تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » الأمراض النفسية : كيف تتعامل مع مرضك النفسي ؟

الأمراض النفسية : كيف تتعامل مع مرضك النفسي ؟

الأمراض النفسية من المعروف عنها أنها لا تكاد تدع شخصًا من الأشخاص إلا وأصابته بشكل ما، لكن هناك ما يمكن فعله على الدوام لتجنبها والتعامل معها بكفاءة.

الأمراض النفسية

الأمراض النفسية تشمل: الاكتئاب، اضطراب الوسواس القهري، اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق النفسي،
وهي أمراض يصاب بها البعض في مرحلة ما في حياتهم. قد يكون المرض النفسي نتيجة صدمة نفسية أو حادثة مفجعة وقد يكون نتيجة ضغوط نفسية متتالية وقد يكون بدون سبب واضح. المهم أننا إذا لم نتعامل مع المرض النفسي بشكل صحيح قد يطول الأمر وقد يسبب لنا مشاكل إضافية وقد يؤدي في بعض الحالات إلى التفكير في الانتحار. هناك بعض الخطوات والبرمجات العقلية التي من الممكن أن تسهل علينا الأمر وتجعل التعافي من المرض أمراً ليس مستحيلاً أو صعباً إلى درجة كبيرة ولكن علينا أن نمتلك الإصرار على التعافي والشعور بالقوة والطاقة ومحاربة هذا المرض.

التعامل مع الأمراض النفسية : خطوات ونصائح

ما هي الأمراض النفسية ؟

دعونا نتعرف أولاً إلى ماهية الأمراض النفسية أو الاضطراب العقلي كما يطلق عليه البعض. المرض النفسي يحدث بسبب نقصان مادة كيميائية معينة من الناقلات العصبية في المخ، مثلاً إذا نقصت كمية مادة السيراتونين فسيصاب الإنسان بالاكتئاب أو الوسواس القهري أو القلق النفسي، أمّا إذا نقصت كمية مادة الدوبامين فسيصاب الإنسان بالفصام أو غيره من أمراض الذهان وفي كلتا الحالتين يشعر المريض بفقدان الطاقة النفسية واضطراب في فهم الذات والعالم المحيط واضطراب في العلاقة بينه وبين من حوله من أشخاص وما حوله من أشياء وأحياناً باضطراب في التفكير واضطراب في الاتصال بين الحواس وتخيل أشياء غير منطقية وتصديقها وسماع أصوات غير موجودة وغيره.

أنواع الأمراض النفسية

هناك ثلاثة أنواع من الأمراض النفسية: العصاب والذهان وأمراض الشيخوخة. العصاب كالاكتئاب والقلق النفسي والوسواس القهري وفي هذا النوع لا يفقد المريض الاستبصار بحالته، فهو يعلم ما يحدث له جيداً ويحاول أن يحارب هذا المرض. الذُهّان كالفصام واضطراب ثنائي القطب، وفي هذا النوع يفقد المريض الاستبصار بحالته، فهو لا يعلم ماذا يحدث له وينكر إصابته بأي مرض. أمراض الشيخوخة هي نوع من الذُهان ولكن تتسم بصفات مختلفة قليلاً، كأمراض الخرَف مثل الزهايمر وغيره. إذا كنت تقرأ هذا المقال فأنت غالبًا من النوع الأول، الذي يريد دائماً أن يتخلص من هذا الحمل الثقيل المزعج. دعوني أخبركم أن الأمر ليس في غاية الصعوبة، وبالفهم الصحيح واتباع الخطوات الصحيحة ستتمكنون من التعافي بشكل تام بإذن الله.

أنت غير مجنون

أولاً يجب عليك أن تعرف أن الأمراض النفسية وأعني العصاب لا يعني الجنون، بالطبع سيكون هناك بعض الاضطرابات في السلوك والتفكير أو الإدراك بما أن الضرر يقع في العضو الذي يتحكم في كل شئ وهو المخ وهذا في الحالات الشديدة ولكن طالما أنت تدرك أن لديك اضطراباً، إذاً لا تخف، فأنت في كامل قواك العقلية، وما يحدث لك هو اضطراب مؤقت سيزول بعد فترة. كل ما عليك ألا تدع كلام وآراء المجتمع من حولك تؤثر عليك، لأنه لا أحد يفهم ما هو المرض النفسي ما لم يمر به بنفسه.

الأمراض النفسية يمكن علاجها

التجارب العلمية أثبتت أن المرض النفسي يمكن علاجه تمامًا إذا ما تم اتباع الإرشادات الطبية كاملة. يجب أخذ الدواء في موعده وللمدة التي يحددها الطبيب بالضبط، وبالإضافة إلى الحبوب، يجب ممارسة العلاج السلوكي حسب إرشادات الطبيب أيضًا. لا يمكننا القول أن الحبوب الدوائية أهم من العلاج السلوكي أو العكس لأن هذه المنظومة العلاجية تُكمّل بعضها البعض، الحبوب الدوائية تعدّل من مستوى المواد الكيميائية في المخ والعلاج السلوكي ينظم نماذج السلوك الخاطئة الناتجة عن الاضطراب العقلي، كلا العلاجين يأخذ وقتاً فلا تتسرع النتائج، كن صبوراً واحرص على تقويم أفكارك السلبية.

اعرف مرضك النفسي

اعرف عن مرضك النفسي بشكل مفصّل، من خلال الكتب أو المقالات البحثية أو من خلال سؤال طبيبك النفسي. لا تتردد في سؤاله عن أي شئ يساهم في علاج الأمراض النفسية التي تعاني منها ولا تشعر بالإحراج، الطبيب النفسي يعرف كل ما يمر به المريض لذا لا تكن قلقاً، وإذا كان طبيبك النفسي لا يسمح لك بالتحدث أو طرح الأسئلة، فكّر في مقابلة طبيب آخر يشعرك بحرية أكثر في التعبير عمّا يدور في عقلك. اقرأ أيضًا عن تجارب الآخرين الذين مروا بنفس المرض، سيساعدك هذا الأمر كثيراً، أن تكون محاطًا بمن يفهم حالتك ربما أكثر منك، اسألهم كيف تجاوزوا الأمر وما النصائح التي قد تفيدك في العلاج.

لا تحبس نفسك في المنزل

لا تدع المرض النفسي يحبسك في المنزل، البقاء لفترات طويلة في المنزل يتركك فريسة لعقلك الملئ بالأفكار المريضة والسلبية والتساؤلات التي قد لا تجد لها إجابة والشعور بالانزعاج الشديد الغير مبرر والإحساس بالضعف النفسي والهزيمة وبأنك أقل من غيرك أو أنك إنسان غير طبيعي، كل هذه الأمور لن تزيد الأمر إلا سوءاً. اخرج قليلاً مع أصدقاءك المقربين، أو احصل على وظيفة سهلة قريبة من المنزل، أو تمشّى على البحر قليلاً وتعلّم كيف تُصمِت عقلك.

افعل مجموعة من الأمور الروتينية

حدد لنفسك مجموعة من الأفعال الروتينية لتقوم بها كل يوم، وجود جدول زمني محدد يحسّن من قدراتك العقلية وينظم تركيزك غير أنه يشعرك بالإنجاز مما يزيد من طاقتك النفسية. خصص بعض الوقت للقراءة إن كنت في حالة تسمح بذلك، مارس هواياتك بانتظام، وخصص وقتًا للعائلة والأصدقاء، أيضًا إذا كنت مهتماً بشئ، خصص وقتًا لدراسته.

تحكم في الأفعال غير السوية

في سبيلك من أجل التغلب على الأمراض النفسية تعلّم كيف تتحكم في أفكارك الغير سويّة؛ كالتفكير في الانتحار أو الهروب أو أنك مثلاً قد تُصاب بالجنون أو أنك لن تستطيع تجاوز هذا المرض والتعافي منه، اسكِت عقلك وشتت انتباهه بأفكار أخرى إيجابية، مثلاً ماذا علي أن أفعل كي أتعافى بشكل أسرع، أو يجب أن أتحدث إلى شخص ما بخصوص هذه الأفكار، أو يجب أن أكون متفائلاً وإيجابياً ولا أسمح للأفكار بالتحكم في حياتي أكثر من ذلك.

عامل الآخرين بلطف

درّب نفسك على التعامل مع الآخرين بلطف حتى إذا لم تشعر بالرغبة في ذلك أو كان هذا الأمر صعبًا عليك، لا تستسلم لنماذج السلوك العدائية أو الغير سوية لأن هذا الأمر يؤخر التعافي من المرض، حاول دائماً أن تغير من طريقة تفكيرك، سلوكك، ورغبتك في فعل أشياء غير طبيعية، وبرمج عقلك على النماذج والتصرفات الطبيعية، عقولنا مرنة جداً وتستقبل البرمجة الجديدة بشكل سلس جداً، فقط عليك المحاولة مرارًا وتكراراً، تذكّر كيف كنت تتصرف قبل إصابتك بهذا المرض وركز على السلوك والأفكار الطبيعية، ولا تستسلم أبداً.

مارس الاسترخاء

مارس تمارين الاسترخاء والتأمل، لن تعرف كم هي مفيدة هذه التمارين قبل أن تجربها، اقرأ عنها واعرف كيف يتم القيام بها ومارسها يومياً على الأقل لمدة عشر دقائق وستلاحظ فرقاً كبيراً في حالتك النفسية وصفاء ذهنك وتحسُن قوة تركيزك حيث أنها تقلل من كمية هرمون التوتر الأدرينالين وتزيد من كمية هرمون الدوبامين المهم جداً للتعافي من الأمراض النفسية .

تابع طبيبك

استمر في متابعة الطبيب حتى لو شعرت أنك أفضل حالاً وأنك لا تحتاجه، قد تغير كلمة صحيحة واحدة من الطبيب أشياءً كثيرة، احرص على الاستفسار عن كل شئ ولا تفكر في التوقف عن العلاج الدوائي بدون إذن طبيبك.

مارس الرياضة

مارس الرياضة بشكل يومي على الأقل لمدة 30 دقيقة، إذا كانت الحبوب الدوائية تجعلك ضعيف الجسد بطئ الحركة ولا تقوى على ممارسة الرياضة، يمكنك فقط أن تقوم بالمشي السريع لمدة نصف ساعة أو ساعة يومياً. ممارسة الرياضة بشكل منتظم يزيد من إنتاج هرمون السعادة المضاد للاكتئاب: السيراتونين، لا تبخل على نفسك بالفوائد العظيمة لممارسة الرياضة.

والآن خذ نفسًا عميقا واعلم جيداً أنك في حال أفضل مما تظن، وأنك قادر على تجاوز هذه الأزمة بنجاح بإذن الله. اقرأ هذه الخطوات كلما احتجتها، وتذكّر أن تكون إيجابياً دائماً ولا تسمح للجزء السلبي من عقلك يدمر حياتك، إن عقولنا مرنة أكثر مما تظن ويمكن برمجتها على ما نريد.

نعمة إبراهيم

مهندسة، مهتمة بالأدب، والشعر، والتنمية البشرية، واللغة العربية.

أضف تعليق

أربعة + تسعة عشر =