كيف يعتبر بروتين الصويا بديلاً صحيًا لممارسي كمال الأجسام؟

بتضمين بروتين الصويا في النظام الغذائي يحصل الجسم على العديد من الفوائد، فهو يساهم في اكتسابه لعدد هائل من العناصر الغذائية الهامة، فبجانب البروتينات يحصل الجسم على الحديد والماغنسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك، بالإضافة إلى الألياف الغذائية والكربوهيدرات والدهون الصحية المشبعة، وبعض الفيتامينات كفيتامين ج وفيتامين د وفيتامين هـ، ويتم استخلاص هذا البروتين من فول الصويا والذي يعرف بفوائده العظيمة، ولعل من أشهرها استخدامه في مجال كمال الأجسام وعلاج النحافة، هذا إلى جانب أهميته للجلد والشعر ولتعزيز الصحة والحماية من الأمراض وغير ذلك.

بروتين الصويا لكمال الأجسام

اشتهر بروتين الصويا باستخدامه في مجال كمال الأجسام، حيث أنه من ضمن مصادر البروتين الهامة لنمو العضلات، وهو يختلف عن مصادر البروتين النباتية الأخرى في أنه من البروتينات الكاملة، وهذا يعني أنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي لا يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه ويحتاج للحصول عليها من المصادر الغذائية، فالأحماض الأمينية هي التي تعمل على تحفيز إنتاج بروتين العضلات مما يساهم في بناء العضلات، وبالرغم من ذلك فإنه ليس أفضل مصادر البروتين حيث أن مصل اللبن يتفوق عليه في تخليق بروتين العضلات، ولكن يظل بروتين الصويا هو الأفضل عند مقارنته بالكازين، كما ثبت أن الصويا تزداد فائدته عند اقترانه مع البروتينات الأخرى.

بروتين الصويا للتسمين

أشارت الدراسات إلى أن النظام الغذائي الغني بالبروتين بساعد على فقدان الوزن، كما أثبتت أيضا أن بروتين الصويا يعد من أنواع البروتين النباتي الجيد التي تساهم في تعزيز فقدان الوزن بشكل فعال مثل أنواع البروتين الحيواني تماما، وذلك لدوره في السيطرة على الشهية ومنح الشعور بالشبع لمدة طويلة، مما يساهم في تقليل تناول الطعام وبالتالي تقليل استهلاك السعرات الحرارية، وعلى العكس من ذلك فإنه يمكن استخدام بروتين الصويا لغرض آخر وهو التسمين وعلاج النحافة، ولكن هذا يتطلب زيادة استهلاك السعرات الحرارية، وذلك لأن زيادة استهلاك البروتينات من الصويا وغيره لا يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن مع استهلاك نفس السعرات الحرارية، فينبغي زيادة كمية السعرات الحرارية بحوالي 250 – 500 سعر حراري يوميا، وذلك للحصول على زيادة في الوزن تقدر بحوالي نصف كيلوجرام أسبوعيا.

بروتين الصويا وفوائده الصحية

تحتوي حبوب الصويا أو فول الصويا على الكثير من المغذيات الهامة للصحة، فهي غنية بالبروتينات والأحماض الأمينية بالإضافة إلى الكالسيوم والحديد، كما أنها غنية بمضادات الأكسدة وأحماض الأوميجا 3 الدهنية، وفضلا عن ذلك فهي غنية بالألياف الغذائية، ومحتواها من الدهون المشبعة والكوليسترول واللاكتوز يعد منخفضا جدا، ولذا فيمكن الحصول على الكثير من فوائد بروتين الصويا كما يلي:

بديل للبروتين الحيواني

يعتبر بروتين الصويا بديلا جيدا عن البروتين الحيواني، وهو مفيد بشكل خاص للأشخاص النباتيين، حيث أنهم قد يعانون من نقص البروتين في نظامهم الغذائي، بل أن بروتين الصويا بشكل خاص يختلف عن غيره من البقوليات في احتوائه على البروتينات الكاملة، بالإضافة إلى أن محتواه من الدهون يعد منخفضا مقارنة بالبقوليات الأخرى.

خفض الكوليسترول

أظهرت الدراسات أن تضمين 4 وجبات من بروتين الصويا في النظام الغذائي بشكل يومي يمكن أن يساهم في خفض نسبة الكوليسترول الضار بنسبة 10%، كما يساهم في تحقيق الموازنة بين مستويات الكوليسترول المفيد والكوليسترول الضار.

الحفاظ على صحة القلب

بفضل قدرته على محاربة الكوليسترول الضار فإن هذا البروتين يساهم في الحفاظ على صحة القلب، ويحسن تدفق الدم إلى القلب مما يساهم في الحماية من أمراض القلب، ولذلك فمن أجل تعزيز صحة القلب ينصح بالحرص على إضافة الصويا للنظام الغذائي باستمرار.

تعزيز الطاقة

نظرا لاحتواء الصويا على نسبة جيدة من الأحماض الأمينية فإنه يساهم في تعزيز مستويات الطاقة في الجسم، حيث أن الجسم يقوم بالاستفادة من هذه الأحماض عن طريق تحويلها إلى طاقة.

محاربة السرطان

كما ذكرنا سابقا أن حبوب الصويا غنية بمضادات الأكسدة، ولذلك فهي تساهم في محاربة الجذور الحرة وتعمل على وقف نمو الخلايا السرطانية، وقد ثبت أنها تفيد في محاربة سرطان البروستاتا وسرطان القولون وسرطان الثدي على الأخص، ولذا ينصح بإضافة حليب الصويا أو فول الصويا أو التوفو إلى النظام الغذائي من أجل الوقاية من مخاطر مرض السرطان.

مفيد للحامل

بروتين الصويا مفيد للمرأة الحامل أيضا فهو يمدها بالعديد من المغذيات اللازمة لها ولجنينها، فعن طريق قيامها بتناول حليب الصويا المدعم يمكنها الحصول على نسبة جيدة من فيتامين د تفوق كمية فيتامين د الموجودة في منتجات الألبان الأخرى، وهذا الفيتامين يعد ضروريا لتقوية عظام المرأة الحامل ولتقوية عظام جنينها، كما أن فول الصويا يعد مصدرا جيدا لفيتامينات أخرى مثل فيتامين ب وفيتامين ج وفيتامين هـ وفيتامين ك، وكذلك بعض المعادن كالكالسيوم والماغنسيوم والحديد والنحاس، فضلا عن حمض الفوليك اللازم لنمو الجنين وحمايته من التشوهات الخلقية.

السيطرة على السكري

يساهم بروتين الصويا في السيطرة على سكري الدم، ومنع ارتفاعه والإبقاء عليه في معدلاته الطبيعية وذلك لأنه يعمل على تقليل مقاومة الأنسولين، ولذا فإن الصويا يعد خيارا مثاليا بالنسبة لمرضى السكري للحفاظ على استقرار معدلات السكر لديهم، وعلاوة على ذلك فإنه مفيد أيضا للأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري من النوع الثاني بسبب العوامل الوراثية والسمنة.

الحماية من هشاشة العظام

ترقق العظام أو هشاشة العظام هو من الأمراض المرتبطة بتقدم السن وخاصة للنساء في سن اليأس، وذلك لأن هذه المرحلة ترتبط بالتغيرات الهرمونية، وقد ثبت أن محتوى الإستروجين الموجود في فول الصويا يساعد على تحسين امتصاص الجسم للكالسيوم، وبالتالي فهو يساهم في الوقاية من ترقق العظام وفقدان الكتلة العظمية، ويفضل شراء حليب الصويا المدعم بكمية كبيرة من الكالسيوم وفيتامين د، كما أظهرت الدراسات أن البروتين الموجود في الصويا يخفف من الهبات الساخنة أيضا والتي تمثل عرضا آخرا من أعراض سن اليأس.

تغذية الرضع

بعض الأطفال حديثي الولادة يعانون من حساسية اللاكتوز وصعوبة هضم اللبن الطبيعي وكذلك اللبن الصناعي المعروف، ويكون الحل لتغذية هؤلاء الأطفال عندها هو إعطائهم حليب الصويا، فهو يوفر لهم الاحتياجات الأساسية ويكون كاف لتغذيتهم في الفترة الأولى من عمرهم وحتى سن بدء إدخال الأطعمة الصلبة، وحتى عند وصولهم لهذه المرحلة يصبح هناك خيارات أخرى جيدة من بروتين الصويا والتي يمكن إضافتها لنظامهم الغذائي بأمان.

خفض ضغط الدم المرتفع

قد يعاني البعض من ارتفاع الضغط نتيجة لزيادة استهلاك الصوديوم، وقد وجد أن استهلاك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم يساهم في طرد الصوديوم الزائد من الجسم، وهذا يساهم بدوره في خفض ضغط الدم المرتفع، ويعد فول الصويا أحد أهم هذه الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم ولذلك ينصح بتناوله لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

تحسين صحة البشرة

يوفر الصويا العديد من الفوائد العظيمة لصحة البشرة، فهو يحافظ على ترطيبها بشكل مستمر ويحارب الجفاف والتشقق الذي تعاني منه البشرة الجافة، وأيضا فهو مفيد للبشرة الدهنية لدوره في تخليصها من الدهون الزائدة، كما أنه يحافظ على مرونة البشرة بشكل عام ويحميها من الشيخوخة والخطوط البيضاء والبقع الداكنة، وعلاوة على ذلك فإنه يساهم في تجديد خلاياها عن طريق إنتاج الكولاجين والقضاء على خلايا الجلد الميتة، بل إن بروتين الصويا مفيد لصحة الأظافر فهو يقويها ويمنع تكسرها ويرطبها ويقضي على الفطريات التي تصيبها.

تحسين صحة الشعر

بروتين الصويا هو ضروري أيضا لتحسين صحة الشعر، حيث يعمل على تنعيمه ومنحه اللمعان والتخلص من البهتان، فيمكن تطبيق عصير فول الصويا مرة أسبوعيا على الشعر، وعن طريق الانتظام على ذلك لمدة 3 أشهر يمكن تحقيق نتائج مبهرة للشعر.

تحسين المزاج

كما ثبت أن هذا البروتين يعمل على محاربة الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية لدوره في إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي مسئول عن الشعور بالسعادة والقضاء على مشكلة الأرق وتحسين جودة النوم.

الصداع النصفي

كما ذكرنا مسبقا أن بروتين الصويا يحتوي على نسبة جيدة من الماغنسيوم، ولذا فإنه يقلل مخاطر الإصابة بالصداع النصفي، وهذا ما يجعل فول الصويا واحدا من أفضل الأطعمة التي ينصح بها للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن.

محاربة التهاب المفاصل

يحتوي فول الصويا على كميات جيدة من أحماض الأوميجا 3 الدهنية والفولات، وكلاهما يعد من العناصر الغذائية الحيوية المفيدة للحماية من التهاب المفاصل والأعراض المرتبطة به.

تعزيز القدرات الدماغية

يحتوي الصويا على الليسيثين وهو عنصر حيوي للدماغ ولنمو قدراته، وبالتالي فإن تناول البروتين المستخلص من الصويا يساهم في الوقاية من مرض ألزهايمر الذي يصاب به كبار السن، وأيضا فإن الصويا يحتوي على فيتوسترول والذي يحسن من وظائف الخلايا العصبية في الدماغ.

على الرغم من فوائد بروتين الصويا العديدة والتي تشمل صحة القلب والصحة العقلية، والسيطرة على سكري الدم وضغط الدم وتحسين الطاقة والمزاج وتعزيز القدرات الدماغية وغيرها، إلا أنه لا ينصح بتناول الصويا بانتظام وبكمية كبيرة، وذلك لاحتوائه على مكملات الإيسوفلافون الغير آمنة على المدى البعيد، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن هذه المكملات يمكن أن تسبب تضخم بطانة الرحم لدى النساء، مما قد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرحم مستقبلا.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح لاستخدامات طبية لواحدة أو أكثر من الأعشاب الطبيعية أو النباتات أو الأطعمة أو الزيوت، هذه العلاجات في الأحوال العادية وبالنسبة للأشخاص الطبيعيين لا تسبب أضرارًا، لكن يجب دومًا الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها للتأكد من ملائمتها لحالتك الصحية وعدم تعارضها مع أدوية قد تتعاطاها وتحديد الجرعة الملائمة منها، وتزداد أهمية الاستشارة الطبية في حالة الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات.