا حول إجمالي الأرباح التي تحققها عصابات الاتجار بالمواد المخدرة حول العالم.

أسباب انتشار تجارة المخدرات

جني الأرباح

منذ قرون طويلة وبدأ انتشار تجارة المخدرات يتزايد ويتضاعف بشكل ملفت، وهو الأمر الذي يعد ناجمًا عن الرغبة الجامحة لدى التجار والعصابات حول العالم في مضاعفة أرباحهم والمليارات التي يجنوها من بيع كافة أنواع المخدرات، وتشير العديد من الإحصائيات إلى أن المليارات التي يجنوها التجار حول العالم تُنفق الحكومات مبالغ مماثلة لها للقضاء على الآثار الناجمة عن هذه التجار سواء من خلال المهام الكبيرة التي تقوم بها حكومات دول العالم لمكافحة انتشارها أكثر من ذلك، أو لعلاج مدني المخدرات أو لسبب آخر يتعلق بمكافحة الجرائم التي يرتكبها مدمني المخدرات، وبالرغم من المحاولات الحثيثة التي تقوم بها القوات الأمنية حول العالم للحد من انتشار هذه التجارة إلى أن قوة هذه العصابات وانتشارها وتشعبها داخل المجتمعات تجعل من الصعب السيطرة والقبض على رؤساء هذه العصابات، وربما اتجاه فئات كبيرة من المجتمع إلى إدمان وتناول المخدرات بمختلف أنواها قد زاد من انتشار هذه التجارة وبالتالي تحقيق مليارات الدولارات لهذه العصابات .

فرض النفوذ

يعد فرض النفوذ من العوامل التي زادت من رغبة تجار المخدرات حول العالم في التوسع بشكل كبير وعلى نطاق واسع قد يدفعهم إلى التوغل في مجتمعات عديدة لزيادة قوتهم وفرض نفوذهم حتى يصبحوا قوة لا يستهان بها ويصعب السيطرة عليهم داخل الدول التي يروجون كافة أنواع المواد المخدرة بها، وفي سبيل ذلك تحاول الأجهزة الأمنية بشتى الطرق إلى السيطرة وفرض نفوذها بقوة داخل نطاق الدولة لمنع انتشار المخدرات، خاصة وأن انتشار هذه التجارة يتزايد بصورة كثيفة بين الشباب في المراحل العمرية الصغيرة والتي يسهل عن طريق هذه الفئة العمرية الترويح لمختلف أنواع المواد المخدرة، وبالرغم من محاولات الأجهزة الأمنية والحكومات على مستوى دول العالم إلا أن هذه العصابات تتزايد شوكتهم بشكل مستمر حول العالم بدعم من الفئات التي تحصل على جرعات كبيرة وبشكل دائم وبالتالي أخذ تلك العصابات قوتها من التوسع والانتشار الكبير الذي باتت تفرضه في مختلف الدول العالمية.

ارتفاع أعداد المدمنين

بالرغم من التأثيرات السلبية الكبيرة للمخدرات على النواحي الاقتصادية والصحية والاجتماعية بالنسبة للأشخاص متناولي العقاقير والمواد المخدرة، إلا أن ارتفاع أعداد المدمنين في تنامي مستمر، خاصة وأن معدلات بيع كل من الحشيش والهيروين والكوكايين تعد مرتفعة للغاية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو ما تسبب في تحقيق مكاسب ضخمة لعصابات المواد المخدرة؛ وبالتالي تزايد انتشارها وتأثيرها السلبي على المجتمع، الأمر الذي يرفع من تداعيات التأثيرات ثقيلة المعيار على مختلف دول العالم، ووفقًا للعديد من الدراسات والتقارير الأمنية فإن أعدد مدمني المخدرات حول العالم باتت أكثر توسعًا وانتشارًا خلال العقدين الماضيين، وهو ما تسبب في كم هائل من الأخطار والأضرار والمآسي التي تحدق بالشعوب، وتهدد استقرارها وأمنها وسلامتها بشكل متزايد.

المكاسب السنوية لتجارة المخدرات

على مدار العقود الماضية تضاعفت بشكل كبير مكاسب تجارة المخدرات على المستوى العالمي، وهو ما تم ملاحظته من خلال إجمالي المكاسب السنوية التي أشارت إليها العديد من الجهات والمؤسسات العالمية حول وصول إجمالي مكاسب تجارة المخدرات لما يتجاوز حاجز الـ 500 مليار دولار سنويًا، وهو ما يعد رقمًا مخيفًا بالنسبة لاقتصاديات العديد من الدول التي تضطر لإنفاق مبالغ مضاعفة للقضاء على الأخطار والأضرار الناجمة عن استهلاكات المواد المخدرة على مختلف النواحي الصحية والاقتصادية، وأيضًا لمكافحة الجرائم والعمليات الإجرامية التي تقع من جانب الأشخاص، وقد ساهمت هذه المكاسب الضخمة في زيادة قوة ونفوذ تجار المواد المخدرة على مستوى لعالم بشكل كبير، ونتيجة لذلك فقد بدأت العديد من الدول العربية تدرك خطورة هذه التجارة وهو ما تسبب في استصدار الاستراتيجية العربية لمجابهة الاستعمال الغير مشروع للعقاقير والمواد المخدرة في عام 1986، كمحاولة جادة من الدول العربية للحد من التأثيرات الخطيرة لهذه المواد المخدرة، ونتيجة لذلك فقد طالبت الاستراتيجية العربية بضرورة إنشاء إدارة تكون متخصصة في المقام الأول في مكافحة المخدرات داخل الوطن العربي، وتوعية الأجيال الحالية بالمفاهيم السوية التي تُحرم هذه التجارة وتجرمها وفقا للدستور والقانون.

أبرز دول العالم في تجارة المخدرات

أفغانستان

تعد أفغانستان واحدة من كبريات الدول العالمية التي تزايدت زراعة المخدرات بها بطريقة كبيرة وهو ما ساعد في ارتفاع وتيرة الإتجار بالمواد المخدرة هناك، فمنذ عام 2001، وقد بدأ التوسع يزداد في هذه التجارة إلى أن وصل الأمر إلى حد توجيه بعض الاتهامات إلى الحكومة الأفغانية بأنها هي من تحمي تجارة الأفيون، وهو ما كان له بالغ الأثر في تشجيع زراعة المخدرات في مناطق عديدة بأفغانستان وبالتالي ارتفاع إجمالي صادرات أفغانستان من الهيروين والأفيون إلى نحو 50% من ناتج الدولة القومي، وارتفاع مستوى معيشة عدد كبير من ساكني المناطق المزدهرة بزراع وتجارة المواد المخدرة، ونتيجة للتوسع الكبير في تجارة المخدرات هناك فقد اتخذت الحكومة الأفغانية مجموعة من الإجراءات لعلاج مدمني المواد المخدرة من خلال التوسع في إنشاء عدد من مراكز مكافحة الإدمان في شتى أرجاء البلاد.

إيران

إيران حاليًا واحدة من أكثر الدول في العالم من حيث شراء وإنتاج المواد المخدرة، فبالرغم من اعتبارها أحد أكبر منتجي الهيروين على المستوى العالمي إلا أنها أكبر مشتري للأفيون من أفغانستان أيضًا، وخلال الفترات الماضية أشار البعض إلى أن إيران تحولت إلى منفذ رئيسي لتهريب المواد المخدرة إلى الدول العربية وتركيا أيضًا، حيث ساهمت تهريبات إيران للمواد المخدرة إلى منطقة الخليج في ارتفاع أعداد مدمني الهيروين والأفيون بالمنطقة.

المكسيك

من بين الدول التي توسعت كثيرًا في عمليات بيع وتجارة المواد المخدرة حول العالم هي المكسيك، التي تعد أحد أكبر مُصدر للماريجوانا حول العالم، لذا تواجه الحكومة المكسيكية مخاطر عديدة نتيجة الانتشار المكثف لتجارة المخدرات في كافة أرجاء الدولة.

المكاسب الهائلة التي يحصل عليها تجار المخدرات حول العالم، نتيجة بيع وتصدير كميات كبيرة من المواد والعقاقير المخدرة لعدد كبير من المدمنين حول العالم، زاد بدرجة كبيرة من هيمنة ونفوذ تجار وعصابات المخدرات على مستوى العالم، وهو ما تسبب في تفاقم الإشكاليات والمخاطر الناجمة عن هذا التوسع العنيف في بيع المخدرات، لذا تحاول العديد من الحكومات والأجهزة الأمنية حول العالم القضاء نهائيًا على هذه التجارة وآثارها الضارة على المجتمع واقتلاع جذورها من كافة أرباع البلاد.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

10 + 19 =