تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف تخلص طفلك من الخوف من الأشباح والوحوش أسفل سريره؟

كيف تخلص طفلك من الخوف من الأشباح والوحوش أسفل سريره؟

الخوف من الأشباح يبدأ عند الأطفال منذ الصغر ولا يكاد يتركهم إلا وهم على أبواب الشباب وأحيانا لا يتركهم أبدا ويظل ملازما لهم طيلة حياتهم، ويكاد الخوف من الأشباح في بعض الأحيان أن يصبح مرضا ظاهرا يستدعي التدخل العلاجي والتوجيه النفسي والسلوكي.

الخوف من الأشباح

الخوف من الأشباح والعفاريت من الأمور التي تصيب جميع الأطفال وتستمر معهم حتى الكبر في بعض الأحيان ونادرا ما تجد طفلا لا يخاف من الأطفال، بعضهم من يعبر عن هذا ويصرح بخوفه من الأشباح وبعضهم لا يعبر، وقد يكون الأمر بسيطا ولكن في بعض الأحيان يتحول إلى ذعر دائم لدى الأطفال يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي بحيث تكون هذه الأفكار والهواجس مسيطرة عليه باستمرار مما يجعله عرضة بشكل دائم لنوبات ذعر وبكاء وكوابيس ليلية متكررة، فكيف يمكننا حماية أطفالنا من الخوف من الأشباح والوحوش وما شابهها من المخاوف؟ هذا محور حديثنا.

الخوف من الأشباح عند الأطفال

ينشأ الخوف من الأشباح عند الأطفال من الحكايات التي يسمعها من محيطه ومن التلفزيون ومن كارتون الأطفال وغيرها، فعندما يحكي أحد الكبار قصة فإنها تنطبع في ذهن الطفل بسهولة ولا يتوقف عند هذا بل يرويها لأطفال آخرين وبالتالي تنطبع ربما بصورة أكثر بشاعة في ذهن الطفل الآخر وهكذا، يعزز ذلك أيضًا ما يراه الطفل من مواد غير مناسبة على التلفزيون من أفلام الرعب والمسلسلات الكارتونية غير المناسبة، ولعل أكثر الأعراض التي نجدها عند الأطفال هي الكوابيس الليلية أو الصراخ والذعر ليلا أو الخوف من النوم في غرفهم وهكذا.

كيف تحمي ابنك من الخوف من الأشباح ؟

الخوف من الأشباح كيف تحمي ابنك من الخوف من الأشباح ؟

الرقابة على مشاهدة التلفزيون

لا يمكن أن نترك الطفل وحده فريسة مشاهدة المواد التلفزيونية أو مقاطع يوتيوب، يجب أن يكون هناك رقابة دائما على ما يشاهده، أعتقد أننا ترعرعنا على مسلسلات سبيستون التي كانت تربينا فعلا على القيم والثوابت المثالية ولا أعتقد أن أي شخص من الجيل الذي نشأ على قناة سبيستون ينكر كم القيم والتعاليم التي تلقاها من هذه القناة الرائعة، أما الآن في عصر انعدام الرقابة ووجود الهواتف الذكية في أيدي الأطفال باستمرار فمن الصعب إبقاء الطفل بمعزل عن المواد الضارة وحكايات الأشباح وأفلام الرعب والمشاهد الصعبة وغيرها.

تعليمه الهوايات المفيدة

ممكن بدلا من ترك الطفل فريسة لهذه الحكايات والمواد المصورة المرعبة والتي تؤدي إلى الخوف من الأشباح والعفاريت أن تعلمه الهوايات المفيدة وأن تشغل ذهنه بدلا من البحث عن مواهبه الحقيقية والانشغال بالموسيقى والعلوم والفنون والأشياء الأخرى الجميلة، يمكنك بالطبع أن تثري خياله بحكايات مثل المكتبة الخضراء وكليلة ودمنة وتنتقي منها ما يناسبه ويناسب سنه بالفعل كما أن هناك أفلام مثل شركة المرعبين المحدودة تتهكم على مسألة الوحوش هذه وتظهرهم كائنات غاية في اللطف والوداعة فليس عليه أن يخاف منهم أو يتخيلهم بصور مرعبة.

إضاءة حجرته بإضاءة مناسبة

ربما تتكون كافة الأفكار المرعبة في الظلام ويزداد الخوف من الأشباح خطرا في الظلام أو في الإضاءة الخافتة، لذلك لا يجب علينا أن نضيء حجرات الأطفال بإضاءة خافتة بل أن نجعل الإضاءة مناسبة، ليس متوهجا بشكل مبالغ فيه ولكن على الأقل ألا يكون خافتا أو باعثا على الكآبة.

التعبير بالرسم عن هواجسه

عندما كنت أعمل مدرسا ومُنحت بعض حصص الرسم إلى جانب منهجي الأساسي في أول حصة لطلاب الصف الأول الابتدائي طلبت منهم جميعا ألا يتقيدوا برسم شيء معين، ورسم أي شيء يخطر في بالهم أو يدور في خيالاتهم، وذهلت من هذا الكم من رسم الأشباح والعفاريت ولعل هذا ما جعل الأطفال يقبلون باستمرار على حصة الرسم لإتاحة فرصة التعبير، لذلك لا تحرم ابنك من التعبير عن هواجسه والذي يكون وسيلة جيدة للتخلص من الخوف من الأشباح مرة بعد مرة، خصوصًا أن هذه الخيالات تتغذى على كونها مجهولة ومنطقة خطرة في الدماغ، لذلك لا تتردد في تحفيز ابنك لرسم ما يخطر في باله لأن ذلك عليه نسبة كبيرة من تخليصه من الخوف من الأشباح والوحوش.

مرض الخوف من الأشباح

يعرف الخوف من الأشباح في الطب النفيس باسم فيسموفوبيا، ويشار إلى أنه طارئا عن طريق الخطأ من السبيكترو فوبيا وهو الخوف من المرايا، ومرد هذا المرض يأتي من الاستناد في معظم الثقافات على أن الأشباح كائنات شريرة ومؤذية وتتعمد التلاعب بالبشر وإرعابهم، وتكاد تجمع كل الثقافات على أن الأرواح البشرية بعد الموت تتحول إلى أشباح بعضها ما يكون طيبا فيسكن العالم الآخر وبعضها ما يكون شريرا فيتعمد الرجوع للدنيا على هيئة شبح وإيذاء البشر الموجودين على الأرض، ويزداد الاعتقاد في وجود الأشباح عند المتدينين بشكل عام عكس غير المتمسكين بالعقائد الدينية فإنهم ينكرون ذلك لعدم وجود أدلة علمية عليه.

علاج الخوف من الأشباح

الخوف من الأشباح علاج الخوف من الأشباح

يكمن علاج الخوف من الأشباح عند الأطفال في جعلهم يعبرون عن أنفسهم بالرسم والحديث عما يدور في خيالاتهم والرقابة على ما يشاهدونه في التلفزيون والإنترنت، أما علاج الخوف من الأشباح عند الكبار فيجب ألا يكون موجودا وعلينا أن نقنعهم بعدم وجود أشباح من الأساس وما من ثمة دليل علمي على وجود أي كائنات أخرى غير مرئية تعيش معنا على الأرض مهما حاولت المسلسلات وأفلام هوليوود التسويق لوجود هذه الكائنات، وفي النهاية من الأفضل استشارة أخصائي نفسي إذا زاد الأمر عن حده وتطلب ذلك.

الخوف من الأشباح من الأشياء التي يصاب بها معظم الأطفال ويجب علينا ألا نستهين بها وأن نحاول تخليص الأطفال من هذه الهلاوس خصوصًا إن زادت عن الحد الطبيعي، أما إن استمرت معهم حتى الكبر فعلينا استشارة أخصائي نفسي.

محمد رشوان

أضف تعليق

اثنان × أربعة =