تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » كيف تؤهل نفسك وزوجتك لاستقبال الطفل الأول بعد الزواج؟

كيف تؤهل نفسك وزوجتك لاستقبال الطفل الأول بعد الزواج؟

هل لديكما رهبة من إنجاب الطفل الأول وتشعران بالتردد تجاه هذه الخطوة التي بكل تأكيد ليست خطوة سهلة بأي حال من الأحوال؟ ربما تكون مخاوفكما صحيحة وربما تكون وهمية وستتأكدان من ذلك بعد قراءة المقال التالي.

الطفل الأول

الكثير من الأزواج خصوصًا في مجتمعاتنا الشرقية يواجهون ضغطًا لإنجاب الطفل الأول سريعًا بعد الزواج ولكن الجيل الحالي من الأزواج لعله لديه حظًا أوفر في معرفة الأمور الواجبة عليهم كآباء محتملين، لذلك من الواجب علينا نحن أيضًا على الجانب الآخر أن نعرف الإجراءات التي يجب أن نقوم بها لاستقبال الطفل الأول وما هي الأمور الواجب توافرها وإن لم تكن موجودة تصبح فكرة الإنجاب غير ذات قيمة؟

التفاهم بين الزوجين

لا يمكن أن يستقبل الزوجان طفلهما الأول دون أن يكون بينهما تفاهم، هذا الأمر سيشكل فارقًا كبيرًا في التربية، وسيشكل فارقًا كبيرًا على شخصية هذا الطفل في المستقبل، حيث سيشترك كلاهما في تربية الطفل والطفل عندما يتم تربيته في مناخ صالح مبني على الود والتفاهم بين الأب والأم ستكون شخصيته سوية وأفضل بكثير عن طفل تم تربيته وسط خلافات ومشكلات الأبوين، لذلك يجب أن يكون التفاهم حاضرا باستمرار لاستقبال الطفل الأول.

تواجد كلا الزوجين

يحتاج الطفل في بدايته إلى تواجد أبويه كلاهما في حياته، سواء لرعايته الشاقة خصوصًا أنهما يفتقدان للخبرة في بداية حياتهما ويجب أن يتحليا بالصبر والتجلد في البداية لانقلاب حياتهما رأسًا على عقب أو لأثر ذلك النفسي عليه حيث يجب أن يكون الأب والأم متواجدان حتى يكبر الطفل في رعاية الاثنين لا في رعاية أحد دون الآخر، لذلك إن لم يكن الأب والأم موجودان لرعاية ابنهما الأول فمن الأفضل أن يؤجلا هذه الخطوة.

رغبة مشتركة في الإنجاب

يجب أن يكون لدى الزوجين في استقبال الطفل الأول نفس الاستعداد، ولا يجب إطلاقًا أن تكون الرغبة من أحد الزوجين فحسب بل يجب أن يكون الطرفان في كامل الجاهزية لاستقبال هذا الطفل ولا يجب أن يكون بضغط أحد الطرفين على الآخر لذلك ننصح أي زوجين حديثي الزواج إن لم يكن لديهما نفس الرغبة في الزواج بنفس القوة فيجب عليكما أن تؤجلا هذه الخطوة الهامة.

التأهل النفسي لاستقبال الطفل الأول

يجب أن يكون لديكما التأهل النفسي اللازم لاستقبال الطفل الأول في حياتكما، يجب أن تعلما أن الأمر بالغ الأهمية وليس مجرد خطوة بسيطة، لأنكما تأتيان بحياة جديدة إلى العالم، إنسان من لحم ودم، آدمي برغبات وعواطف وذكريات وأحاسيس، وأهم ما يعتمد عليه هذا الإنسان في بناء شخصيته فيما بعد هو وجود أبوين متفهمين وعاقلين ولديهما الحد الأدنى من السلام النفسي لتحمل تربية هذه الشخصية بشكل سليم.

الذهاب لطبيب نفسي

هذه خطوة لا ضرر منها على الإطلاق، الطبيب النفسي عادة سيؤكد لكما أنكما صالحان تماما لرعاية شخص آخر وغالبا هذا الشخص سيولد دون أي أداة للتعبير في البداية سوى البكاء ويجب عليكما أن يكون لديكما الصبر والثقة والحنكة في التعامل مع هذا الطفل الوليد وليس بكما ما يعيق مسألة تربية هذا الطفل والتعامل معه على أكمل وجه في مراحل عمره المختلفة، يجب أن نعلم أن الطفل على مدى سنوات عمره يمر بمراحل كثيرة وتقلبات وتحولات في شخصيته حسب المرحلة العمرية التي يعاصرها، لذلك يجب أن نكون على وعي وتفهم تام بذلك ونكتسب الدراية والمعرفة التامة للتعامل معها.

الخلو من العقد والاختلال

نأسف لهذه الفقرة ولكن كلنا تقريبا نعاني من بعض العقد النفسية أو الاختلال، لا يوجد شخص سوي نفسيا بنسبة مائة بالمائة، كلنا مرضى بنسب متباينة، ولكن إن كنا نستطيع أن نتعايش مع هذه العقدة النفسية بل ونشارك أحد حياتنا فلا يجب علينا أن نجلب شخصًا جديدًا للعالم كي يذوق معنا مرارة التعامل مع هذه العقد، لذلك علينا أن نتأكد أن العقد التي لدينا ونسب الاختلال النفسي لا تؤثر على الطفل الأول أو أي طفل ستنجبونه، هذه مسئولية كبيرة ولا تحبا أن يشقى ابنكما بسببكما في المستقبل.

التأهل المادي

هذه واحدة من أهم النقاط وهي التأهل المادي لاستقبال طفل فإن كنتما تعيشان على أساس معين من توفير النفقات والادخار أنت وزوجتك أو إن كنتما لا زلتما تسددان في ديون تكاليف الزواج أو تدفعان أقساط أثاث الشقة والأجهزة الكهربية فأنتما بعيدين كل البعد عن الاستعداد للطفل الأول، ذلك وأن الأطفال خصوصًا في المهد يلزم وجودهم بعض المال الوفير وذلك للولادة وللرعاية الطبية بعد الولادة سواء للأم أو للطفل وللوقاية من الأمراض التي تصيب الرضع في تلك الفترة ولا بد أن تعرف أن الأطباء الذين كنت تذهب إليهم للضرورة قبل ولادة الطفل الأول ستصبح مقيمًا عندهم بعد ذلك لذلك يجب أن تضع التأهل المادي في حسبانك قبل أي شيء.

الاستقرار

الاستقرار فيما بينكما، أي زوجين ليس بينهما استقرار في العلاقة ويجد شد وجذب لا ينبغي عليهما أبدا أن يورطا أنفسهما في رعاية طفل مشتركة، لا تقولا أن الطفل سيقرب فيما بينكما، لأن الأطفال والطفل الأول خصوصًا سيجعلكما في مزاج سيئ واكتئاب ونفور من العلاقة الزوجية ككل فما بالك إن كانت العلاقة بينكما مدمرة من قبل ذلك؟ الاستقرار هام جدا، بل شديد الأهمية ويكاد يكون الركيزة الأساسية التي يبنى عليها الإقدام على إنجاب الطفل الأول، لماذا نقول أن الطفل الأول هو الأصعب؟ ذلك لافتقار والديه إلى الخبرة في تربية الأطفال وعدم اعتيادهما عليها، لذلك الاستقرار سلاح هام أمام عثرات تربية الطفل الأول ذلك وأن الاستقرار قبل إنجاب الطفل سيكون مكسبا ستحاولان قدر الإمكان الحفاظ عليه أما اختلال العلاقة قبل إنجاب الطفل لن تجدان حدا دون انهيارها.

وضع خطة لرعايته

أخيرا يجب عليكما أن تخططا لرعاية الطفل وتضعان خطة سويا لتقسيم المهام بينكما، يجب أن يكون لديكما علم عن كيف ستسير الأمور ولا يجب أن تتركانها تتحرك بعشوائية، يجب مثلا أن تخططا لمن سيبقى بالمنزل لرعاية الطفل؟ كيف سيسير عملكما؟ هل لدى أحد منكما فرصة وخصوصًا الأم للعمل من المنزل؟ وهل لديها فرصة لأخذ أجازة دون راتب خصوصًا في أول عامين بعد ولادة الطفل؟ هل هناك أي أزمة مادية ستنتج عن هذه الإجازة خصوصًا أنكما تحتاجان لدخل مادي أعلى من السابق؟ كل هذه الأمور يجب مناقشتها جيدا قبل إنجاب الطفل الأول وقبل إنجاب أي أطفال عمومًا.

ما هي الحالات التي لا يجب على الزوجين فيها الإنجاب؟

لا نريد أن نتطرق أو نسترسل في هذه الأمور أو نثبط الأزواج عن إنجاب طفلهما المرغوب، ولكن يجب عليكما أن تعرفا أن هذا الطفل أمانة فإن لم تقدرا على صيانتها فلا يجب أن تقبلان بها، ولذلك في حالة التأزم المادي وفي حالة عدم الاستقرار العاطفي وفي حالة الاختلال النفسي عندكما فأحرى بكما ألا تنجبا الطفل، ذلك أفضل له ولكما على كافة الأحوال وتأجلا الخطوة لحين درايتكما الكاملة باستعدادكما لها.

خاتمة

إنجاب الطفل الأول من الأمور الأكبر وأعلى مسئولية بكثير من مجرد الزواج، الزواج قد يكون تجربة قد تنجح وقد تفشل ومهما بلغت خسائرها لن تكون كبيرة مقارنة بإنجاب طفل غير مستعدان له، لذلك عليكما أن تتأكدا جيدًا من صلاحيتكما لإنجاب طفل وتتوكلا على الله بعد ذلك.

محمد رشوان

أضف تعليق

9 + 3 =