تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » التعامل مع الآخرين : كيف تتعامل مع الآخرين بشكل صحيح ؟

التعامل مع الآخرين : كيف تتعامل مع الآخرين بشكل صحيح ؟

التعامل مع الآخرين هو أحد أنواع السلوك الاجتماعي الذي يجب على كل شخص أن يجيده بشكل صحيح، نقدم مجموعة من النصائح للتعامل مع الآخرين بالشكل الصحيح والملائم.

التعامل مع الآخرين

التعامل مع الآخرين بالطريقة الصحيحة، من القضايا التي يتحاور فيها وعليها كثير من وسائل الإعلام، ويتحدث عنها كثير من الفئات الاجتماعية، لما لها من أهمية بالغة في محاولة الوصول إلى الترقي الأخلاقي والنمو الاجتماعي والمجتمعي، وقضية التعامل مع الآخرين ليست مجرد حوار نتناقش فيه دون جدوى، وإنما هي أسلوب راقي لابد من دراسته جيداً، حتى يتسلل في الأذهان ويرتكز في العقول، ثم يتحول إلى حقائق يتعامل بها المجتمع في حياتهم، وينشئ ويتربى عليها الأجيال، الذين هم نواة المجتمع وأساس بنائه، ربما يكون أسلوب التعامل مع الآخرين من الأمور التي تحتاج إلى الصبر والمجاهدة وطول البال، لكنه يسهل تعلمه، ولتتعامل مع الآخرين بالطريقة الصحيحة فقط عليك قراءة بعض النصائح ربما تكون بمثابة المساعدة لك في ذلك.

دليلك من أجل التعامل مع الآخرين بشكل صحيح

معرفة بعض الأمور المتعلقة بالآخرين

إن التعامل مع الآخرين بالطريقة الصحيحة، له بعض الأساسيات والمفاهيم عليك التعرف عليها ومحاولة التركيز عليها جيداً ومنها.

حسن الظن بالآخرين

لتتعامل الصحيح مع الآخرين عليك محاولة حسن الظن بهم، وذلك من خلال حمل المعنى الذي يصدر من أفواههم ومن معاني كلامهم على المحمل الحسن وليس السيئ، فبعض الكلمات يكون لها أكثر من معنى، وفي الغالب تكون معاني هذه الكلمات متناقضة، أي تحمل المعنى السيئ والحسن في نفس ذات الوقت، وبعض الناس الذين لا يتقنون التعامل مع الآخرين، يسيئون الظن ويحملون هذه الكلمات التي تحوى أكثر من معنى إلى المعنى السيئ فقط، ولا يوجهون مؤشر تفكيرهم إلى المعنى الحسن أبداً، وهذا من أخطاء التعامل مع الآخرين، لذلك عليك حسن الظن بالآخرين وحمل معاني كلماتهم إلى الخير، وإن كانت لا تعني إلا السوء أحملها أنت إلى المعنى الحسن فقط .

التماس الأعذار للآخرين

حاول دائماً أن تلتمس الأعذار للآخرين، ولا تفسر دائماً تصرفاتهم وأفعالهم وأقوالهم، بما يجعلك تتعكر من ناحيتهم حتى تستطيع التعامل معهم بطريقة طيبة، لابد وأن تعذر ما يقومون بفعله، فإن اعتذر لك أحد أصدقائك عن الحضور لدعوى دعوته لها، لا تفسر ذلك بتفسيرات سيئة، ولكن اقنع نفسك بانه يعتذر لأحد الأمور والأسباب الخارجة عن إرادته، وأنه لا يعتذر لك إلا لأمر صعب أن يؤجل، واجعل ذلك منهجك في التعامل مع غيرك، فهذا سوف يساعدك كثيراً على عدم الشحن النفسي، مما يجعلك صافي الذهن، وسيساعدك أيضاً ذلك في القيام بأعمالك على أكمل وجه، فمن الأمور التي تعطل الأعمال عدم صفاء الذهن والتفكير الدائم في سبب تصرف الآخرين، فكن طيب النفس صافي القلب.

مراعاة الفروق الفردية بين الفئات المجتمعية

أثناء تعلمك الطريقة الصحيحة في التعامل مع الآخرين، ومن ضمن الأمور التي لا يمكن الأغفال عنها في معرفة أسياسات البشر، لابد وأن تعلم أنه يوجد فروق فردية بين البشر ومنها:

الفروق الذهنية

كل فرد وله قدراته العقلية التي تختلف عن الآخر، فلا يمكن أن تتعامل مع صاحب القدرات الذهنية العالية مثل صاحب القدرات الذهنية الضعيفة، لذلك عليك بالصبر وطول البال عند التعامل مع ضعيف الفهم، وعليك بتبسيط المعلومة له قدر الإمكان والمستطاع، ولا تمل ولا تفتر ولا تشعره بالغضب أو الملل، حتى لا يتسبب ذلك في حزنه، كما أنك إن تحملته سوف يساعد ذلك على ارتفاع حالته المعنوية، مما يؤدي إلى ارتفاع تركيزه، فلا تصيبه بالإحباط مهما طالت مدة فهمه، أما الشخص السريع البديهة، فهذا الشخص لا يرهقك كثيراً في توصيل أي معلومه له.

الفروق النفسية والمعنوية

وعليك المعرفة أيضاً بأنه يوجد شخص عالي الحساسية ويهتم بصغائر الأمور، وشخص لا يهتم بما يحدث حوله، فالتعامل مع الشخص السريع الحساسية يكون عن طريق تركيزك في مخارج ألفاظك، ومحاولة انتقاء الكلمات التي تحمل معنى واحد، المعنى الحسن فقط ولا تحمل المعنى السيئ، حتى لا يفسر معاني الكلمات كما يشاء، مما يؤدي إلى حزنه، وإذا تفوهت وتلفظت بكلمات تحمل أكثر من معنى، حاول تقوم بشرح ما تقصده قبل أن يفكر هو في المعنى ويحملها كما يريد، أما الشخص الذي لا يبالي بكلمات الآخرين، فربما تكون غير حذر كثيراً معه، فهو متفائل ولا يحمل المعاني على سيئها، كما أنه يوجد بعض الأفراد طويلين البال، وبعضهم قصير البال سريع الغضب، عليك بالتحلي بالصبر وطول البال مع الأشخاص السريعين الغضب، وعليك تفهم الأمور معهم، أما الأشخاص الطويلين البال فكن على طبيعتك الحسنة معهم، ولا تعني هذه النصائح بأن تتلون على كل شخص، ولكن تعني تحمل الآخرين ومراعاة طبيعية شخصيتهم ومراعاة فروقهم الفردية ومراعاة أختلاف طبائعهم.

الفروق المادية والاجتماعية

لقد خلق الله الكون طبقات، فعلينا عند التعامل مع الآخرين مراعاة أن الفقير ربما يحزن إذا تحدثت كثيراً عن ما تملكه من زينة وأموال وعقارات وغيرها من المقتنيات والمشتريات والأملاك، وعليك بعدم الإسراف في أي حديث أو حوار يدور بينك وبينه تشعر أنه يؤدي إلى شعوره بالحزن أو بالأسى، وعليك دائماً أن تذكره بنعم الله عليه من صحة وغيرها من النعم التي أنعم الله بها عليه.

الفروق الصحية

كذلك لابد عليك من مراعاة المريض وصاحب الإعاقة، فلا تتحدث كثيراً عن الأشياء التي تذكره بإعاقته أو بمرضه، فمثلاً لا تقوم بالتحدث عن رياضة الجري أمام صاحب الإعاقة القدمية، ولا تتحدث عن الصحة كثيراً أما المريض، و لا تتحدث عن نعمه الإنجاب والأبناء كثيراً مع من لم يرزقهم الله بالأبناء، وهكذا.

تقبل هفوات وزلات الآخرين

لكي تتعامل بالطريقة الصحيحة مع الآخرين، عليك تقبل ذلاتهم وهفواتهم الصغيرة، لا تقف أمام كل خطأ صغير وتصنع منه موضوع كبير لا ينتهي، فمن منا لا يخطئ بدون قصد، هذه الأمور لا بد وأن تتخطاها، حتى يصبح الحديث والتعامل مع الآخرين شيق ومريح ومتفائل وطيب وحسن، ولا يعني ذلك أنك لا تنكر المنكر بل عليك إنكار المنكر، وعليك نصح من قام بذلك المنكر، لكن لابد من العفو عن من يرتكب الصغائر طالما أنه لم يقصد ذلك.

استمع إلى دفاع الآخرين عن نفسهم

بعض الناس إذا أخطأ غيره وأتى ليعتذر لا يلقي له بالاً، بل يقوم بصم آذنه ولا يسمع دفاع هذا الشخص عن نفسه، مما يجعل المعتذر يشعر بالندم على محاولة الاعتذار، فتسيئ العلاقات وتتدنى وسائل التفاعل بين الآخرين.

مخالقة الآخرين بخلق حسن

اجعل شعارك دائماً الخلق الحسن، لا تعامل الآخرين كما يتعاملوا معك، بل عليك بمقابلة السيئة بالحسنة، وعليك بالصدق والأمانه مع الصادق وغير الصادق ومع الأمين وغير الأمين، كما حاول امتصاص غضب الآخرين وتخير الأوقات الطيبة في نصح المسيء، واعتذر إن صدر منك الخطأ، وسامح إن وقع عليك ظلم من الآخرين، وتهادى مع من تحب ومع من لا تحب، فالهدية تزين العلاقات بين الآخرين وتدخل السرور على الحزين وتمتص غضب الغضوب، ولا تنتظر من يكافئك على أخلاقك الحسنة، ولا على هداياك الطيبة ولا على عفوك للآخرين وتسامحك معهم، كما لابد وأن تبتعد عن الصفات السيئة، مثل الخيانة والغدر والكذب والصوت المرتفع وعدم الوفاء بالوعد وغيرها من الصفات البذيئة مهما كانت الظروف.

وفي النهاية، اجعل دائماً نواياك خالصة لله، ولا تعامل الناس بالمثل، واعلم أن كل فرد مهما كان يمكن التعامل معه، ولكن انصح الظالم وانصر المظلوم واستخدم اللين في النصح مهما كان ظلم الظالم انصحه باللين، علينا النصح فقط وليس من حقنا عقاب الآخرين، فالكون كله بيد الله، واجعل لنفسك محاسبة يومية تعرف فيها على أخطائك وعاتب نفسك وتعلم من أخطائك ولا تكرها، ولا تذهب إلى فراشك إلا وأنت صافي القلب متسامح مع الآخرين طيب النفس صادق مع الله متوكل عليه وطالب منه الغفران والعفو على ما أخطئت ونادم على الخطأ.

سارة محمود

حاصلة على بكالريوس خدمة اجتماعية، أحب كتابة الشعر والخواطر، والقصص القصيرة، وأحب قراءة كل ما يتعلق بعلم النفس.

أضف تعليق

5 × 5 =