تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتغلب على الصداع النصفي وما الذي يميزه عن غيره؟

كيف تتغلب على الصداع النصفي وما الذي يميزه عن غيره؟

حسب الإحصائيات فإن شخصًا من كل سبعة أشخاصٍ حول العالم مصابٌ بمشكلة الصداع النصفي والذي يحتل المركز الثالث في قائمة أكثر الأمراض انتشارًا على هذا الكوكب.

الصداع النصفي

باعتبار الصداع النصفي واحدًا من أشهر الأمراض فمن المؤكد أنك تعرف شخصًا مقربًا منك أو حتى صادفت أي شخصٍ مصابٍ به وبالتأكيد سمعت عن أعراضه المؤلمة وأن الصداع العادي الذي نمر به جميعًا يعتبر شيئًا لا يقارن على الإطلاق بألم الصداع النصفي ومعاناته بل والتأثير الذي يتركه في بعض الأحيان على حياة الذين يعانون منه كلما زادت نوباته وأصبحت أكثر ألمًا وأقرب في الوقت.

هذا يجعل بنا رغبةً عارمةً في التعرف على هذا النوع المختلف من الصداع وكيف يتميز عن بقية الأنواع العادية ولماذا يعتبر معاناةً فجميعنا نمر بالصداع في أيامنا المعتادة وكثيرًا ما نواجه صداعًا مستمرًا لعدة أيامٍ لأي سببٍ من الأسباب لكننا نتعايش ونتكيف ونحاول حل المشكلة وينتهي العلاج بقرصين من الأدوية المسكنة ونعود لحياتنا الطبيعية لكن أن تتأثر حياة شخصٍ بسبب نوبات صداع فهنا يجب أن يتوقف الطب وقفةً للبحث في الأمر.

الصداع النصفي أعراضه

يوجد عدة أنواعٍ من الصداع وكلها تخص الرأس بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر وهو أمرٌ بديهي لأن الألم يكون في الرأس، يوجد الصداع الناتج عن الإرهاق أو الصداع الذي تتسبب فيه إصابةٌ أو مرضٌ في الجسم والصداع الناتج عن التوتر والأرق وأعراضها مختلفة فهناك صداعٌ يشعرك بأن رأسك تحت ضغطٍ متزايد وصداعٌ تشعر معه بأن رأسك ينبض بالألم وصداعٌ تشعر فيه بألمٍ في إحدى العينين وحسب.

أما الصداع النصفي فهو عبارة عن ألمٍ نابضٍ متواصل يبدأ بالتصاعد حتى يصل إلى درجةٍ غير محتملة ويؤثر على نصفٍ واحدٍ من الرأس إما الأيمن أو الأيسر فيصبح الألم في ذلك النصف من الرأس والعين والأذن ومع الوقت يؤثر على الرأس بأكمله.

تتكرر نوبات الصداع النصفي على فتراتٍ عند الكثير من الناس بعضها تسبقه أعراضٌ معروفة مثل الإحساس بالغثيان يصل إلى القيء أحيانًا ويبدأ يشعر بحساسيةٍ للضوء والصوت فليس قادرًا على الجلوس في ضوءٍ ساطع أو بجوار ضوضاء وأصواتٍ عالية ويكون ذلك قبل بداية الصداع بنصف ساعة أو 45 دقيقة بعدها يبدأ الصداع تصاعديًا، وهناك نوعٌ آخر بلا أعراض تسبقه وإنما يبدأ الصداع فجأة بدون مقدمات وقد يستمر الصداع النصفي لعدة ساعات وفي بعض الأحيان لعدة أيام يكون الشخص في ذلك الوقت عاجزًا حتى عن الحراك لأنه يسبب له ألمًا شديدًا ويظل منعزلًا في مكانٍ مظلمٍ وهادئٍ حتى يهدأ الألم ولا تؤثر المسكنات العادية فيه ولا تقلل منه وإنما يكون له علاجٌ خاص.

أسباب الصداع النصفي

عند البحث في الطب عن سببٍ واضحٍ ومنطقيٍ ومباشر لحدوث الصداع النصفي فلن تجد أي إجابةٍ شافية عن سبب حدوثه ولا قدرةً على التنبؤ به فالمدة بين حدوث النوبات تختلف من شخصٍ لآخر وكذلك زمن النوبة وطولها ومتى تنتهي لكن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تساهم في ظهوره وتحفيزه.

العامل الأكثر تأثيرًا هو العامل الوراثي فكثيرًا ما يكون الشخص مصابًا به لأن أحد أبويه أو أقربائه مصابٌ به ما يزيد نسبة احتماليه عنده تمامًا كالضغط وداء السكري وأمراض القلب وغيرها من الأمراض التي تنتشر وراثيًا في العائلات، بالنسبة للسبب المباشر فيرجح الأطباء أنها مشكلةٌ تتعلق بالخلايا العصبية في المخ ويجدر الذكر بأن أنواع الصداع الأخرى قد تحدث لأسبابٍ مختلفة مثل نقص نقل الغذاء للدماغ أو زيادة ضغط الدم فيه أو وجود إصابة وغيرها من الأسباب.

واحدٌ من الاحتمالات الأخرى هو نقص التوازن في النواقل العصبية في الدماغ والمواد الكيميائية الهامة لنقل الإشارات العصبية أما بالنسبة للعوامل التي تحفز ظهور نوبات الصداع النصفي فمثل حدوث تغيراتٍ هرمونيةٍ مفاجئةٍ في الجسم عن توازنها الطبيعي بالزيادة أو النقصان,

وهناك أطعمةٌ تؤدي لذلك أيضًا مثل الأطعمة شديدة الملوحة أو المشروبات الكحولية أو المواد الحافظة ومحسنات الطعم أو بعض أنواع الأدوية أو حدوث تغير في نمط الحياة مثل توترٍ وضغطٍ مفاجئ أو اضطراب مواعيد النوم المعتادة أو تغيير البيئة التي يعيش فيها الشخص كلها تجعل فرصة إصابته بنوبة صداع أعلى.

علاج الصداع النصفي

مع العديد من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي وجد أنه من الجيد تناولهم الكافيين الموجود في الشاي والقهوة مع بعض الحبوب المسكنة وأن ذلك يقلل من نسبة الإصابة بنوبة صداعٍ مدمرة إلا أن الإكثار في تناول الكافيين يكون مضرًا حيث أن نوبة صداعٍ مفاجئة تهاجم الدماغ عندما ينتهي مفعول الكافيين الذي تناوله وهو أمرٌ يحدث مع الجميع بلا استثناء.

من المهم كذلك أن يستوعب الشخص العوامل التي تحفز نوبات الصداع النصفي الخاص به فليس كل الأشخاص متشابهين وبالتأكيد ليس من الضروري أن تجتمع كل العوامل المحفزة التي ذكرناها سابقًا عند شخصٍ واحد وإنما يكفي عاملٌ واثنان فقط لإثارة الصداع لذلك مع الوقت من الطبيعي أن يدرك الشخص الأشياء التي تستفز نوبات الصداع وتجلبها ويحاول تجنبها واللجوء لعكسها وبالتالي يقلل من معدل حدوثها.

قد يجد البعض أن المسكنات العادية لا تعطي تأثيرًا معه وذلك لا يمنع أن بعضها يكون فعالًا في بعض نوبات الصداع ويخفف من حدتها حتى تمر بسلام لكن عندما تفشل المسكنات ييأس البعض أو يلجأ الشخص لتناول جرعاتٍ زائدةٍ منها وهو ما قد يكون خطيرًا ويؤدي لمشاكل أخرى مثل سيولة الدم وقرح المعدة وغيرها لذلك إن لم ينفع معك المسكن العادي يجب البحث عن دواءٍ خاصٍ بعلاج الصداع النصفي ويفضل أن يكون البحث مع طبيبك فهناك العديد من الأدوية المخصصة لهذا الصداع.

كما أن هنالك أدويةً وقائية يتم تناولها يوميًا أو بشكلٍ دوريٍ مستمر دون وجود الصداع والغرض الرئيسي منها هو منع حدوثه من الأساس لذلك غالبًا ما يواجه الأشخاص نوبات صداعٍ شديدة عند التوقف عنها وهي أدوية تمنع حدوث الصداع لكنها لا تعالجه نهائيًا.

علاج الصداع النصفي بالأعشاب

يحب البعض العودة إلى الطبيعة في البحث عن العلاج المناسب لأي شيءٍ مؤمنين بأن الله خلق الداء والدواء معًا وبرغم أن القدماء كانوا يعتمدون كليًا على الطبيعة إلا أنه من الصحيح أنهم لم يجدوا العلاج للعديد من الأشياء ولم يكن ذلك فقرًا من الطبيعة نفسها وإنما جهلًا منهم بأسرارها، جاء تطور العلم الشديد لحساب الطبيعة كذلك عندما كشف عن العديد من تلك الأسرار وكشف الستار عن حلولٍ وعلاجاتٍ كانت موجودةً دائمًا لكننا لم ننتبه لها.

واحدٌ من أشهر الأدوية المؤثرة في علاج الصداع النصفي يتم استخراج مادته الفعالة من القمح ويتم تصنيع الأدوية منه لكن هنالك العديد من وسائل العلاج القائمة على الأعشاب الطبيعية دون تصنيعٍ على الإطلاق وبالرغم من أن فاعلية ذلك العلاج لم يتم إثباته بشكلٍ تامٍ بعد إلا أنه منتشرٌ وشائعٌ في العديد من الدول مثل الينسون وأوراق النعناع والصفصاف والزنجبيل والكزبرة واللافندر وإكليل الجبل والتيليو وأغلب تلك الأعشاب تستخدم كمهدئاتٍ بشكلٍ عام إما عن طريق شربها أو وضعها في مستحضراتٍ مختلفة وقد عرف تأثيرها المهدئ للصداع النصفي مثل قدرتها على تهدئة الكثير من المشاكل الأخرى وتصفية الحالة النفسية.

علاج الصداع النصفي بالماء

قد يبدو هذا أمرًا غريبًا قليلًا فمن المنطقي أن تعالج الصداع النصفي بالأدوية والأعشاب المهدئة لكن كيف الماء؟ من الجدير بالذكر أن لشرب الماء بكمياتٍ كافية أهميةً كبيرةً في وقاية الجسم من العديد من المشاكل والأمراض وأن الجفاف واحدٌ من مسببات الصداع بشكلٍ عامٍ والصداع النصفي بشكلٍ خاص لذلك يجب الحرص الدائم على شرب الكميات الكافية منه لأن ذلك أحيانًا قد يكون سببًا في وقايتك من بعض النوبات.

لكن هناك وسيلةً أخرى متداولةً لعلاج الصداع النصفي بالماء دون شربه وهي غمر قدميك في حوضٍ من المياه الدافئة أو الساخنة بالقدر الذي تتحمله بينما تضع بعض الثلج على رأسك ومؤخرة عنقك، بالتأكيد هو ليس حلًا طبيًا فعالًا ومضمون النتائج لكن الكثيرين أقروا بشعورهم بالراحة وبتراجع حدة الألم في كل مرةٍ قاموا بها بذلك لأن الدم كان ينتقل نحو أرجلهم الدافئة أكثر من رؤوسهم الباردة فيقل الألم، لكن أتمنى ألا تبالغ في القيام بذلك حتى يتجمد مخك داخل جمجمتك من الثلج.

الصداع النصفي والعين

تعتبر العين مكانًا حيويًا جدًا في نوبات الصداع النصفي سواءً قبلها أو خلالها أو بعدها، من المعروف أن العين وحاسة البصر من الحواس الحساسة في أجسادنا والتي تتأثر بالتغيرات المحيطة بسرعة وإن مسها شيءٌ بشكلٍ مباشرٍ يظهر عليها التعب والإرهاق بسرعة وتؤثر على بقية وظائف الجسم.

تمثل العين جزءًا مهمًا من أعراض ما قبل نوبة الصداع النصفي مثل الحساسية للضوء الساطع واضطراب وتشوش في الرؤية وهو ما يكون علامةً واضحةً على قرب النوبة، كذلك فإنها قد تكون واحدةً من العوامل المحفزة لبدء النوبة عندما تتعرض للضوء الساطع أو أشعة الشمس مباشرةً وخلالها فإن الصداع النصفي يشمل نصف الوجه بالعين الموجودة فيه فيشعر الشخص بألمٍ شديدٍ في عينه ويصبح عاجزًا عن الرؤية بصفاء والتواجد في مكانٍ فيه ضوءٌ شديدٌ حتى ينتهي الصداع، لذلك دائمًا يفضل لمن يعانون من هذه المشكلة أن يرتدوا النظارات الشمسية ويبتعدوا عن الأضواء القوية.

الصداع النصفي للحامل

تقول الإحصائيات بأن بعد وصول الأطفال إلى مرحلة البلوغ فإن النساء يكن أكثر عرضةً للإصابة بالصداع النصفي أكثر من الرجال وسبب ذلك هو هرمونات الأنوثة بأجسادهن وأن نسب الهرمونات بأجسادهن غير مستقرة وغنما تتغير على مدار الشهر لذلك تجد بعضهم دائمًا ما يصبن بنوبة صداعٍ دورية في وقتٍ محددٍ من كل شهر.

بالمثل فإن الأمر ينطبق على المرأة الحامل لأن نسب هرمونات جسمها تتغير عن المعدل الطبيعي لها في الأوقات العادية ما يعني نوبات صداعٍ أكثر وأشرس ومن الضروري ألا نجعل الحامل تتناول أي أدويةٍ دون الرجعة إلى الطبيب لأن بعض أدوية علاج الصداع النصفي قد تشكل خطرًا على المرأة الحامل وجنينها.

الصداع النصفي والصيام

نقص الماء والغذاء الواصل للمخ في الدم هي مشكلةٌ كبيرة قد يواجهها العديد من المصابين بالأمراض المزمنة كداء السكري والضغط وأيضًا الصداع النصفي في فترات الصيام خاصةً الطويلة ومع زيادة حرارة الجو وطول ساعات النهار يصبح الموضوع أصعب فأصعب.

لذلك على الشخص الاهتمام بتغذية جسمه بالشكل المناسب بعد ساعات الإفطار ولا تعني التغذية كثرة تناول الأطعمة حتى يصاب بالتخمة وإنما يجب البحث عن الطعام المفيد والصحي الذي يوقر للجسم كل حاجته وطاقته من الغذاء طوال ساعات الصيام نهارًا وأيضًا شرب الكافي من السوائل لاتقاء الجفاف.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

ثلاثة × 2 =