من ضمن المشاكل والأمراض التي تصيب الجزء العلوي من الجسد وهو الرأس هي مشكلة التهابات الغدة النكافية ، وللأسف قد تصيب الإنسان بسهولة جدًا من خلال التنفس فقط فهي عبارة عن عدوى سريعة الانتشار، وبكل أسف أيضًا يصعب القضاء على هذه المشكلة إن لم يكن أمرًا مستحيلًا وذلك لأن الفيروس المسئول عن ذلك الالتهاب لم يعرف له أي علاج حتى الآن، فقد حاول الأطباء مرارًا وتكرارًا أن يقوموا بعمل علاج مناسب لمشكلة التهابات الغدة النكافية ولكنها لا تعطي أي تأثير إيجابي، اللهم إلا بعض الأدوية التي تخفف من أعراض المشكلة وتقلل من حدتها وألمها على الإنسان، ولذا إذا كنت تعرف أي شخص مصاب بتلك المشكلة فحاول تجنبه قدر الإمكان ولا تقم بالجلوس معه كثيرًا أو الاقتراب منه، وينصع بالإبلاغ عنه حتى يتم احتجازه في أحد المستشفيات وهي بدورها ستقوم بعمل المطلوب، عامة نحن هنا سوف نتناول أهم ما يتعلق بمشكلة التهابات الغدة النكافية ، فلا تذهبوا بعيدًا.
استكشف هذه المقالة
ما هي الغدة النكافية وكيف تلتهب؟
بدل كل شخص منا العديد من الغدد المسئولة عن تنظيم شيء معين في جسم الإنسان، فلدينا مثلًا الغدة الدرقية، والغدة النكافية، والغدة الليمفاوية، والغدد الصماء، والغدة النخامية، والعديد من الغدد الأخرى، ومن الممكن أن يحدث أي قصور أو التهابات في أحد هذه الغدد وهنا يكون الأمر صعب جدًا فوظيفة الغدة كبيرة جدًا ولا يمكن تعطلها، وموضوعنا الآن هي الغدة النكافية والتي تتواجد في منطقة الفم وتحديدًا تحت الأذن وخلف الوجنتين، وهذه الغدة مسئولة عن إفراز اللعاب في الفم حتي يهضم الطعام وتسير الحياة بشكل عادي، ولكن للأسف هناك بعض الأشخاص وخاصة الأطفال يصابون بالتهابات في هذه الغدة، وبالتالي تتورم منطقة الغدة بشكل ملحوظ جدًا بجانب عدم إفراز اللعاب بالشكل المطلوب، وهنا تتجلى مشكلة التهابات الغدة النكافية في أسوء صورها التي لا يمكن القضاء عليها إلا بصعوبة جدًا وتحت إشراف طبي طويل المدى.
أسباب التهابات الغدة النكافية
مع الكثير من الأبحاث والفحوصات توصل الأطباء إلى أنه لا يوجد سوى سبب وحيد فقط هو المسئول عن إصابة الشخص بمشكلة التهابات الغدة النكافية، والسبب هو انتشار فيروس النكاف ووصوله إلى الجسد من خلال وسيلتين، الوسيلة الأولى هي التنفس حيث أن القرب من المريض لفترة طويله يؤدي إلى انتقال المرض بكل سهولة، والوسيلة الثاني هي التعرض للعاب فم المريض المصاب بالغدة النكافية، فأي اقتراب من هاتين الوسيلتين يؤدي حتمًا إلى انتقال فيروس النكاف ومن الجدير بالذكر أن الفيروس سريع جدًا في الانتشار والانتقال، فهو يعد أحد أكثر الأمراض المعدية وخاصة عن الأطفال، لذا يتوجب علينا الحرص والابتعاد قدر الإمكان عن مصابي الغدة النكافية ووضعهم في أحد المستشفيات المتخصصة لتلقي العلاج المناسب لهم، وأيضًا يجب علينا عدم الاستهانة بالأمر وذلك لأن أعراض الالتهابات لا تظهر على الشخص المصاب إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع تقريبًا، ولذا علينا عدم التهاون في تلك المشكلة التي لم يعرف لها علاج نهائي حتى يومنا هذا.
أعراض التهابات الغدة النكافية
توجد العديد من الأعراض التي تظهر فور إصابة الإنسان بمشكلة التهابات الغدة النكافية وأولى هذه الأعراض هو الصداع، حيث أن الشخص المصاب بهذه المشكلة يشعر بالصداع من حين لآخر ولمدة لا بأس بها، بعد ذلك لدينا ظهور الحمى على الشخص المصاب فور تعرضه لالتهاب في الغدة النكافية، فنجد أن درجة حرارة الجسم ترتفع شيئًا فشيء حتى تصبح عالية جدًا ولابد من الذهاب إلى الطبيب المختص في ذلك الوقت، ثالثًا الشعور بألم عند تناول الطعام فنجد المصاب لا يقدر على الأكل بشكل طبيعي، فيكون المضغ فيه صعوبة والبلع أيضًا كذلك وذلك لأن اللعاب المسئول عن هذه العمليات لا يفرز بكميات وفيرة، هذا بجانب أن الورم الذي يحدث مكان الغدة النكافية يمنع المصاب عن ممارسة حياته بصورة طبيعية وخاصة عند تناول الطعام.
رابعًا تورم وانتفاخ الغدة اللعابية في كلا الجانبين أو أحدهما، حيث أن المصاب بالتهابات الغدة النكافية بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر نرى ظهور تورم وانتفاخ في الغدة اللعابية لديه، هذا بجانب أن الانتفاخ والتورم ذلك يكون مؤلم جدًا وخاصة عند لمسه، خامسًا فقدان الشهية ففي الغالب لا يحتاج المصاب بالغدة النكافية إلى تناول الطعام، فهو بالكاد يتناول وجبة أو اثنين وبكميات قليلة جدًا وهذا يؤدي إلى ظهور عرض أخر ألا وهو التعب والضعف، فالعرض الخامس هو التعب والضعف حيث أنه لا يقدر على ممارسة حياته بشكل طبيعي، فنجده كسول ويلازم الفراش ولا يقدر على القيام بأي عمل شاق، هذه تعد هي أهم وأكثر الأعراض شهرة في مشكلة التهابات الغدة النكافية.
التهابات الغدة النكافية عند الكبار
تتشابه التهابات الغدة النكافية كثيرًا في جميع المراحل العمرية ولكنها تزيد في بعض الأسباب والأعراض لدى الكبار، حيث أننا نجد مثلًا من ضمن أسباب الإصابة بمشكلة التهابات الغدة النكافية لدى الكبار هو استخدام معدات وأدوات الشخص المصاب بتلك المشكلة، وما يساعدها على ضرب الشخص بشكل كامل هو التدخين، والسمنة، وداء السكري، وحدوث مشاكل في تفريغ المعدة للطعام، وبعدما يتطور المرض كثيرًا من دون أن يتم معالجته نرى العديد من المضاعفات على الشخص المصاب، فنجده يعاني من فقدان في السمع، أو حدوث مشاكل عصبية، أو التهاب في الدماغ، أو التهاب في الخصيتين، أو المبيضتين، أو البنكرياس، ويحدث أيضًا غثيان وألم في البطن، وإذا كانت هذه المشكلة تعاني منها أنثى حامل فمن الممكن أن يحدث لها إجهاض للحمل.
ولذا يتوجب على الكبار أن يذهبوا إلى الطبيب فور معرفتهم بإصابتهم بتلك المشكلة حتى لا تزداد أعراضها وتصل إلى حد المضاعفات، خاصة وأن الكبار من الممكن أن يكتشفوا المرض سريعًا ويشعروا بالتغير الذي يجري في جسدهم بعكس الأطفال الذي قد يصل الأمر لديهم إلى مرحلة متأخرة.
التهابات الغدة النكافية عند الأطفال
يقول الأطباء إن أكثر مصابي التهابات الغدة النكافية هم الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين الخامسة إلى الرابعة عشر تقريبًا، وذلك لأنهم في تلك المرحلة يحملون مناعة ضعيفة جدًا لا تقوى على صد كل الأمراض القادمة إليها، ويعد الفيروس النكافي هو أحد أشد الفيروسات اختراقًا لجسد الإنسان ولذا فالمناعة الضعيفة هي السبب في دخول الفيروس، ومن الجدير بالذكر أن الفيروس النكافي يدخل إلى الجسد عن طريق لعاب أو نفس المصابين بتلك المشكلة، فهي عدوى سريعة الانتشار كلما اقترب الشخص منها، ولذا يوصي دائمًا بوضع المصابين بالتهابات الغدة النكافية في مستشفى خاص للمعالجة والتداوي حتى لا ينتشر المرض إلى الأقارب والأصدقاء، وكعادة كل مصابي المرض كبارًا وصغارًا لا يظهر المرض بالشكل الكامل له إلا بعد مرور أسبوعين على الأقل من اختراقه لجسد الشخص.
وبعد انقضاء هذه المدة تبدأ الأعراض في الظهور عند الأطفال فمثلًا نراهم في ارتفاع دائم لدرجة حرارة جسدهم، ويعانون من فقدان الشهية وقلة تناول الطعام، الإحساس بالصعوبة في تناول الطعام أثناء المضغ والبلع، وغيرها من الأعراض الأخرى التي أهمها هو تورم وانتفاخ الغدة النكافية والذي يتم رؤيته بشكل كامل على الوجه.
هل التهاب الغدة النكافية معدي؟
تعد التهابات الغدة النكافية هي واجدة من الأمراض المعدية التي يسهل انتقالها من شخص لأخر، حيث أن المصابين بهذه المشكلة من الممكن أن ينقلون المرض إلى غيرهم عن طريق لمس لعابهم أو اختراق نفسهم للجهاز التنفسي، أو لمس واستخدام أدوات ومعدات الشخص المصاب، فالالتهاب معدي جدًا ويسهل انتقاله من شخص لأخر، ولذا يقول الأطباء أنه من الواجب علينا الابتعاد عن مصابي التهاب الغدة النكافية، فلا نقرب من وجههم ولا نستخدم أشياء خاصة بهم، وذلك حتى نتفادى انتقال العدوى التي تجد في طريقها للبحث عن أشخص آخرين لاختراق جسدهم.
علاج التهاب الغدة النكافية
بكل أسف لم يقم الأطباء إلى يومنا هذا باكتشاف العلاج المناسب لمشكلة التهابات الغدة النكافية ، فكل الأدوية الموجودة هي بمثابة مهدئات لأعراض المشكلة فقط، أم القضاء على الفيروس النكافي فهو ما لم يقم أحد بمعرفة أي دواء مناسب له حتى الآن، عامة يمكن اتباع بعض العلاجات التي قد تخفف من شدة المرض أو تقلل منه حتى ينتهي تمامًا، فمثلًا لدينا بعض الأدوية التي تعمل على تسكين الألم وتهدئته، وأدوية المضاد الحيوي المناسبة للمرض، وأدوية السترويدية التي قد يحتاج إليها الطبيب في بعض الأحيان، هذه هي الأدوية التي يمكن أخذها عند ظهور مشكلة التهابات الغدة النكافية ولكن لا يتم أخذها إلا بعد كتابة الطبيب لها، فمن الممكن أن تؤثر بشكل سلبي عليك لذا فعليك استشارة الطبيب أولًا وهو بدوره سوف يرشدك إلى الصواب.
بعد ذلك لدينا أمور أخرى يمكننا القيام بها من دون الاستعانة بالطبيب وهي وضع الكمادات الساخنة والباردة على المكان الملتهب، ولكن ليس في وقت واحد فمن الممكن أن يتم التغيير بينهم كل عدة ساعات على مدار اليوم، وأيضًا يمكننا الابتعاد بشكل تام عن الأطعمة أو المشروبات المحتوية على الأحماض لان زيادتها في المعدة سيكون سلبي جدًا، ويجب على المريض أن يشرب الماء بشكل كافي على مدار اليوم مع تناول الأطعمة التي يسهل بلعها ولا تحتاج إلى مضغ كثير، مثل الأرز والشوربة والبطاطس، ويجب على المريض أيضًا أن يجلس في غرفته طوال اليوم حتى لا يزداد تعبه أو ينتقل الفيروس إلى أشخاص آخرون فهو سريع الانتشار، ولكن لا تقلق لن تجلس سوى أسبوعين أو شهر على الأكثر فلعليك الصبر قليلًا.
الوقاية من فيروس الغدة النكافية
إذا كنت لا تعاني من مشكلة التهابات الغدة النكافية فيتوجب عليك أن تأخذ بسبل الوقاية التي سوف تحميك من الإصابة بهذا المرض المزعج، وأولى سبل الوقاية هي المحافظة على كل ما هو موجود في الفم من لسان وأسنان ولثة، فعليك تنظيفهم كل يوم حتى يحملون بداخلهم الميكروبات والجراثيم التي قد تصيبك بمثل هذه المشكلة، وأيضًا يتوجب عليك ألا تتناول أي طعام أو فاكهة إلا بعد غسلهم بشكل جيد، وأيضًا أخذ لقاح إم إم أر الذي يقي الإنسان من ثلاثة فيروسات في مرة واحدة وهم فيروس الغدة النكافية، والحصبة، والحصبة الألمانية، ويعد هذا اللقاح هو أهم ما في الموضوع لذا لا تنسى أخذه بواقع جرعتين متتاليتين.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق