تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف يستغل أطباء الصحة النفسية العلاج بالرسم في علاج المرضى؟

كيف يستغل أطباء الصحة النفسية العلاج بالرسم في علاج المرضى؟

يعتبر العلاج بالرسم من الوسائل المبتكرة لعلاج كثير من أنواع الأمراض النفسية، حيث لا تجدي العلاجات الكيميائية في كثير من الحالات، بل قد تزيد من تفاقم المرض، وتسبب للمرضى العديد من المضاعفات التي لا تظهر عند استخدام الرسم كعلاج للعديد من الأمراض.

العلاج بالرسم

أصبح العلاج بالرسم ضرورة من الضروريات التي يجب أن يلجأ إليها الأطباء النفسيون في علاج المرضى؛ حيث أننا نعيش في عصر تتصارع فيه التكنولوجيا مع الزمن، وتنحسر فيه القيم الأخلاقية، ويعاني كثير من الناس من المشاكل النفسية والأمراض العصبية؛ بسبب العجز عن مجاراة هذا التسارع الرهيب والتغير المريب الذي شمل جميع مناحي الحياة، وبالرغم من التطور الهائل في مجال استخدام الأدوية الكيميائية إلا أن العلاج السلوكي أو باستخدام الفن والرسم يعتبر من أنجح وسائل العلاج التي لا تترك آثارا جانبية سيئة، وفي كثير من الأحيان نحتاج العلاج بالرسم لتعديل بعض السلوكيات لدى الأطفال في بداية تنشئتهم، حيث يعبر الأطفال عن مكنونات ذواتهم عن طريق الرسم، وينفسون عن انفعالاتهم المختلفة من خلاله، وسوف نتناول في هذا المقال: ما أهم فوائد العلاج بالرسم؟ كيف نستخدم العلاج بالرسم للكبار؟ كيف نستخدم العلاج بالرسم للأطفال؟ وما أهميته؟ ما فنيات العلاج النفسي بالرسم للأطفال؟ ما دلالات استخدام الألوان عند الأطفال؟ هل توجد كتب عن العلاج بالرسم؟

ما أهم فوائد العلاج بالرسم؟

العلاج بالرسم ما أهم فوائد العلاج بالرسم؟

العلاج بالرسم أحد فروع العلاج بالفن، وهو طريقة علاجية تعتمد على التعبير عن الأفكار الداخلية للمريض، من خلال تدريبه على إخراج الإبداع والابتكار الذي ينطوي عليه تفكيره وعقله، وذلك كوسيلة للتنفيس عن اضطراباته النفسية، وتخفيف التوتر الذي يعاني منه، إضافة إلى أنه يمكنه من إثبات ذاته والحصول على إعجاب الآخرين وجذب انتباههم، كما تساعد على قراءة أفكار المرضى من خلال الرسومات التي يقدمونها، ومعرفة المشاكل التي يعانون منها دون أن يتحدثون عنها، وقد ظهر هذا النوع من العلاج منذ حوالي خمسين عاما في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1969م، عندما تأسست الجمعية الأمريكية للعلاج بالفن؛ وذلك لتكون بمثابة علاج تكميلي لكثير من الأمراض، بل يستخدمه بعض المعالجين كعلاج طبيعي بديل عن أنواع العلاج الأخرى، وفيما يلي أهم فوائد العلاج بالرسم:

تحسين الواصل

يميل بعض المرضى إلى الخجل والانسحاب، وقد يعاني بعضهم من صعوبات في التواصل مع الأسر أو المعالجين، لذلك فإن العلاج بالرسم مفيد جدا في مثل تلك الحالات، حين يساعدهم في التعبير عن الأفكار من خلال إطلاق العنان لإبداعاتهم للتعبير عن المشاعر والعواطف وخلجات النفس، وبالتالي يستطيع المعالج -من خلال قراءة اللوحات الفنية- أن يعرف ما يدور في فكر المريض، ومن ثم يمكنه مساعدته على التغلب على المشكلات التي يعاني منها أو يواجهها، وكما يرى بول سيزان فإن الأمر لا يتعلق برسم الحياة، بل يتعلق بإخراج الرسومات إلى الحياة.

تعزيز احترام الذات

يعمل الرسم العلاجي على تعزيز احترام الذات، وزيادة الثقة بالنفس إذا تم تنفيذه في بيئة غير تنافسية بتشجيع من الطبيب النفسي المعالج، حيث يستطيع المريض أن يحقق أهدافه الشخصية العظيمة بسهولة مع قليل من التشجيع، كما يكون العلاج بالرسم مهمًا أيضًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الترابط والتواصل مع الآخرين أو الذين مروا بصدمات وأزمات نفسية قاسية، حيث يحتاجون إلى تعزيز استقلاليتهم والتدرب على حب وتقدير ذواتهم.

تحسين المهارات الحركية

كما هو الحال عند عزف الموسيقى فإن استخدام الفرشاة والألوان أو أقلام الرصاص تحسن من طرق تنظيم حركات اليد، كما تطور وصلات الدماغ المتعلقة بتلك القدرات لدى الأطفال على وجه الخصوص، كما تساعد مهارة العلاج بالرسم على تحسين المهارات الحركية الدقيقة لدى الكبار والبالغين إضافة إلى تقوية عضلات الأصابع واليدين.

تحفيز الدماغ

من خلال الرسم والتلوين يتم تحفيز نصفي المخ داخل الرأس، فالنصف اليساري هو الجانب المنطقي والعقلاني، بينما يرتبط الجانب الأيمن بالإبداع والعواطف، ولا شك أن استخدام الرسم والتلوين سوف يسمح للخيال بالظهور، كما يعمل على التنفيس عن الأفكار العميقة التي تجول بخواطرنا.

زيادة التركيز

إن الاستغراق في الرسم أو أي نوع من الإبداع الفني يتطلب التركيز، ومن المعروف أن العلاج بالرسم عمل دقيق يتيح للمريض أن ينسى محيطه الخارجي وينطلق داخل عالمه الخاص، حيث يمر الوقت دون أن يشعر به، كما تخرج الانفعالات دون استعداد لها، حيث يبرز العقل الباطن في بعض الحالات النادرة التي قلما يمر بها الفرد إلا في الاستغراق في الفنون أو الصلاة أو التأمل على سبيل المثال.

تعزيز الذكاء العاطفي

العواطف هي جزء مهم جدا من إبداعنا، ومن خلال الرسم والتلوين يمكن لعواطفنا أن تتدفق وتتعرض للسعادة والحب والتعاطف والسلام، كما يساعد الاسترخاء الذي يتم الحصول عليه من خلال العلاج بالرسم على تحقيق التوازن بين القلب والعقل؛ وذلك يساعد في تعزيز الذكاء العاطفي بصورة أكبر.

كيف نستخدم العلاج بالرسم للكبار؟

العلاج بالرسم كيف نستخدم العلاج بالرسم للكبار؟

رغم أن البالغين أو الكبار لديهم خبرة أكثر في استخدام اللغة في المواقف المختلفة للتعبير عن المشاعر والأفكار إلا أنهم يحتاجون في كثير من الأحيان للعلاج بالرسم أو الفنون الأخرى للتعبير عن عواطفهم المكبوتة والخبرات المعقدة، ولكن مثل تلك الحالات تحتاج إلى معالج محترف يتمكن من إخراج وتفسير تلك العواطف وقراءتها عبر ما تخطه أقلام المرضى أو فرشاة الألوان، وفيما يلي أهم الأمراض التي يمكن استخدام العلاج بالرسم فيها للكبار:

علاج القلق

لا شك أن مرض القلق من أخطر أمراض العصر التي تصيب الأفراد، وتؤثر على علاقاتهم بالآخرين، بل تجعل الفرد انطوائيا لا يرغب في مغادرة المنزل، ويصل عدد المرضى بالقلق في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها إلى 40 مليونا من البالغين كل عام، وهو يمثل أكثر من 18% من سكان الولايات المتحدة، وقد أثبتت العديد من الدراسات الأمريكية في هذا الشأن أن العلاج بالرسم يمكن أن يساعد في الوصول إلى الجذور الأساسية للقلق الذي يصيب المرضى من هذا النوع من خلال مناقشة الأعمال الفنية ومشاهدة الرسوم والسيرة الذاتية، وبالتالي يمكن التعامل مع المشكلة وعلاجها، كما يفيد الرسم العلاجي أيضًا في علاج مضاعفات القلق المختلفة من خلال آليات عمل علاجية لاكتشاف الذات.

علاج الهلع والذعر

يمكن للرسم العلاجي أن يتغلب على اضطرابات الهلع أو الذعر أو الخوف التي تصيب بعض الأشخاص بمجرد التفكير في حدوث النوبات أو المشاكل والأزمات التي واجهتهم في السابق سواء في الواقع أو الخيال، حيث يقوم المعالج بتوجيه المريض إلى استخدام الفرشاة أو أقلام الرسم لتسجيل الأشياء التي يشعر معها بالراحة كلما عاودته نوبة الهلع أو الذعر، وذلك مثل أحد الأماكن التي تستهويه، أو وجه أحد الأشخاص الذين يحبهم، أو كتاب أو مكتبة أو قصيدة يحبها وغير ذلك، ثم يقوم بدوره بتفسير تلك اللوحات والأوراق التي على أساسها يمكنه من زرع الثقة لدى المريض وإعادة الطمأنينة إلى حياته بعد أن دمرها الخوف غير المبرر أو الخوف من المجهول أو من تكرار مواقف قديمة مرت به.

علاج الاكتئاب

يساعد العلاج بالرسم في تخفيف مشاكل الاكتئاب والغضب والتخلص منها إذا كانت تحت إشراف معالج مدرب، حيث يرشد المريض تدريجيا إلى تسجيل الأحداث والأشياء التي تجلب له الراحة والهدوء، وكذلك الأشياء الإيجابية التي يستمتع بها في حياته كبدائل لمثيرات الاكتئاب والغضب، وذلك كالأمور التي تساهم في تعزيز صحته النفسية والعاطفية والبدنية والروحية مثل: قضاء بعض الوقت في التأمل أو الصلاة، ممارسة بعض أنواع الرياضة، وغير ذلك، ويتم تجميع تلك الأشياء في لوحة واحدة، ويقوم بتعليقها في مكان بارز في المنزل بحيث يراها يوميا؛ لتكون محفزا له على استبدال العادات والمشاعر غير المرغوبة بأخرى محببة أو مرغوبة لديه.

كيف نستخدم العلاج بالرسم للأطفال؟ وما أهميته؟

العلاج بالرسم كيف نستخدم العلاج بالرسم للأطفال؟ وما أهميته؟

يعتبر الرسم من الفنون التي تساعد على التواصل مع الأطفال والمراهقين، كما يسهم في علاجهم من كثير من الأمراض النفسية والعضوية، حيث تتميز لغة الأطفال بالمحدودية، مما يجعل للرسم العلاجي دورا مهما في مساعدة الأطفال للتعبير عن الأفكار والعواطف والمعقدة، مما يمكن المعالج من اختراق عالمهم وفهم احتياجاتهم بشكل أفضل، وفيما يلي طرق وأهمية العلاج بالرسم للأطفال:

العلاج النفسي

غالبا ما يبحث الأطباء النفسيون عند علاج الأطفال الذين يعانون من مشاكل أو اضطرابات نفسية عن بدائل للأدوية والمهدئات الكيميائية، ومن أفضل تلك البدائل التي أثبتت فاعليتها في العلاج النفسي الرسم العلاجي، حيث يتمكن المريض من إخراج ما بداخله من توتر وقلق أو اضطرابات تعود به إلى الواقع الذي أثر على تفكيره وأسلوب حياته، وبالتالي يشعر بالاسترخاء والرضا الذاتي، ويمكن أن يستفيد من مكملات العلاج من الأدوية الكيميائية أيضا، حيث يستطيع الطبيب المعالج أن يقرأ أفكار المريض وأن يشخص المرض من خلال الرسم ومناقشته فيه؛ لأنه يمثل إفرازا لما يدور داخل العقل الباطن للمريض.

علاج الاكتئاب والتوتر

يفيد العلاج بالرسم بدرجة كبيرة في علاج حالات الاكتئاب والتوتر لدى الأطفال أفضل بكثير من المرضى النفسيين، حيث تم استخدام تلك الطريقة منذ القدم في رسم الحيوانات التي تسبب التوتر والخوف على الجدران، حيث يمثل الرسم إحدى القدرات الإبداعية التي يمكنها الكشف عن أنماط الشخصية وإظهار جوانب الضعف والاضطراب التي يحرص على إخفائها، وبالتالي يمكن علاج المريض وتخليصه من تلك الجوانب المظلمة في حياته.

العلاج المعرفي

يستخدم العلاج بالرسم في تصحيح كثير من المفاهيم لدى الأطفال، حيث يقوم الطبيب المعالج بإعطاء المريض الذي يعاني من اضطرابات معرفية وسلوكية، لوحة أو صورة لأحد الوجوه، ثم يطلب منه رسمها مرة للخير وأخرى للشر، وبالمقارنة بينهما يتبين له المخاوف التي تجول بأعماقه، ومن ثَمَّ يمكن علاجها والتغلب عليها.

علاج تكميلي

إن طريقة العلاج بالرسم من طرق العلاج الناجحة في إفراغ وإخراج جميع أنواع التوتر التي يشعر بها المريض على الورق، حيث يشعر بعدها بالاسترخاء والهدوء النفسي، ومن خلال قراءة الرسم من قِبَل الأطباء النفسيين المتخصصين يمكن فهم حالة المريض النفسية ووصف الدواء المناسب له، رغم أن هذا النوع من العلاج لا يفيد في الحالات الشديدة للمرضى العقليين الذين لا يستطيعون الرسم أو لا يستجيبون لإرشادات الطبيب.

ما فنيات العلاج النفسي بالرسم للأطفال؟

العلاج بالرسم ما فنيات العلاج النفسي بالرسم للأطفال؟

للعلاج بالرسم فنيات وتفسيرات خاصة يدركها الأطباء النفسيون أو المعالجون المدربون عليها، وقد تكون الصعوبة أشد عند التعامل مع الأطفال؛ وذلك لعجزهم عن التعبير عن الاضطرابات النفسية أو العقلية التي قد يتعرضون لها، وأغلب الرسوم التي يقوم بها الأطفال تكون للأفراد أو الأشخاص والوجوه أو رؤوس الحيوانات التي تمثل تهديدا لهم، وفيما يلي أهم الفنيات التي يعتمد عليها المعالج النفسي في تفسير رسوم الأطفال عند العلاج:

تضخيم الشكل

إن رسم إنسان أو حيوان أو شكل بصورة ضخمة للغاية تدل على عجز الطفل عن التوافق مع العالم الخارجي، كما أن رسم إنسان بصورة ضخمة مبالغ فيها تدل على الميول العدوانية.

ضآلة الشكل

يميل الطفل الانطوائي غالبا إلى رسم الأشياء أقل من حجمها الطبيعي بصورة واضحة، حيث يدل رسم صورة الإنسان في حجم ضئيل جدا على وجود مشاعر الخجل والاكتئاب والانطواء على الذات والشعور بالنقص والدونية، كما يلاحظ الطبيب المعالج أن الرسم العلاجي في تلك الحالة لا يهتم بتفاصيل الوجه أو ملامح الشخص المرسوم.

شكل الرأس

يعبر شكل الرأس المرسوم عن بعض الفنيات والمعاني عند علاج المرضى النفسيين، فإذا كان شكل الرأس ضخمًا فهو دليل على تضخم الأنا لدى المريض، أما إذا كان مناسبا لباقي الرسم فإن الطفل متوافق نفسيا.

شكل الفم

يرى خبراء العلاج بالرسم أن الأطفال العدوانيين يرسمون الفم ضخما والأسنان بارزة كبيرة الحجم بشكل غير معتاد؛ ليدل على عدم التوافق النفسي والرغبة في العدوان والانتقام من الآخرين، أما الطفل الطبيعي يجعل رسم الفم مناسبا لحجم الجسم في الشكل المرسوم.

شكل العين

إذا رسم المريض العيون بشكل جاحظ أو أضخم من باقي الجسم فهذا دليل على الخوف من مراقبة الآخرين لهم، وعلى النقيض من ذلك إذا رسموا العين أصغر من الحجم الطبيعي لها فإن ذلك دليل على الانطوائية وعدم الرغبة في مخالطة الآخرين أو التعرض لنظراتهم خاصة عند اختفاء العيون من الرسم.

شكل العنق

عند قراءة رسوم الأطفال نجد أن العنق الطويل المبالغ فيه يدل على أن المريض يعاني من صعوبة في تحقيق أهدافه وإشباع رغباته، وكذلك إذا تم إغفال العنق وتجاهل رسمه تماما.

رسم الأيدي

يفسر خبراء العلاج بالرسم الأيدي أو الأذرع الطويلة التي لا تتناسب مع شكل الجسم بأنها دليل على رغبة المريض في التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم رغم العجز عن ذلك، أما الأيدي الصغيرة جدا فهي دليل على الشعور بالعجز والضعف والانطواء على النفس وقلة الحيلة، بل أحيانا في الحالات الشديدة يغفل الطفل رسم الأيدي أو بعض تفاصيلها.

رسم الشمس والقمر

إن رسم الشمس الباكية دليل على حالة شديدة من الحزن لفقدان شخص عزيز، أما رسم القمر فهو يدل على الخوف من الموت في أغلب الأحيان.

رسم المنزل وتفاصيله

يعتبر رسم المنزل من الأدلة على وجود عاطفة سلبية أو إيجابية لدى المريض، فكلما كانت تفاصيل البيت مكتملة دلت على الاستقرار والتناغم العاطفي والأسري، أما إذا اختفت أو اختلفت التفاصيل فإنها تدل على مشاعر سلبية لدى الطفل وأنه لا يعيش حالة طبيعية من التناغم العائلي، كخلو البيت من الدفء والمشاعر الحانية وغيرها.

ما دلالات استخدام الألوان عند الأطفال؟

العلاج بالرسم ما دلالات استخدام الألوان عند الأطفال؟

لا شك أن العلاج بالرسم له أهداف راقية، ويعتمد الخبراء في هذا المجال على تفسير دلالات الألوان ورمزيتها بشكل يمكنهم من قراءة أفكار المريض ومشاعره، كما يرون أن استخدام الطفل لخمسة ألوان أو أكثر بنجاح يدل على واقعيته واستقراره العاطفي، وقلة استخدام الألوان يدل على انعدام الاستقرار ورغبته في الوحدة وفقدان العلاقات الاجتماعية، وفيما يلي أهم الدلالات التي تشير إليها الألوان التي يستخدمها الطفل المريض:

اللون الأحمر

إن استخدام الطفل للون الأحمر بكثرة في رسومه يدل على اتصافه بالعصبية والميول العدوانية، وكلما زاد المريض من استخدام اللون الأحمر فإن ذلك دليل على أنه يعاني من الضغط النفسي والكبت العاطفي.

اللون الأصفر

يعتبر استخدام اللون الأصفر في العلاج بالرسم دليل على قدرة الشخص على التوافق مع العالم الخارجي، ولكن الإفراط في استخدامه يدل على رغبة كامنة للتحرر من الضغوط والصراعات الداخلية.

اللون الأخضر

يفسر المعالجون بالرسم استخدام اللون الأخضر الفاتح على أنه دليل على التوافق والتفاعل مع الآخرين والرضا عن الذات، أما الأخضر القاتم فيدل على الطبيعة المنغلقة للمريض.

اللون الأزرق

الاستخدام المعتدل للون الأزرق يدل على العاطفة المعتدلة والتوافق الداخلي، أما الإفراط في استخدامه فيدل على البرودة العاطفية واللامبالاة.

اللون البني

استخدام اللون البني يدل على رغبة المريض في الشعور بالأمان، وأنه يعاني من صعوبة في التوافق العاطفي مع الآخرين رغم توقه للسلام والتوازن العاطفي.

اللون البنفسجي

يفسر المتخصصون في العلاج بالرسم استخدام المريض للون البنفسجي أو المزج بين الأحمر والأزرق على أنه يحمل مشاعر متناقضة وصراع داخلي بين رغباته وطباعه.

اللون الأسود

وهو لون الحزن والاكتئاب، ويدل على رفض الواقع والثورة عليه، أما اللون الرمادي فهو يدل على الحذر والرغبة في كتمان المشاعر أو العجز عن التعبير عنها.

اللون الأبيض

اللون الأبيض الذي يسيطر على رسوم الأطفال أو ترك مساحات كبيرة على اللوحة دون رسم أو تلوين يدل على الانطواء والفشل في التواصل مع الآخرين والكبت العاطفي الذي يسيطر على حياته.

هل توجد كتب عن العلاج بالرسم ؟

يعتبر استخدم الرسم في تفسير وعلاج المرضى من الأساليب الحديثة في العلاج بالبدائل، وقد ظهر هذا الأسلوب منذ حوالي نصف قرن في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تطور وما زال الباحثون يعملون على دراسته وتطويره للوصول به إلى أفضل المستويات عندما ثبتت فاعليته وقدرته على تشخيص حالة المرضى والتخفيف من وطأة المرض، وفيما يلي أهم وأشهر الكتب في مجال العلاج بالرسم :

العلاج بالرسم.. أسلوب علاجي ناجح مع الأطفال

وهو من تألف الدكتورة: سمية حسام، ويتناول كثيرا من موضوعات الرسم لدى الأطفال، وكيفية استخدام الرسم في علاج مشاكل الأطفال النفسية والسلوكية، وقد نشر للمرة الأولى عام 2007م، وهو من أفضل الكتب وأشملها في هذا المجال.

مدخل إلى سيكولوجية رسوم الأطفال

وهو من تأليف الدكتور: عبد المطلب أمين القريطي، وهذا الكتاب موجه للمختصين بشئون الأطفال سواء في مجال علم النفس أو التربية، كما يحتوي الكتاب على نماذج من رسوم الأطفال مع تفسيرها بشكل علمي مبسط، وهو يعد من الكتب الرائدة في هذا المجال، وقد نشر لأول مرة عام 1995م.

دراسة الشخصية عن طريق الرسم (اختبار رسم المنزل والشجرة والشخص)

وهو من تأليف جون. ن. باك، واقتباس وإعداد الدكتور: لويس كامل مليكه، وهو يهتم بطريقة تطبيق اختبارات العلاج بالرسم على الأطفال مع تقديم تفسيرات لكل حالة من الحالات المرفقة لرسم المنزل أو الشجرة أو الشخص، وقد نشر لأول مرة عام 1960م.

هناك الكثير من الكتب التي تناولت مجال العلاج بالرسم سواء كانت كتب خاصة بعلم النفس أو بالفن، وكذلك منها الكتب العربية ومنها الكتب المترجمة، وكلها تتفق على أن الرسم يساعد الأطفال أو المرضى النفسيين على التنفيس عن انفعالاتهم عندما تفشل قدرتهم اللغوية عن ذلك، ومن ثَمَّ يستطيع الخبراء أو المعالجون -من خلال قراءة تلك الرسوم التي أصبحت بديلا عن اللغة- أن يصلوا إلى التشخيص الصحيح والعلاج الأنسب والمعاملة المناسبة لهذا المريض، وقد عرضنا في هذا المقال أهم فوائد العلاج بالرسم ، وكيفية استخدامه مع الكبار، وطريقة وأهمية استخدامه مع الأطفال، وأهم فنيات العلاج النفسي بالرسم للأطفال، ودلالات استخدام الأطفال للألوان، وأخيرا بعض الكتب المعروفة عن العلاج بالرسم .

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

تسعة + سبعة =