تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يتم علاج الإكزيما الجلدية وما هي مسبباتها؟

كيف يتم علاج الإكزيما الجلدية وما هي مسبباتها؟

الإكزيما الجلدية داء غير معد يسبب الالتهاب الشديدة والحكة، ويصيب عادة مناطق اليدين والقدمين والرقبة. وفي هذا المقال نتناول أهم ملامحه وكيفية علاجه.

الإكزيما الجلدية

الإكزيما الجلدية مرضٌ جلدي غير مُعدٍ ناتج عن خلل مناعي، ويسبب هذا المرض جفاف البشرة المصحوب باحمرار شديد وحكة مع ظهور علامات التقشير وتناثر الفقاعات الجلدية فوق المواضع المصابة، وعادةً ما تتركز الإصابة في مواضع الركبتين والسواعد وجانب الرقبة. وتُعزَى الإصابة بهذا المرض إلى العديد من الأسباب، وقد شهدت الآونة الأخيرة اهتمامًا كبيرًا بهذا المرض بهدف الوصول إلى المزيد من المعلومات عنه من أجل القضاء عليه مبكرًا والوقاية منه. وهناك العديد من المؤشرات والأعراض التي تنذر بهذا المرض والتي يمكن تمييزها بسهولة، وعلى الجانب الآخر ظهر جيل جديد من العلاجات الطبية التي تُبشِر المرضى بالعلاج الناجع والناجح. ونظرًا لاتساع الرقعة المعلوماتية بشأن هذا المرض سوف نتناول في السطور التالية كل ما يتعلق بهذا المرض من حيث الأسباب والأعراض والعلاج وأشهر الأنواع.

الإكزيما الجلدية أسبابها وعلاجها

تُعَد الإكزيما الجلدية مرضًا مناعيًا في المقام الأول وغالبًا ما تحدث الإصابة نتيجة لأسباب مجهولة ويصعب توقعها، إلا أن معظم الدراسات أشارت إلى الدور الأساسي الذي تلعبه الوراثة في حدوث الإصابة؛ ومن ثَمَّ يزداد احتمال الإصابة في حالة وجود تاريخ مرضي لدى أحد الوالدين خاص بهذا المرض. وعادةً ما تظهر الأعراض في صورة تهيج البشرة واحمرارها الشديد مع شعور بحكة شديدة قد تؤدي إلى الإصابة بخدوش سطحية نتيجة الهرش المتكرر. أما الأسباب والعوامل التي قد تساعد ظهور الأعراض المرضية هي:

  • المواد الكيميائية: قد تؤدي بعض العناصر الفعالة الموجودة في المنظفات وغيرها من المركبات الكيميائية إلى تهيُّج البشرة واحمرارها ما يشير إلى وجود إصابة أو استعداد لها على أقل تقدير.
  • المحيط الخارجي: قد تتوفر بعض المثيرات في المحيط الخارجي بالمريض والتي تؤدي إلى ظهور أعراض الإكزيما الجلدية مثل التقلبات المناخية والطقس الجاف وفرط التعرُّق.
  • مثيرات الاستجابة المناعية: هناك بعض الأفراد المصابين بسرعة رد الفعل المناعي عند التعرُّض لبعض المثيرات الحسية عن طريق التلامس مثل أنوع معينة من الأقمشة أو لدغات الحشرات أو لعاب الحيوانات وقد يشمل استنشاق حبوب اللقاح الذي يسبب الكثير من المتاعب الصحية لدى معظم الأشخاص.
  • الإصابة الجرثومية: قد تظهر أعراض الإكزيما الجليدة نتيجةً لعدوى فطرية أو بكتيرية أو فيروسية
  • التحسس الغذائي: هو رد فعل تحسسي سريع غالبًا ما يظهر في صورة طفح جلدي؛ حيث يحدث في حالة تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على أنواع معينة من البروتينات التي يعجز الجسم عن تمثيلها غذائيًا بشكل سليم مثل منتجات الألبان والبيض وبعض الحبوب والبقوليات.
  • الحالة النفسية السيئة: تُعد البشرة مرآة النفس؛ حيث تظهر الكثير من الأمراض الجلدية في حالة اعتلال المزاج واضطراب الصحة النفسية، لذلك يُعد التوتر والقلق من أشهر مسببات هذا المرض لاسيما في حالة وجود استعداد وراثي.

علاج الإكزيما الجلدية

انطلاقًا من أن الإكزيما الجلدية مرض مناعي وراثي ينبغي للأشخاص الأكثر عرضة بهذا المرض إجراء بعض التحاليل الطبية لمعرفة مدى احتمال الإصابة. ومن ناحية أخرى يجب الاهتمام بالبشرة والعناية بها وإجراء الفحوصات السريرية بانتظام والمبادرة إلى الذهاب للطبيب المختص عند الاشتباه في الإصابة أو ظهور بعض الأعراض. وفي النقاط التالية نذكر بعض النصائح التي تفيد في علاج الإكزيما والتخفيف من أثارها:

  • ترطيب البشرة: يساعد الترطيب الدائم للبشرة على الوقاية من جفاف الجلد والتقليل من خطر الإصابة، ويتم ذلك عن طريق استخدام الكريمات والمستحضرات المرطبة للبشرة.
  • تحسين الحالة النفسية: يساعد الابتعاد عن مسببات التوتر والضيق على التخفيف من آثار الإكزيما وسرعة الشفاء نتيجة للتأثر المتبادل بين الحالة النفسية وصحة البشرة بشكل عام.
  • استخدام الماء الفاتر: يساعد الماء الفاتر على التنظيف السليم للبشرة بالإضافة إلى عدم إثارة البشرة لذلك ينبغي تجنب ملامسة البشرة بالماء الساخن أو البارد للغاية.
  • استخدام العلاجات الموضعية المناسبة: عادة ما يتم اللجوء إلى الدهانات الموضعية مثل المراهم الكورتيزونية ومضادات الهيستامين للتقليل من الاحمرار والحكة فضلاً عن تعاطي الأدوية المثبطة لردود الأفعال التحسسية. وفي حالات الشديدة قد يحدث اللجوء إلى جلسات الأشعة فوق البنفسجية.

بداية الإكزيما

تبدأ الإكزيما بشعور حادة بالحكة وظهور احمرار خفيف، ومع مرور الوقت يزداد الاحمرار وتظهر بعض التقرحات والتقيحات والفقاقيع على سطح البشرة المصابة. ويجب عدم إهمال هذه البداية المنذرة والمبادرة إلى اتخاذ جميع الإجراءات العلاجية الممكنة.

إكزيما الرجلين

من الممكن أن تصيب الإكزيما الجلدية منطقة القدمين حيث تظهر في صورة التهابات مصحوبة بحكة نظرًا للإصابة بالجفاف في هذه المنطقة. ويمكن الوقاية من هذا النوع عن طريق عدم الوقوف لمدة طويلة على الأسطح الصلبة والاعتناء باختيار نوع الحذاء المناسب الذي لا يسبب أي ضغط على القدمين، فضلا عن الحرص على نظافة القدمين وإزالة الجلد الميت.

الإكزيما الجلدية في اليد

في هذه الحالة تقتصر الإصابة على مواضع اليدين فقط حيث تظهر علامات الاحمرار والجفاف الحاد على اليدين، فضلاً عن الحكة الشديدة المصحوبة بالالتهابات الصديدية والتقيحات. وتتنوع أسباب هذا النوع من الإكزيما الجلدية مثل الحساسية المفرطة تجاه بعض المثيرات مثل المواد الكيميائية الحارقة أو درجات الحرارة الباردة أو الساخنة بشدة أو الإصابة بالتهابات البشرة المختلفة. ولا شك أن الوراثة تؤدي دورًا رئيسيًا في الإصابة إلى جانب الحالة النفسية.

ويمكن علاج الإكزيما الجلدية في اليد على النجو التالي:

  • الحرص على التجفيف الدائم لليدين وعدم التعرض للماء لفترة طويلة مع الالتزام بارتداء القفازات إذا لم يكن هنا مفر من التعامل مع الماء.
  • استخدام مرطبات الجلد الشائعة مثل الفازلين وغيره من الكريمات المرطبة لضمان الترطيب الدائم للبشرة.
    تجنب التعامل مع أي مثيرات أو مواد مهيجة للبشرة.
  • استخدام المسكنات ومضادات الالتهاب الموضعية للسيطرة على التهيج.
  • استخدام المضادات الحيوية الفموية أو الموضعية للتحوط من أي عدوى فطرية أو بكتيرية.

الإكزيما الجلدية المزمنة

قد تتحول الإكزيما الجلدية إلى إصابة مزمنة مصاحبة للمريض طوال حياته، وفي هذه الحالة يهدف العلاج إلى السيطرة على الأعراض قدر الإمكان من أجل التعايش في أقل درجة ممكنة من الخطر. ومن أهم الإجراءات التي يجب اتخاذها في هذه الحالة هي إحاطة المريض بمحيط آمن يخلو من أي مثير للبشرة مثل العناية باختيار نوع القماش الخاص بملابسه فضلاً عن ملاءات الفراش والوسائد. وبالإضافة إلى ذلك يجب عدم التعامل أبدًا مع أي مثيرات متوقعة لتجنب أي إثارة. وبالطبع يجب على المصابين بهذا النوع المتابعة الدورية مع أخصائي الأمراض الجلدية لتقييم الحالة وتوجيه المريض وفقًا لحالته الحالية.

الإكزيما الجلدية والحمل

قد تصاب الحوامل بمرض الإكزيما الجلدية نتيجةً للتغيرات الهرمونية المصاحبة لفترة الحمل وبالتالي تزداد فرص الإصابة خلال الحمل، وتكمن الخطورة هنا في عدم إمكانية اتباع العلاجات التقليدية نظرًا لحالة الحمل، لذلك يجب استشارة طبيب الأمراض الجلدية بالتنسيق مع طبيب أمراض النساء للاتفاق على برنامج علاجي للإكزيما الجلدية دون التعارض مع طبيعة الحمل وما يستتبعه من إجراءات استثنائية. وعادةً ما تزول الإصابة بعد الولادة لارتباط هذا النوع بالحمل ذاته نتيجة لعودة الاستقرار الهرموني بعد الوضع.

الإكزيما الجلدية عند الأطفال

عادة ما يصاب الأطفال بهذا المرض نتيجة لعدم العناية بنظافتهم الشخصية أو بسبب الالتهابات الحادة التي تسببها الحفاضات فضلا عن الاستعداد الوراثي. وبطبيعة الحال يجب تحري الدقة والأمان عند اختيار العلاج المناسب للأطفال نظرًا لخصوصية حالتهم.

وهكذا نجد أن الإكزيما الجلدية عبارة عن التهاب جلدي حاد يصيب الكثير من مواضع الجسم، وقد تعرفنا في هذا المقال على أسبابه وأعراضه وعلاجه وأنواعه الشائعة.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.

أضف تعليق

4 + 5 =