تأتي الحصبة وتنتشر في المجاري التنفسية، وتكون على هيئة التهابات سريعة الانتشار داخل الجسم، بل وحتى تنتقل إلى القريبين من المريض، وتعد الحصبة من الأمراض التي تصاحبها الكثير من الأعراض التي تظهر وقت المرض فقط، وتختفي باختفائه ومن هذه الأعراض: السعال، واحمرار العين وحدوث هيجان بها، كما يشعر المريض بوجع شديد في الحلق، وتبدأ الحساسية والبثور الحمراء بالانتشار على الجسد. وعند النظر إلى نسبة حدوث الحصبة في العالم سنجدها تتراوح من 30 إلى 40 مليون حالة سنويا، ولأن الحصبة لها مضاعفات خطيرة نجد أن هذا العدد يموت منه حوالي مليون شخص، ومن هنا انتشرت الأبحاث حول هذا المرض، ومن النقاط التي تم نشرها سننطلق في كتابة هذا المقال.
استكشف هذه المقالة
الحصبة الألمانية
تعتبر الحصبة الألمانية أقل خطرا من الحصبة العادية؛ تصل إلى الجسم بتمكن الفيروس من دخول الجسم ثم يجلس بداخله فترة الحضانة التي تصل إلى 20 يوما، وبعد هذه المدة تظهر الأعراض في البداية ترتفع درجة حرارة المريض، ثم تنتفخ معظم الغدد الظاهرة والتي تقع في منطقة الوجه والرقبة، ومن الوجه أيضا تبدأ ظهور المناطق الحمراء وتنتشر بسرعة إلى الجسم بأكمله؛ في الغالب تستمر هذه الأعراض لمدة 4 أيام بعدها تختفي أعراض المرض، ويكون المرض معديا قبل ظهور الأعراض بأسبوع وبعدها بأسبوع، وبعد هذا يختفي المرض للأبد لآن المريض يكتسب من هذه الإصابة مناعة ضد مرض الحصبة الألمانية؛ يمكن للحصب الألمانية أن تكون خطرة إذا كان هناك حمل لأنها تنتقل بسهولة إلى الجنين لذلك ينصح أن تبتعد المرأة حامل عن أي مريض بالحصبة.
الحصبـة للكبار
كما قلنا أن الحصبة تأتي بنسبة أكبر للأطفال، وبالتالي يكتسب الجسم مناعة منها فلا تأتي مرة أخرى إذا شاب المريض، لكن توجد بعض الحالات نجد فيها أن مرض الحصبة يأتي بالرغم من تقدم سن المريض، وتتسبب الإصابة في هذا السن في إخافة الكثير من الناس وذلك بسبب أعراضها الخطيرة التي قد تصل إلى الموت، يدخل فيروس الحصبة للكبار عن طريق مجرى التنفس، وينتشر بعد ذلك من سعال المريض وما يخرج من جسده، ويمكن للفيروس التأقلم والعيش خارج جسد المريض بعض الوقت، لذلك يعتبر من الفيروسات التي تنتقل بسهولة لمن يجلس بجانب المريض؛ وتعتبر أشهر أعراض الحصبة عند الكبار هي: ضعف للجسد بشكل عام، احمرار العين مصحوبة بحساسية من الضوء، التهاب داخل الحلق مصحوبا ببقع حمراء داخل الفم، ويلاحظ أيضا ازدياد معدل السعال الجافة عند المريض، وفي حالة عدم الاهتمام بالتشخيص والعلاج فإن هذه الأعراض تزداد وتتطور.
الحصبة عند الرضع
تعتبر الحصبة عند الرضع مشابهة إلى حد كبير من الحصبة عند الكبار، يصل فيروس الروبيولا إلى الطفل عن طريق التنفس أو وجوده بجانب طفل مصاب، وبعد أيام قليلة يتمكن الفيروس من الرضيع ولا يتركه حتى يكمل دورة حياته؛ تبدأ أعراض الفيروس عند الرضع بالسعال الجاف الشديد، ثم ترتفع درجة حرارة الرضيع لدرجة تصل إلى الحمى أحيانا، وتتوالى أعراض أخرى بعد هذه مثل: التهابات الحلق، والشعور بألم في العين، ثم تبدأ الحبوب القرمزية بالظهور، وبعدها الطفح الجلدي، وفي بعض الحالات تحدث التهابات في الرئة، وتلف في بعض مناطق المخ وذلك في التطورات الكبيرة للمرض، كما يظهر على معظم الأطفال الرضع الإسهال الذي يؤدي بدوره إلى إصابة الجسم بالجفاف؛ في بداية المرض يصعب على الطبيب أن يحدد علاج بعينه، لذلك يأمر بالحفاظ على راحة الطفل مع تقديم مختلف السوائل له لتعويض ما يفقده جسم الطفل.
كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالحصبة
كما ذكرنا سابقا تعتبر الحصبة من الأمراض الفيروسية، وبالطبع يسهل علاجها كأي مرض فيروسي، والذي لا يمكن القضاء عليه مباشرة، لذلك نضطر إلى أن ننتظر انتهاء دورة حياته داخل الجسم وموته، ولكن بالطبع لن نقف ونشاهد الفيروس وهو يقضي على الذين يصيبهم، لذلك هناك بعض النصائح التي يمكننا بها أن نتعامل مع الأطفال المصابة بالحصبة حتى يتعايشوا بسلام مع الفيروس خلال فترة حياته، أولا يتم إعطاء الطفل الدواء المناسب لسنه الذي يقوم بتخفيض درجة الحرارة بجانب استخدام كمادات الماء الدافئة، ثانيا يجب مراعاة الغذاء الذي يتناوله الطفل، وينصح بتشكيل الطعام له بين الخضروات الصحية والفواكه، ثالثا يجب توفير السوائل بشكل مستمر حتى تعوض المفقود من جسم الطفل، رابعا يجب تناول المضادات الحيوية حتى تقضي على الالتهابات الحادثة، ويتناول أدوية السعال حتى يتخلص منه، وأحيانا ينصح الطبيب بأخذ فيتامين أ لأنه يعتبر من أساليب الوقاية الجيدة من الحصبة.
لقاح الحصبة
يتم تجهيز لقاح الحصبة في المعامل الطبية، وهو عبارة عن كمية قليلة من فيروس الحصبة، فلا تسمح هذه الكمية بظهور أعراض خطيرة على المريض، ولا تسمح للفيروس بالانتشار والعدوى، تمكن هذه الكمية الجسم من تكوين مناعة ضد المرض فقط، يتم في الغالب حقن هذا اللقاح أعلى الفخذ أو العضد، ويشهد هذا اللقاح نجاحا كبيرا، ويجب الإشارة هنا إلى أن لقاح الحصبة العادية يختلف عن لقاح الحصبة الألمانية؛ يتم أخذ هذا لقاح الحصبة من سن 9 أشهر وحتى 18 عام، وفي الغالب يؤخذ ثلاث مرات منفصلة؛ ويمكن إعطاء هذا اللقاح لشخص أصابه الفيروس وسيمنع اللقاح ظهور أعراض الفيروس كما سيقضي عليه هذا في حالة أن المصاب أخذه قبل مرور 72 ساعة من الإصابة، لا يتم أخذ هذا اللقاح في بعض الحالات مثل: الذين يعانون حساسية تجاه اللقاحات، ومن لديهم مرض نقص المناعة، أو مشكلة في تكوين الصفائح الدموية، أو الذين يأخذون علاج لمرض السرطان، أو حتى من قاموا بزراعة أعضاء في جسدهم.
الفرق بين الحصبة والحساسية
يختلف الكثير من الناس حول تشخيص بعض الحالات، هل هم مصابين بالحصبة، أم بالحساسية؟ وللإجابة على هذا السؤال يجب علينا الرجوع إلى أصل كلا المرضين، قلنا في الفقرات السابقة في المقال أن الحصبة تأتي بسبب فيروس معين، وهذا الفيروس يحدث الكثير من الاختلالات في وظائف الجسم مثل: ارتفاع درجة الحرارة، والسعال الشديد، وغير ذلك من الأعراض، وبسبب هذه الاختلالات في وظائف الجسم وهذه الحرارة يحدث طفح جلدي، ويتلون الجسم باللون الأحمر أو القرمزي، ويختفي هذا الطفح عادة باختفاء أعراض المرض؛ أما عند النظر على مسببات الحساسية فإننا نجد أنها تتكون بسبب دخول الجسم أجسام غريبة لا يستطيع التكيف معها وبالتالي يبدأ في مهاجمتها مما يؤدي إلى ظهور الحساسية أو التغيرات الجلدية المألوفة، وقد تتفاقم بعض أنواع الحساسية وتسبب الموت للمصاب، وبعض الأشخاص تكون الحساسية عندهم حادة بشكل كبير فيما يعرف بالإكزيما، وتوجد الحساسية في العادة جراء الكثير من الأمور مثل: الطعام، أو الضوء، اللقاحات، أو حتى الماء.
الوقاية من الحصبة
قبل عمل بعض الأبحاث الأمريكية لمعالجة الحصبة، كانت الحصبة لا تقل خطورة عن الطاعون وغيره من الأمراض التي تقتل الملايين، لكن بعد هذه الأبحاث أصبحنا نعرف الكثير عن المرض، مما جعلنا قادرين على تحجيم المرض ومنع الخطر القادم منه من خلال وقاية أنفسنا ضده، والوقاية هنا تكون للشخص المصاب أو السليم، تحدثنا سابقا عن لقاح الحصبة والحصبة الألمانية، وتعتبر هذه اللقاحات من خطوات الوقاية المهمة، والأشخاص الذين لديهم حساسية من اللقاحات يمكن حقنهم بأجسام مضادة للمرض، أما الخطوة الأهم بالفعل هي عزل الأشخاص المصابة والابتعاد عنهم قدر المستطاع وتعتبر هذه الطريقة من طرق الوقاية من الأمراض المعدية بشكل عام لا الحصبة فقط، وبالنسبة للرضع فيعتبر لبن الأم هو خير وسيلة للوقاية من الحصبة ومختلف الأمراض الأخرى، ويجب علينا أيضا لحماية أنفسنا من هذا المرض أن نغسل الطعام جيدا، ونغسل يدنا جيدا خصوصا قبل الأكل، كما يجب الحفاظ على مختلف إرشادات النظافة العامة.
هل الحصبـة معدية للكبار؟
يطرح هذا السؤال نفسه بعد هذا المقال، هل الحصبة معدية للكبار؟ بالطبع نعرف أن الحصبة مرض معدي، لكن الكبار تتكون لديهم مناعة قوية ضد الحصبة في طفولتهم إذا كيف يصيبهم هذا المرض عند كبرهم؟ أو بمعنى أكثر دقة هل يصيبهم؟ وللإجابة على هذا السؤال نرجع لمرحلة الطفولة مرة أخرى بعض الأطفال يصيبهم المرض وبالتالي تتكون لديهم مناعة قوية ولا يصيبهم المرض حين يكبرون ولا يكونوا عرضة للعدوى، وبعض الأطفال تكون مناعتهم ضعيفة بالتالي يسهل إصابتهم بالمرض مرة أخرى عندما يكبرون، والبعض الأخر من الأطفال لم يصيبهم المرض أبدا وبالتالي يقابل المرض جهازه المناعي لأول مرة في كبره فيكون معدي وخطير، ولهذا تحاول الدولة توفير اللقاحات للجميع في سن صغير، وذلك حتى نقضي على انتشار عدوى الحصبة بين الكبار بشكل نهائي.
وهكذا نكون قد تحدثنا عن مختلف التفاصيل التي تخص مرض الحصبة، بدأنا بشرح ما يحدث للأطفال وكيف ينتقل إليهم، ثم تحدثنا عن طرق علاجهم، والسبل اللازمة للوقاية، ثم تحدثنا عن العدوى عند الكبار، وكيف يؤثر سن الطفولة في تشكلها وظهورها، كما تحدثنا عن اللقاح الذي يؤخذ للقضاء على المرض، والبديل الذي يمكن أخذه بدلا من هذا اللقاح؛ وأخيرا، اهتمامك البسيط بطرق الوقاية، واهتمامك بالذهاب للطبيب عند ظهور أي عرض سينقذ حياتك، ويقلل الوقت الذي يقضى فيه على الفيروس، كما سيحميك من الأعراض التي تظهر عند تطور فيروس الحصبة.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
الكاتب: أحمد أمين
أضف تعليق