تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » كيف تستفيد من مشاهدة الأفلام الأمريكية وكيف تتجنب أضرارها؟

كيف تستفيد من مشاهدة الأفلام الأمريكية وكيف تتجنب أضرارها؟

بعيداً عن الترفيه وضياع الوقت، مشاهدة الأفلام يمكن أن تؤدي إلى نتائج خطيرة، إيجابية وسلبية، لذلك فالأفضل أن نستغل هذه الطريقة بشكل جيد، موضوعنا اليوم عن الأفلام الأمريكية تحديداً وتفاصيل أكثر عن طرق الاستفادة الممكنة منها.

الأفلام الأمريكية

يري العديد من الناس أن مشاهدة الأفلام مضيعة للوقت أو مجرد شئ للرفاهية ليس إلا، ولا يعلمون أن مشاهدة الأفلام يمكن أن تزود الإنسان بأشياء متباينة  لن تتعلمها على أرض الواقع بسهولة، وستفتح لك آفاق تمكنك من النظر والإمعان في حياتك بشكل أكثر دقة. نتحدث اليوم عن نوع محدد من الأفلام، وهو الأفلام الأمريكية . قد يتساءل الكثيرين هل هناك فوائد لمشاهدة الأفلام والأمريكية منها بالتحديد، الإجابة البسيطة نعم، وستري خلال قراءتك لهذا المقال بعض الفوائد التي لم تكن تعرفها من قبل.

كأي شعب تنعكس ثقافته في فنونه بمختلف أنواعها، سواء كان أدب أو رسم أو أو تمثيل أو أي فن آخر من أنواع الفنون المعروفة، فمهما كان نوع هذا الفن مختلف، فإنه يحمل بداخله عبق التاريخ والتراث في البلد الذي ينشأ فيه. تمثل الأفلام جزءاً هاماً في العمل على أنعكاس ثقافة الشعوب. لهذا فإن الأفلام الأمريكية لها فوائد عديدة على النواحي المتباينة، الاجتماعية، والسياسية، والفكرية، والثقافية.. إلخ. هنا سوف نتحدث عن عدة فوائد بإمكانك أن تجنيها من خلال متابعتك ل للسينما والأفلام الأمريكية بشكل جاد.

تساعد الأفلام على التخلص من الضغوط النفسية والإرهاق

يعاني كثير من الناس أثناء الحياة ومشكلاتها، بوجود مشكلة عويصة في العمل أو الدراسة.. إلخ، وعندما تواجه شخص ما أحد المشكلات فأنه يحاول بشتي الطرق في التخلص من هذه الأزمة ويتجنب الشعور بالإحباط. تعتبر مشاهدة الأفلام من الأمور المؤثرة والفعالة في تغيير الجو العام لحالتك النفسية مهما كان سبب ضيقك. وعندما نتحدث عن الأفلام فأن الأفلام الأمريكية  تأتي  في أول قوائم الترشيحات، لأن من يمثل بها هم نجوم هوليود، النجوم السينمائيين الأشهر في العالم على مدار سنين طويلة، فعندما نتحدث عن الأفلام وتأثيرها، فإننا أول ما نبحث عنه هو الأفلام الأقوى والأشد تأثيراً، ونجوم هوليوود لهم مكانة بارزة وتاريخ عريق في هذا المجال مثل آدم ساندلر ومارتن لورنس و جان بلاك وويل فيريل، وعديدين غيرهم. حيث نجد أن لهم مكانة خاصة في المجتمع السينمائي، إذ يمتلك كل منهم ما يميزه في التمثيل والموهبة، مما يجعل لهم وقع شديد على نفوس المشاهدين، فيتحمس ويثار المشاهد، ويخفف من الإحباط والضغوط النفسية، مما يشكل عاملاً إيجابياً له وقع نافع على المشاهدين.

تساعد الأفلام الأمريكية على التعرف علي الولايات المتحدة وثقافة شعبها

لنتفق بداية أن الفيلم أكبر من مجرد مشاهدة لمجموعة من الممثلين يقومون بأداء ما لغرض محدد ، بغرض تشويقك أو إضحاكك أو تسليتك أو الترفيه عنك..إلخ. بل للأفلام عدة رسائل منها النفسي والثقافي والاجتماعي..كل هذا بجانب فكرة الفيلم الرئيسية التي تحمل رسالة ما للمشاهدين في الغالب. وعندما تشاهد فيلم لدولة ما فإن ثقافة هذه الدولة تنعكس في كل شئ في الفيلم. فعندما تشاهد فيلماً عربياً فهذا يختلف كثيراً عن مشاهدة فيلماً صينياً مثلاً وهكذا.

فعندما تشاهد فيلماً أمريكيا فأنت تكتسب الثقافة الأمريكية وترى ما يحدث عندهم في الحقيقة بدون وعي، فتري عالماً آخر لم تكن لتراه بسهولة أو تعرف عنه إلا بالسفر أو القراءة، في جميع نواحي الحياة تري أموراً مختلفة كثيراً عنك ولا تعرفها،  فتعرف كيف يتعامل الأمريكان مع حفلات الزفاف والموت والدراسة وكيف ينظرون إلى الخمور والمخدرات. تري أشياءً تخالف ثقافتك العربية كثيرا وليس هذا بالأمر المهم، فأنت تشاهد فتري الاختلاف وتتعلم كيف تتقبله وتحترم أختلاف الآخرين حولك. لذلك فأي شخص يريد أن يشاهد الثقافة الأمريكية أو يريد التعرف عليها أكثر،فإن مشاهدة الأفلام الأمريكية تعد أسهل وسيلة للتعرف على الثقافة الأمريكية.

اكتساب الوعي ومعرفة أشياء نجهلها في العالم

إذا كنت منطوي ولا تحب الاحتكاك بالناس، إذا كانت علاقتك محدودة بالمجتمع، فبالتأكيد ستقابل في حياتك مواقف عديدة تتطلب الخبرة والمعرفة السابقة، إن كنت من قليلي الخبرة في الحياة فالأفلام ستكون بديلاً جيداً لك عن كل ذلك، ستعرف كيف تتصرف إذا حدث لك موقف محدد لم تمر به من قبل في حياتك الواقعية، فستمنحك الأفلام خبرات حياتية ومعرفية يمكن أن تكون عوضاً عن عدم احتكاكك بالعالم الواقعي، أيضاً إن كنت ممن تلهمهم الأفلام، فستجد  أفكاراً جديدة يمكن أن تلهمك في حياتك وتزيد من وعيك وإدراكك للأمور. ستؤثر الأفلام الأمريكية عليك دائماً ستجد قصص مثيرة ومشوقة، ستتحمس لتطبق كثيراً مما كنت تهمله في حياتك، كلما شاهدت قصة مؤثرة في فيلم ستثار لتحسين نفسك وتطبيق ما رأيت، بدون أن تعي ذلك. لذلك أحرص عزيزي القارئ على اختيار أفلام هادفة ومفيدة.

تحسين الواقع الاجتماعي وتوثيق العلاقات

يتأثر كل منا بكل ما يعيش حوله أو يشاهده أو يراه في الواقع أو حتى في العالم الافتراضي. وبالنسبة للأفلام فهي تعتبر بمثابة حياة أخري لا نراها في الواقع لكن نعيشها في عالم أفتراضي، ورغم ذلك نتأثر بها وبكل ما يجري فيها. فتتأثر بمشاهدة أبطال الفيلم يمرحون أويتعلمون أو يتنزهون مع بعضهم البعض. كل ذلك يؤثر على المشاهد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فإن كان المشاهد مراهقاً كان تأثره بما يشاهد أكبر، فيرغب المشاهد في تطبيق أشياء كثيرة على أرض الواقع والتشبه بأبطال الفيلم الذي يشاهده، وهذا شيء متعارف عليه عند جميع الناس حتى في الأفلام العربية، فيقلد الشباب الملابس والعلاقات والصداقات وطرق الاندماج في الحياة.

لذلك فالأفضل دائماً هو أن ننتقي ما نشاهد لأننا سواء رغبنا أو رفضنا فالأفلام لها تأثير فعال علينا، أما إذا كان التأثير سلبي أو إيجابي فهذا يعتمد عليك وعلى مدى ما تقدم على مشاهدته من أفلام. لذلك نحاول أن نختار أفلام هادفة ومؤثرة تخدم قيمنا ومثلنا العليا وتؤثر فينا بشكل أفضل. ولأن الأفلام الأمريكية  هي مزيج من ثقافات عديدة، بها ما قد يناسبنا وبها ما لا يتوافق معنا ومع أخلاقنا، لهذا يجب علينا أن نتوخى الحذر عند مشاهدة أي فيلم أمريكي.

اجتياز الأوقات الصعبة وملأ الفراغ

إن كنت تشعر بالوحدة والفراغ وعدم القدرة على مقابلة الآخرين وترغب في الجلوس وحيدا لفترات طويلة فإن  مشاهدة الأفلام الأمريكية ستكون بديلاً ومنقذاً لك من كل هذه المشاعر، يمكنك أن تجلس في غرفتك وتشاهد فيلماً لطيفاً إن كنت تكره الجلوس مع الناس وتميل إلى الانعزال. إن كنت تمر بظروف نفسية عصيبة وتشعر بالإحباط، فمشاهدة أفلام بناءة تعطي قوة وحماسة أفضل لك من الانخراط في العزلة والاكتئاب،وتتميز الأفلام الأمريكية بتنوعها وازدهار صناعتها، على عكس العديد من أفلام الثقافات الأخري، ستجد إنتاجاً غزيراً من الأفلام في كل المجالات التي تحب، أفلاماً للترفيه ولأكشن والأثارة والرعب…إلخ.

التعرف على التاريخ والحضارة الأمريكية بشكل ممتع

من الأشياء الهامة التي يمكن أن تكتسبها وتتعلمها من الأفلام الأمريكية هي معرفة التاريخ والنشأة للولايات المتحدة الأمريكية والأحداث السياسية والتاريخية المهمة التي مرت بها. فيمكنك معرفة تاريخ العبودية وتجارة الرقيق من خلال مشاهدة الأفلام التي تناولت هذا الموضوع، فهناك أفلام كثيرة جسدت معاناة السود والرقيق والظروف العصيبة التي مروا بها. كما يمكنك أيضاً التعرف على الحروب الأهلية وحرب الاستقلال ومرحلة التوسع التي مرت بها الولايات المتحدة الأمريكية والحرب العالمية الثانية ودور أمريكا بها. ستتعلم أكثر عن النهضة الصناعية والتقدم العلمي في كافة المجالات. ستري أفلام عن شخصيات أمريكية عبقرية ومختلفة أثرت في العالم، وساهمت في رسم الحاضر والمستقبل. على أختلاف أنواع الأفلام التي ستشاهدها، ستتعلم وتتعرف وتستكشف أكثر عن أمريكا وحضارتها،  ستري الماضي والحاضر والمستقبل، وسنتعرف أكثر كلما شاهدت أفلام أكثر.

تعلم اللغة الإنجليزية باللكنة الأمريكية

من الطرق الغير منتشرة ولا يعرفها المثرين، هي أنه بإمكانك تعلم اللغة الانجليزية من الأفلام، فقط تحتاج إلى مشاهده أفلام سهله اللغة وبسيطة وتقوم بتقسيمها على فترات .

بداية أختر فيلماً سهل اللغة، كالأفلام الدرامية أو الاجتماعية أو الكوميدي وابتعد عن الأفلام صعبة اللغة كأفلام الخيال العلمي أو الرعب، ويمكنك أن تختار من أفلام الأطفال أيضاً لأن لغتها ستكون يسيرة جداً.

أذهب إلى موقع subscene  حيث يحتوي هذا الموقع على سكريبتات أي فيلم انجليزي، بلغات متعددة، بعد الذهاب للموقع أختر الترجمة الإنجليزية للفيلم، وبعدها تضع ملف الترجمة والذي سيكون بصيغة srt، بداخل الفيلم، ثم تشاهد الأفلام بترجمة انجليزية بجانب سماعك للكلام المنطوق على ألسنة الممثلين.

عندما تبدأ بمشاهدة فيلم ما ستشاهد كل عشر دقائق من الفيلم ثم تقسمه على مراحل، وتشاهد كل جزئية عدة مرات متتالية، وبعد إنهاء هذه المرحلة يجب عليك أن تشاهد الفيلم كاملاً، بدون تقطيع. ثم تأتي بعد ساعتين وتشاهد الفيلم بدون مشاهدة الترجمة. ويجب أن نضع في الاعتبار كما سبق وأشرت أن  لغة الفيلم السلسة ستسهل هذه العملية كثيراً، وكل ذلك سيقع على عاتق المشاهد لأنه من أختار الفيلم بنفسه. فكما سلف وذكرت أن اختيار الفيلم سيكون عاملا أساسياً في تحديد سهولة أو صعوبة هذه العملية لذلك فنٱكد على اختيار فيلم سهل وجذاب لغة وموضوعا.ً

أما إذا كانت لغتك الانجليزية قوية عزيزي القارئ فبإمكانك أن تتعلم اللكنة الأمريكية من هذه الأفلام، فأنت تشاهد وتستمع إلى الفيلم وتعرف ما يدور في الفيلم، وفي هذه الزاوية ستقوم  باكتساب اللكنة الأمريكية وستتعرف أكثر على نطقهم المختلف لكثير من الكلمات، وستستكشف الكلمات الأكثر شيوعاً في اللكنة الأمريكية.

كيف نتجنب أضرار الأفلام الأمريكية ؟

بالطبع لكل شيء إيجابيات وسلبيات ومن الضروري لنا أن نبتعد عن أي شئ سلبي ونستجمع فوائدة ونستفيد منها. مشكلة الأفلام الأمريكية الأولي هي أنها تعكس ثقافة غربية قد لا تتفق معنا في بعض الأشياء، وكما سلف وذكرنا أننا نتأثر بكل ما نري ونشاهد، حتي لو كان فيلماً في عالم افتراضي. لذلك يجب أن نأخذ ما يفيدنا ونتجنب ما لا يفيد.

يجب أن ننتقي ما نشاهد بعناية كبيرة حتي نتأكد أن الفيلم يخلو من المشاهد غير مناسبة، وإذا كنت ولي أمر عزيزي القارئ يجب عليك توخي الحذر والحرص على معرفة ما يشاهده أبنائك، لذلك يمكنك البحث على الإنترنت عن الفيلم المستهدف، ومعرفة قصة الفيلم، وستري إن كان مناسباً للمشاهدة أم لا.

في كثير من الأحيان يمكن أن تكون مضطراً لمشاهدة فيلم معين قد يحتوي على مشاهد لا تتناسب مع ثقافتنا العربية، وفي هذه الحالة يمكنك أن تتفق على مشاهدة الفيلم مع شخص آخر وتمرر المشاهد الخارجة التي لا ترغب برؤيتها.

أختيار نوعية الأفلام التي يمكن أن تشاهدها، فلا يجب أن نجزم ونعمم بأن الأفلام الأمريكية هي شئ ضار لا يناسب ثقافتنا، ومن ثم فيجب أن نتجنبه ونمتنع عنه، بالعكس هناك قصص أشخاص ملهمون مجسدين في الأفلام بطريقة سلسلة ومشوقة، يمكنك أن تتعرف أكثر على أحداث تاريخية هامة أو أحداث سياسة لن تتعرف عليها بسهولة في أي مكان أخر.

خلاصة القول هي أن الأفلام الأمريكية جزء من الثقافة الأمريكية بكل تفاصيلها، ستساعدك مشاهدتها كثيراً إذا استفدت منها بشكل جيد، إيجابي وفعال، ستجد ثقافتك تتطور ولغتك تتحسن، ستتعرف على جزء من العالم لم تكن تعلم عنه شيئاً بدون أن تغادر مكانك، ولا يجب أن ننسي أن هذه الأفلام بها أيضاً جزء سلبي وهذا يعتمد على مدى تأثرك بها وقابليتك للاستهواء. لذلك حصن نفسك جيداً وكن رقيباً على  نفسك، حتى تقدر على أن تتقدم للأمام دائمًا.

وفاء خيري

قارئة نهمة محبة للأدب وشغوفة بالكتابة والتدوين، أرغب في إثراء المحتوي العربي على الإنترنت للأفضل.

أضف تعليق

1 × خمسة =