تسعة
الرئيسية » وسائل نقل » حوادث سير » النوم أثناء السفر والقيادة : كيف يمكن التغلب عليه بسهولة ؟

النوم أثناء السفر والقيادة : كيف يمكن التغلب عليه بسهولة ؟

يعتبر النوم حاجة رئيسية للإنسان، لكن النوم أثناء السفر والقيادة من أكثر مسببات الحوادث في زماننا، إليك هذه النصائح المركزة للتخلص من مشكلة النوم.

النوم أثناء السفر والقيادة

يعتبر النوم من أجلّ النعم التي منّ الله بها على الإنسان ولكن النوم أثناء السفر والقيادة من أشد المخاطر التي تهدد حياة الشخص وحياة الآخرين أيضاً، فالنوم عملية فسيولوجية معقدة يعيشها الإنسان فترة معينة يومياً بهدف تجيد نشاطه واستعادة تركيزه وقدرته على مواصلة العمل، وقد أثبتت أبحاث العلماء والأطباء أن اضطرابات النوم أو عدم الحصول على القدر الكافي من النوم يؤدي إلى نقص التركيز في العمل وزيادة حوادث السيارات والبطء في رد الفعل للأحداث التي تواجه الإنسان وخاصة التي تحتاج سرعة في ردة الفعل، وبالرغم من اختلاف عدد الساعات التي يحتاجها الفرد في النوم من شخص إلى آخر إلا أن كل شخص يدرك جيداً مقدار ما يحتاجه من الراحة يومياً، وقد أثبتت دراسة بريطانية أن حوالي 11% من السائقين اعترفوا بالنوم أثناء السفر والقيادة مرة أو أكثر مما أدى إلى تعرضهم لحوادث التصادم ومخاطرها؛ ومن هنا يتناول هذا المقال أهم مخاطر النوم أثناء السفر والقيادة ، وأيضاً علامات التعب والرغبة في النوم، وكذلك مجموعة من النصائح التي تمكنك من التغلب على النوم أثناء السفر والقيادة.

أهم الأساليب المعينة على تجنب النوم أثناء السفر والقيادة

مخاطر النوم أثناء السفر والقيادة

يشير الباحثون في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن حوالي 51% من السائقين الأمريكيين يقودون السيارات أثناء الشعور بالنعاس والرغبة الشديدة في النوم؛ لذلك ترى الإدارة الوطنية للمرور والأمن في أمريكا أن نوم السائقين أثناء السفر والقيادة هو السبب الرئيسي لأكثر من 100 ألف حادث سنوياً، وفيما يلي أهم المخاطر والأضرار الناتجة عن النوم أثناء القيادة:

  • زيادة نسبة الحوادث: يعتبر النوم أثناء السفر والقيادة من الأسباب الرئيسية لكثير من الحوادث؛ حيث ذكرت إدارة النقل والبيئة البريطانية أن النوم أثناء القيادة يعد السبب المباشر في حوالي 20% من الحوادث الخطيرة، وقد ذكرت أيضاً اللجنة الوطنية لاضطرابات النوم في أمريكا أن النوم أثناء القيادة والسفر يعد من الأسباب الأساسية لحوالي 36% من أخطر الحوادث بأمريكا، وقد أشارت الدراسات إلى أن أكثر السائقين الذين ينامون أثناء القيادة من الشباب الذين لا تزيد أعمارهم عن 30 سنة ولا تقل عن 18 سنة ممن لا يلتزمون بقواعد المرور أو يسهرون لفترات طويلة سواء للمذاكرة أو غير ذلك.
  • ضعف الرؤية: توصل بعض الباحثين في طب النوم بألمانيا إلى أن عدم النوم لمدة يوم كامل يعادل نسبة بروميللي واحد من الكحول في الدم، كما أن نصف هذه النسبة يؤدي إلى ضعف الرؤية أو القدرة على الإبصار بنسبة 15%؛ وبالتالي يفقد السائق قدرته على تقدير المسافات مما يؤدي إلى تضاعف الحوادث وخاصة أثناء الليل.
  • قلة التركيز: أكدت الأبحاث أن الميل إلى النعاس أو النوم أثناء السفر والقيادة يؤدي إلى ضعف التركيز بصورة تهدد حياة السائق وتعرضها للخطر؛ حيث أن أغلبية الحوادث المروعة نتجت عن نقص تركيز السائق ولو لجزءٍ بسيطٍ من الثانية.
  • الإصابة بمتلازمة النوم: تشير بعض الدراسات التي نشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية المختصة بطب النوم والتي أجريت على 913 شخصاً أن الأشخاص الذين يعانون من النوم أثناء السفر والقيادة مصابون بمتلازمة النوم؛ حيث يمكنهم النوم أثناء قراءة الجرائد أو مشاهدة التلفاز وكذلك أثناء العمل وفي الأماكن العامة، وذلك يدل على إصابتهم باضطرابات في النوم ومنها الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم؛ وبالتالي تزداد نسبة احتمال وقوع الحوادث مع مثل هذا النوع من السائقين أكثر من غيرهم إلى ثلاثة أضعاف الشخص السليم.

علامات التعب والرغبة في النوم

أحيانا ينشغل الإنسان في متاعب الحياة ومشكلاتها وينسى نفسه في دوامة الحياة ولا يستطيع الحصول على القدر الكافي من النوم الذي يعطي الجسم حظه من الراحة وتجديد النشاط، وفي خلال ذلك يتناسى الإنسان ما للنوم من أهمية كبيرة ومخاطر عدم حصول الجسم على القسط المناسب لراحته؛ لذلك نوضح فيما يلي أهم العلامات الدالة على الرغبة في النوم أثناء السفر والقيادة ليأخذ الإنسان حذره:

  • التثاؤب: يعد التثاؤب والميل إلى النعاس من مقدمات النوم والعلامات الدالة على الرغبة في الاستلقاء والخلود للنوم؛ حيث تخبرك هذه العلامة بأن الجسم لم يحصل على الحظ الكافي من النوم ويحتاج إلى زيادة عدد ساعات النوم قليلا.
  • رعشة العينين: إذا شعر السائق بارتعاش في العينين وعدم القدرة على التحكم في بقائهما مفتوحتين فهذا دليل على الرغبة الشديدة في النعاس وأن الجسم بحاجة إلى قليل من النوم والراحة.
  • آلام الظهر وتيبس الرقبة: يعتبر شعور السائق بالتعب والآلام في الظهر والعمود الفقري والرقبة من الأدلة الواضحة على ميل السائق إلى النوم أثناء السفر والقيادة ؛ لذلك يجب عليه الحصول على قسط من الراحة والنوم قبل مواصلة السفر والقيادة.
  • تخدير الرجلين: من علامات الميل إلى النوم والنعاس أثناء القيادة الشعور بتخدير في الرجلين وآلام القدمين، وكثيرا ما تحدث هذه الأعراض أثناء السفر الطويل؛ لذلك يحتاج الشخص إلى الاستراحة بين الحين والآخر أثناء السفر أو القيادة لمسافات طويلة.
  • الإحساس بالدوار والصداع: من الأعراض التي تسببها قلة النوم والنعاس أيضاً الشعور بالدوار أو الدوخة وينتج عن ذلك صداع شديد وآلام في الرأس نتيجة لقلة ساعات النوم.
  • ضعف الرؤية: إن قلة ساعات النوم أثناء السفر والقيادة تؤدي إلى ضعف القدرة على الإبصار بالإضافة إلى التهاب العينين والعجز عن الرؤية السليمة؛ وهذا يعد دليلا على حاجة الشخص إلى النوم والحصول على الراحة اللازمة للجسم.
  • العجز عن التحكم في الأشياء: من العلامات الدالة على حاجة الجسم للنوم عجز الإنسان عن التحكم في الأشياء سواء كان الإمساك بعجلة القيادة أو الأعمال التي يرغب في القيام بها سواء كانت روتينية سهلة أم كانت أعمالاً صعبة تحتاج إلى التركيز والانتباه.
  • تقلب المزاج: يعد تغير المزاج من العلامات الدالة على حاجة الجسم إلى النوم والراحة؛ حيث يشعر الشخص بالاكتئاب والضيق والفتور وعدم الرغبة في العمل، وهنا يميل إلى النوم أثناء السفر والقيادة .
  • تناول بعض الأدوية والمهدئات: توجد بعض الأنواع من الأدوية والمهدئات التي يكون من آثارها الجانبية أن يميل الشخص إلى النعاس؛ لذلك فإن تناول تلك الأدوية قبل السفر مباشرة يعرض الشخص لخطورة النوم أو النعاس أثناء القيادة مما يعرض حياته وحياة المرافقين له لخطر شديد.

أهم النصائح للتغلب على النوم أثناء السفر والقيادة

يمكن أن يتعرض أي شخص مسافر لبعض المخاطر أثناء القيادة والسفر خاصة إذا لم يحصل على حاجته من النوم أو إذا كانت مسافة السفر طويلة تستغرق عدة ساعات وأيضا إذا كان السفر ليلا؛ لذلك نقدم في هذا المقال أهم النصائح التي يجب اتباعها للتغلب على النوم أثناء السفر والقيادة :

  • اختيار المرافق: يجب على المسافر أو قائد المركبة لمسافات طويلة أن يختار المرافق الذي يجلس إلى جواره؛ ليكون يقظاً طوال الطريق يعمل على مؤانسته وطرد فكرة النوم من رأسه، بالإضافة إلى مراقبته وحثه على الحصول على الراحة عند ملاحظة التعب والإرهاق عليه.
  • الاستراحة: إن التوقف عن القيادة والحصول على قسط من الراحة على جانب الطريق سواء في داخل السيارة أو أقرب نزل واستراحة مفيد جداً خاصة مع طول مسافة السفر والعجز عن مواصلة القيادة أثناء التعب دون الحصول على النوم أثناء السفر والقيادة ولو لمدة قليلة، وقد يلجأ الشخص إلى الخروج من السيارة بين الحين والآخر لاستنشاق الهواء والمشي قليلا حول السيارة ثم مواصلة السفر بعد ذلك.
  • الامتناع عن مشروبات الكافيين: على عكس ما يعتقده كثير من الناس ينصح الأطباء بضرورة التوقف عن تناول المشروبات المنبهة التي تحتوي على مادة الكافيين مثل القهوة والشاي ومشروبات الكولا؛ لأن مثل هذه المشروبات تنشط الجسم وتنبه الدماغ لفترة مؤقتة ثم يزول مفعولها سريعا ويعود التعب والإرهاق للإنسان أشد مما كان سابقا، لذلك ينصح بالتوقف عن تناول تلك المشروبات أثناء السفر.
  • تجنب أوقات النوم: ينصح بتجنب الأوقات التي اعتاد الإنسان النوم فيها كوقت القيلولة أو الوقت المتأخر من الليل وخاصة بعد منتصف الليل إلى طلوع الفجر؛ ففي هذين الوقتين يميل السائق إلى النوم أثناء السفر والقيادة بشكل طبيعي.
  • تجنب شرب الكحوليات: يجب أن يتجنب السائق المسافر شرب الكحوليات قبل السفر حتى ولو نسبة ضئيلة؛ لأن ذلك يؤثر بصور سلبية على يقظة الشخص مع إعطائه الشعور بالرغبة في النوم.
  • تجنب الطعام الدسم والسكريات: ينصح بعدم تناول الأطعمة الدسمة أو السكريات قبل السفر وقيادة المركبات؛ لأن هضم تلك الأطعمة يحتاج إلى كمية كبيرة من الدم مما يؤثر سلبيا على يقظة السائق ويعرضه للشعور بالرغبة في النوم أثناء السفر والقيادة بسبب قلة الدم الصاعد إلى المخ.
  • اختيار الموسيقى المناسبة: تعتبر الموسيقى الصاخبة من منبهات العقل لفترات قصيرة ثم يعقب ذلك الشعور بالتعب والتوتر؛ لذلك يجب اختيار الموسيقى الهادئة المناسبة، كما يفضل تشغيل محطات البث الإذاعي العادية عبر راديو السيارة لتنوع برامجها وعدم الانتظام في نمط واحد من الصوت العالي أو المنخفض.
  • ضبط الحرارة داخل السيارة: ينصح بضبط درجة حرارة السيارة بصورة مناسبة بحيث لا تكون مرتفعة أو منخفضة أكثر من اللازم وذلك من خلال ضبط التكييف أو فتح النوافذ في السيارة؛ حتى لا يختلف الجو داخل السيارة عن خارجها بصورة كبيرة فيشعر الفرد بالرغبة والميل إلى النوم أثناء السفر والقيادة مما يعرض حياته للخطر.
  • تنظيم الوقت: وذلك يكون من خلال الاستعداد لعملية السفر جيدا بالحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم قبل الشروع في السفر، وعادة ما تكون المدة المناسبة للنوم ما بين 7:9 ساعات من النوم؛ حتى يتمكن الجسم من استعادة نشاطه وحيويته وتركيزه، وكذلك يجب دراسة الطريق جيدا –خاصة إذا كان طويلا- للتعرف على أماكن الاستراحة أو محطات التزود بالوقود أو غير ذلك مما يحتاجه المسافر.
  • اصطحاب العصائر أو الماء البارد: يفضل أن يتناول السائق بعض العصائر الباردة أو الماء المثلج بين الحين والآخر عند الميل إلى النوم أثناء السفر والقيادة أو الشعور بالإغفاء، وينصح بمراعاة تناول تلك المشروبات ببطء شديد ليبقى طعمها في الفم مدة طويلة تشغل السائق عن التفكير في النوم.

من المدهش أن يلجأ كثير من السائقين إلى وسائل تسلية لمقاومة الميل إلى النوم والنعاس أثناء القيادة كالموسيقى الصاخبة أو المنبهات وبعض أنواع الأدوية، ومما تجدر الإشارة إليه أن المشروبات المنبهة مثل القهوة وغيرها تحتاج إلى نصف ساعة بعد تناولها ليبدأ مفعولها في الظهور على الرغم من أنه لا يدوم طويلاً، ومن العادات السيئة التدخين الذي يؤدي إلى تقليص كمية الأكسجين داخل السيارة فيشعر السائق بالإرهاق والتعب بصورة أكبر مع التأثير على تصرفاته بصورة سلبية بالإضافة إلى أضراره الصحية، وقد تناول هذا المقال بعض المخاطر التي يسببها النوم أثناء القيادة والسفر، وكذلك أهم العلامات الدالة على التعب والرغبة في النوم، وأخيراً بعض النصائح المفيدة للتغلب على النوم أثناء السفر والقيادة.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

أربعة × خمسة =