تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » التغلب على الإنهاك : كيف تريح نفسك من الإنهاك العصبي والجسدي ؟

التغلب على الإنهاك : كيف تريح نفسك من الإنهاك العصبي والجسدي ؟

مع تغير أنماط حياتنا، وتحولها إلى حياة سريعة وصاخبة، أصبحنا نعاني من الإرهاق النفسي والجسدي كثيرًا، إليك هذه الوصفة من أجل التغلب على الإنهاك بسهولة.

التغلب على الإنهاك

مشاغل الحياة اليومية أنهكتك تماماً! أتبحث عن طرق عملية بسيطة من أجل التغلب على الإنهاك ! اكتفيت من قراءة ما لا تستفيد منه ولا تمتلك المال الكافي لتفعله! هنا ستجد الحل لكل تلك المشاكل. هنا سنقدم لك الحلول العملية البسيطة للتغلب على الإنهاك. نحن نعرف الإمكانيات المحدودة سواء في المال أو في الوقت لذلك سنحرص على أن تكون أفكارنا متجددة وبسيطة وسهلة التنفيذ. ولكن مفعولها سحري جدًا ليصير معها التغلب على الإنهاك اليومي أمرًا سهلًا جدًا، وما عليك سوى قراءة المقال وتجربة الطريقة التي تناسبك. وقد تبدو الأفكار سهلة وبسيطة ولكنك قد تغفل عنها.

التغلب على الإنهاك : نصائح قيمة للحصول على الراحة النفسية والجسدية

خذ قرارًا بالتوقف

من أصعب المشاكل التي تواجه الفرد في محاولته للتغلب على الإنهاك هو الإحساس بالذنب المستمر. حتى في الوقت الذي تقرر فيه أن تريح نفسك، تجد ضميرك لا يتوقف عن تأنيبك ويذكرك بما عليك أن تفعله وكم أنت متأخر عن مواعيدك وجدولك. خذ إجازة من الضمير، قرر أن هذا العدد من الساعات أو الأيام هي فترة إجازة وهذا من حقك. لنفسك حق عليك، نفذ تلك المقولة بطريقة عملية. عندما تجد أنك منهك ولا قدرة لك في الاستمرار بعملك، أعطي لنفسك عدد من الساعات للراحة واجبر نفسك ألا تفكر في شيء. “لو انطبقت السماء على الأرض فأنت لن تتنازل عن راحتك” قول هذه الجملة لنفسك. كن الشخص الذي يضرب بعرض الحائط كل شيء وأي فكرة ومسئولية. بعد الوقت المحدد وراحة البال التي استمتعت بها ستجد أن الإنهاك أصبح من الماضي وأنت الآن قد جددت نشاطاتك.

تناول ما تحب دون حساب

من أفضل الأمور وأحبها خاصة إلى قلب البنات هي الأكل. متعة صنع وجبة لذيذة دسمه تشبع كل رغبات الفرد في التمتع بالحياة. جرب ولو مرة أن تنسى تعداد السعرات الحرارية، وحساب كم تحتوي الوجبة على دهون. أنا لا أشجع السمنة أبدًا بل أشجع إعطاء النفس متعتها دون حساب لفترة معينة. التغلب على الإنهاك يتطلب هذا الأمر، وصدقني لن تندم على إمتاع نفسك. الشوكولاتة اللذيذة أو المعكرونة أو الهامبرغر والبيتزا أو البطاطس المحمرة، كلها وجبات تمتع حاسة التذوق ومن ثم العقل، وتفرز مواد كيميائية بالعقل تغير مزاج الفرد. الروائح الطيبة التي تخرج من الطعام الساخن تلعب بعقلك وتذهب به إلى ذاك المكان الرائع المريح التي تكون لمعدتك فيه الأولوية. وإن كنتِ فتاة فجربي أن تصنعي تلك المأكولات بنفسك. وقفتك في المطبخ وإضافات كل ما ترغبي مهما كانت المكونات غريبة، سيجعلك تعشقين الوجبة أكثر وتستمتعي بأكلها. الطبخ يسري في دماء كل فتاة فاستغليه.

استمتع بالميديا

برامج الميديا والأفلام والمسلسلات بجميع أنواعها كفيلة بقلب يومك ومزاجك. استغل تلك النقطة واجلس أمام شاشة التلفاز أو الحاسوب واستمتع بالنوع المفضل لديك. مهما كانت عدد الساعات التي تخصصها لراحتك فاستغلها بالطريقة التي تعجبك، ومنها مشاهدة فيلم كوميدي أو أكشن. وأنا أفضل الكوميدي لأنه قادر على إسعادك عن الأفلام التراجيدية والرومانسية. أيضًا البرامج المضحكة بمختلف طرق تقديمها ستجعلك أسير الضحك بالصوت العالي وهو المطلوب. أطلق العنان لصوت ضحكك حتى تؤكد لعقلك أنك قادر على التغلب على الإنهاك. لا تكبح ذاتك وتسمع حلقة واحدة أو فيلمًا واحدًا، بل افتح المجال لتسمع الكثير وتنوع فيما تسمع. الميديا صنعت أساسًا حتى تفرحك وتنسيك همك.

خصص وقت لتشجيع فريقك المفضل في رياضتك المفضلة. عندها ستجد ما يشغل بالك خارج نطاق العمل، وما تنتظر حدوثه في يومك ليفرح قلبك. اهتمامك بفوز فريقك سيجعلك تفكر فيه وتنسى هم العمل والمسئوليات. تشجيع الرياضة موجودة لذلك الهدف. استمتع بانشغالك بما سيقدم في البرنامج التي تفضل أو انتظارك الفيلم لبطلك المفضل، هذا الأمر يجعل وقت العمل والإرهاق يمر سريعًا. لأنك تنتظر حدوث شيء مبهج ومشغول وتفكر فيه.

الموسيقي تتغلب على الإنهاك

بعض الناس يجيدون في الموسيقى سببًا للراحة والسعادة. ومعهم كل الحق لأنها فعلاً تجدد النفس والروح وتذهب بك إلى عالم مثالي تجد فيه كل ترغب أنت فقط. في بعض النصائح ستجد الطبيب يقول لك “عندما تشعر أنك متعب ومنهك من العمل، أغلق نور الغرفة تمامًا، استلقي على الأريكة، أغمض عينيك واستمع لموسيقى هادئة.” جرب تلك النصيحة ولن تندم أبدًا.

اجلس دون أن تفعل أي شيء (كن كسولاً)

من أسعد اللحظات التي تبدو غريبة على بعض الناس، هي الجلوس والاستلقاء دون فعل أي شيء. أحقًا يجدون السعادة في عدم فعل أي شيء؟ نعم يا عزيزي، عدم الإحساس بالمسئولية أو تأنيب الضمير حتى يقوم ويعمل، والإحساس بالكسل وعدم الرغبة في الحراك، من أكثر ما قد يسعد الإنسان. عندما تريد التغلب على الإنهاك، كن كسولاً، لا تجبر نفسك على فعل أي شيء، حدق بالسقف وأنت مرتاح على سريرك. لا تفكر حتى في أي شيء، لا بالماضي وما فعلت بالخطأ ولا في المستقبل وما عليك فعله. عدم التفكير والبقاء في حالة استرخاء مفيد جدًا. فالعقل مثله مثل أي عضلة أخرى، تحتاج لأخذ قسطًا من الراحة حتى تستعيد عملها. اليوجا تعتمد بشكل أساسي على تلك الفكرة، وفوائد اليوجا كثيرة جدًا على تهدئة الأعصاب من الإرهاق المستمر وتعلم الهدوء. فلا تخسر تلك المتعة والفائدة.

المساج من طرق التغلب على الإنهاك

هنا لا أتحدث عن جلسة المساج التي تتطلب الكثير من الأموال وحجز الميعاد المناسب وما إلى ذلك. بل أتحدث عن شخص يرغب في مساعدتك بالمنزل بطريقة بسيطة وغير مكلفة أبدًا. بعض الموسيقى الهادئة والزيوت المعطرة والحركة الدائرة على الظهر والرقبة سيصبح الأمر جميلاً ومريحاً جداً. المساج ليس صعبًا، هو بالطبع يحتاج لممارسة وتعلم، ولكن البداية والأساسيات ليست مستحيلة. هناك أيضًا كراسي مخصصة للمساج تعمل بمفردها وما عليك سوى الجلوس، فإن كنت تمتلك واحدة أو شخصًا يحبك فأنت إنسان محظوظ، لأن فوائد المساج لا تعد ولا تحصى. كما أن له فوائد كبيرة في إراحة الجسم والبال والتخلص من الإرهاق الجسدي والنفسي تمامًا.

اضحك من قلبك

فوائد الضحك متنوعة وهو يعمل على خداع العقل وسيطرة المزاج المعتدل على حياتك ويومك. اصنع الضحك إن لم يأتيك، هذه نصيحة معلمين يوجا الضحك المستخدمة حديثًا في إدخال البهجة إلى قلبك. اضحك من قلبك وبصوت عالي فهو يساعدك على التغلب على الإنهاك. إن لم تجد ما يضحكك فاضحك بشكل مزيف، وستجد نفسك بدأت تضحك بشكل طبيعي، فالعقل لا يميز بين الضحك المزيف والضحك الحقيقي. كما أن الضحك عدوى فاجلس مع من قادر على إضحاكك.

افتح مواقع التواصل الاجتماعي واقرأ النكات والسخرية المنتشرة بصورها المختلفة على الواقع. الواقع يحتاج أن تراه بعيون جديدة، عيون ساخرة. بدون ضحك لن تتمكن البشرية من الاستمرار وسط كل ما تعانيه من عذاب وأمراض ومخاطر يومية. الضحك هو السبب الاجتماعي الأول للاستمرار الحياة على كوكب الأرض، والمكتئب هو الشخص الذي فقد حسه الفكاهي القادر على تحويل الواقع المؤلم إلى مادة ساخرة. افتح واستمع إلى كوميديان يتكلم عن حالتك ومشاكلك، ولن تندم أبدًا لأن وقتها ستنظر للحياة بشكل مختلف.

متعة الشراء

من ضمن قائمة الأفعال المبهجة جدًا على قلب الفتيات هي عملية الشراء والتسوق لمجرد التسوق وزيارة جميع المحال التجارية. قد تقول إن التسوق متعب للأقدام ويحتاج لبذل المجهود، ولكنك تنسى أن التسوق أيضًا له متعه خاصة وينسيك هم الدنيا. حتى لم تتمكن من شراء أي شيء سيكون الخروج من المنزل ومع الأصدقاء والضحك والدوران بين المحال التجارية، كافي لإدخال البهجة إلى قلبك والتغلب على الإنهاك.

المياه الساخنة

المياه الساخنة والحمام اليومي كفيل بأن يريح كل عضلة في جسدك. هو الاسترخاء بعينه وهو التمتع بالشعور بالنظافة مع التلذذ بسريان المياه على جسدك والهدوء وسماع صوت المياه فقط لا غير. أيضًا الجلوس في الحمام وسط بعض المعطرات والروائح الطيبة وبعض الموسيقى الهادئة، ستجعل الراحة النفسية تتغلغل إلى قلبك. اقضي وقتًا طويلًا مع حمامك وفكر بأمور مبهجة وستشعر بالفرق.

اخرج من غرفتك وقابل أصدقائك

الغرفة مكان التعب وتذكرك بأن عليك أن تستيقظ مبكرًا. اخرج منها وقابل أكثر أصدقائك الذين يقلبون يومك بخفة ظلهم وبشاشة وجوههم. حتى وإن لم تمتلك ذلك النوع من الأصدقاء، وجميع من تعرفهم يمتلئون هم مثل همك. فكرة خروجك معهم لقضاء الوقت في الضحك واللعب ونسيان ما تمرون به من إنهاك سيجعلكم جميعًا تتخطون المشكلة معًا. المجموعة تقوي الفرد أكثر مما قد يفعل الفرد لنفسه. الإنسان كائن اجتماعي يحتاج لمن يقف معه وإن كان يحمل نفس مشاكله. وكما قلت فالضحك عدوى والبقاء وسط المجموعة يزيد من فرص تلك العدوى أكثر.

اخرجوا إلى مكان تفضلونه، وتكلموا عن أي شيء ولو كان تافهًا ففائدة الأصدقاء تكمن في تحويل التافه إلى ضحك ولعب وراحة للنفس. العبوا مع بعض مباراة كرة قدم أو كرة سلة، وتحركوا في كل اتجاه واصنعوا الضحك بصوت عالي. كل هذا مفيد لروحك وعقلك.

لا تضبط المنبه

أتريد حقًا التغلب على الإنهاك! أعطي للدنيا ظهرك ولا تعطيها فرصة حتى تتعبك. من أفضل الطرق التي تستطيع فيها تنفيذ هذا الأمر، هي النوم دون أن تضبط منبهك. بهذه الطريقة أن تسمح لنفسك بالنوم كما لم تنام من قبل. لا تنظر لأي ساعة إن استيقظت في منتصف نومك. خاصة بأيام الشتاء وزيادة الطلب على النزول تحت البطانية وعدم الخروج مجدداً. العالم كله يتفق أن من أمتع لحظات الحياة هي أن تجد أنك قادر على النوم ساعة إضافية قبل ميعادك، فاصنع أنت تلك الساعات ولا تحاسب نفسك على عددها. قل للجميع ألا يوقظوك إلا في الحلات الطارئة فقط. في أثناء النوم سيتمكن عقلك من أخذ راحة كبيرة وفرز كميات من المواد المريحة، كما أنه سيخرج السموم من جسمك. لأن عملية إخراج السموم تحدث بصفة أساسية أثناء النوم وهذا ما تحتاجه بالفعل الآن للتغلب على الإنهاك.

ادخل الهواء المنعش إلى رئتك

التنزه والخروج إلى خارج البيت بمفردك وتمضية الوقت في المشي والشير نحو وجهة غير معلومة بالضبط، أمر مفيد جداً. بعض الأشخاص يجيدون في ذلك الوقت المناسب للتفكير والتمعن في جمال الكون من حولك، خاصة إذا كنت شخصاً تسكن على المناطق الساحلية. الهواء المنعش الغير مليء بالغبار وضوضاء المدينة وشوارعها يفيد في تهدئة الأعصاب وراحة البال. كما أن المشي البطيء أو السريع مفيد لتجديد الدورة الدموية واستعادة النشاط، وبالتالي تخلص الجسم من الضغوط والتعب والسموم المتراكمة.

أخيراً عزيزي القارئ، ستجد أن الفكرة التغلب على الإنهاك كلها تعتمد على إطلاق العنان للنفس بدلاً من الكبت المستمر لها. نفسك تحتاج إلى الراحة ولها عليك حق. ابتكر طرق جديدة تجدها مفيدة وترغب بفعلها، واترك الدنيا ورائك واهتم بنفسك فقط. واطلب ممن حولك في مساعدتك على ذلك، وستجد اختلافًا كبيرًا في مزاجك وراحة لتعب جسدك. تذكر في الأخير أن تلك النصائح هي للتغلب على الإنهاك لفترة وجيزة، فلا تأخذها سببًا للكسل المستمر في حياتك. حين تستعيد صحتك الجسدية والنفسية، عد إلى عملك وحياتك لأن الحياة لا تنتظر المتكاسلين.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

سبعة + ستة عشر =