تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تجيد فن انتقاد الآخرين بطرق غير محرجة أو جارحة؟

كيف تجيد فن انتقاد الآخرين بطرق غير محرجة أو جارحة؟

انتقاد الآخرين فن، خصوصًا عزيزي القارئ إذا ما كنت ترغب في القيام بذلك من خلال الطرق الغير مُحرجة أو جارحة، وهو باب من الممكن أن يقودك إلى إجادة تامة للتعامل مع الآخرين في ظروف مختلفة وقول كل ما تُريد قوله أو ترمي إليه، فكيف يحدث هذا الأمر يا تُرى؟

انتقاد الآخرين

البحث عن انتقاد الآخرين طبيعة بشرية خالصة، إذ أنه من المستحيل أن يقبل الإنسان كل ما يحدث حوله من أخيه الإنسان، وبالتالي هو يبحث عن طرق فعالة من أجل القيام بهذا الانتقاد، لكن في أحيان كثيرة يؤدي انتقاد الغير إلى صعوبات ومشاكل قد تطور إلى صدام وخسارة الأشخاص لبعضهم البعض، وبالتالي فإن الحل الأمثل لمواجهة هذه المشكلة أن تكون هناك طرق فعالة يُمكن من خلالها انتقاد الأشخاص بصورة طبيعية دون تطور الوضع إلى الأسوأ، ببساطة، إننا نبحث عن واحدة من الفنون التي من الصعب توافرها في الوقت الحالي، لكن السطور القادمة ربما تحمل لكم المساعدة في هذا الأمر، خصوصًا وأن أسوأ شيء يُمكن القيام به في هذه الحياة هو تجريح الآخرين وإحراجهم.

انتقاد الآخرين

انتقاد الآخرين انتقاد الآخرين

قبل أن نتعرف على أهم الطرق التي يُمكن من خلالها تحسين وضعية انتقاد الآخرين دون أن نقوم بخسارتهم أو فقدانهم دعونا نتحدث أولًا عن معنى ذلك المفهوم، فالانتقاد لا يعني أبدًا الاختلاف، يُمكنك أن تفعل الشيء بصورة صحيحة لكن ثمة صورة أصح للقيام به، وعندما أقوم بانتقاد الطريقة التي أديت بها فهذا لا يعني أبدًا اختلافي مع الأمر برمته، في النهاية الانتقاد أو عدم الرضاء التام، ثمة رضى، لكنه ليس تامًا ولا يزال في حاجة إلى مزيد من اللمسات التي يُمكن وضعها من خلال الانتقاد، والواقع أننا إذا أردنا الخروج بنتيجة منطقية لهذا الفعل فستكون بالطبع تحسين طريقة القيام بالأمور لاحقًا، بمعنى أدق، الانتقاد في الأصل شيء إيجابي، أما السلبي هنا فيتعلق بالطريقة التي يحدث بها الانتقاد، ومن هذا المنطلق نحن نتحدث الآن عن وضع بعض الطرق، الصحيحة إلى حدٍ كبير، والصالحة للانتقاد دون أن تقود لأية مشاكل.

فن انتقاد الآخرين

انتقاد الآخرين فن، والحقيقة أننا عندما نضع بعض الطرق ونزعم بأنها الطرق الصحيح للانتقاد فهذا الأمر يأتي بعد دراسة واستجابة لنصائح الخبراء والمتخصصين، فقد قال هؤلاء بوجود بعض الطرق التي أثبتت فعالية عند استخدامها ولم تُعرض الآخرين للإحراج أو التجريح، ومن أهم هذه الطرق عدم الاعتراض المُطلق.

عدم الاعتراض المُطلق

الطريقة الأولى من طرق انتقاد الآخرين دون التجريح أو الإساءة ألا يكون هناك اعتراض مطلق لكل ما يقولونه أو يفعلونه، فعندما يفهم شخص أنك لا تهتم أبدًا بما يراه صحيحًا وأنه مهما فعل فسوف يكون مُخطئًا في النهاية فبكل تأكيد لن يكون بمقدوره قبول الانتقاد منك مهم كانت الطريقة التي يتم بها توجيه هذا الانتقاد، ومهما كان كذلك موقفك من حيث الصحة والخطأ، بمعنى أكثر دقة، طريقتك السيئة سوف تُضيع عليك حقوقك التي تستحقها، ولتنفيذ هذا الأمر أنت تحتاج إلى نوع من أنواع التسامح مع النفس والتواضع، فإذا كان الشخص الذي تنتقده مُحقًا في شيء فأنت مُلزم طبعًا بالاعتراف بهذا الأمر، وبالتالي هو لاحقًا سوف يقبل منك انتقادك وتُصبح الأمور أفضل وأفضل.

تصدير البسمة دائمًا

لطالما كانت البسمة واحدة من الأسلحة الهامة التي لا يُمكن أبدًا الوقوف أمامها، فهي كالشمس ومفعولها على الجليد، بمعنى أنه عندما يكون هناك خلاف ومهما كانت شدته ففي النهاية سيتوقف كل شيء عند خروج سلاح البسمة، كذلك فيما يتعلق بعملية الانتقاد فلكي يتم القيام بها على نحو جيد ويكون انتقاد الآخرين أمر قابل فعلًا للتحقق يجب أن يكون سلاح البسمة حاضرًا، فعندما تختلف مع شخص في الرأي وتنتقده فيما قام به وأنت تحتفظ بابتسامتك فبكل تأكيد سوف يكون هناك نسبة للتقبل لا تقل عن سبعين بالمئة، ثم يأتي الإقناع وطريقتك التي ستستخدمها كي تُكمل النسبة المُتبقية.

عدم رفع الصوت عند الانتقاد

أيضًا من ضمن الطرق التي تدفعنا في النهاية للوصول إلى هدفنا أن يكون هناك نوع من أنواع الاحترام، والذي يأتي من خلال عدم رفع الصوت مُطلقًا عند القيام بالانتقاد، فصوتك العالي ليس فقط دليل على ضعف موقفك، وإنما هو دليل كذلك على أنك تسلك الطريق الخاطئ في عملية الانتقاد، كما أن الشخص سيعتقد يقينًا أنك لا تكن له أية احترام، وبالتالي لن يُبادلك ذلك ولن يكون هناك أي مجال بالأساس من أجل الانتقاد، ببساطة، لقد خسرت كل شيء فقط لأنك قمت برفع صوتك على الشخص الذي تود انتقاده، إنه أمر سهل، لكنه يُكلف الكثير.

توضيح وجهات النظر ببساطة

لا شك أن الانتقاد يأتي في الأساس من أجل وجود بعض وجهات النظر المختلفة، ولكي نُعالج هذا الأمر فكل ما يلزمنا هو توضيح وجهات النظر تلك بشكل مُبسط واستخدام الأشياء العقلية المرنة التي تتحمل النقاش فعلًا، فلا يُمكن بأية حال من الأحوال أن يكون الحديث جامدًا وآخذًا لزاوية واحدة مُباشرة لا جدال فيها، وإنما ثمة عرض، وعرض مبسط، وكل هذا في النهاية سوف يصب في مصلحتك ويجعلك تكسب جولتك وتحظى بفرصة أفضل للانتقاد، جرب هذا الأمر ولن تندم.

انتقاد الآخرين في الإسلام

من المهم جدًا وضع الشريعة الإسلامية فوق كل شيء عند الحديث، إذ أنه ثمة نصوص تشير إلى أهمية عدم انتقاد الآخرين بصورة سيئة وإذا حدث الانتقاد يكون في الصالح العام الذي يسمح بالتطور والتقدم، وربما أكبر دليل على ذلك أن الإسلام جعل الأمر، والمقصود هنا أمر المسلمين، شورى بين المسلمين بعضهم البعض، بمعنى أنه من الممكن جدًا أن يرى شخص ما شيء يظنه صحيحًا مئة بالمئة لكنه مع التشاور مع الآخرين لا يكون بنفس الدرجة من الصحة، وفي هذه الحالة على الشخص العودة سريعًا عما يُفكر به ويتجاوب مع الرأي الذي تم الاستقرار عليه.

الخوف من انتقاد الآخرين

انتقاد الآخرين الخوف من انتقاد الآخرين

بعض الناس يُعانون من حالة شديدة من الخوف الذي ينجم عن احتمالية انتقاد الآخرين لهم، إنهم ببساطة لا يُريدون الشعور بأن العين موجهة نحوهم وأنه ثمة من سيقوم بمراجعتهم في قراراتهم في صورة انتقاد، وهؤلاء قد يتحول الأمر معهم إلى مرض التكبر والغرور بلا أدنى مبالغة، على العموم، يُفضل تنشئة الأطفال منذ الصغر على حالات الانتقاد بكافة أشكالها وتوعيتهم حول تواجد ما يُعرف بالانتقاد في هذه الحياة وأنه من الممكن جدًا ألا تكون محقًا طوال الوقت ويكون الانتقاد سبب في تصحيح أفعالك السيئة، لكن ليس عليك أبدًا القبول بالانتقاد السلبي.

الانتقاد السلبي

أحيانًا قد يتحول الانتقاد من انتقاد عادي يُراد به تحسين الأوضاع إلى انتقاد سلبي يزيد الأمور سوءًا، وفي مثل هذه الحالة على الشخص أن يُحدد نوعية الانتقاد التي توجه له أو التي يقوم هو بتصويبها للآخرين، وإذا كان فعلًا انتقاد سلبي يُراد به الهدم وليس البناء فعليه أن يتوقف على الفور، ببساطة، عليه أن يكون رقيبًا وموقظًا كيلا يقع في الفخ!

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

10 + 16 =