تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » الاستعداد للجدال : كيف تستعد لاي حوار وجدال من ناحية نفسية ؟

الاستعداد للجدال : كيف تستعد لاي حوار وجدال من ناحية نفسية ؟

نخوض الكثير من الحوارات والجدالات في حياتنا، لكن إذا لم نخض هذه الحوارات بالشكل الصحيح فإننا قد لا نبلي جيدًا فيها، نقدم لك نصائح من أجل الاستعداد للجدال.

الاستعداد للجدال

نحتاج دومًا إلى الاستعداد للجدال حيث يتصادف ان نتواجد في ذات التجمع مع العديد من الاشخاص وتطرح نقطة معينة، ثم يبدأ الجدال حولها، ما هو صحيح وما هو بغير صحيح، بالطبع ان الحوار والجدال امر صحي ( فيما خلا ما يعرض على الشاشات العربية، فالحوار كان الاساس لايجاد الكثير من عبقريات الافكار والنظريات عل سبيل حوار سقراط وغولوكون الشهير، وحوار اديسون وتيسلا، وغيرهم الكثير والتي انجبت للانسانية الكثير من الافكار التي ساعدت على تطور البشر ان كان فكرا ادبيا او عليما، الا ان للحوار وهو على اساس من الصحة اصول وفهم يجعل الانسان قادر على التعامل معه وتناوله والتطور معه، وهو امر لا يتاتي بالسهولة بل يحتاج الى الكثير من التعلم والدراسة للوصول اليه، ولعل من اهم الخطوات التي تساعد الانسالن على التطور على مستوى النقاس والحوار ما يلي.

الاستعداد للجدال في خطوات بسيطة

تعرف على الطرف الاخر

أولى خطوات الاستعداد للجدال هي التعرف على الآخر، فمن نعني بالطرف الاخر، هو بكل بساطة الشخص الاخر الذي ستقوم بحواره، والذي المقابل لك، ومصدر المعلومة الاخرى والتي بناءا عليها سيتحدد اتجاه الحوار ومساره واهدافه ونتيجته، من المهم جدا لاي شخص يرغب بالنقاش ان يتعرف اكثر على الطرف الاخر، فالشخص الذكي كما يبني استراتيجيته على عوامل اخرى سنتطرق لها لاحقا كالمعلومة، يتعرف اكثر على شخصية الطرف الاخر ان كانت سلبية او ايجابية وبالتالي يتفادى الخوض في نقاط قوته ليتجه الى النقاط السلبية، وبطريقة اوضح لنقل انها كالملاكمة، يجب عليك ان تتعرف كيف تتفادى لكمات الخصم لتوجه لكماتك انت الاخر.

تعرف على موضوع النقاش

لا يمكن لاي انسان ان يكون مستعدا للخوض في أي نقاش ان لم يتعرف اصلا على موضوع النقاش ويحدد في البدء هل هو مستعد لمثل هذا النقاش من عدمه، فقد يكون اتجاه النقاش في احدى المسائل التي تكون انت مبدع فيها وضمن اهتماماتك المسبقة او مجال دراستك، وبالتالي سيصبح الامر اسهل، وقد يكون موضوع النقاش في جهة بعيدة نسبية عن المحيط الذي تحبه وبالتالي عليك ان تحاول البحث عن المعلومة التي يمكنك من خلالها الحصول على الفائدة والاستعداد للنقاش والحوار، في بعض الاحيان قد تكون هذه النقطة بالذات هي من تحدد رغبتك بالخوض في النقاش او الانسحاب منه او تاجيله، ولهذا هي من النقاط المهمة في هذه العملية.

حدد هدفك من الحوار

بالطبع لكل نقاش او حوار هدف معين يجب البحث فيه، فالخوض في امر ما دون المعرفة الدقيقة بنتائجه هو كمن يقود مركبته في طريق معتم ودون معرفة نقطة النهاية، وهذا ما يتطلب ان يقوم الانسان بالبدء في التفكير في الغاية من النقاش وعبر العديد من الاسئلة، فما هي النقطة التي ترغب بإثباتها، ولماذا، وهل يتفرع عن هذه النقطة نقاط اخرى، وهل هي النقطة النهائية، والكيفية للوصول الى مثل هذه النتيجة،

ابني معلوماتك حول النقاش

بناء المعلومات من الأمور الهامة في الاستعداد للجدال ،فبعد ان تعرفت على موضوع النقاش وهدفك منه، عليك ان تقوم وبطريقة اخرى بالبحث عن المعلومات التي تفيدك في هذا النقاش، وما هي المعلومات التي ستعطيك السلاح للانتصار في هذا النقاش، وكلما كانت معلوماتك غزيرة كلما كانت النتيجة افضل وافضل، حاول قدر الامكان ان تجمع المعلومات من مصادر وثيقة ومعلومة للطرف الاخر بحيث لا يمكنه الطعن في مصداقيتها او الخوض فيها، وتجنب ان تكون معلومات واهية بحيث ان مجرد ذكرها من قبلك يشير الى ضحالة مصادرك ومعلوماتك.

تعلم كيف تحيد مشاعرك عن المعلومة

من الامور الجبدة في الحياة والتي على كل انسان فينا اتقانها هي القدرة على تحييد المشاعر عند الحاجة واطلاق العنان للفكر والمنطق والعقل، خاصة ان كان المجال الذي تخوض فيه هو مجال يتطلب ان تكون على قدر كبير من الواقعية والمنطقية، اما ان تنحاز الى معلومة ما بناء على رغباتك واهوائك الشخصية فهو امر سيكون في النهاية ذو نتائج سلبية عليك اكثر منها ايجابية وقد تعتبر نقطة الضعف التي ستجر خصمك الى الانتصار عليك بسهولة، احمي نفسك عندما تخوض اي نقاش بعقلانيتك وقدرتك على النقاش العقلاني والبعيد عن العاطفة والتعصف.

تعلم التركيز

عندما ترغب بإن تكون قادرا على خوض غمارات النقاشات ايا كان نوعها ومع اي كان، عليك ان تستطيع ان تتعلم كيف نركز اثناء هذا النقاش، واهمية التركيز يكون في اعطاءك سرعة البديهة في الرد على النقاط التي يثيرها خصمك وفيهما بطريقة اكثر استيعابا، وبذات الوقت القدرة على انشاء اتصال بينك وبين المعلومة، اما فقدان التركيز في اي لحظة من لحظات النقاش فقد يؤدي اما الى فقدانك للسيطرة على معلومتك، وطريقة ارسالها، ومكان ارسالها، وبذات الوقت قد تكون الوسيلة التي يستغلها خصمك اليك في نقاشه.

الانسحاب في الاوقات الحرجة

كما اشرنا سابقا فإن مكان النقاش هو ساحة كساحة الحرب، تحتاج الى التخطيط والتكتيك، والكر والفر، وبالتالي في بعض الاحيان الانجراف في نقاش من الواضح انك تخسره، هو كالمشي في الرمال المتحركة، فمن الاسلم لك ان تجد وسيلة الى الانسحاب دون التعمق فيه، اي الابتعاد عن اي نوع من انواع الصدمات التي ستكون خاسرة بالنسبة لك لا محالة، حاول ان تستفيد من اي ظرف محيط للانسحاب والحفاظ على ماء وجهك، وقم بالتحضير جيدا للجولة القادمة.

المرونة

اي ان تستطيع التنقل بسهولة بين فصول هذا النقاش بحيث يمكنك ان تصل الى اكتشاف النقاط التي تشكل القوة لك، وبين تلك النقاط التي تعتبر ضعفا بالنسبة لك، هذا الامر سيكون مفيدا جدا في ارسال الوخزات الى الشخص الذي تقابله وتفادي ان تتلقى وخزة منه بالمقابل، حاول ان تتعامل مع الامر كما انه في حلبة الملاكمة عليك ان تتنقل بخفة حتى تستطيع ان تلقي اللكمة الاخيرة الى خصمك،

تعلم تقبل النتيجة كيفما كانت

من أساسيات الاستعداد للجدال أنه في النهاية كل نقاش خاتمة، وهو ككل نزال فيه المنتصر وفيه الخاسر واحيانا يسير الطرفان الى نقطة التعادل، ولكن او وصل النقاش الى اللحظة التي تكتشف ان خصمك قد تغلب عليك، فعليك ان تبدا بتقبل تلك النتيجة وتتعلم من اخطاءك حتى يمكن تفاديها لاحقا وحتى تكون قادرا على التعاطي مع المستقبل.

معاوية صالح

انسان بسيط ومتفاهم، مليء بالاحلام وارغب بتحويلها الى حقيقة وواقع ملموس. أحب دائماً واسعى لكسب المزيد من العلم والمعرفة وخصوصا في مجال التاريخ والأدب والسياسة. أنا لا اصدق كثير من الأشياء التي اراها واسمعها.

أضف تعليق

ثمانية عشر − ثلاثة =