تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف يحدث الجاثوم أو ما يسمى بشلل النوم المخيف؟

كيف يحدث الجاثوم أو ما يسمى بشلل النوم المخيف؟

ربما سمعت يومًا عن الجاثوم ، سواءً واجهت هذا الأمر بنفسك، أو سمعت عن حدوثه لأحدٍ ما، فهذا المصطلح له عدة تفسيرات لكن أهمها هو التفسير العلمي الصحيح، فما هو؟

الجاثوم

الجاثوم ، أو هذا الشلل الذي يحدث أثناء نومك، فتشعر أنك مثبتٌ بالسرير، لا تستطيع الحركة، أو رفع صوتك لنداء أحدهم، ربما تشعر أيضًا ببعض الأمور المرعبة، كأن أحدهم بجوارك، أو أن صخرًا فوق صدرك أو ما إلى ذلك، ربما حدث لك ذلك الأمر أكثر من مرة، ولكنك لا تسطيع تفسيره، أو تفسره بطريقتك الخاصة، أو فسره أحدهم أمامك بطريقةٍ خاطئة، لذا نحن في هذا المقال سنتعرف على الجاثوم ، وكيف يحدث في الليل؟ وما هي أسبابه؟ وكيف تنعم بنوم هانئ دون أي اضطرابات؟

ما هو شلل النوم أو الجاثوم ؟ وكيف يحدث ؟ ولماذا؟

أسطورة الجاثوم

من الطبيعي أن تُفسر الظواهر الغريبة في بادئ الأمر بطريقةٍ غير علمية، أو خُرافية، والإنسان غالبًا ما يعمد إلى تفسير كل ما هو مُبهم أو غامض بتلك الطريقة، كأنه يميل إلى الاستسلام مثلًا، أو يرفض أن يقبل الحقائق مثلًا، أو التفكير بطريقةٍ غير علمية، خاصةً في المجتمعات الأمية، فأينما وُجد الجهل، كانت الخرافة، يذكرني هذا بمن يُرجع كل ضرر يلحق به في حياته إلى الحسد، فكان الناس يُفسرون ما يحدث لهم ليلًا بطرقٍ مختلفة، فمنهم من يقوم بتفسيره على أنه جن، أو شيطان يكون فوق صدر الشخص محاولًا خنقه، أو إلحاق الضرر به، أو ربما يكون نذير شؤم، أو دليل على حدوث شيء سيء، وكان الناس في مالطا يعتقدون أن أنثى الأرنب التي تمتلك شقًا في شفتها العليا، هي التي تكون على صدر الشخص النائم، لذا كانوا يقومون بوضع سكين أو قطعة من الفضة تحت المخدة حتى يقوموا بإبعادها، وكان الناس في نيجيريا يقومون ببعض الطقوس لإبعاد هذه الأرواح الشريرة التي تتسبب في هذا الجاثوم ، أما بالنسبة للناس في نيجيريا فكانوا يعتقدون أن هذه الحالة هي بسبب الشجرة المقدسة التي تأتي في الليل وتقوم بالتغذية على روح الإنسان حتى تستمد منه حياةً أطول، ولكن في المكسيك يعتقدون أن هذا الأمر هو بسبب روح ميتة تتلبس الشخص النائم، وهناك معتقدات حول أن الجاثوم هو الجن العاشق، أو شيطان يأخذ شكل عاشق ويقوم باغتصاب النساء، أو يأخذ شكل شخصٍ معروف، أو هو ملاك مطرود من الجنة بسبب شهوته، ولكن كل تلك خرافاتٍ بالطبع.

ما هو الجاثوم ؟

الجاثوم ، الجاثم، أو الباروك، شلل النوم، أو الجافون، أو أبي لبيد، أو الرابوص، أو هو الخانق عند ابن سينا، أو غيرها من المسميات التي تأتي لتلك الحالة الغريبة أثناء النوم، وهو الكابوس الذي يجثم على الإنسان، وهي حالة تأتي لأغلب الناس ليلًا، ولكن الأشخاص المصابون بحالات الصداع النصفي، أو القلق والاضطرابات، أو حالات انقطاع النفس، يكونون عرضة لهذا الأمر أكثر من غيرهم، خاصة اضطرابات النوم، وتلك الحالة يكون فيها الشخص غير قادر على تحريك جسده مهما حاول، وتستمر لبضعة دقائق، وقد تكون مصحوبة بهلوسات سمعية أو بصرية، أو أمورٍ مرعبة، وهذه الحالة قد تأتي للشخص مرة واحدة في حياته، أو قد تتكرر أكثر من مرة، كما أن الجاثوم قد يصيب الإنسان في أي عمر، فمثلًا وفقًا لإحصائيات فإن الأطفال في مرحلة الطفولة قد يتعرضون له بنسبة تصل إلى 12%،  وهناك بعض الإحصائيات التي أظهرت أن حوالي 2% من الأشخاص قد يتعرضون للجاثوم على الأقل مرة في الشهر.

كيف يحدث الجاثوم ليلًا؟

لتفسير الجاثوم ، يجب أولًا التطرق إلى مراحل النوم المختلفة، ففي البداية فإن الشخص النائم يمر بالعديد من المراحل أثناء نومه، فهناك مرحلة النوم الحالم، وتلك تبدأ بعد 90 دقيقة في بداية النوم، وهذه المرحلة يكون فيها الشخص في مرحلة ارتخاء كامل للعضلات، فيما عدا عضلة الحجاب الحاجز حتى يتنفس الإنسان، وعضلة العين الخارجية، لذا فإن هذه المرحلة تسمى أيضًا “حركة العين السريعة” ويكون فيها الشخص النائم في حالة من النشاط الذهني القوي، ولهذا فإنه يعرض فيها لسلسة من الأحلام، ومن الجيد أن الإنسان يكون في حالة من الارتخاء التام حتى لا يتفاعل مع ما يراه، وقد يؤذي نفسه في هذا الحالة، ويحدث الجاثوم عندما يخرج الإنسان من تلك المرحلة  “مرحلة النوم الحالم” إلى “مرحلة النوم الغير حالم”، وهي المرحلة الثانية، وما يحدث هو أن يستيقظ عقل الشخص تمامًا بأن يكون واعيًا، ولكن لا يستطيع أن يتحرك، أو يتكلم، بمعنى آخر أن يُحرك عضلات جسده، بل قد يُصاب بنوعٍ من الهلوسات البصرية، أو السمعية، مما يجعله مضطربًا، ويشعر بالخوف الشديد، أو يقوم بتفسير الأمور على نحوٍ خاطئ كما يحدث في العادة، وتستمر تلك الحالة ثوانٍ وقد تصل إلى دقائق معدودة، فعندما يدرك العقل هذا الأمر فإنه سرعان ما يرسل إشاراتٍ إلى عضلات الجسم كي تتحرك، وينتهي هذا الأمر.

أسباب حدوث الجاثوم

فسر البعض حدوث شلل النوم عمومًا بأنه بسبب بانخفاض نسبة الميلاتونين، والتي تؤدي إلى ضعف تفعيل العضلات، أو كبت الخلايا الحركية العصبية في منطقة جسر فارول، وهذا الأمر يمنع الشخص من تحريك جسده وهو نائم، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة المرء بشلل النوم، ومنها اضطرابات النوم، أو عدم انتظام ساعات النوم، فالشخص الذي يعاني مثلًا من حرمان النوم سيكون عرضة لحدوث الجاثوم أكثر من غيره، وأيضًا اضطرابات القطب الثنائي، والتوتر والقلق، والضغوطات الزائدة، وبعض وضعيات النوم مثل: النوم على الظهر، أو وضعية الوجه لأعلى، وقد يأتي بسبب حالة انقطاع النفس النومي، أو بسبب بعض العقاقير المنومة.

ما علاج الجاثوم ؟

ليس ما أٌقصده علاج الجاثوم بالتحديد، ولكنها نصائح عمومًا للحصول على نومٍ أكثر صحة، وراحة، والأمر يعتمد على الطريقة السليمة التي يسير عليها المرء في حياته، من تنظيمه ليومه منذ استيقاظه صباحًا، حتى يخلد إلى نومه ليلًا، فمثلًا  في البداية على المرء أن يبتعد عن التوتر والقلق قدر الإمكان، فهي من أكبر مسببات تلك الحالة، كما أن القلق سيكون عائقًا في النوم بطريقةٍ سليمة، أو سببًا في الإصابة باضطرابات النوم، ومن ثم حدوت الجاثوم ليلًا، وأيضًا الاستيقاظ المبكر، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، والنوم على الجانبين، وتجنب السهر، وإذا لزم الأمر لاستشارة الطبيب من الممكن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب تحت استشارة الطبيب بالطبع، فتلك الأدوية تقوم بتقليل فترة أو مرحلة النوم الحالم.

من الغريب أو الطريف كيف يمكن للإنسان في مختلف المواقف والعصور أن يمتلك مهارة  التفكير في تفسيراتٍ خيالية، وقد تكون أكثر رعبًا من الحقائق، والواقع، كما أنه يستطيع أن يقنع نفسه بها تمامًا، فالإنسان متى كان جاهلًا لجأ إلى الخرافة، أو إلى الأمور الأسطورية، والجاثوم أو شلل النوم أحد تلك الأمور بالطبع!

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

19 − ثمانية عشر =