تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » الأعمال » الهوية الشخصية : كيف يمكنك صناعة هويتك الشخصية والتسويق لذاتك؟

الهوية الشخصية : كيف يمكنك صناعة هويتك الشخصية والتسويق لذاتك؟

صناعة الهوية الشخصية أحد أهم عوامل النجاح في الحياة العملية، وصناعة هوية مميزة تمكنك من تسويق نفسك لدى الآخرين عمل يحتاج إلى بعض التوجيهات التي نسردها هنا.

الهوية الشخصية

الهوية الشخصية من الأمور التي نحتاج إليها جميعًا من أجل التسويق لأنفسنا بين الآخرين، فعندما نفعل ذلك، فإن ما نقوم به بمثابة صناعة علامة تجارية شخصية لأنفسنا، وبالتالي يمكن لنا أن نصبح أشخاص يعرفهم الناس من حولهم، وكلما سنحت الفرصة للعمل، فإنهم سيتذكروننا في المقام الأول ما دام العمل يطابق مواصفاتنا الشخصية. وتوجد العديد من النماذج التي تخبرنا عن كيفية صناعة الهوية الشخصية بأفضل شكل ممكن، مما يسمح لنا بجعل الأمر واقعًا نحياه، وليس فقط كلام نكتبه على الأوراق دون أن ينفعنا. ونحن سنتحدث في هذا المقال عن أحد هذه النماذج، وعن كيفية كتابته بالشكل الصحيح، وكذلك كيفية استخدامه في التسويق لأنفسنا بأفضل صورة ممكنة.

دليلك إلى الحصول على الهوية الشخصية المميزة

الاحتياج إلى صناعة الهوية الشخصية

كما ذكرنا في مقدمة المقال، فإن السبب الرئيسي الذي يدفعنا إلى صناعة الهوية الشخصية هو محاولة التسويق لأنفسنا بين الآخرين. ذلك الأمر الذي يمكن أن يعطينا الفرصة من أجل النجاح في العديد من الأعمال.

عندما تنظر إلى العالم من حولك، سوف تجد أن هناك العديد من الأشخاص الذين يؤدون العديد من المهام، لكن قلة هم من نعرفهم بأسمائهم، والسبب في ذلك أن هؤلاء يملكون مواصفات خاصة، ويقدمون بعض الأشياء التي لا يمكن لسواهم تقديمها.

كذلك فإنه قد يحدث أنه عندما نفكر في عملٍ معين، فإننا نفكر في أشخاصٍ بعينهم، ذلك لأنهم نجحوا في أن يصنعوا لأنفسهم تميزًا في هذا العمل، ومن ثم صار يقترن بذكرهم عندما نتحدث عنه.

كل هذه الأشياء تخبرنا عن أهمية صناعة الهوية الشخصية لكل منا، وكيف أنها من الممكن أن تمنحنا امتيازات متعددة يمكن لنا الاستفادة منها في الحصول على عمل، وأيضًا الحصول على مكانة متميزة بين الناس.

فكرة عامة عن النموذج

يتكون هذا النموذج من تسع خانات، كل منها يتحدث عن نقطة محددة. سوف تجد أن هذه النقاط ترتبط ببعضها ارتباطًا وثيقًا، وذلك بسبب أن كل واحدة من هؤلاء تؤدي إلى الأخرى. لذلك عليك أن تكون حريصًا على كتابة هذه النقاط بأمانة شديدة.

حيث أن البعض يظن أنه ما دام يسعى إلى صناعة الهوية الشخصية لذاته، فإنه يمكن له أن يدّعي أشياءً غير موجودة لديه في الأساس، وهذا الأمر يخالف الأخلاق ويعتبر كذب على الآخرين. كما أنه شيء قابل للاكتشاف في وقتٍ لاحق، لذلك فالفائدة منه ليست كبيرة.

النقاط في النموذج ترتبط ببعض، لكن لا يعني ذلك أنه يجب علينا كتابتها بترتيب معين، فالأمر يعود إليك وإلى رغبتك في الكتابة، لكن ستلاحظ أن اكتمال هذه العناصر يؤكد على الهوية الشخصية الخاصة بك.

كذلك ليس ضروريًا أن يطّلع الجميع على النموذج الخاص بك كاملًا، بل إنك تختار ما تريد عرضه من هذه النقاط بناءً على طبيعة الأمر الذي تسعى إليه، فأحيانًا قد تحتاج إلى إرسال كل البيانات، وأحيانًا ستختار نقاطًا محددة بعينها، لأنها تخدم فرصتك.

في النهاية ركّز دائمًا على أن تذكر الأشياء التي يمكنها أن تفيدك بالفعل، ولكن كما اتفقنا يجب أن تكون صفات واقعية موجودة لديك حقًا.

من أنت؟

النقطة الأولى التي يجب عليك أن تجيب عنها في نموذج صناعة الهوية الشخصية لذاتك، هي النقطة التي ترتبط بالبيانات الخاصة بك.

تخيّل أن هذه النقطة هي حصيلة البطاقة الشخصية الخاصة بك، وبالتالي عليك أن تذكر كل البيانات مثل: الاسم، العمر، تاريخ الميلاد، الوظيفة، التعليم، …إلخ.

أيضًا يمكنك أن تذكر اهتماماتك الشخصية، القيم التي تؤمن بها، والأشياء التي أنت شغوف بها، وختامًا رؤيتك في الحياة.

ما الأشياء التي يمكنك أن تفعلها؟

في هذا الجزء من نموذج صناعة الهوية الشخصية سوف نتحدث عن الأشياء التي يمكنك أن تفعلها، تحديدًا الخدمات التي تجيدها.

مثلًا لو كنت تعمل في مجال الموارد البشرية، فأنت يمكنك تقديم خدمات: الاستقطاب، التدريب، التقييم. باعتبار هذه الأشياء من الوظائف التي يقوم بها فرد الموارد البشرية.

فإن كانت الخدمات التي تقدمها، ترتبط بشكل أساسي برؤيتك وشغفك واهتماماتك الشخصية، فهذا الأمر في صالحك بالتأكيد، لأنه يعني أنك تضع نفسك في إطار معين تسعى إليه، وبالتالي فهو الطريق الصحيح لأن تجعل من نفسك شخصيًا متميزًا عن الآخرين.

لماذا سوف يصدق الناس أنك تجيد فعل هذه الأشياء؟

هذا هو الجزء الثالث من نموذج صناعة الهوية الشخصية وهو استكمالًا لما ذكرته في النقطة الماضية. يمكن لأي شخص أن يدّعي أنه يجيد فعل العديد من الأشياء، لكن ما الدليل على ذلك؟ أو ما الذي يمكنه أن يجعل حديث هذا الشخص صادقًا؟ ما الأشياء التي سوف تقدمها لتدعم ما ذكرته؟

هذه الأسئلة يمكننا أن نجيب عليها بسهولة، وهي أنه يمكنك ببساطة أن تعتمد على تقديم السيرة الذاتية الخاصة بك، أي أعمال سابقة قمت بتنفيذها، الشهادات التي تملكها، أو التدريبات التي حصلت عليها، أو الأنشطة التي شاركت بها من قبل. إذا فعلت ذلك، فأنت تقدم ما يجعل من كلامك حقيقة قابلة للتصديق.

هذه النقاط الثلاثة من نموذج صناعة الهوية الشخصية تتحدث عن عنصر واحد، وهو أنت بصفتك الشخص الذي يسعى إلى صنع هويته الخاصة. النقاط الأربع التالية، سوف نركز فيها على الحديث عن العنصر الثاني، الجمهور الذي تريد أن تقوم بتقديم نفسك إليه.

ما هي الأشياء التي تميزك؟

الجزء الرابع من نموذج صناعة الهوية الشخصية سوف يبدأ بالحديث عن المتلقي كما ذكرنا. وهنا يجب عليك أن تذكر المميزات التي تملكها، والتي سوف تساعد جمهورك في تحقيق أهدافه.

على سبيل المثال ما ذكرناه عن كونك فرد يمارس إدارة الموارد البشرية، فأنت سوف تقدم خدمة الاستقطاب تحديدًا، لأنك تعرف بأن جمهورك يحتاج إلى هذه الخدمة. ليس ذلك فقط، بل إنك ستكون قادرًا على أن تفعل ذلك بالجودة المطلوبة، وبالتالي سوف ترضي الاحتياجات الموجودة لديهم بأفضل شكل ممكن.

هذا الجزء قد يكون هو الأهم في نموذج صناعة الهوية الشخصية من بين جميع النقاط الأخرى، لأنه ببساطة يمثل القيمة الحقيقية التي يمكنك تقديمها، وهي المحور الأساسي الذي يبحث عنه جمهورك، ويسعى إلى الحصول عليه. بناءً على ذلك، سوف يهتم جدًا بكل النقاط الأخرى الموجودة في النموذج.

لماذا أنت الخيار الأفضل في هذه الأشياء؟

هذا هو الجزء الخامس من نموذج صناعة الهوية الشخصية وهو يتعلق بنقطة هامة، وهي كيف تريد أن يراك جمهورك بالتحديد. فأنت ذكرت في النقطة الماضية أنك تجيد فعل مهمة معينة، بالقيمة التي يحتاج إليها جمهورك في الواقع. لكن ما الذي سوف يدفعهم إلى تصديقك؟

لذلك توجد هذه النقطة هنا، وهي أنك تقدم الأدلة التي تريدها، والتي من شأنها أن تجعل جمهورك يعتقد حقًا أنك شخص مميز يمكنهم الاعتماد عليه في تنفيذ ما يريدونه بالتحديد.

كيف يمكن للآخرين أن يعرفوك؟ وما هي الجهات التي يهمك أن تعرفك؟

وصلنا الآن إلى الجزأين السادس والسابع من نموذج صناعة الهوية الشخصية الخاص بك، حيث يمكننا الحديث الآن عن الجمهور الذي تريده أن يعرفك، وكيف يمكنك أن تصل إليه كما تريد.

في الغالب نحن لا نسعى إلى الوصول إلى كل الجمهور الموجود من حولنا، بل قد يكون لنا جمهور محدد نسعى لإعلان ذاتنا معه. وبناءً على اختيار هذا الجمهور، سوف نبدأ في تحديد القناة اللازمة التي يمكننا استخدامها من أجل الوصول إليه.

من الوسائل التي يمكن استخدامها في الوقت الحالي هي مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما موقع لينكد إن المخصص للتواصل الخاص بالعمل، ولذلك يمكنك أن تجد على هذا الموقع أن الأشخاص يسعون دائمًا إلى أن تكون الهوية الشخصية لكل منهم واضحة جدًا. فإن كانت هذه وسيلتك فاحرص على أن تظهر بشكل احترافي عليها، حتى يمكنك أن تصل إلى من تريد من جمهورك.

ما الذي تحتاج إليه لتسويق ذاتك؟ ما الذي حصلت عليه من فعل ذلك؟

يتحدث هذين الجزأين من نموذج صناعة الهوية الشخصية عن عنصر هام، وهو الأشياء التي يجب أن تفعلها حتى تتمكن من تسويق ذاتك بشكل صحيح.

فعلى الأغلب نحن دائمًا نحتاج إلى تطوير أنفسنا حتى نصل إلى ما نريده، ببساطة أنت لن تتقن إجراء المقابلات الشخصية مع المتقدمين إلا بالتجربة أكثر من مرة، وبالقراءة والبحث في هذا المجال.

لذلك أحيانًا قد نجد أنه تنقصنا بعض الأشياء حتى تكتمل الهوية الشخصية الخاصة بنا، وذلك ما يوفره لنا هذا الجزء من النموذج.

أما إجابة السؤال الثاني فهو بمثابة نقاشنا الشخصي مع أنفسنا حول النتائج التي حصلنا عليها من محاولة تطوير أنفسنا، بحيث نرى إن كنا على الطريق الصحيح أو لا.

نصائح عامة بخصوص نموذج صناعة الهوية الشخصية

الآن انتهينا من عرض كل أجزاء نموذج صناعة الهوية الشخصية الخاص بك، لكن لا تزال هناك بعض النصائح حول إعداد النموذج بالشكل السليم.

عليك أن تدرك أن الغرض الأساسي من هذا النموذج هو إظهارك بأفضل صورة ممكنة، وليس ذلك فقط، لكن صورة تجعل منك شخصًا فريدًا ومختلفًا عن غيره من الأشخاص.

وبالتالي طوال كتابتك لجميع البيانات الخاصة بالنموذج، عليك أن تهتم بإبراز الأشياء التي تعتقد أنها تميزك أنت حقًا دون غيرك. كما أنه من الجيد بالنسبة لك أن تحاول الظهور بشخصيتك الحقيقية، وألا تسعى لأن تكون مثل أحد من الناس من حولك. فأنت تبحث عن شيء يميزك أنت، لا يجعلك نسخة من غيرك.

شيء آخر مهم بخصوص نموذج صناعة الهوية الشخصية ألا وهو التجديد، فالبعض قد يظن أنه طالما كتب النموذج مرة، فهو لا يحتاج إلى تعديله مرة أخرى. والحق أنه يجب عليك أن تقوم بإجراء تعديلات على النموذج بصفة دورية، لا سيما ونحن نتغير دائمًا، ونكتسب مهارات جديدة ونخوض تجارب مختلفة في حياتنا، وهذا بالتأكيد سينعكس على المعلومات التي قمت بكتابتها في النموذج.

لذلك يجب ألا يكتسب نموذجك حالة من الجمود أبدًا، بل إنه يجب عليك تطويره بشكل مستمر ليتناسب مع واقعك الذي تحياه.

ختامًا حاول أن تجعل الهوية الشخصية التي تريدها أسلوب حياة بالنسبة لك، فإن كنت تريد العمل في مجال الموارد البشرية، اجعل الجميع يدرك ذلك من خلال أحاديثك المستمرة عن الموضوع، كلما سنحت لك الفرصة بالتأكيد. فهذا الأمر هو أكثر شيء يمكنه أن يساعدك في اكتساب الهوية التي تريدها.

تذكر دائمًا أن الهوية الشخصية شيء مفيد جدًا لك، سواءً في حياتك الشخصية، أو في حياتك العملية. وبالتالي اهتمامك بالأمر، سوف يعني أنك تضمن لنفسك فرصًا متميزة، وكذلك قد يساعدك على اكتساب مكانة عالية في الشيء الذي تحبه، لذلك جهّز نموذج بالشكل الملائم، واصنع هويتك التي تحلم بها.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

9 − سبعة =