تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الشخصية الهيستيرية : كيف تتعرّف على الشخصية الهيستيرية ؟

الشخصية الهيستيرية : كيف تتعرّف على الشخصية الهيستيرية ؟

الشخصية الهيستيرية هي شخصية تتمتع بدرجة عالية جدًا من التأثر بالأحداث المحيطة، لدرجة أنها في بعض الأحيان تأتي بتصرفات غير متوقعة أو غير ناضجة على الإطلاق.

الشخصية الهيستيرية

اضطراب الشخصية الهيستيرية غير مرض الهيستيريا، وبالطبع فإن الشخصية الهيستيرية لديها الميل النفسي للإصابة بمرض الهيستيريا إلا أن الشخصية الهيستيرية عبارة عن أسلوب حياة وتفاعل مجتمعي وهي سمات شخصية تحدد كينونة الشخص، أمّا المرض النفسي فله أعراض كثير سنشرحها لاحقا في نهاية هذا المقال. وللتعرّف على هذه الشخصية الغريبة الأنانية تابعوا قراءة هذا المقال.

كل ما يخص الشخصية الهيستيرية

سمات الشخصية الهيستيرية

وهذه الشخصية منتشرة بين البنات أكثر من الشباب، وتظهر في حب الاهتمام وجذب الانتباه لها طول الوقت، ومن أجل ذك تقوم ببعض التصرفات المخادعة الطفولية حتى تنجح فيما تريد، وهي شخصية غير ناضجة تماما على مستوى الوجدان والعواطف، وهي غير مستقرة وأحياناً غير صادقة في مشاعرها لأن مشاعرها أساساً تعتمد على الأنانية والتمركز حول الذات وجذب الانتباه، وهي شخصية غالباً فاقدة للثقة في نفسها وليس لديها تقدير لذاتها واعتزاز بنفسها.. فهي شخصية واهية من الداخل وضعيفة ولا تستطيع أن تواجه وتتحمل المسؤولية فهي دائما ما تضع نفسها في موقف الضحية وتمثّل دور المضطهد ممن حولها.

تتميز الشخصية الهيستيرية أيضاً بالحماس الزائد والعاطفة الانفعالية الغامرة والدرامية المسرحية، وهي دائماً تهول من الأحداث والمواقف والمشاعر لذا فغالباً رؤيتها للأحداث وتفسيرها لها غير صحيح وغير منطقي وطبعا غير معتدل كما أنها تقوم بإضفاء الصبغة الذاتية على جميع ما ترى لأنها شخصية أنانية كل ما يهمها هو أن تكون مركز الاهتمام في أي مجموعة أو أي مكان تذهب إليه وتشعر بالغضب الشديد والاستياء إذا لم تكن مركز الاهتمام، وهذه الشخصية تستخدم التلاعب بمشاعر الناس وإغوائهم ومديحهم حتى تصل إلى ما تريد، فهي تريد أن يحبها الجميع وتشعر أنها أميرة بينهم لذا فهي تمدح أسلوبهم أو ملبسهم أو شخصيتهم حتى يردوا لها المديح والإطراء.

وإذا ما تعرضت الشخصية الهيستيرية لموقف صعب قليلا فإنها تتحول إلى حالة الدفاع المستميت عن نفسها وعن أفعالها وأنها لم تخطئ ولم ترتكب ذنباً ولكن كل ما حدث هو نتيجة الظروف المحيطة وأفعال الآخرين المستهترة، وهي تلوم الناس على كل ما يحدث لها، وهذه الشخصية بها قليلاً من الشخصية النرجسية والشخصية السيكوباتية ولكن كل ما يهمها هو أن تكون الكل في الكل.

وسلوك هذه الشخصية الجنسي مضطرب أيضاً فهي تشعر بالحماس الزائد والحب الملتهب في أول الأمر ثم تنطفئ كل المشاعر مرة واحدة، وتشعر بالملل من الحب أو من الصداقة أو من العلاقة الجنسية لذا فمن يعاشر هذه الشخصية يشعر دائماً بالحنق والضيق والتوتر والاستياء، فالتعامل معها صعب جداً ولا يكاد يمر يوم بدون مشاكل ونزاعات درامية وانفعالات زائدة وعواطف جياشة لا أساس لها.

وأصدقاء هذه الشخصية غالباً من النوع الضعيف الذي لا يستطيع أن يقدّر نفسه ويعتز بها، فهو يحتاج إلى المديح والإطراء ويحتاج أيضاً أن يكون تابعاً لشخص ما، وأصدقاء هذه الشخصية يملون منها ويشعرون بأنه لا يمكنهم الاستمرار في هذه الصداقة أكثر من ذلك فهم يعرفون أنها شخصية غير مستقرة عاطفياً وجنسيا وقد تؤثر عليهم بشكل سلبي لذا فإنهم يتجنبوها ويتحاشونها فتظل في النهاية بلا أصدقاء أو أحباب.

واضطرابات الشخصية عموما تكون عبارة عن نموذج سلوكي طويل المدى مكون من مجموعة من السلوكيات الغير طبيعية وهي مختلفة عن سلوكيات الشخص العادي، وهذه السلوكيات تظهر في الإدراك والتأثر والوظائف الشخصية النفسية والتفاعل مع الذات والاندفاعية، وغالباً يكون لها تاريخ منذ الصغر، أي أنه حدث أمر ما جعل هذه الشخصية تصاب باضطراب.

بعض السمات الواضحة في الشخصية الهيستيرية

1- الاستياء إذا لم تكن مركز الاهتمام.
2- التغير السريع في المشاعر.
3- الدرامية المسرحية في التفاعل.
4- التأثر السريع بمن حولها.
5- الاستياء إذا وضعت في موقف صعب أو موقف اتهام.
6- التمركز حول الذات وعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين.
7- جذب الاهتمام عن طريق الملابس الملفتة .
8- الشعور بالملل السريع.
9- مهارات اجتماعية جيدة ولكن تستخدم في التلاعب بالآخرين من أجل جذب الاهتمام.
10- التهديد بالانتحار إذا لم يحقق لها ما تريد أو إذا شعرت أنه يتم اتهامها .
11- عدم القدرة على الحفاظ على علاقة لمدة طويلة

سبب الإصابة باضطراب الشخصية الهيستيرية

يقول العلماء أن سبب الإصابة باضطراب الشخصية الهيستيرية قد يكون أن أحدا الآباء لديه هذا الاضطراب فيقوم الطفل بتقليد السلوكيات التي يراها، ويقول العلماء أنه ربما كان هذا الاستعداد وراثي، كما أن التربية الغير سوية تؤدي للإصابة بهذا الاضطراب، مثل أن يقوم الآباء بمدح الطفل بشكل زائد وتهويل الأمور له وقد يكون بسبب أنهم لا يمدحونه مطلقاً فيختلط عليه الأمر، والحقيقة أن جميع اضطرابات الشخصية سببها وراثي واجتماعي في نفس الوقت، غير أن التربية هي التي تؤثر التأثير الأكبر في تقوية هذه الاضطرابات في الشخصية في سن مبكرة.

الفرق بين المرض النفسي (الهيستيريا) واضطراب الشخصية الهيستيرية

أما المرض النفسي الهيستيريا، فمن يصاب به هو الشخصية الهيستيرية.. كيف ذلك ؟ تصل هذه الشخصية عديمة التحمل المسؤولية وعديمة القدرة على مواجهة الفشل أو تحمّل العقاب، تصل إلى مرحلة من عدم القدرة على التكيف مع ما يحدث فتصاب ببعض الأعراض الهيستيرية وتنقسم هذه الأعراض إلى نوعين إما أعراض تحولية أو أعراض انشقاقية. والأعراض التحولية هي أن يتحول الألم النفسي إلى ألم جسدي، فبدلاً من الشعور بالألم النفسي فإن العقل الباطن يقوم بتحويل المشكلة النفسية إلى مشكلة جسدية فيصاب عضو ما بالشلل مثلا، أو عدم الإحساس، مثل شلل اليد أو الرجل وأحياناً فقدان البصر أو فقدان السمع ويطلق عليه الشلل الهيستيري أو فقدان البصر الهيستيري والعجيب في الأمر أنه ليس دائم ولكنه يزول بعد فترة من الوقت، بعد أن يهدأ المريض ويفهم سبب ما حدث له، فما حدث هوم رسالة من العقل تخبر الشخص أن يواجه مشكلاته ولا يهرب منها.

أما الأعراض الأخرى الانشقاقية فهي عبارة عن انشقاق وانسلاخ الإنسان من نفسه وعقله ووعيه وذاكرته، فهناك فقدان الذاكرة الهيستيري فإذا حدث أمر ما لا يستطيع الشخص مواجهته ولا يستطيع تذكره، أمر العقل الباطن الأعصاب الخاصة بالذاكرة أن تتوقف عن العمل، فيفقد الشخص ذاكرته مؤقتاً إلى أن يكتشفه شخص ويحاول أن يكلمه وينبهه.

وهناك ما يسمى بالشرود الهيستيري، فيبتعد الشخص ويمشي طويلاً دون هدف أو رؤية إلى أن يتعرف عليه شخص ويجده.

وهناك تعدد الشخصيات الهيستيري، وهو انسلاخ الإنسان من شخصيته القديمة التي ارتكبت الأخطاء وأصبحت عبئاً ثقيلاً عليه، فيتحول إلى شخص آخر باسم جديد وذاكرة جديدة، ولكن له نفس الهوايات والأشياء التي تعلمها، تستمر هذه الأعراض التحولية والانشقاقية لفترة ما ساعات أو أيام وقد تصل إلى أسابيع أو ربما شهر ثم يعود الشخص لطبيعته لذاكرته أو لشخصيته.. والعلاج مع هذا المرض هو علاج نفسي وحديث مع الطبيب النفسي ليجعل المريض يفهم سبب أعراضه وعندما يفهم ويعرف تختفي الأعراض تماما في الحال.. إلا أنها عندما تختفي ربما لا يسعد المريض بذلك لأن هذه الأعراض هي حماية له من مواجهة نفسه فكما قلنا أنها شخصية غير ناضجة ولا تتحمل عواقب أفعالها.

نعمة إبراهيم

مهندسة، مهتمة بالأدب، والشعر، والتنمية البشرية، واللغة العربية.

أضف تعليق

19 − 2 =